عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

السؤال : لا يبغضك يا علي إلاّ من خبث أصله ، هل هناك دليل عقليّ ونقليّ في الدين الإسلامي على ذلك ؟

لا يبغضك إلاّ من خبث أصله :

السؤال : لا يبغضك يا علي إلاّ من خبث أصله ، هل هناك دليل عقليّ ونقليّ في الدين الإسلامي على ذلك ؟

الجواب : هناك روايات كثيرة جدّاً ، ربما بلغت حدّ التواتر ، على أنّ علياً (عليه السلام) مع الحقّ والحقّ مع علي يدور معه حيثما دار ، وعلي مثال الكمال ، والحُسْن المتجسّد في رجل ، حتّى أحبّه كلّ إنسان منصف وحرّ ، وإن لم يكن مسلماً ، حيث إنّ المسيحيين يلهجون بالأشعار والقصائد والنظم والنثر في مدح علي (عليه السلام) .

ومن المعلوم أنّ الذي يبغض مثل هذه الشخصية المضحّية للإسلام ، بل المجسّدة لجميع قيم الدين الإسلاميّ لدليل واضح على عدم استوائه العقليّ والنفسيّ ، وهو دليل على خبث منبته وأصله .

وليس المقصود من خبث الأصل ابن الزنا ، والمتولّد من الحرام فقط ، بل الأمر أعمّ من ذلك ، فقد يكون من المنافقين أو ابن حيض .

مضافاً إلى أنّه ليس كلّ من كان ابن زنا يبغض علياً (عليه السلام) حتّى يقال بالجبر، وأنّه ما ذنب هذا الإنسان ؟ بل إنّ من يبغض علياً ـ والبغض والحبّ بالاختيار ـ كاشف عن سوء سريرته، وخبث أصله ، وهو أعمّ من ابن الزنا ـ كما قلنا ـ .

ونقل هذا المعنى في كثير من كتب المسلمين ومنها:

ما رواه الشيخ الصدوق في الأمالي (1) وأورد القندوزيّ الحنفيّ في ينابيع

____________

1- الأمالي للشيخ الصدوق : 383 .


الصفحة 46


المودّة(1) : إن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال لأمير المؤمنين : " لا يحبّك إلا طاهر الولادة ولا يبغضك إلا خبيث الولادة " .

وروى الشيخ الصدوق في علل الشرائع إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): " لا يحبّك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق أو ولد زنية أو حملته أمّه وهي طامث "(2) .

وروى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن عبادة بن الصامت أنه قال : " كنّا نبوّر أولادنا بحبّ علي بن أبي طالب فإذا رأينا أحداً لا يحبّ علي بن أبي طالب علمنا أنّه ليس منّا وأنّه لغير رشده "(3) .

( مصطفى . البحرين . 40 سنة . خرّيج جامعة )

لم يحارب الشيخين :

السؤال : على الرغم من قوّة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، لماذا لم يحارب الشيخين عندما سلبوا منه الولاية وهجموا على داره ، وكسروا ضلع الزهراء (عليها السلام) ؟

الجواب : إنّ الإمام (عليه السلام) قدّر الظروف آنذاك أنّها لا تحتمل الحرب ، وأنّ الخوض في الحرب مع المخالفين يؤدّي إلى ضياع الإسلام وهلاك الفريقين ، أو فسح المجال لأعداء الدين ليقضوا على الإسلام ، لهذا غضّ الإمام (عليه السلام) عنهم طرفه لحفظ أصل الإسلام .

والمسألة لم تكن مسألة نزاع حقّ شخصيّ ، أو دفاع عن حقّ شخصيّ ، بقدر ما كانت مسألة موازنة ما هو الأصلح للإسلام والرسالة ، والإمام رأى الأصلح للرسالة هو أن يغضّ عنهم ولا يدخل الحرب ، والقوم كانوا يحاولون استدراج الإمام إلى الحرب ، ولكن الإمام ما أراد أن يعطيهم مبرّراً للحرب

____________

1- ينابيع المودّة1 / 317 .

2- علل الشرائع 1 : 145 .

3- تاريخ مدينة دمشق 42/ 287 .


الصفحة 47


حتى لا يقال بأنّ علياً هو الذي بدأ بالحرب ، بل الأمر على العكس من ذلك حيث إنّ الإمام لزم الصمت والقعود آنذاك عن القتال من أجل حفظ بيضة الإسلام ، وهذا ما قد صرّح به بقوله (عليه السلام) : " والله لأسالمنّ ما سلمت أُمور المسلمين ، ولم يكن فيها جور ، إلاّ عليّ خاصّة " (1) .

هذا بالإضافة إلى الوصيّة التي كان ملزماً بها من قبل الرسول (صلى الله عليه وآله) .

( أُمّ زينب . الإمارات )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في ...
السؤال : هل توجد رواية في كتب أهل السنّة تبيّن ...
ما هو سرّ الخليقة وفلسفة الحياة؟!
السؤال : قال الإمام علي أمير المؤمنين : " أنا الذي ...
ان زيارة عاشورا المشهورة ( التي نقرأها جميعا ) هي ...
السؤال: إنّه ليحزّ في نفسي أن أجد مثل هذه الإجابة ...
السؤال : ما هو الردّ على أهل السنّة ؟ حيث يقولون : ...
السؤال : إلى الإخوان العاملين في مركز الأبحاث ، ...
السؤال : لماذا الشيعة لا يصلّون صلاة التراويح ؟ ...
السؤال : ما هو مفهوم الرجعة ؟ وفي أيّ زمن تحصل ؟

 
user comment