عربي
Thursday 28th of November 2024
0
نفر 0

بماذا تثبت الإمامة أو الخلافة للأشخاص؟

بماذا تثبت الإمامة أو الخلافة للأشخاص؟

 

وبعبارة أخرى: كيف يصبح الخليفة خليفة، أو الإمام إماماً، وما هي الطريقة الصحيحة في تنصيب الإمام أو الخليفة حسب الشريعة الإسلامية؟

هنا ثلاث نظريات في الجواب عن هذا السؤال، وهي كما يلي:

أ ـ نظرية أهل السنة والمعتزلة: تصح الخلافة أو الإمامة للأشخاص عن طريق الشورى، وهي الطريقة الأساسية عندهم، حسب ادعائهم كما ذكر ذلك النووي في شرحه على "صحيح مسلم": "أنّ المسلمين أجمعوا على أنّ الخليفة إذا حضرته مقدِّمات الموت وقبل ذلك يجوز له الاستخلاف ويجوز له تركه فإن تركه فقد اقتدى بالنبي (صلى الله عليه [وآله] وسلم) في هذا وإلا فقد اقتدى بأبي بكر وأجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف وعلى انعقادها بعقد أهل الحل والعقد لإنسان إذا لم يستخلف الخليفة وأجمعوا على جواز جعل الخليفة الأمر شورى بين جماعة كما فعل عمر

 

 


بالستة وأجمعوا على أنه يجب على المسلمين نصب خليفة ووجوبه بالشرع لا بالعقل إلخ.."(1).

وفي "فلك النجاة" نقلاً من كتاب "حجة الله البالغة" لولي الله الدهلوي: "تنعقد الخلافة بوجوه: بيعة أهل الحل والعقد من العلماء والرؤساء، وأمراء الأجناد ممن يكون له رأي ونصيحة للمسلمين (كما انعقدت خلافة أبي بكر)، وبأن يوصي الخليفة الناس به (كما انعقدت خلافة عمر)، أو تجعل (شورى) بين قوم (كما كان عند انعقاد خلافة عثمان، بل علي أيضاً"(2).

ب ـ نظرية الزيدية: تثبت عندهم الخلافة أو الإمامة بعد الإمام علي والحسنين (عليهم السلام) مع الدعوة إليها، بالشروط الأربعة عشر(3)، كما أشار إلى ذلك صاحب "عدة الأكياس في شرح معاني الأساس" في عدة مواضع، منها ما يلي: "من دعا الناس إلى نصرته والجهاد معه وهو جامعاً لشروط

____________

(1) شرح مسلم للنووي: (12/205).

(2) فلك النجاة لعلي محمد فتح الدين الحنفي: 129.

(3) الشروط الأربعة عشر عند الزيدية، كما أوردها صاحب عدة الأكياس في شرح معاني الأساس ما يلي: 1ـ البلوغ والعقل. 2 ـ الذكورة. 3 ـ الحرية. 4 ـ المنصب [أي النسب الخاص]. 5 ـ الاجتهاد. 6 ـ الورع. 7 ـ اجتناب المهن المسترذلة. 8 ـ الأفضلية [أفضل أهل زمانه]. 9ـ الشجاعة. 10 ـ التدبير. 11 ـ القدرة على القيام بثمرة الإمامة. 12 ـ السخاء. 13ـ السلامة من المنفرات [كالجذام]. 14 ـ سلامة الحواس والأطراف.

 

 


الإمامة صار إماماً تجب طاعته"(1).

وجاء في موضع آخر من الكتاب نفسه ما يلي: "... ثم الإمام بعده [أي أميرالمؤمنين علي (عليه السلام)] الحسن والحسين بالنص، ثم هي [أي الخلافة أو الإمامة] بينهم [أي ذرية أهل البيت (عليهم السلام)] شـورى فمن خرج من أولادهما [أي الحسن والحسين (عليهما السلام)] جامعاً لشروط الإمامة فهو إمام"(2).

جـ ـ نظرية الشيعة الإمامية: تثبت عندهم الإمامة أو الخلافة بالاختيار من الله تعالى، كما أشار إلى ذلك الشيخ المفيد (رحمه الله) في "أوائل المقالات"، حيث قال: "واتفقت الإمامية على أنّ الإمامة لا تثبت مع عدم المعجز لصاحبها إلا بالنصّ على عينه والتوقيف"(3).

هذه هي النظريات المشهورة في هذا الموضوع.

وهنا سؤال يوجّه إلى أهل النظرية الأولى مفاده: أنتم وجميع المسلمين مجمعون على أنّ المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) رجل منصور لا يُهزم، وأنّه يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، وهذا المضمون ورد في روايات كثيرة جداً، بحيث لا يشك فيه أحد من المسلمين، وعندكم أنّ الإمامة أو الخلافة

____________

(1) عدة الأكياس في شرح معاني الأساس للعلامة أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي القاسمي: (2/136).

(2) المصدر نفسه: (2/138).

(3) أوائل المقالات للشيخ المفيد: 40.

 

 


تصح بالشورى، ونحن اليوم نرى المسلمين في أشدِّ الحاجة لرجل يُنقذهم من غطرسة أمريكا والصهاينة، فلماذا لا تجتمعون و تتشاورن وتختارون الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) لكي يُنقذ المسلمين وجميع المظلومين في العالم؟!

فأيَّ شيء تنتظرون والحلُّ بين أيديكم واختيار الإمام موكول إليكم؟!

هل تنتظرون أن يختار الله رجلاً لهذا الأمر؟!

هذه عقيدة الإمامية؛ إذ أنّهم أهل القول بلزوم اختيار الإمام أو الخليفة من قبل الله عزّ وجل، وأمّا أنتم فتقولون بالشورى في هذا الأمر وتستقبحون بشدّة قول الإمامية في هذا المجال.. فلماذا هذا السكوت والحلُّ موكول إليكم؟!

إنّ سكوتكم هذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّكم في قرارة أنفسكم تعلمون أنّ هذا الأمر ـ وهو تعيين وتنصيب المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) كخليفة ـ لا يكون إلا باختيار من الله عزّ وجلّ، فكيف تقولون أنّ الإمامة أو الخلافة تصح بالشورى؟!

وأنتم تعلمون أنّكم لو اخترتم رجلاً باعتباره المهديَّ المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) فإنّ اختياركم لن يجعل ذلك الرجل هو المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) حقيقةً؛ وذلك لأنّ المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) مؤيد بتأييدات إلهيّة كبيرة، وإن أنتم اخترتم رجلاً باعتباره المهديَّ المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف)، ولم يَحْظَ بتلك التأييدات الإلهية فسيظهر أنَّ مَن اخترتموه ليس مصداقًا لتلك الروايات؛ لذا لا بدّ لكم من الرجوع إلى

 

 


قول الإمامية القائلين بأنّ اختيار المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) وتعيينه كخليفة يكون من قبل الله تعالى. وهذه هي نظرية الإسلام الصحيحة الثابتة التي لا ينقضها الزمان ولا المكان.

وأمّا نظريتكم وهي: القول بالشورى في اختيار الإمام أو الخليفة فلا بدّ أن تنتقض هنا ـ أي في تعيين الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) ـ، وليس من قواعد الإسلام ما ينقضه الزمان.

ويُوجَّه هذا السؤال نفسه إلى إخواننا الزيدية أيضاً؛ بأن يُقال لهم: بما أنّكم وجميع المسلمين مجمعون على أنّ المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) لا تُهزم رايته، وترون كما نرى وضع الأُمَّة الإسلامية، وما تعانيه، وأنتم تقولون إنّ الإمامة بعد علي والحسن والحسين (عليهم السلام) تثبت للأئمة الباقين ومنهم الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف)(1) بوجود الشروط الأربعة عشر، فلماذا لا تبحثون عن رجل توجد فيه الشروط الأربعة عشر، ويكون اسمه كاسم الرسول (صلّى الله عليه وآله)، واسم أبيه كاسم أبيه!!، كما تعتقدون، وتبايعونه للإمامة لكي تُحلَّ مشكلة هذه الأُمَّة، وتسترجع مجدها وعزَّتها، فأيَّ شيء تنتظرون؟

هل تنتظرون أن يختار الله سبحانه وتعالى لهذا الأمر اختيارًا مباشرًا من عنده؟

____________

(1) فالزيدية لم يستثنوا الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) من تلك القاعدة العامة، كما استثنوا الإمام عليًّا والحسنين (عليهم السلام).

 

 


فأين ذهبت ـ في هذا المورد ـ قاعدة الأربعة عشر شرطاً؟

أولستم تتصوَّرون أنّ الناس يحقُّ لهم اختيار الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السلام) إذا وجدت تلك الشروط الأربعة عشر في المختار، ولا تعتقدون باختيار أحد من أهل البيت (عليهم السلام) بعينه إلَّا الإمام عليًّا والحسنين (عليهم السلام)؟

فلماذا لا تختارون المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) وتخلِّصون الأُمَّة من هذه الغمَّة؟

إنّكم هنا لا بدّ أن ترجعوا إلى عقيدة الإمامية، وأنتم فعلاً تمارسونها عمليًا، وتشعرون وجميع المسلمين بضرورة اختيار المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) من قبل الله عز وجل، وعندئذ لا بدّ أن تنتقض النظريات البشرية يوماً ما، ولو كانت لها صولة وجولة في فترة من التاريخ، وتبقى القواعد الإلهية ثابتة لا تتغير، بل تزداد جلاءاً وجمالاً، كلما مرّ الزمان.

 

 


المسألة الثانية

كيف يَعرِف المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) أنّه هو المهدي الموعود؟

 

يعتقد جميع المسلمين أنّ المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف)، سيملأ الأرض كلَّها قسطاً وعدلاً، فهو إذاً ليس شخصية عادية، ومَهمَّته مَهمَّة صعبة، وغير عادية؛ لذا لا بدّ أن يكون الشخص المدَّعي لأمر المهدوية على يقين قاطع بأنّه هو المهدي المنتظر، ونلاحظ أنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) مع أنّه شاهد جبريل (عليه السلام) وأُنزل عليه القرآن الكريم، وأُسرى به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، حيث عُرج به إلى السماء ـ مع ذلك كلِّه ـ كان يقصُّ الله عز وجل عليه قصص الأنبياء، ما يثبِّت به فؤاده، كما قال تعالى: {وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْـحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}(1) وذلك التأييد والتثبيت لازم له (صلّى الله عليه وآله)؛ لأنّ مَهمَّته صعبة وسوف تكون فيها حروب دامية، وخروج من الديار والأهل وغير ذلك، فكيف بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) الذي يريد أن يحكم

____________

(1) هود: 120.

 

 


الكُرة الأرضية كلَّها ليملأها قسطاً وعدلاً؟ ألا يحتاج إلى ما يوصله إلى أعلى درجات اليقين، بأنّه هو المهدي المنتظر المقصود والموعود به لتلك الـمَهمَّة العظيمة؟

ومن هنا يظهر الإشكال عند إخواننا أهل السنة؛ حيث يعتقدون أنّه مع انقطاع الوحي عن الرسول (صلّى الله عليه وآله)، انقطع اتصال الملائكة بأولياء الله في الأرض، وبشكل عامّ يعتبرون دعوى نزول الملائكة على أحد من الخلق بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) منكرًا من القول، ويتّهمون من يقول بذلك بأنه يدَّعي النبوَّة لمن تنزل عليهم الملائكة، أو يتّهمونه بالغلو، وغير ذلك من التَّهم؛ ولذا يشنُّون على الشيعة الإمامية الحملات الإعلامية القاسية، لوجود روايات ـ عند الإمامية ـ تذكر نزول بعض الملائكة على الزهراء (عليها السلام) بعد وفات النبي (صلّى الله عليه وآله) لمواساتها (عليها السلام)، ويعتبرون ذلك من الغلوُّ، ويعتقدون أيضاً أنّه لا يوجد معصوم من بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله).. لذا نسألهم:

كيف يَعرِف المهدي المنتظر ـ باليقين الذي لا يخالطه شكٌّ ـ أنّه هو المهدي الموعود؟ مع العلم أنّه قد ظهر في المجتمعات السنية والزيدية مَن ادِّعى لنفسه المهدوية، ولكن لم يفلحوا، ولم يقبلهم عامّة الأُمَّة.

فالمهدي يلزم أن يتوفَّر على اليقين بكونه هو المهديُّ المنتظر الموعود، وهذا اليقين لا يمكن أن يتحقَّق إلاَّ من أحد طريقين:

فإمّا أن يحصل له اليقين المذكور من خلال نزول الملائكة عليه، أو أن

 

 


يخبره معصومٌ قولُه حجة بأنّه هو المهدي المنتظر الموعود. وكِلا الطريقين عند أهل السنة والزيدية ممنوع وغير ممكن.. فكيف يَعرِف ويتيقّن المهدي أنّه هو المهدي المنتظر حقيقةً؟

فلم يبقَ لهم إلَّا طريقٌ واحدٌ، وهو الوصول إلى ذلك اليقين المذكور من خلال المنامات، وهذا الطريق بإجماع الأمَّة لا يوجب العلم الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يُقيم حدًّا من حدود الله عزّ وجلّ، فكيف بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) الذي يُريد أن يقوم بمهمة صعبة للغاية، يحتاج في تنفيذها إلى أن يدخل في معارك ضارية، قد يُقتل فيها ملايين البشر، أضف إلى ذلك أنّنا ـ والتاريخ يشهد بذلك ـ نعرف أناسًا في منتهى التديُّن والإخلاص، ولكنْ كلُّ واحد منهم يرى في مناماته أنّه هو المهدي المنتظر، ولذا يخبرون بعض الناس بذلك، وتتكوّن لهم جماعات صغيرة ثمّ يموتون، أو ينصرفون عن دعواهم، وتنتهي مسألتهم، أو قد يهجم عليهم عوامّ الأمَّة بتحريك من العلماء، فتقتلهم أو تطردهم، فما حكم هؤلاء؟.. وهل يحقُّ لنا عدم قبول دعواهم؟ وهم في الواقع صادقون في أنّهم رأوا تلك المنامات، بل قد تحصل رؤيا أو أكثر لدى بعض الناس بما يؤيِّد دعواهم، فهل يصحُّ أن نقبل هذه الطريق كطريق لمعرفة مسألة مُهمَّة كمسالة المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف)؛ مع ما نلاحظه في هذه الطريقة من الفوضى؟

إذاً سيرجع الجميع إلى رأي ومذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وهو القول بأنّ الملائكة تنزل على أولياء الله، وتبلّغهم أوامر الله عزّ وجلّ، أو أنّه لا بدّ

 

  


من معصوم قبل المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) يُخبره بأنّه هو المهدي المنتظر. وهذا هو مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، فمن فكّر مليًّا في هذه الأُمور، ودرس القضية من جميع نواحيها، وأنصف فطرته وعقله؛ فسوف يرى أنّ مذهب أهل البيت (عليهم السلام) هو المذهب الوحيد الذي تنسجم فيه تلك البشائر النبوية مع الواقع.. وأمَّا مهديٌّ ليس لديه دليلٌ على أنّه هو المهدي المنتظر إلَّا مجرَّد أحلام ومنامات، كيف يستطيع أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ويُزيل الظَّلمة والعتاة، ويُدمِّر أهل الشرك والعناد؟.. إنّه أمر واضح لمن أراد أن يتدبَّر فيه ويتأمّل.

وهذا الإشكال نفسه يُطرح على إخواننا الزيدية أيضاً، حيث يقولون بانقطاع العصمة الفردية عن أهل البيت (عليهم السلام) بعد الحسين، وانقطاع اتصال الملائكة بأهل البيت (عليهم السلام) بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله).

ولا زلتُ أتذكّر جيّداً، حينما سألت يوماً أحد كبار علماء الزيدية هذا السؤال:

كيف يَعرِف المهدي أنّه هو المهدي الموعود؟

فسكت قليلاً، ثم قال: المهدي لا يعرف أنّه هو المهدي المنتظر، بل هو رجل من أهل البيت (عليهم السلام)، يدعوا الناس لإحياء الإسلام، ويواجه الظلمة والمتكبرين، وينتصر عليهم انتصارات عظيمة، وبعد أن يملأ الأرض عدلاً وقسطاً؛ يعرف أنّه هو المقصود بتلك الروايات الـمُبشِّرة بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) من قبل الرسول (صلّى الله عليه وآله).

 

 


فكان هذا هو جواب ذلك العالم الكبير. وهذا الجواب لم يرفع تلك الشبهة من ذهني في ذلك الحين، بل رأيته قد زاد الإشكاليةَ تعقيدًا؛ إذ ما هو حكم الذين يقاتلونه، وهم لا يعرفون أنّه المهدي، في حين أنّه لم يدَّعِ ذلك ليُلزمهم الحجة باتِّباعه؟

فمثلاً: إذا قرَّر المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) الذي لم يَعرف بمهدويَّته بعد، إذا قرَّر فتحَ بعض البلاد؛ فإنَّ أحرارَ تلكَ البلاد سينظرون إليه كغازٍ ومهاجم يقصد استعمار بلادهم.. فلا هم يعلمون أنَّه المهديُّ المنتظر الذي تجب عليهم طاعته والانقياد لأوامره، ولا هو بالذي يعلم ذلك حتَّى يخبرهم فيُتمَّ الحجَّةَ عليهم.

فهذا إشكال أكبر من إشكالي الأول، وكان ذلك الجواب، كالمثل القائل: (وزاد في الطين بلة).

 

 


 

 

 


0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

٢٨ صفر (ذكرى وفاة الرسول الاعظم صلي الله عليه ...
بماذا تثبت الإمامة أو الخلافة للأشخاص؟
أنواع اليأس
ولادة السيدة زينب عليها السلام
أنطوان بارا يروي قصته مع الإمام الحسين (عليه ...
دعاء ادریس
الابتداع في تفسير البدعة
مسجد قباء
الخطبة
في حب النبي إياها

 
user comment