عربي
Tuesday 23rd of July 2024
0
نفر 0

السؤال: هل هناك فرق بين المسند والصحيح عند القوم ؟

السؤال: هل هناك فرق بين المسند والصحيح عند القوم ؟ إذ الوهّابية يرفضون أن يكون الجامع الكبير للترمذي من الصحاح ، وإذا كان هناك ما يدفع كلامهم ، فأرجو البيان وذكر المصدر .

الجواب : الفرق بين المسند والصحيح هو : أنّ المسند هو الأحاديث التي يرويها المحدّث بأسانيد عن كلّ واحدٍ من الصحابة ، فيذكر أحاديثه تحت عنوان اسمه ، كما هو الحال في مسند أحمد مثلاً .

أمّا الصحيح فهو مجموعة الأحاديث ، التي يرى المحدّث صحّتها بحسب شروطه ، مبوّبةً بحسب الموضوعات .

والوهابيّة الذين يرفضون " الجامع الكبير " للترمذي إنّما يقلِّدون ابن تيمية في كتابه " منهاج السنّة النبوية " ، لكنّكم إذا راجعتموه وجدتم ابن تيمية يحتجُّ ب " الجامع الكبير " للترمذي ، في كلّ موردٍ يكون في صالحه ، وأمّا رفضه له فهو لروايته مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) .

فقال في حديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " : " أضعف وأوهى ، ولهذا إنّما يعدّ في الموضوعات ، وإن رواه الترمذي " (1) .

وقال في موضع : " والترمذي في جامعة روى أحاديث كثيرة في فضائل

____________

1- منهاج السنّة النبوية 7 / 515 .


الصفحة 114


علي ، كثير منها ضعيف ، ولم يرو مثل هذا لظهور كذبه " (1) .

وفي آخر : " والترمذي قد ذكر أحاديث متعدّدة في فضائله ، وفيها ما هو ضعيف بل موضوع " (2) .

فهو لا يرفض " الجامع الكبير " للترمذي بل يستدلّ برواياته وينقلها في كتبه ، وإنّما يرفض الروايات التي نقلها في فضائل الإمام علي (عليه السلام) .

( عماد ... ... )

كلماته الدالّة على التجسيم :

السؤال: هل بإمكانكم إخباري في أيّ كتاب قالت الوهّابية بإنّ الله له أرجل وأيدي ، ووجه وأعين ... .

الجواب : بإمكانك التقصّي عن عقيدة الوهّابية في التجسيم من خلال فتاوى علمائهم ، أو بالسؤال من علمائهم، عن تفسير آية : { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } (3)، أو قوله تعالى : { هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } (4) ، إلى غير ذلك من الآيات ، وأنظر ماذا تجاب من قبلهم ؟ عندها تستطيع الحكم أنت بنفسك على ما يعتقدونه ، من صفات الربّ جلّ جلاله .

ولعلّنا سنزوّدك ما يمكن ذكره في هذا المقام المختصر ، ببعض أقوال شيخهم ابن تيمية ، فقد قال عن حديث لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : " إنّ الله يضحك إلى رجلين ، يقتل أحدهما الآخر ، كلاهما يدخل الجنّة " : متّفق عليه (5) .

ومثله قال عن حديث لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : " ولا تزال جهنّم يلقى فيها ، وهي تقول : هل من مزيد ؟ حتّى يضع ربّ العزّة فيها رجله ، فينزوي بعضها إلى

____________

1- المصدر السابق 7 / 178 .

2- المصدر السابق 5 / 511 .

3- الأعراف : 54 .

4- الإسراء : 1 .

5- العقيدة الواسطية : 20 .


الصفحة 115


بعض ، فتقول : قط قط " (1) .

وما ذكره محمّد بن عبد الوهّاب في كتابه " التوحيد " (2) ، عن ابن مسعود قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا محمّد ، إنّا نجد أنّ الله يجعل السماوات على إصبع من أصابعه ، والأرضين على إصبع ، والشجر على إصبع ، والماء على إصبع ، والثرى على إصبع ، وسائر الخلق على إصبع ، فيقول : أنا الملك ، فضحك النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتّى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ، ثمّ قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) : { وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (3) .

وقد قال ابن باز في فتاويه : " التأويل في الصفات منكر ولا يجوز ، بل يجب إمرار الصفات كما جاءت على ظاهرها اللائق بالله جلّ وعلا ، بغير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل (4) .

وقال أيضاً : " الصحيح الذي عليه المحقّقون ، أنّه ليس في القرآن مجاز على الحدّ الذي يعرفه أصحاب فنّ البلاغة ، وكلّ ما فيه فهو حقيقة في محلّه (5) .

هذا بعض ما أمكننا إرشادك إليه من أقوالهما ، وجملةً من فتاويهما ، وعليك أن تتحقّق عن الباقي بنفسك ، وإن شئت فارجع إلى :

1-العقيدة الواسطية لابن تيمية .

2-شرح العقيدة الواسطية لابن عثمين .

3-كتاب التوحيد لمحمّد بن عبد الوهّاب .

____________

1- نفس المصدر السابق .

2- كتاب التوحيد : 157 .

3- الزمر : 67 .

4- فتاوى ابن باز 1 / 297 .

5- المصدر السابق 1 / 360 .


الصفحة 116


4-شرح نونية ابن قيّم الجوزية لمحمّد خليل هراس .

5-كتاب العرش لابن تيمية .

6-كتاب السنّة لعبد الله بن أحمد بن حنبل .

وكتب أُخرى لهم في هذا المجال ، وفيها التجسيم بأجلى صورة .


الصفحة 117


ابن عباس :

( زين . السعودية ... )

أقوال علماء الشيعة فيه :

السؤال: ما رأي علماء الشيعة في عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) ؟

الجواب : نذكر بعض أقوال علماء الشيعة في ابن عباس :

1-قال العلاّمة الحلّي : " من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كان محبّاً لعلي (عليه السلام) وتلميذه ، حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين (عليه السلام) أشهر من أن يخفى .

وقد ذكر الكشّي (1) أحاديث تتضمّن قدحاً فيه ، وهو أجلّ من ذلك ، وقد ذكرناها في كتابنا الكبير وأجبنا عنها رضي الله تعالى عنه " (2) .

2-قال الشيخ حسن صاحب المعالم : " عبد الله بن عباس ، حاله في المحبّة والإخلاص لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) ، والموالاة والنصرة له ، والذبّ عنه ، والخصام في رضاه ، والمؤازرة ممّا لا شبهة فيه ، وقد كان يعتمد ذلك مع من يجب اعتماده معه ، على ما نطق به لسان السيرة " (3) .

3-قال العلاّمة التستري بعد أن ذكر جملة من مواقفه مع أعداء أهل البيت : " وبالجملة : بعدما وقفت على محاجّاته مع عمر وعثمان ، ومعاوية وعائشة ، وابن الزبير وباقي أعداء أهل البيت ، وتحقيقه للمذهب ودفعه عن الشبه ، لو قيل : إنّ هذا الرجل أفضل رجال الإسلام بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، والأئمّة

____________

1- اختيار معرفة الرجال 1 / 279 .

2- خلاصة الأقوال : 190 .

3- التحرير الطاووسي : 312 .


الصفحة 118


الاثني عشر (عليهم السلام) ، وحمزة وجعفر (رضوان الله عليهما) كان في محلّه " (1) .

( يوسف . الإمارات . 30 سنة . طالب جامعة )

ما قيل فيه مردود :

السؤال: ما رأيكم في ابن عباس ؟

الجواب : هناك رأيان في ابن عباس ، رأي عدّه من الثقات للروايات المادحة له ، وقدح بالروايات الذامّة له ، ورأي ثان عدّه من الضعفاء للروايات الذامّة له ، ولأجل معرفة سبب تضعيفه ، نورد بعض ما أُشكل عليه :

أوّلاً : أنّه نقل بيت المال من البصرة إلى الحجاز حينما كان والياً على البصرة ، وهذا دليل خيانته وعدم عدالته ، وخروجه على طاعة إمام زمانه .

وفيه : إنّ ما اشتهر عن نقله لبيت مال البصرة لم يثبت برواية صحيحة يطمئن إليها ، نعم كلّ من اعتمد على الخبر كان مدركه الشهرة وليس أكثر ، بل إنّ بعض علمائنا طعن في صحّة هذه الشهرة ، ونسب ما اشتهر في ذمّ ابن عباس إلى ما أشاعه معاوية من الطعن في أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وقد ذهب إلى ذلك السيّد الخوئي (قدس سره) في معجمه (2) .

قال ابن أبي الحديد : " وقد اختلف الناس في المكتوب إليه هذا الكتاب ، فقال الأكثرون : إنّه عبد الله بن عباس ، ورووا في ذلك روايات ، واستدلّوا عليه بألفاظ من ألفاظ الكتاب ، كقوله (عليه السلام) : " أشركتك في أمانتي " ... وقال الآخرون وهم الأقلّون : هذا لم يكن ، ولا فارق عبد الله بن عباس عليّاً (عليه السلام) ولا باينه ولا خالفه ، ولم يزل أميراً على البصرة إلى أن قتل علي (عليه السلام) .

قالوا : ويدلّ على ذلك ما رواه أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني من

____________

1- قاموس الرجال 6 / 490 .

2- معجم رجال الحديث 11 / 254 .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما حکم من طلّقها زوجها طلاقاً رجعیّاً و لزمت عدّة ...
السؤال : هل صحيح أنّ سيف ذو الفقار للإمام علي ...
من هو شيخ الأنبياء ومن هو سيد البطحاء وشيخ ...
السؤال : لماذا الشيعة لا يصلّون صلاة التراويح ؟ ...
السؤال : ما هي فلسفة الحجاب ؟ ولماذا هو واجب في ...
السؤال : هل يدخلون الجنّة أهل السنّة ?
السؤال : هل الإمامة مذكورة في القرآن ؟ وهل هي ...
سؤال: لماذا يستخدم القرآن الكريم في بعض الآيات ...
السؤال: هل يعتبر المأمون العباسيّ من الشيعة أم لا ...
السؤال : لماذا نتوسّل بأهل البيت (عليهم السلام) ؟ ...

 
user comment