عربي
Thursday 4th of July 2024
0
نفر 0

عهد داود وسليمان عليهما السلام:

جعلنا عهد طالوت (شاول)  جزءً من عهد داود وسليمان عليهما السلام، لأنه كان ملكاً على خط الأنبياء عليهم السلام  ولم يكن نبياً. ويذكر المؤرخون أنه حكم خمس عشرة سنة 1025 إلى1010 قبل الميلاد، وحكم بعده داود وسليمان عليهما السلام  من 1010 ق. م. إلى 931 ق. م. سنة وفاة سليمان.

ويلاحظ أن مؤلفي التوراة الموجودة قد أكثروا من ظلمهم وافترائهم على أنبياء الله موسى وداود وسليمان عليهما السلام، ورموهم بعظائم التهم الأخلاقية والسياسية والعقائدية! وقد تبعهم في ذلك وزاد عليهم أكثر المؤرخين النصارى الغربيين، ثم تبعهم على ذلك المسلمون أصحاب الثقافة الغربية. صلوات الله على أنبيائه جميعاً، ونبرأ إلى الله ممن اتهمهم بسوء.

لقد أنقذ داود عليه السلام  بني إسرائيل من الوثنية التي تورطوا فيها، ومن تسلط الوثنيين، ومد نفوذ دولته الإلهية إلى المناطق المجاورة، وعامل الشعوب التي دخلت تحت حكمه بالحسنى، كما وصف الله تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وأراد داود أن يبني مسجداً في مكان عبادة جده إبراهيم عليه السلام  في القدس على جبل(المَرِيَّا) وكان المكان بيدراً للحبوب لأحد سكان القدس من اليبوسيين اسمه أرونا، فاشتراه منه بخمسين شاقلاً فضة كما تذكر التوراة الموجودة (سفر صموئيل الثاني: إصحاح 24: 24، وسفر الأخبار الأول: إصحاح 21: 22، 28)  وبنى فيه مسجداً أقام فيه الصلاة، وفي جانب منه كانت تذبح الأضاحي لله تعالى. وورث سليمان ملك أبيه عليه السلام  وبلغ مكة ما ذكره الله تعالى في قرآنه وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وبنى مسجد أبيه داود وإبراهيم، بناء جديداً فخماً عرف باسم هيكل سليمان.

إن فترة حكم سليمان عليه السلام  هي فترة استثنائية في تاريخ الأنبياء عليهم السلام  جسَّد الله تعالى فيها للعالم نموذجاً للإمكانات الهائلة المتنوعة التي يمكن أن يسخرها لحياتهم إذا هم أقاموا كيانهم السياسي بقيادة الأنبياء وأوصيائهم عليهم السلام، ولم يستغلوها في البغي على بعضهم: (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَايَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ). (سورة الشورى:27).

وتوفي سليمان عليه السلام  وهو جالس على كرسيه كما وصف القرآن، ويحدد المؤرخون ذلك بسنة 931 ق. م. وبمجرد وفاته وقع الإنحراف في بني إسرائيل والإنقسام في الدولة، وسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب.

تقول التوراة الموجودة في سفر الملوك الأول: إصحاح11: 1-13، بعد أن تفتري على سليمان عليه السلام  بأنه ترك عبادة الله تعالى وعبد الأصنام: (وقال لسليمان: من أجل أن ذلك عندك، ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي أوصيتك بها، فإني أمزق المملكة عنك تمزيقاً).

عهد الانقسام والصراع الداخلي:

وقد اشتد صراعهم الداخي حتى استعانوا على بعضهم بالقوى الوثنية المتبقية حولهم، وبفراعنة مصر وآشور وبابل.

فقد اجتمع اليهود بعد موت سليمان عليه السلام  في شكيم (نابلس) وبايعت أكثريتهم يربعام بن نباط الذي كان عدواً لسليمان في حياته، وهرب منه إلى فرعون مصر، فلما توفي سليمان رجع ورحب به اليهود، وأقام في الضفة الغربية كياناً باسم دولة إسرائيل وجعل عاصمته شكيم أو السامرة، وبايعت قلة منهم رحبعام بن سليمان وجعل عاصمته القدس، وعرفت دولته باسم يهوذا.

أما وصي سليمان آصف بن برخيا الذي يصفه الله تعالى بأنه (عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ)  فلم يكن نصيبه من بني إسرائيل إلا التكذيب!

وتذكر التوراة أن الكفر وعبادة الأصنام كان علنياً في أتباع يربعام وأنه: (صنع عجلين من ذهب ووضع أحدهما في بيت إيل والثاني في دان وجعل عندهما مذابح وقال لهم: هذه آلهتكم التي أصعدتكم من مصر فاذبحوا عندها ولاتصعدوا إلى أورشليم، فاستجاب له الشعب)! (سفر الملوك إصحاح12: 26 - 33).

وإلى جانب العجلين أمر يربعام بعبادة آلهة أخرى منها عشتروت إلهة الصيدونيين وكموش إله الموآبيين، ومكلوم إله العمونيين! (سفر أخبار الملوك الأول، إصحاح 12: 31 وأخبار الملوك الثاني، إصحاح 11: 13 - 15 وإصحاح 13: 9).

وبعد ثلاث سنوات سارت مملكة يهوذا في ذات الطريق فعبدت الأصنام! (سفر أخبار الملوك الأول، إصحاح14: 21 - 24 والملوك الثاني، إصحاح11: 13 - 17 وإصحاح 12).

وقد اغتنم شيشق فرعون مصر هذه الفرصة وقام في سنة 926 ق. م. بحملة لمساعدة يربعام، والقضاء على دولة ابن سليمان وجماعته، فاحتل القدس: (وأخذ خزائن بيت الرب وبيت الملك، وأخذ كل شيء، وأخذ أتراس الذهب التي عملها سليمان). (سفر أخبار الملوك، إصحاح14: 25 - 26).

ويبدو أن ظروف فرعون مصر لم تساعده لفرض سيطرته المستمرة أو سيطرة حليفه يربعام. فبعد انسحاب شيشق استعادت المملكة الصغيرة شيئاً من كيانها، ولكن الحروب استمرت مع يربعام.

كما استغل الأراميون ضعف الدولتين فهاجموا مملكة يهوذا وساقوا رؤساءهم سبايا إلى عاصمتهم دمشق، وفرضوا عليهم الجزية وذلك في عصر الملك الأرامي بن هدد: 879 - 843 ق. م. (سفر الملوك الثاني إصحاح 13: 3 - 13).

ثم فرضوا الجزية والحماية على مملكة يربعام في زمن مملكة آخاب بن عومري 874 ق. م 853 ق. م.

وتذكر التوراة أيضاً غزو الفلسطينيين والعرب الذين بجانب الكوشسيين لمملكة يهوذا في زمن الملك يهورام، حيث احتلوا القدس واستولوا على الأموال في بيت الملك وسبوا أبناءه ونساءه! (الملوك الثاني ص21: 16 - 17).

وتذكر أن الجيش الأرامي غزا بيت المقدس وأهلك كل الرؤساء وأخذ جميع الخزائن وقدمها إلى حزائيل ملك الأراميين)! (سفر الملوك الثاني، إصحاح 24: 3 وإصحاح 12 - 17 - 18).

وكذلك هجم يوآش ملك إسرائيل على يهوذا وهدم سورها، وأخذ كل الذهب والفضة وجميع الآنية الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك). (سفر الملوك الثاني إصحاح 14: 11 - 14 وإصحاح 25: 21 - 24).

وقد استمرت هذه الحالة من الصراع فيما بينهم، وتسلط الممالك المجاورة عليهم إلى الاحتلال الآشوري!!

عهد السيطرة الآشورية:

بدأت السيطرة الآشورية على اليهود بحملة شلمنصر الثالث ملك الآشوريين859 ق.م.- 824 ق. م. على مملكة الأراميين ومملكة إسرائيل حيث أخضع المنطقة لحكمه وحكم من بعده من الآشوريين، ويبدو أن مملكة يهوذا كانت محافظة على طاعة الآشوريين بعكس مملكة إسرائيل، لأن التوراة تذكر طلب ملكها آحاز بن يوثام من تغلث فلاسر ملك آشور القيام بحملة على مملكة إسرائيل والأراميين فاستجاب له الأخير وقام بحملة في سنة 732 ق.م، وتابع مهمته خلفه شلمنصر الخامس ولكنه توفي أثناء حصاره لعاصمتها شكيم (السامرة)  فأكمل خلفه سرجون الثاني احتلال السامرة، وقضى على هذه المملكة نهائياً.

وقد استعمل الآشوريين في القضاء على مملكة إسرائيل خطة الإجلاء لليهود، فقد سباهم تغلث فلا سر إلى بلاده، وأسكن مكانهم آشوريين، كما وورد في سفر أخبار الملوك الثاني إصحاح15: 29. وقام بعده الملك فقح بإكمال الخطة فسبى سبط منسي وغيره، كما في أخبار الأيام، إصحاح 5: 29. وسرجون الثاني الذي أجلى منهم حوالي ثلاثين ألفاً إلى حران وضفة الخابور وميديا، وأسكن مكانهم الأراميين. الملوك الثاني إصحاح17: 5، 6 و 18.

ثم خرجت مملكة يهوذا عن طاعة الآشوريين في عهد ملكها حزقيا الذي قام على ما يبدو بالإتصال بالمصريين، فغضب عليه سنحاريب ملك آشور وقام بآخر حملة آشورية لإخضاع مملكة يهوذا حوالي سنة701 ق.م وأخضع المنطقة واحتل القدس ودفع له حزقيا (جميع الفضة الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك)! (سفر أخبار الملوك الثاني، إصحاح 18: 13 - 15).

وتذكر التوراة الموجودة غير من تقدم من ملوك آشور: أسرحدون، وآشور بانيبال آخر ملوكهم، وأنهما نقلا أقواماً من آشور وأسكنوهم في السامرة. سفر عزرا، إصحاح4: 10.

عهد السيطرة البابلية:

سقطت عاصمة الآشوريين نينوى سنة612 ق.م. على يد الماذيين والبابليين (الكلدانيين)  فتقاسموا ممتلكاتها، وكان العراق وبلاد الشام وفلسطين من حصة البابليين، وأشهر ملوكهم نبوخذ نصر الذي قام بحملتين لإخضاع بلاد الشام وفلسطين، الأولى سنة 597 ق. م والثانية سنة 586 ق.م.

في الحملة الأولى، حاصر القدس وفتحها وأخذ خزائن بيت الملك، وسبى عدداً كبيراً من اليهود من جملتهم الملك يهوياكين ورجاله، وعين صدقيا عم يهوياكين على من بقي من اليهود، وأسكن المسبيين في منطقة نيبور عند نهر الخابور ببابل)  (أخبار الملوك الثاني، إصحاح 24: 1 - 6).

وجاءت الحملة الثانية بسبب صراع النفوذ بين نبوخذ نصر وفرعون مصر خوفرا، حيث قام الأخير بتحريض ملوك بلاد الشام وفلسطين ومنهم صدقيا ملك القدس على التحالف معه ضد البابليين فاستجابوا له، فوجه حملته إلى المنطقة، ولكن نبوخذ نصر سارع بإرسال حملة تمكن بها من هزيمة المصريين واحتلال كافة المنطقة، ودخل الجيش البابلي القدس ودمر الهيكل وأحرقه ونهب خزائنه، وكذلك فعل ببيوت كبار اليهود، وسبى منهم حوالي خمسين ألف شخص، وذبح أولاد صدقيا أمامه، ثم فقأ عينيه وحمله مقيداً مع الأسرى، وقضى بذلك على مملكة يهوذا)! (سفر الملوك الثاني، إصحاح 24: 17 - 20 و 25 وسفر الأخبار الثاني إصحاح 36: 11 - 21 وسفر أرميا، إصحاح 39:1 - 4).

عهد السيطرة الفارسية:

احتل كورش ملك فارس بلاد بابل وقضى على دولتها سنة 539 ق. م، ومضى في حملته ففتح بلاد الشام وفلسطين، وسمح لمن أراد من أسرى نبوخذ نصر واليهود الموجودين في بابل بالرجوع إلى القدس، وأعاد إليهم كنوز الهيكل، وسمح لهم بإعادة بنائه، وعين زر بابل حاكماً عليهم). (سفر عزرا إصحاح 6: 3 - 7 وإصحاح 1: 7 - 11).

وبدأ الحاكم اليهودي التابع لكورش ببناء الهيكل، ولكن الأقوام المجاورة توجست من ذلك واشتكت إلى قمبيز خليفة كورش، فأمر بايقاف البناء، ثم سمح لهم دارا الأول فأتموا بناءه سنة 515 ق. م.)  (سفر عزرا، إصحاح6:1 - 15).

واستمرت السيطرة الفارسية على اليهود من سنة 539 ق. م - 331 ق. م حكم فيها كورش، وقمبيز، وداريوش الأول (دارا)، وأحشوريوش، وأرتحشستا المعاصر لعزير عليه السلام ، وحكم بعده عدة ملوك منهم داريوس الثاني وأرتحشست الثاني، والثالث، وكان آخر ملوكهم داريوس الثالث الذي قضى عليه الإسكندر اليوناني. وأكثر هؤلاء الملوك ورد ذكرهم في التوراة الموجودة.

عهد السيطرة اليونانية:

زحف الإسكندر المقدوني على مصر وبلاد الشام وفلسطين ففتحها، وهزم الحاميات الفارسية والقوى المحلية التي وقفت في وجهه، ودخل القدس وأخضعها فيما أخضع، ثم اتجه الى ايران فقضى على داريوس الثالث وجيشه في معركة أربيل الحاسمة بشمال العراق، وتابع زحفه فاحتل إيران وغيرها.

وبذلك دخل اليهود تحت السيطرة اليونانية سنة 331 ق. م.

وقد تنازع قادة جيش الإسكندر بعد وفاته على امبراطوريته الكبيرة، وبعد صراع دام عشرين سنة سيطر البطالسة في مصر (نسبة إلى بطليموس)  على أكثر أجزاء الدولة، والسلوقيون في سوريا (نسبة إلى سلقس) على أجزاء أخرى، ودخلت القدس تحت سيطرة البطالسة في سنة 312 ق.م. حتى انتزعها منهم انطيوخوس الثالث السلوقي سنة 198ق.م. ثم غلب عليها البطالسة مرة أخرى حتى الفتح الروماني سنة 64 ق. م.

وذكرت التوراة الموجودة ستة من البطالسة باسم بطليموس الأول والثاني. الخ. وأن الأول دخل أورشليم يوم السبت، وسبى عدداً من اليهود إلى مصر (سفر دانيال، إصحاح 11: 5). كما ذكرت خمسة من السلوقيين باسم انطيوخوس الأول والثاني. الخ. وأن الرابع منهم(175ق. م.163 ق. م.)  زحف على القدس ونهب جميع النفائس من المعبد، وبعد سنتين ضربها ضربة عظيمة ونهبها وهدم بيوتها وأسوارها، وسبى نساءها وأطفالها، ونصب تمثالاً لإلهه زفس في الهيكل وأمر اليهود بعبادته فاستجاب له كثير منهم. بينما لجأ بعضهم إلى المخابئ والمغاور، فكان ذلك سبب ثورة اليهود المكابيين سنة 168ق.م (سفر المكابيين ص1:41- 53).

وهذه الثورة التي يفتخر بها اليهود كثيراً أشبه بحرب عصابات قام بها متدينو اليهود ضد اليونانيين الوثنيين، وقد حققت انتصارات محدودة في فترات مختلفة، واستمرت حتى جاءت السيطرة الرومانية.

عهد السيطرة الرومانية:

في سنة64ق.م. احتل القائد الروماني بومبي سورية وضمها إلى إمبراطورية روما، وفي السنة الثانية احتل القدس وجعلها تابعة لحاكم سوريا الروماني. وفي سنة 39 ق.م. عين القيصر أغسطس هيرودس الأدومي ملكا على اليهود، وبدأ ببناء الهيكل بناء جديداً واسعاً مزيناً، وتوفي سنة4 ق.م. وقد ذكره إنجيل متى ص2.

كما ذكرت الأناجيل ابنه هيرودس الثاني الذي حكم من سنة 4 ق.م. إلى سنة 39 م. والذي ولد في زمانه المسيح عليه السلام، والذي قتل يحيى بن زكريا عليه السلام   وأهدى رأسه على طبق من ذهب إلى سالومة إحدى بغايا بني إسرائيل! (إنجيل مرقس 6: 16 - 28).

وتذكر الأناجيل والمؤرخون الإضطرابات التي وقعت في القدس وفلسطين على عهد نيرون54 م - 68 م والتي كانت بين اليهود والرومان، وبين اليهود أنفسهم، فقام القيصر فسبسيان بتعيين ابنه تيطس سنة 70 م. ملكاً على المنطقة وقام تيطس بحملة على القدس، فتحصن فيها اليهود حتى نفدت مؤنهم وضعفوا، واخترق تيطس السور واحتل المدينة وقتل الألوف من اليهود، ودمر بيوتهم ودمر الهيكل وأحرقه وأزاله من الوجود تماماً، بحيث لم يعد يهتدي الناس إلى موضعه، وساق الأحياء الباقين إلى روما.

ويذكر المسعودي في كتابه التنبيه والأشراف ص110 أن عدد القتلى في هذه الحملة بلغ من اليهود والمسيحيين ثلاثة آلاف ألف، أي ثلاثة ملايين! والظاهر أن فيه مبالغة.

وقد اشتدت قبضة الرومان على اليهود بعد هذه الحوادث، ثم بلغت ذروتها عندما تبنى قسطنطين ومن بعده من القياصرة الديانة المسيحية فنكلوا باليهود ولهذا استبشر اليهود بغزو كسرى أبرويز لبلاد الشام وفلسطين وانتصاره على الروم سنة 620 م. في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وفرح بذلك إخوانهم يهود الحجاز واستفتحوا على المسلمين، فنزل قوله تعالى:

(ألم * غُلِبَتِ الرُّومُ.فِي بِضْعِ سِنِينَ للهٍ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ). (سورة الروم:1-5)

ويذكر المؤرخون أن اليهود اشتروا من الفرس عند انتصارهم عدداً كبيراً من الأسرى النصارى الروم بلغ تسعين ألفاً، وذبحوهم!

وعندما انتصر هرقل على الفرس بعد بضع سنين نكَّل باليهود وطرد من بقي في القدس منهم، وأصبحت القدس عند النصارى محرمة اليهود، ولذلك اشترطوا على الخليفة عمر بن الخطاب أن لايسكن فيها يهودي فأجابهم إلى طلبهم، وكتب ذلك في عهد الصلح لهم كما ذكر الطبري في تاريخه:3/105 وكان ذلك في سنة 638 م.، أي سنة 17 هجرية حيث أصبحت القدس وفلسطين جزءً من الدولة الإسلامية إلى سنة 1343 هـ. 1925 م. عندما سقطت الخلافة العثمانية بأيدي الغربيين.

هذه الخلاصة لتاريخ اليهود تكشف لنا أموراً عديدة، منها تفسير الآيات الشريفة حولهم في سورة الإسراء. وحاصل تفسيرها: أن المقصود بقوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً)، مرة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم  ومرة بعدها، فهو التقسيم الوحيد المناسب لإفسادهم الكثير الملئ به تاريخهم.

وأن المقصود بقوله تعالى:(بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ): هم المسلمون، حيث سلطهم الله تعالى عليهم في صدر الإسلام فجاسوا خلال ديارهم، ثم دخلوا المسجد الأقصى.

ثم رد الكرة لليهود على المسلمين عندما ابتعدوا عن الإسلام، وأمدهم بأموال وبنين، وجعلهم أكثر نفيراً وأنصاراً علينا في العالم.

ثم يسلطنا الله تعالى عليهم في المرة الثانية في حركة التمهيد للمهدي عليه السلام   وحركة ظهوره.

ولا نجد في تاريخ اليهود قوماً سلطهم الله عليهم، ثم رد الكرة لليهود عليهم، غير المسلمين.

أما علو اليهود الموعود على الشعوب والأمم الأخرى، فهو مرة واحدة لا مرتين، وهو مقارن لإفسادهم الثاني، أو ناتج عنه.

ولا نجد شيئاً من هذا العلو في أي فترة من تاريخهم إلا في حالتهم الحاضرة بعد الحرب العالمية الثانية.

فاليهود اليوم بحكم نص القرآن في مرحلة الإفساد الثاني والعلو الكبير.

ونحن في بداية تسليط الله تعالى لنا عليهم، في مرحلة إساءة وجوههم ومقاومتهم.. حتى يفتح الله تعالى وندخل المسجد قبل ظهور الإمام المهدي  عليه السلام  أو معه، كما دخله أسلافنا أول مرة، ونُتَبِّرَ علوهم في العالم تتبيراً، أي نسحقه سحقاً.

أما قوله تعالى: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً)  (سورة الاسراء:8)  فيدل على أن اليهود يبقى منهم عدد كثير في العالم بعد إزالة إسرائيل واخراج من لم يسلم منهم من بلاد العرب على يد المهدي عليه السلام   وأنهم قد يعودون إلى الإفساد وذلك في حركة الدجال الأعور كما تذكر الروايات الشريفة فيقضي عليهم الإمام المهدي عليه السلام  والمسلمون، ويجعل الله تعالى جهنم حصيراً لمن لم يقتل منهم، ويحصر المسلمون من بقي منهم ويمنعونهم من التحرك والإفساد.

العرب ودورهم في عصر الظهور:

وردت أحاديث كثيرة عن العرب وأوضاعهم وحكامهم في عصر ظهور المهدي عليه السلام، وفي حركة ظهوره.

منها، أحاديث الدولة الممهدة للمهدي في اليمن، التي وردت فيها أحاديث مدح مطلقة. وسنفردها بالذكر إن شاء الله تعالى.

ومنها، أحاديث تحرك المصريين التي يفهم منها مدحهم، خاصة ما ذكر منها أن من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام  ووزرائه النجباء من مصر.

وما دل منها على أن مصر تكون منبراً للمهدي عليه السلام، أي مركزاً فكرياً وإعلامياً عالمياً للإسلام. وأن المهدي يدخل مصر ويخطب على منبرها.

لذا يمكن عد حركة المصريين في عداد الحركات الممهدة لظهور المهدي عليه السلام، والمشاركة في حركة ظهوره.. وسيأتي ذكرها مفردة أيضاً.

ومنها، أحاديث (عصائب أهل العراق)  أي مجموعاتهم (وأبدال أهل الشام)  أي مؤمنوهم الممتازون، الذين سيأتي ذكرهم في أصحاب المهدي عليه السلام.

ومنها، أحاديث المغاربة، التي تتحدث عن أدوار متعددة لقوات عسكرية مغربية في مصر وسوريا والأردن العراق، ورواياتها مختلطة بروايات القوات الغربية وبحركة الفاطميين، ويفهم من الأحاديث ذم هذه القوات.

كما وردت في مصادر الشيعة والسنة أحاديث في ذم حكام العرب بشكل عام، منها الحديث المستفيض: (ويل للعرب من شر قد اقترب، أو ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب)  فعن أمير المؤمنين  عليه السلام  قال:

(والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد. ويلٌ لطغاة العرب من شر قد اقترب)  البحار: 52/ 11

وفي مستدرك الحاكم:4/: 239: (ويلٌ للعرب من شر قد اقترب).

والمقصود بالكتاب الجديد: القرآن الذي يكون مهجوراً فيبعثه المهدي عليه السلام من جديد.

وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام  قوله: (إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديدا، وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور. وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول. وسمي بالقائم لقيامه بالحق)  (الإرشاد للمفيد ص 364).

والسبب في أن الإسلام يكون صعباً شديداً على الحكام وكثير من الناس أنهم تعودوا على البعد عنه، فهم يستصعبون العودة إليه ومبايعة المهدي عليه السلام   على العمل به. وقد يكون المقصود بالكتاب الجديد القرآن الجديد بترتيب سوره وآياته، فقد ورد أن نسخته محفوظة للمهدي عليه السلام  مع مواريث النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  والأنبياء عليهم السلام  وأنه لا يختلف عن القرآن الذي في أيدينا حتى في زيادة حرف أو نقصانه، ولكنه يختلف في ترتيب السور والآيات، وأنه بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  وخط علي عليه السلام. ولا مانع أن تكون جدة القرآن بالمعنيين معاً.

وعن الإمام الصادق عليه السلام: (ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب. فقلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟ قال: شيء يسير. فقلت والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير، فقال: لا بد للناس أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج من الغربال خلق كثير)  (البحار: 52/214).

ومنها، أحاديث الإختلافات بين العرب في عصر الظهور، التي تصل إلى الحرب بين بعضهم، فعن الإمام الباقر عليه السلام  قال:

(لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، ثم سيف قاطع بين العرب، واختلاف بين الناس، وتشتت في دينهم، وتغير في حالهم. حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظيم ما يرى من كَلَب الناس وأكل بعضهم بعضاً)  ( البحار:52/231)  

ومن هذا القبيل أحاديث خلع العرب أعنتها، أي الإنفلات من العقائد والقيم، وإخراج كل ذي صيصية صيصيته، أي إظهار كل صاحب فكرة فكرته والدعوة إليها.

ومنها، أحاديث الإختلاف بين العرب والعجم أي الإيرانيين، أو بين أمراء العرب والعجم وأنه اختلاف يستمر إلى ظهور المهدي عليه السلام، ما عدا ثورة اليماني الممهدة للمهدي عليه السلام، وما عدا الحركات الإسلامية التي تكون مؤيدة للممهدين وللمهدي عليه السلام.

ومنها، أحاديث قتال المهدي عليه السلام   للعرب، وقد ورد منها أحاديث قتاله لبقايا حكومة الحجاز جزئياً بعد تحرير مكة المكرمة، والمدينة المنورة وربما عند تحريرها. ثم معركته مع السفياني في العراق، ومعركته الكبرى معه في فلسطين.

وجاء في بعضها قتاله عليه السلام  للخوارج عليه في العراق، وإباحته دماء سبعين عشيرة أو عائلة. ولذلك ورد عن الإمام الصادق عليه السلام  (إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف)  (البحار:52/355).

ومنها، أحاديث الخسف والزلازل، في جزيرة العرب، وفي الشام، وفي بغداد وبابل والبصرة. وخروج نار في الحجاز أو في شرقي الحجاز، تدوم ثلاثة أيام، أو سبعة أيام. وهي من علامات الظهور.

بلاد الشام وحركة السفياني:

يطلق اسم الشام، وبلاد الشام، والشامات في مصادر التاريخ والحديث الشريف على المنطقة التي تشمل سوريا الفعلية ولبنان، ويسمى لبنان أيضاً بر الشام، وجبل لبنان.

ويشمل اسم الشام أيضاً الأردن، وربما يشمل فلسطين. وإن كان يعبر عن المنطقة كلها ببلاد الشام وفلسطين.

والشام في نفس الوقت اسم لدمشق عاصمة بلاد الشام.

وأحاديث بلاد الشام وأحداثها وشخصياتها في عصر الظهور كثيرة، ومحورها الأساسي حركة السفياني الذي يسيطر على بلاد الشام ويوحدها، ويكون لجيشه دور واسع قرب ظهور المهدي عليه السلام  وفي حركة ظهوره، حيث يبدأ السفياني بعد تصفية خصومه في بلاد الشام بقتال الترك في معركة قرقيسيا، ثم يدخل العراق.

كما يكون له دور في الحجاز في محاولة قواته مساعدة حكومة الحجاز في القضاء على حركة المهدي عليه السلام، حيث تقع في جيشه معجزة الخسف الموعودة، قرب الدينة وهو في طريقه الى مكة.

وأكبر معارك السفياني على الإطلاق معركة فتح فلسطين التي تكون مع المهدي عليه السلام ، ويكون وراء السفياني فيها اليهود والروم، وتنتهي بهزيمته وقتله، وانتصار المهدي أرواحنا فداه فيفتح فلسطين ويدخل القدس. ونذكر هذه الأحداث فيما يلي بشيء من التفصيل.

أحداث بلاد الشام قبل خروج السفياني:

من السهل نسبياً أن نستخرج من أحاديث الظهور شريط أحداث حركة السفياني من بدايتها إلى هزيمته في معركة فتح القدس.

وفي المقابل يصعب استخراج الأحداث التي تكون قبل السفياني لأن الأحاديث حولها موجزة في الغالب، وفي رواياتها تقديم وتأخير في ترتيب الأحداث. ولكن الحاصل من مجموعها الأمور التالية:

1 - وجود فتنة شاملة للمسلمين، وسيطرة الروم والترك عليهم (لعل المقصود الغربيين والروس).

2 - وجود فتنة خاصة ببلاد الشام، تسبب في أهلها الإختلافات والضعف والضائقة الاقتصادية.

3 - صراع بين فئتين رئيسيتين في بلاد الشام.

4 - حدوث زلزلة في دمشق تسبب هدم غربي مسجدها، وبعض ضواحيها.

5- صراع ثلاثة زعماء على السلطة في بلاد الشام، الأبقع والأصهب والسفياني، وغلبة السفياني وسيطرته على سوريا والأردن، وتوحيد المنطقة تحت حكمه.

6 - دخول قوات أجنبية إلى بلاد الشام.

أما ظهور اليماني الموعود، فقد ورد أنه مقارن لخروج السفياني أو متقارب معه، وكذلك الخراساني قائد الإيرانيين، كما سيأتي.

فتنة بلاد الشام:

ذكرت الأحاديث الشريفة فتنة تكون ببلاد الشام قبل السفياني، وقد تكون نفس الفتنة الغربية والشرقية العامة على المسلمين، التي تقدم الحديث عنها.

فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  قال: (يوشك أهل الشام أن لا يصل إليهم دينار ولا مد. قلنا من أين؟ قال: من قبل الروم. ثم سكت هنيهة ثم قال: يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثياً لايعده عداً). (البحار:51/92).

فالسبب في هذه الضائقة الاقتصادية المالية والغذائية (منع الدينار والمد)  هم الروم، أي الغربيون.

وعن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام  قال في قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشيء مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)  فقال: الجوع عام وخاص. فأما الخاص من الجوع فبالكوفة، يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم. وأما العام فبالشام،يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم قط. أما الجوع فقبل قيام القائم، وأما الخوف فبعد قيام القائم). (البحار:52/229).

وعن الإمام الصادق عليه السلام  قال:(لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب لبين، ثم تلا هذه الآية: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشيء مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)  (البحار:52/229).

ووجود هذه الضائقة في سنة الظهور لا يمنع أن تكون موجودة قبلها بمدة، ثم تكون في سنة الظهور أشد مما سبقها، ثم يكون الفرج.

أما مدة الفتنة على بلاد الشام، فتذكر الأحاديث أنها طويلة متمادية، كلما قالوا انقضت تمادت وأنهم (يطلبون منها المخرج فلا يجدونه)  (البحار:52/298)، وتصفها بأنها تدخل كل بيت من بيوت العرب، وكل بيت من بيوت المسلمين، وبأنها: (كلما رتقوها من جانب انفتقت من جانب آخر، أو جاشت من جانب آخر)  كما في ص9 و10 من مخطوطة ابن حماد، وغيرها.

بل تسميها بعض الأحاديث صراحة باسم: (فتنة فلسطين)! كما تقدم عن مخطوطة ابن حماد ص 63.

هزة أرضية في بلاد الشام:

وتحدد رواياتها بعض أماكنها، ووقتها بأنه عند اختلاف فئتين على السلطة، وتسميها أيضاً (الرجفة والخسف والزلزلة)  كالحديث المروي عن أمير المؤمنين  عليه السلام، قال:

(إذا اختلف الرمحان بالشام، لم تنجل إلا عن آية من آيات الله. قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام، يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين. فإذا كان ذلك، فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة، والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر. فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا. فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق. فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي)  (غيبة النعماني: 305).

والبراذين الشهب المحذوفة: وصف لوسائل ركوب المغاربة أو الغربيين بأنها شهباء الألوان، ومقطعة الآذان!

وابن آكلة الأكباد: أي ابن هند زوجة أبي سفيان، لأن السفياني من أولاد معاوية، و(الوادي اليابس)  يقع في منطقة حوران عند أذرعات (درعا)، في منطقة الحدود السورية الأردنية.


source : علي الكوراني العاملي
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

التقلید والاجتهاد والمجتهد
المواجهة مع صاحب الحق الشرعي ومع آل محمد والقلة ...
الدعاء في الايام المباركة
ما الذي حدث في الكون بعد مقتل الامام الحسين ...
عهد داود وسليمان عليهما السلام:
يوم القدس العالمي
خصائص زيارة السيدة فاطمة المعصومة (ع) ومميزاتها
أبو طالب سيد البطحاء
تاريخ وفاة السيدة زينب عليها السلام
اهل البیت فی کلام الرسول

 
user comment