أدلّتنا على عدمه :
السؤال : هل هناك قول عن أيّ إمام ينصّ بعدم تحريف القرآن الكريم ؟
الجواب : استدلّ العلماء بطوائف من الأحاديث لنفي التحريف :
الطائفة الأُولى : أحاديث الثقلين ، الدالّة على التمسّك بالكتاب والسنّة ، فلو كان الكتاب محرّفاً كيف نؤمر بالتمسّك به .
الطائفة الثانية : خطبة الغدير ، حيث أمر فيها (صلى الله عليه وآله) بتدبّر القرآن ، وفهم آياته والأخذ بمحكماته دون متشابهاته ، والأمر بذلك يستلزم عدم تحريفه .
الطائفة الثالثة : أحاديث العرض على الكتاب مطلقاً ، وترك العمل بما لم يوافقه أو لم يشبهه .
|
الصفحة 113 |
|
الطائفة الرابعة : الأحاديث الواردة في ثواب قراءة السور في الصلوات وغيرها، وثواب ختم القرآن وتلاوته ، فلولا أنّ سور القرآن وآياته معلومة لدى المسلمين لما تمّ أمرهم (عليهم السلام) بذلك .
الطائفة الخامسة : الأحاديث الواردة بالرجوع إلى القرآن واستنطاقه .
الطائفة السادسة : الأحاديث التي تتضمّن تمسّك الأئمّة من أهل البيت (عليهم السلام) بمختلف الآيات القرآنيّة المباركة .
الطائفة السابعة : الأحاديث الواردة عنهم (عليهم السلام) في أنّ ما بأيدي الناس هو القرآن النازل من عند الله تعالى .
منها : ما روي عن الريّان بن الصلت قال : قلت للرضا (عليه السلام) : يا ابن رسول الله، ما تقول في القرآن ؟ فقال : ( كلام الله لا تتجاوزوه ، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلّوا ) (1) .
وعن علي بن سالم عن أبيه قال : سألت الصادق (عليه السلام) ، فقلت له : يا ابن رسول الله ، ما تقول في القرآن ؟
فقال : ( هو كلام الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ووحي الله وتنزيله ، وهو الكتاب العزيز الذي { لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } (2) .
الطائفة الثامنة : الأحاديث الواردة في صدر بيان علوّ القرآن ومقامه ومعرفة شأنه .
وعليه ، فلو كان القرآن الموجود محرّفاً ـ نعوذ بالله ـ لما بقي أثر لهذه الطوائف من الأحاديث وما شابهها .
فمجموع هذه الأحاديث على اختلاف طوائفها ، تدلّ دلالة قاطعة على أنّ القرآن الموجود هو القرآن النازل على النبيّ (صلى الله عليه وآله) من دون أيّ تغيير أو تحريف .
( عبد الله . البحرين . 20 سنة . طالب جامعة )
____________
1- عيون أخبار الرضا 1 / 62 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 639 .
2- فصلت : 42 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 639 .
|
الصفحة 114 |
|
تعدّد القراءات لا يعدّ تحريفاً :
السؤال : قال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (1) ، فكما قال المفسّرون : المقصود من الحفظ هو الحفظ النصّي ، ولكنّنا نجد أنّ هناك روايات تختلف نصّياً عن بعضها ، فرواية حفص عن عاصم تختلف عن رواية قالون عن نافع ، ورواية قالون عن نافع تختلف عن رواية ورش عن نافع ، فهل يعدّ هذا تحريف للقرآن مع تعدد هذه القراءات ؟
الجواب : إنّ القرآن الواصل إلينا ثبت بالتواتر من عهد النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى الآن ، وهذه القراءات خبر واحد لا يثبت بها النصّ القرآنيّ .
فلا يقال : إنّ القرآن محرّف بها ، مع ملاحظة أنّ الصورة محفوظة في القرآن ، والاختلاف يكون بالحركات والإعجام .
وأمّا أنّه نازل على سبعة أحرف ، وأنّها هي القراءات السبعة فباطل عندنا ، وهذا الحديث له معنى آخر .
وأمّا نزوله فكان على حرف واحد ، قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( إنّ القرآن واحد ، نزل من عند واحد ، ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة ) (2) ، ونحن نقول : أنّ خبر الرواة خبر واحد لا حجّة به علينا ، بعد أن ثبت القرآن بالتواتر .
( حسين حبيب عبد الله . البحرين . 20 سنة . طالب جامعة )
السؤال : من هو مؤلّف كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب ربّ الأرباب ؟ وهل يرى تحريف التنزيل ؟
الجواب : الكتاب للمحدّث النوريّ الطبرسيّ (قدس سره) ، وقد ذكر أحد الباحثين ـ وهو
____________
1- الحجر : 9 .
2- الكافي 2 / 630 ، الاعتقادات للشيخ المفيد : 86 .
|
الصفحة 115 |
|
السيّد محمّد رضا الجلاليّ ـ في كتابه دفاع عن القرآن ما نصّه : ( أنّ المحدّث النوريّ جمع الروايات من الطرفين ، التي ظاهرها تحريف القرآن ، فقد نقل كلّ الروايات حتّى التي من دون سند ، ونقل أيضاً من كتب مجهولة المؤلّف ، فغرضه كان لمجرد الجمع والتأليف من دون الفحص والتحقيق ، فهو لا يرى التحريف في تنزيل القرآن ، لأنّه يصرّح بأنّ هذه الروايات ليست أدلّة مثبتة لشيء لعدم حجّيتها ، ولأنّها آحاد ، وأنّها ضعيفة السند ) .
|
الصفحة 116 |
|
( سعد . السعودية . ... )
السؤال : هل صحيح أنّ الإمام علي زوّج إحدى بناته لعمر بن الخطّاب ؟
الجواب : ذكر السيّد علي الشهرستانيّ في كتابه ( زواج أم كلثوم ) ثمانية أقوال في المسألة :
الأقوال الأربعة التي قالت بها الشيعة :
1- عدم وقوع التزويج بين عمر وأم كلثوم .
2- وقوع التزويج لكنه كان عن إكراه .
3- أنّ المتزوّج منها هي ربيبة الإمام لا بنته .
4- أنّ عليّاً زوّج عمر بن الخطاب جنّيّة تشبه أم كلثوم .
الأقوال التي ذهب إليها بعض الشيعة وبعض العامة :
5- إنكار وجود بنت لعليّ اسمها أمّ كلثوم .
6- أنّ أمّ كلثوم لم تكن من بنات فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) بل كانت من أمّ ولد .
7- القول بتزويجها من عمر ، لكن عمر مات ولم يدخل بها .
8- أنّ عمر تزوّج بأمّ كلثوم ودخل بها وأولدها زيداً ورقية .
ومن أراد التفصيل فاليراجع الكتاب المذكور .
|
الصفحة 117 |
|
( دينا . البحرين . 15 سنة . طالبة ثانوية )
تعليق على الجواب السابق وجوابه :
السؤال : اتّضح لنا من جوابكم على السؤال : أنّ الإمام (عليه السلام) قد خاف من تهديد عمر ، وأنّه (عليه السلام) قد قبل بتزويج ابنته منه ، وكأنّه رغماً عنها ، فهل تسمحون بالتوضيح أكثر ، وجزاكم الله كلّ خير .
الجواب : حسب النصوص الواردة في مجامعنا الروائية والتاريخيّة ، فإنّ خطبة عمر من أُمّ كلثوم كانت بعد تهديده أباها أمير المؤمنين (عليه السلام) باتهامه بالسرقة وأشياء أُخرى ـ والعياذ بالله ـ إن امتنع عن الأمر (1) .
ولكن في نفس الروايات إشارة واضحة إلى مجرد وقوع العقد ـ لا الدخول ـ وعلى كلّ فإنّ الموضوع ـ إن صحّ وقوعه ـ كان تحت الضغط والتهديد المذكور ، لا بطيب النفس حتّى يدلّ على وجود العلاقة المتعارفة بين الطرفين .
( أُسامة . الجزائر . ... )
لو ثبت لثبت أنّ عمر رجل فاسق فاجر :
السؤال : أنا حديث العهد بمذهب آل البيت (عليهم السلام) ، وأُريد أن أسألكم في قضية تزويج أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنته لعمر بن الخطّاب ، ففي كتب السنّة قد تزوّجها برضاه ، أمّا في كتب الشيعة أنّه (عليه السلام) تعرّض للتهديد ، فكيف يعقل أن تأخذ منه ابنته ولا يفعل شيئاً ؟
والمعروف عن أمير المؤمنين أنّه لا يسكت عن باطل ، حتّى ولو استلزم ذلك إراقة الدماء ، ومسألة زواج ابنته ليس بالأمر إلهيّن ، وإنّما هي مسألة شرف ، وأنا لا أظنّه يسكت عن هذا، إلاّ إذا كان راضياً بهذا الزواج ، وفّقكم الله .
الجواب : إنّ النصوص الواردة في هذه المسألة في غاية الاضطراب ، ممّا تجعلنا نشكّ في أصل القضية ، بالأخصّ ما ورد في مصادر أهل السنّة ، حيث
____________
1- الكافي 5 / 346 و 6 / 115 .
|
الصفحة 118 |
|
لو قبلوا برواياتهم والتزموا بها في هذا الزواج ، عليهم أن يلتزموا بسائر التفاصيل الواردة في نفس الواقعة ، التي تكون نتيجتها : أنّ عمر رجل فاسق فاجر متهوّر ، وذلك لما روي من تفاصيل في هذا الزواالجواب :
ففي بعض رواياتهم : ( أنّ عمر هدّد عليّاً ) !! (1) .
وفي بعضها : ( أنّ عمر لمّا بلغه منع عقيل عن ذلك قال : ويح عقيل سفيه أحمق ) !! (2) .
وفي بعضها : ( التهديد بالدرّة ) !! (3) .
وفي بعضها : ( أنّ أُمّ كلثوم لمّا ذهبت إلى المسجد ليراها عمر !! قام إليها فأخذ بساقها !! وقبّلها ) !! (4) .
أو : ( وضع يده على ساقها فكشفها ، فقالت : أتفعل هذا ؟ لولا أنّك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، أو : لطمت عينيّك ) !! (5) .
أو : أخذ بذراعها !! أو : ضمّها إليه !!
( علي الاشكناني . الكويت . 33 سنة . مدرّس )