السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
لدي سؤال أرجوا مساعدتي في الأجابة عليه وهو : هل منزلة الأئمة الأطهار أرفع منزلة من الأنبياء والرسل ، وما معنى هذه المنزلة بالضبط ، و ما هو الدليل على ذلك من كتب الشيعة والسنة ، وهل يوجد كتاب بهذا الخصوص يساعدني في فهم ذلك .
ولكم مني جزيل الشكر والاحترام
جواب سماحة الشيخ علي الكوراني : بسم الله الرحمن الرحيم
من المجمع عليه بين المسلمين أن نبينا صلى الله عليه وآله سيد المرسلين وخير خلق الله ، فدرجته أرفع من درجة الجميع .
وقد ورد أنه يسكن في أعلى منازل الجنة في الفردوس ، في درجة الوسيلة ..
وقد ثبت عنه بالاحاديث الصحيحة أن أهل بيته الطاهرين المعصومين معه في درجته ، وأن درجة الوسيلة فيها قصور محمد وآل محمد ، وابراهيم وآل ابراهيم ..
فليس غريبا أن تكون درجة الائمة عليهم السلام أرفع من درجة بقية الأنبياء ، لانها ملحقة بدرجة سيد المرسلين صلى الله عليه وعليهم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وحشرنا الله وإياكم تحت رايتهم ، وفي عداد شيعتهم .
السؤال: 1 ـ في قول لسيدتنا زينب عليها السلام حين استشهد أخيها الأمام الحسين عليه السلام (اليوم مات جدي اليوم مات أبي ....) ما هو المقصود من كلامها ؟
2 ـ هل يبتلي الله الانسان بمرض ليكفر عن ذنوب مستقبلية لعلمه تعالى بوقوعها ؟
3 ـ ما هو الدليل العقائدي للتوسل بالاًئمة لشفاء مرض ؟ وهل هناك من أهل السنة من توسل بالصحابة مع ذكر المصادر ؟
4 ـ هل هناك أدلّة من السنة الشريفة على استحباب جلوس العائلة على مائدة الطعام بشكل يومي ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند : بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب الاًول : الظاهر كون المراد هو ذهاب أصحاب الكساء الخمسة بذهابه عليه السلام ، اذ كان وجوده بقاء لهم فيه كما أن وجوده عليه السلام كان تجسيداً وروحاً لوجود الاُسرة النبوية ، وكانت عليها السلام تأنس به وبنوره عليه السلام عند فقدهم .
الجواب الثاني : التكفير عن الذنب ، انما يكون بعد وقوعه لا قبله ، نعم قد يكون من ألطاف الله تعالى الخفية الحيلولة بين العبد وبين وقوعه في الذنب ، قال (أقتلت نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكر ... وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا ) الكهف / 74 ـ 80 .
الجواب الثالث : هناك العديد من الاًدلة المتكاثرة على ذلك نذكر منها مقتطفاً مثل : قوله تعالى ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً .... فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتدّ بصيراً ) يوسف / 93 ـ 96 وفي ذيل سورة يوسف يقول تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة لاُولى الاًلباب ما كان حديثاً يفترى ) يوسف / 111 . فما ذكره الله تعالى من استشفاء نبي الله يعقوب بقميص ابنه نبي الله يوسف ورجوع بصره ببركة قميصه ليس حديثاً يفترى خيالي بل عبرة لاُولي الألباب كي يستنّوا بسنن أنبياء الله تعالى . ومثل قوله تعالى ( ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ) النساء / 64 .
ومن المعلوم أن مرض الروح وهو الذنوب أعظم من مرض البدن ، فاذا كان شفاعته صلى الله عليه وآله في النجاة الاًبدية والخلاص الدائم مقبولة ، فكيف لا تكون شفاعته صلى الله عليه وآله مقبولة في النجاة من المرض البدني الموقت ، وقد أجمع المسلمون في روايات الفريقين على شفاعته صلى الله عليه وآله ومثل ما روي أصحاب كتب السير المعروفة لدى الفريقين وكتب الحديث والتواريخ والتفسير أنه صلى الله عليه وآله في غزوة خيبر عندما لم يظفر المسلمون باليهود وقلاعهم المحصنة وكان صلى الله عليه وآله قد أرسل أبا بكر وعمر وعمرو بن العاص كل واحد في مرة مع الجيش فيرجعون فراراً في يئس من الظفر باليهود وفي حالة من الذعر ، فقال صلى الله عليه وآله: «لاًعطين الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار ، يفتح الله على يديه » فتطاولت الى ذلك أعناق القوم وقالوا من يعطاها وكل واحد تمنى أن يكون هو ، فأصبح صلى الله عليه وآله ونادى أين علي ، فقالوا له أنه مريض مصاب بالرمد في عينيه فقال اتوني به ، فجاؤوا به أرمد العينين فمسح صلى الله عليه وآله عيني على بريق ماء فمه الشريف فبرىً عليّ وأخذ الرآية وفتح الله تعالى على يديه حصون اليهود وقتل مرحباً وكانت أحد مواقفه عليه السلام التي بنت صرح الدولة الاسلامية العظمى . فنرى في هذا الموقف قد استشفى علياً بريق النبي صلى الله عليه وآله ، وقد روى أصحاب الصحاح الستة أن المسلمين كان يتبركون بفاضل وضوءه صلى الله عليه وآله الى غير ذلك من الموارد التي لا تحصى .
الجواب الرابع : قد روى عنهم عليهم السلام خير الطعام ما تكاثرت عليه الاًيدي وملعون من أكل وحده ، ومعناه أنه بعيد عن رحمة الله تعالى .
السؤال: الاًول : هل صحيح ان قول « الجنّة تحت أقدام الاُمهات » ليس حديث النبي صلى الله عليه وآله وما الدليل ؟
السؤال الثاني : كيف نوفق بين ما قيل ان صحيفة سعد بن عبادة مطابقة لصحيفة عبدالله بن اُبي أوفى بما أن عبدالله كتبها بيده ؟
السؤال الثالث : كيف تكون العنة رحمة في حق الملعون في حديث المتشبهين والمتشبهات ؟
السؤال الرابع : ما هي الفائدة الصحية في النهي من الاًكل في آنية الذهب ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند : بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب الاًوّل : حسب بعض التتبع المحدود ـ الظاهر أنه لم يرد في طرق الحديث لدينا . نعم ورد التوصية باحترام الاُم ورعايتها أكثر من أيّ شخص آخر وكفى في ذلك ما ورد في الكتاب العزيز والروايات الكثيرة .
الجواب الثاني : لم يظهر مراد السائل من عبارته فان كان مراده من الصحيفة المصحف، وسبب ترجيح مصحف وقراءة ابي ابن كعب على بقية القراآت في المصاحف ، فذلك لما روى عن الصادق عليه السلام « أمّا نحن فنقرأ على قرائة أبي ـ أي ابن كعب » وسائل الشيعة 4 / 821 وكان ابي بن كعب اقرأ أصحاب النبي عدا علياً وكان معروفاً بسيد القرآء كما في تهذيب التهذيب للذهبي .
الجواب الثالث : اللعنة ليست رحمة ـ بمعنى الرحمة الخاصة ـ في حق الملعون بل نقمة وطرد عن الرحمة الخاصة ، نعم العقاب والجزاء عموماً رحمة في عموم نظام الخلقة وتكامله ، فلولا النذير بالعذاب ولولا وجود جهنم ، لما حصل الرادع لدى كثير من الخلق ولما حصل العدل بالاقتصاص من الظالم للمظلوم وغير ذلك من الحكم ، بل هو في حق المعذّب تطهير وتصفية فيما كان من الناجين في مآل الاًمر .
الجواب الرابع: لا بد أن ننتبه أولاً أن النواهي الالهية والاوامر الشرعية ليس من الضروري أن نحيط بكل مصالحها وأغراضها ، لكي نتبعها ، بل مع تسليم المؤمن بربوبية الخالق فهو الاًعلم بمصالح عباده وهو المعبود وله حق الطاعة وقد استفاض عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ان دين الله لا يصاب بالعقول ، وقد قال تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) .
وتطور العلم الحديث وان كان يدلل يوماً بعد يوم وقرناً بعد قرن على اعجاز الدين الحنيف والحكم والمصالح الخفية المودعة في أحكام الشريعة ، الا أن ذلك لا يعنى حصر وقصر المصالح على ما يكتشفه العلم الحديث ، فكم من اُمور أكثر لم يكتشفها ، أو تخيل انه وقف عليها ثم تبين المزيد أو غير ذلك . هذا قد قيل أنه يؤثر في الهرمونات البدنية .