لم يقم بالإصلاح :
السؤال : لماذا لم يقم الإمام علي (عليه السلام) بالإصلاح في زمانه بينما قام بالإصلاح الإمام الحسين (عليه السلام) ؟
الجواب : لقد ذكر السائل عدم قيام الإمام علي(عليه السلام) بالإصلاح ، وطرح ذلك طرح المسلّمات ، وهذا ما لا نوافقه عليه ؛ فليس هناك أحد من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) إلا وسعى للإصلاح بحسب ما تسمح به الظروف.
إن من الخطأ الفادح أن يتصور أنّ حركة الإصلاح لابدّ أن تكون بالسيف دائماً ، فقد تقتضي الظروف أن تكون حركة الإصلاح بأسلوب آخر ، فرسول
|
الصفحة 49 |
|
الله (صلى الله عليه وآله) الذي سعى للإصلاح وهداية الناس في مكّة بصورة سرية ، نفسه يجعل الدعوة علنية ولكن بشكل سلميّ ، ثم يهاجر إلى المدينة ويحارب المشركين في عدّة مواطن ، ونفسه صلوات الله وسلامه عليه يصالحهم في الحديبية . وكلّ حركة من هذه الحركات هي محاولة وسعي منه عليه الصلاة والسلام للإصلاح ولكن بحسب ما تقتضيه الظروف .
كذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فهو الذي صبر على ما جرى بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكانت حركته في إصلاح الفساد بشكل سلميّ حتى قال قائلهم : " لولا علي لهلك عمر " هو نفسه يحارب الناكثين والقاسطين والمارقين . كذلك الإمام الحسن(عليه السلام)، فهو البطل الضرغام تحت راية أمير المؤمنين في حروبه مع الظالمين إلا أنك تراه يصالحهم كما صالحهم رسول الله في الحديبية . وكذلك الإمام الحسين (عليه السلام) صاحب ذلك الموقف المؤيّد لأخيه الحسن(عليه السلام) في صلحه مع معاوية تراه ــ حينما حانت الظروف المناسبة بعد هلاك معاوية للقيام بثورة لها صداها إلى أبد الدهر ــ يقف ذلك الموقف الذي شهد له التاريخ .
إذاً حركة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) هي حركة واحد وهدفها واحد وهو الإصلاح وهداية الناس إلا أنّ الأساليب تختلف بحسب الظروف .
( ... . ... . ... )