* شفيقة التهامي
لا احد يسأل نفسه هذا السؤال فى اى علاقة زوجية، ماذا نريد من بعض؟ ففى ذروة غضبه ينسى الزوج كل دعاوى التحضر والمساواة بين الجنسين ويصرخ فى وجه الزوجة عايزة منى ايه اما هى ورغم كل ما تدعيه من ندية فتنزوى دمعتها على خدها والسؤال هو: هو عاوز منى ايه؟
والزواج اقدم علاقة بين الجنسين لم يقدم فيما يبدو اجابة!
والاجابة تتعثر دائما فى زحام الاتهامات المتبادلة وتزداد اتساعا بين الرجل الحائر بين امتيازات سى السيد وواقع الحياة الجديدة وبين المرأة التى لا تزال تتمسك بالمطبخ وبدورها كأنثى وست بيت حيث تصرخ فى نفس الوقت منددة بالظلم الواقع عليها.
من الظالم ومن المظلوم..واين الحقيقة؟
الاتهامات المتبادلة صورة طبق الاصل!!
يقول سعد مهندس كمبيوتر واخرون شملتهم عينة البحث:
لا ادرى ما الذى تريده مني، اننى اقوم بواجباتى كاملة وأنفق على البيت وأواجه متاعب العمل صحيح انها تعمل مثلى لكنها بالقطع لا تقوم بواحد فى المائة مما اقوم به فالمجتمع يقدر انها سيدة ولها بيت ومسئولة عنه وبالتالى لايطالبها بما يطالبنى به،اما اعمال المنزل فلم تعد تستغرق وقتا بفضل الاجهزة الحديثة والله يرحم الايام التى كانت فيها جداتنا يقمن بأنفسهن بالغسل والطهو وحتى الخبيز وتربية الاولاد.
- البيت اولا وثانيا وثالثا... ثم اننى لم اجبرها على العمل.
- الاطفال مسئولية الام وكفاية على الشغل.
- كلمة حلوة ايه زواجى بها واستمراره معناه انى احبها وبعدين ايه شغل المراهقة ده.
- مش لاقى ست فى البيت مجرد مربية وطباخة طيب انا فين!
- انا ارفض اساعد فى شغل البيت دى تقاليع مستوردة.
وآراء النساء اللائى شملتهن عينة البحث كانت:
- انا حاسة انى مجهدة طول الوقت.
- بشتغل وأقوم بكل شغل البيت وأذاكر للأولاد ومفيش كلمة طيبة.
- باشعر انى مجرد الة فى البيت زى البوتاجاز او الغسالة حتى دول يمكن لو عطلوا بيجري
- يصلحهم لكن انا لو اشتكيت ولا كأنه سامع ده لو ما سمعتش كمان كلمتين فى العضم.
- طبعا تربيتنا تمنعنى اطالبه يساعدنى فى شغل البيت لكن على الاقل يساعدنى فى مذاكرة الاولاداو شراء لوازم البيت.
- بقالى سنين ما سمعتش منه كلمة حب.
- الله يرحم ايام زمان لما كان الراجل بيحترم الست رغم انها قاعدة فى البيت ويناديها يا هانم.
ما تتمنونه والواقع
هذه هى نوعية الشكاوى والاتهامات التى يتبادلها رجالنا ونساؤنا ونظلم انفسنا كثيرا ادا علقنا السبب على واقع حياتنا وتركيبتنا كشرقيين، فنفس النوعية من الشكاوى والاتهامات يتبادلها الازواج فى الغرب كما تؤكد كل الدراسات التى تقوم بها مراكز الاسرة هناك.
على سبيل المثال فإن احدث دراسة قام بها مركز الاحوال الاسرية فى امريكا قد انتهت الى ان المرأة ما زالت هى المسئولة عن معظم اعباء الاسرة وان اكثر من 70% من النساء يقمن بالطهو والغسل والكى وشراء الطلبات من السوق بالاضافة للعمل وان 2% فقط من الرجال يشاركون فى الاعمال المنزلية.
كذلك فقد اوضحت الدراسات ان الرجال ما زالوا يشعرون بالغضب عندما يجدون زوجاتهم لا يقدمن لهم الرعاية العاطفية والنفسية والمادية التى يتوقعونها وبالأسلوب الذى يرضيهم.
وتضيف مستشارة الزواج الامريكية زيلدا ميدوست ان الرجال رغم تشجيعهم للمرأة على العمل يشعرن بالضيق اذا حققت الزوجة نجاحا او دخلا اعلي.
اما بالنسبة للمرأة فرغم مطالبتها بالمساواة الكاملة للرجل الا انها ترفض ان تتخلى عن دورها التقليدى المعروف.ويحلو لها ان تتذكر عندما يعن لها انها مخلوق رقيق حساس يحتاج للرعاية والحنان والمشكلة انها تتذكر ذلك فى الاوقات غير المناسبة على الاطلاق كأن تلجأ للدموع فى محل عملها او للعب على وتر المشاعر مع زوجها لتفوز فى جدل هى التى بدأته بصورة منطقية بحتة ومن منطلق المساواة الكاملة بينهما.
وتوضح روز ليندا مايلز مؤلفة كتابى الخطر- رجال فى العمل و تاريخ النساء فى العالم هذه النقطة فى مؤلفاتها فتقول :انه بالرغم من ان النساء لا يتوقعن الكثير من الرجال، لكن المشكلة هى ان هذه التوقعات القليلة غير واقعية وانهن يحاولن من خلال هذه التوقعات ان يعايشن حلم الهروب من الواقع الى عالم الاميرة الجميلة التى تعيش فى سعادة دائمة مع الحبيب الثرى الذى لا يمل التغزل فى جمالها وبث لواعج الهوي.
اما الرجال فرغم عشقهم لفكرة الرجل المتحضر الذى يدفع زوجته للنجاح ويسعى لعلاقة متكافئة مع زوجته ويعبر بحرية عن مشاعره وافكاره الا ان الرجل الجديد فى حياتهم هو مجرد صورة حلوة يقف بينها وبينهم تراث طويل من التقاليد والافكار الموروثة عن الرجل القوى الذى لا يهتز الذى يخفى مشاعره ولا يعبر عنها كى لا يتهم بالضعف هذا بالاضافة لأساليب التربية التى تحدد للرجال ادوارا تختلف عن ادوار النساء التى تدمغ اى محاولة للخروج عن الاطر التقليدية.
ازمة الرجل
وتؤكد مستشارة الزواج الامريكية ميدوست ان الرجل يواجه ازمة حقيقية فهو إن عرف المطلوب منه بحكم تطور المجتمع وتغير الظروف الا انه لا يستطيع تطبيق معتقداته هذه لأنها تعنى بالنسبة له التخلى عن امتيازات اكتسبها على مر السنين وهكذا يظل الرجل دائما حائرا على امل ان تتحقق المعادلة الصعبة فيجد المرأة العاملة الواعية التى تدير شئون بيته وترعاه بأسلوب الست امينة دون ان تطالبه بأى شيء.
وفى رأيها انه لا سبيل لحل المعضلة الصعبة سواء بالنسبة للنساء او الرجال الا بمزيد من الواقعية ومحاولة تفهم كل طرف لاحتياجات الطرف الاخر على اسس حقيقية ليس فيها احلام ست الحسن والجمال او ترحم على ايام زمان.
المطلوب اذن وباختصار هو مزيد من الواقعية،ومزيد من الصبر ومزيد من التسامح والكثير والكثير من الحب فلا شيء سيقضى على احتياج الرجل او المرأة للآخر او لعلاقة مستقرة مستمرة بينهما رغم كل المشاكل والاتهامات.