عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

ثواب إحياء الشعائر الحسينية

إنّ الذين قدّموا الخدمات الجليلة للإمام الحسين سلام الله عليه وتحمّلوا في سبيله العناء والعذاب، سيُسَجَّل لهم ما قدّموه بأحرف من نور في سفر التاريخ، وفي المقابل سُتكتب أسماء الذين وجّهوا ولو أدنى إهانة لمواكب العزاء والمآتم الحسينية بأحرف من نار وهوان أولئك الذين وقفوا في وجه مراسيم العزاء على سيّد الشهداء وكذا بدرجة أقلّ أولئك الذين أعاقوا أو ثبّطوا ذويهم أو الآخرين عن إقامة هذه الشعائر أو المشاركة فيها، كالزوج الذي منع زوجته من المشاركة، أو الزوجة التي ثبّطت من عزيمة زوجها، أو الأخ الذي منع أخاه، أو الجار الذي منع جاره، وبعبارة واحدة: كلّ من وضع عقبة في طريق إقامة الشعائرالحسينية، كلّ ذلك سيسجّل عليهم صغيراً كان أو كبيراً.
إنّ الخاسر الحقيقي هو من انتهك حرمة عزاء سيّد الشهداء وأهل البيت الأطهار سلام الله عليهم بأيّ طريقة كانت، ولن يهنأوا في حياتهم حتى في شربهم الماء، ففي الخبر أن الله تعالى أوّل شيء يحاسِب عليه المرء هي قضية سيّد الشهداء سلام الله عليه، فيحاسب كلّ من كان مع سيّد الشهداء وكلّ من كان ضدّه بل وكلّ من خطا خطوة في طريق سيّد الشهداء سلام الله عليه، وكلّ من خطا خطوة في طريق أعدائه فيحشر أتباع سيّد الشهداء معه وأعداؤه مع قتلته.
نذكر مثالاً من بين آلاف الأمثلة التي يتّضح من خلالها الثواب الذي يُعطى لخدّام المسيرة الحسينية، وقد يحمل كلّ واحد منكم أيضاً في ذاكرته أمثلة أخرى عن بركات وألطاف البيت النبوي لمسها في نفسه أو في بعض أقربائه
يُروى أنّه كان هناك شخصان أحدهما بائع بسيط بدخل متواضع، والآخر من أغنياء المدينة وأعيانها. كان البائع البسيط يكدّ ويشقى من الصباح حتى المساء لتأمين رزقه وعندما كان يعود إلى بيته يجلس فيقسّم حاصله اليومي إلى ثلاثة أثلاث، يخصّص ثلثاً منها ويدّخره باسم الإمام الحسين سلام الله عليه، وبمرور الليالي والأيّام وبعد البركة التي أفاضها الله تعالى على رزقه وما ادّخره، اشترى قطعة أرض خارج مدينته وبعد سنوات قليلة شاء الله تعالى أن تتوسّع المدينة، فأدخل التوسّع قطعته تلك إلى داخل المدينة، فبنى فوقها حسينيّة لإقامة العزاء على سيّد الشهداء سلام الله عليه بالإضافة إلى إقامة الفرائض والمراسيم الدينيّة الأخرى. وقد ذكر ابن ذلك الكاسب: بأنّ أهل البلد عرضوا عليه شراء تلك الحسينية مقابل مبلغ 5 مليارات تومان لغرض تحويلها إلى مبنى عام، لكنه رفض وقال: «هذا المكان وقف للإمام الحسين سلام الله عليه ولم يعُد ملكاً لنا».
إنّ خدمات ذلك الكاسب في الدنيا محفوظة له، من خلال المراسيم التي تقام في تلك الحسينية والتي أحيت ذكره، هذا بالإضافة إلى الثواب الأخروي الذي ينتظره، بينما لم أسمع عن ذلك الثريّ أنّه أوقف ولو شبراً واحداً من أملاكه للإمام الحسين سلام الله عليه، حتى آل الأمر إلى أن اقتسم ورثته من بعده كلّ أمواله، ولم يبق له أيّ شيء يحيي اسمه من بعده.
ومن هذا المنطلق، تعتبر قضية الإمام الحسين سلام الله عليه قضية تكوينية، بمعنى أنّه من قدّم خدمة خالصة للإمام سيثاب عليها في الدنيا قبل الآخرة.


0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فاطمة الزهراء عليها السلام علة غائيّة
الامويون والحسين عليه السلام
حاجة نظام الخلق إلى خليفة الله‏
لا يضحي الإمام بالعدالة للمصلحة
ملامح عقيلة الهاشميّين السيّدة زينب الكبرى *
يوم الخروج وكيفيته
الجزع على الإمام الحسين (عليه السّلام)
الدفاعٌ عن النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم
أهل البيت النور المطلق
حديث الغدير ودلالته على ولاية أمير المؤمنين (ع)

 
user comment