السؤال:
ما معنى الرياضة الشرعية عند المرتاضين وكيف أستطيع ممارستها الرجاء توضيح بعض الرياضات الشرعية ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
الرياضة الشرعية عرّفت في لسان الكتاب والسنة بالتقوى والتزكية والورع وهو إتيان الواجبات وترك المحرمات وهناك درجة أخرى وهي الالتزام بالمندوبات وترك المكروهات الشرعية ، وهناك درجة ثالثة وهي التحلي بالصفات الفاضلة وقلع صفات الرذيلة ، وتولي أولياء الله تعالى وحججه والتبري من أعدائهم ، وعلى كل تقدير ، فإن الالتزام بالنوافل لاسيما صلاة الليل والتهجد في السحر والاستغفار والتعقيبات بعد الفرائض وكذلك نوافل الظهرين التي اطلق عليها صلاة الأوابين . ودوام التوجه بالقلب في الصلاة فإن للمصلى من صلاته ما أقبل قلبه كما في الروايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ودوام مراقبة النفس والإلتفات الى كيفية صدور الإرادة من النفس ، فإن دوام الالتفات إلى النفس باب عظيم يولد ملكة الهيمنة والقدرة على ترويض قوى النفس الحيوانية ، كما أن دوام قراءة الكتب الاخلاقية وبالأخص الروايات الاخلاقية يورث البصيرة النافذة لتشخيص أمراض النفس ودواءها ، كما أن الإحاطة الشاملة بالاحكام الشرعية ضرورية بالغة الأهمية إذ بمعرفة الاحكام يتعرف الانسان على مواطن رضا الله تعالى عن مواطن غضبه فلا يتخبط عشوائيا تابعا هوى النفس وتسويلات الشيطان باسم الرياضة والتهذيب فلا يقع في فخ وحبائل الانحراف ، كما أن حسن من يعاشره ويصادقه المرء له بالغ التأثير في اخلاقه .
وبالجملة أن جملة العبادات المندوبة أبواب لترويض النفس وكذلك الآداب الدينية .
ولكل عبادة وأدب نكهة خاصة تؤثر في تزكية النفس .
ولا تخفى تأثير المعرفة بالله تعالى وباصول الدين المعرفة الوسيعة المبسوطة تأثيرها في توليد الصفات الحسنة الجميلة في النفس الانسانية .
السؤال:
ما معنى صلاة الله سبحانه وتعالى على النبي محمد وآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم .
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
قال صادق آل محمد صلوات الله عليه في تفسير قوله تعالى ( ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) 109 الاحزاب قال : الصلاة من الله عز وجل رحمة ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء وأما قوله عز وجل ( وسلموا تسليما ) فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه فصلاته تعالى على نبيه هي رحمته وإنعامه وافضاله عليه .
السؤال:
لدى نقاشي مع أحد الأخوة المسيحيين وجه إلي السؤال حول العلاقة بين الخضر عليه السلام وبين مار جرجس وفيما كان نفسه وفي أي الفترات ظهر الخضر
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
ان خير ما كتب في هذا الباب : كتاب ( الرحلة المدرسية ) وكتاب ( الهدى إلى دين المصطفى ) وهما موجودان في الأسواق . وما اتيح لنا الفرصة لنرجع اليهما ـ أو إلى غيرها ـ لننظر هل يوجد الجواب عمّا سألتم عنه أو لا ، وعليكم حتماً بالرجوع الى الكتابين .
السؤال:
لقد دار حديث بيني وبين احد الأخوان بأنه لايوجد اي كتاب في الأخلاق حيث ان الأخلاق هي وليدة الأفكار الراقية وأدعى صديقي بأنه لايوجدكتب في الفقه الأسلامي تتحدث عن ألاخلاق فهل هذا صحيح لدينا في الفقه الجعفري ما يدعي علمآ بأني اقول ان الافكار الراقية هي وليدة الافكار الراقية وليس العكس وما هو رأي الفقه الجعفري في هذا الموضوع ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
علم الأخلاق قد كتب فيه كتباً كثيرة جداً مثل كتاب ( الأخلاق ) للسيد عبدالله شبر وكتاب ( جامع السعادات ) للمولى النراقي وكتاب ( تنبيه الاشراف ) للخواجه نصير الدين الطوسي و( معراج السعادة ) للمولى مهدي النراقي وغيرها . وعلم الأخلاق يتميز عن علم الفقه من حيث الموضوع ومن حيث الحكم ومن جهة حيثية البحث فإنه في علم الأخلاق من جهة حسن وقبح الافعال والصفات وكيفية حصولها وزوالها ، وفي الفقه من جهة الإلزام الشرعي وعدمه والتنجيز والتعذير .
السؤال:
أرجو منكم تزويدي بمعلومات أو مأثورات عن أبناء الإمام الحسين (ع) وخصوصاً هاتين الشخصيتين الكريمتين ( علي الأكبر والقاسم ) أو أي مصدر من المصادر يذكر المستشهدين بين يدي إمامنا (ع) لو تفضلتم ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
قد كتب العلامة المرحوم السيد عبد الرزاق المقرم في ذلك فعليك بملاحظته وكذلك صاحب كتاب ( نور الابصار ) في أصحاب الإمام الحسين (ع) . وقد استعرضت كتب علم الرجال لعلماء الإمامية تراجم للأصحاب الشهداء .
السؤال:
السؤال الأول
الأباضية في بعض كتبهم يؤكدون على أن علي عليه السلام كافر كفر نعمة وأنه أخطأ في قتل أهل النهروان ويبرؤون أنفسهم من كونهم من الخوارج وأن كلمة الخوارج لها معنى آخر عندهم فهل تدلونا على بعض مصادر أهل الأباضية بالنفس التي تؤكد بطلان معتقدهم هذا ؟
السؤال الثاني
يحرم المراجع الكرام بعض أنواع الأسماك ولكن الأباضية يحللون كل صيد البحر مستندين على إطلاق الآية الكريمة ( أحل لكم صيد البحر ) فأرشدونا على بعض الآيات التي تحرم بعض صيد البحر وكذلك بعض الكتب من جمهور المسلمين التي تحرم بعض صيد البحر ولا أريد مصادر شيعية أبدا لأني اطلعت عليها بكثرة كالوسائل وهي كلها روايات صادرة عن الأئمة وأنا أريد روايات عن أئمة السنة الصادرة في تحريم بعض صيد البحر ؟
السؤال الثالث
هل يوجد من علماء الأباضية من يقول بالمهدي المنتظر عليه السلام أرشدونا إلى المصدر واسم المؤلف ؟
السؤال الرابع
هل يوجد من علماء الأباضية من يقول بالتقية ؟ أرشدونا إلى المصدر
جواب سماحة الشيخ علي الكوراني :
جواب السؤال الاول : ليس عندنا مصادر للاباضية مع الاسف ، أما الخوارج الذين كانوا في زمن أمير المؤمنين عليه السلام فقد كفروه تكفير عقيدة وليس تكفير نعمة ..
والاباضية الموجودون فعلا يقولون إنهم لايكفرونه ، ونحن نقبل قولهم .
جواب السؤال الثاني : قال ابن قدامة الحنبلي في المغني : 11 | 84 : ( فصل ) وكل صيد البحر مباح الا الضفدع ، وهذا قول الشافعي وقال الشعبي لو أكل اهلي الضفادع لاطعمتهم ، وروي عن أبي بكر الصديق ( رض ) عنه انه قال في كل ما في البحر قد ذكاه الله لكم وعموم قوله تعالى ( أحل لكم صيد البحر وطعامه ) يدل على اباحة جميع صيده وروى عطاء وعمرو بن دينار أنهما بلغهما عن النبي (ص) أنه قال « ان الله ذبح كل شيء في البحر لابن آدم » فاما الضفدع فان النبي (ص) نهى عن قتله رواه النسائي فيدل ذلك على تحريمه فاما التمساح فقد نقل عنه ما يدل على أنه لا يؤكل ، وقال الاوزاعي لا بأس به لمن اشتهاه وقال ابن حامد لا يؤكل التمساح ولا الكوسج لانهما ياكلان الناس ، وقد روي عن ابراهيم النخعي وغيره أنه قال كانوا يكرهون سباع البحر كما يكرهون سباع البر وذلك لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع | صفحة 85 | وقال أبو علي النجاد ما حرم نظيره في البر فهو حرام في البحر ككلب الماء وخنزيره وانسانه ، وهو قول الليث الا في كلب الماء فانه يرى اباحة كلب البر والبحر . وقال ابو حنيفة لا يباح الا السمك . وقال مالك كل ما في البحر مباح لعموم قوله تعالى ( أحل لكم صيد البحر وطعامه )
جواب السؤال الثالث : إذا قبل الاباضية الصحاح الستة فإنها تنص على الامام المهدي الموعود عليه السلام .
جواب السؤال الرابع : لانظن أحدا من علماء الأباضية يقول بالرجعة .
السؤال:
ما هي نظرة فقهاء الشيعة الإمامية للرجعة ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني : حول هذا الموضوع روايات معتبرة كثيرة ، فلا يجوز انكاره ، وهذه عقيدة علماء الطائفة المحقّة الذين يرجعون اليهم في العقيدة . قديماً وحديثاً . .
السؤال:
1 ـ هل الخلاف بين السنة والشيعة خلاف في العقائد ام في الفروع ؟
2 ـ ما قولكم فيمن لايقول بان الامامة اصل من اصول الدين ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
جـ 1 : في حين وجود نقاط وفاق بين الطائفتين على أصل التوحيد والنبوة والمعاد والكتاب وجملة من أركان الدين كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد ... الا أن هناك نقاط افتراق في أصول الدين فإن جملة كبيرة من أهل السنة والجماعة قائلون بالتجسيم في الباري تعالى عن ذلك علوا كبيراً كما انهم لا يقولون بالعصمة المطلقة في النبي (ص) كما أن الاشاعرة منهم وهم جملة كبيرة منهم قائلون بالجبر في الافعال كما انهم لا يقولون بإمامة الائمة الاثنا عشر من أهل بيت النبي (ص) وانهم اوصياء للنبي (ص) ، وغير ذلك من المسائل الكثيرة العقائدية التي يخالفهم فيها الشيعة الإمامية التابعون لآل محمد صلوات الله عليهم .
جـ 2 : روى عن النبي (ص) كل من الفريقين بطرق متواترة « أن من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية » بألفاظ مختلفة ، ومن البين أن المعرفة قلبية اعتقادية وهذا الامام الذي معرفته هي مدار إيمان والا فيموت الانسان موتة أهل الجاهلية ، لا يكون الا معصوماً والقول بإمامته من أصول الدين ، وكذلك قوله تعالى ( قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) فان جعل أجر الرسالة كلها بما فيها من اصول الدين جعل أجر أصول الدين وفروعه مودة آل محمد صلوات الله عليهم دال على أن مودتهم وولايتهم وإمامتهم من نسيج اصول الدين بمقتضى التعادل والتساوي بين المعوض والعوض والأجر ، والا لكان تعبير القرآن بالأجر مسامحة والعياذ بالله تعالى .
وكذلك قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) « سورة المائدة آخر السور نزولاً » ما هو الخطب في ذلك اليوم الذي يصفه القرآن بأن الدين لم يكمل قبله ، أن أصول الدين لم تكمل قبله ، وأنه تعالى لم يكن راضياً للمسلمين بالإسلام من دونه فما هو ذلك الخطب في ذلك اليوم يوم غدير خم بعد حجة الوداع ، لا يكون ما نزل في ذلك اليوم الا من أصول الدين فهو الذي يتناسب مع هذا الحجم من التعظيم والخطورة التي يبرزها القرآن له ولذلك قال تعالى في سورة المائدة آخر السور نزولاً أيضاً ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين ) فما هو هذا الأمر الذي عادل الباري تعالى بينه وبين مجموع الرسالة وأن خطورته تعدل مجموع الرسالة وانه كانت لدى النبي (ص) خشية من عدم قبول الناس لتبليغه ذلك الأمر ، وانه تعالى جعل الجاحدين لذلك الأمر هم القوم الكافرين بالإيمان ، فترى المعادلة في هذه الآية وكذلك الآية السابقة وكذلك آية المودة وكذلك الحديث النبوي في معرفة الإمام ، وكذلك حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإن المعادلة بين الكتاب والعترة ، يقضى بان امامتهم من أصول الدين لأن الإيمان بالكتاب من اصول الدين ومن الإيمان بنبوة النبي (ص) فكذلك أعدال الكتاب ، وغير ذلك من الأدلة الدالة على كون إمامتهم من أصول الدين ، وعلى ذلك فمن يقول بأن الإمامة ليست من اصول الدين ، يعني أن الإعتقاد بإمامتهم غير واجب وغير لازم ، أي لا يلزم نفسه بالإعتقاد بإمامتهم وبالتالي فيخرج نفسه من ربقة الإيمان بمقتضى الأدلة والبراهين الدينية المتقدمة . وان بقي على ظاهر الإسلام لا على حقيقته ( قالت الإعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً ان الله غفور رحيم ) .