عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

موانع الزواج

موانع الزواج

موانع الزواج فی هذه الأیام، والتی تشبه إلى حدّ ما السدود الترابیة التی تستعمل فی جبهات القتال لعرقلة تحرکات العدو.إن الموانع التی نراها فی دنیا الیوم هی صنیعة أیدینا، ولذا أن نتحدث فی هذا الموضوع الحساس بشکل مکثف، ولا ندری بعد ذلک، هل نتمکن من رفع تلک الموانع من خلال حدیثٍ واحد، أم یستوجب هذا الأمر عدّة أحادیث؟ وبالرغم من ذلک، فأنا على یقین بأن حدیثنا هذا لن یکون بدون نتیجة مهما کانت هذه النتیجة، ومهما کانت تأثیراتها.

الاعذار المصطنعة
إن التحجج یعتبر أول وأهم مانع أو سدٍ فی طریق الزواج، وهو ما نراه متفاقماً یوماً بعد یوم، التحجّج من طرف الفتاة أو من طرف الفتى أو من طرف الآباء والأمهات قد یجرّ فی بعض الأحیان إلى بلوغ الفتاة ثلاثین سنة بدون زواج، وإلى بلوغ الفتى اربعین سنة عازباً، وعندما یسأل ذلک الرجل عن عدم زواجه حتى بلغ ما بلغ من العمر، یجیب قائلاً: لم أجد زوجة مناسبة لی! أو لم أجد زوجة جیدة! وکذا بالنسبة للفتیات العوانس.
إن القضیة الأساس التی یجب أن نلتفت إلیها جمیعاً هی: لا معنى لعدم قبول الفتاة لأحد المتقدمین لها من الفتیان مع أنها مقتنعة100% منه، ولا معنى لعدم زواج الفتى من فتاة تعجبه100%.
إن الطبیعی فی الأمر هو أن الإنسان العاقل إذا وجد نفسه یمکن أن ینسجم مع الطرف المقابل 50% أخلاقیاً وذوقیاً لا بأس به أن یقدم على الزواج، وإذا زدنا فی هذه النسبة إلى 70% فذلک خیر على خیر، وإن تلک الزوجة التی تتلائم70% مع زوجها تعتبر زوجةً جیدةً جداً وإن ذلک الزوج یعبر هو الآخر جیداً جداً.إن الحجج والتبجحات التی یستخدمها المتدینون شیء، وتلک التی یستخدمها غیر المتدینین شیء آخر، فترى أحدهم یطالب الخاطب بدار مستقلة فی الوقت الذی لا یمتلک المتقدم ذلک، وترى الآخر یرید فتاةً جمیلة 100% ولا نقص فیها بالمرة، ولا یوجد هکذا شیء، وبعضهم یبحث عن الأنساب العالیة والرفیعة فی الوقت الذی یکون هو من بین الأنساب الضحلة، وعندما یسعى لهذا الأمر حثیثاً تراه یحاول الانتقاء بشکل یبعث على الدهشة، حیث یلحّ فی مسألة الأنساب الرفیعة أکثر من الطبیعی مما یوجب عدم زواجه.
وقد نرى فی أحیان أخرى عدم رضا أم الفتى عن التقدّم لخطبة فتاة تضع نظارة على عینیها، وقد ترفض أم إحدى الفتیات شاباً قصیر القامة أو آخر لا یمتلک سیّارة.
إن هذه المسائل فی حقیقة الأمر تدخل کلها ضمن دائرة التحجّج، ولا تمتّ بصلة إلى القضایا العقلیة، أو القضایا التی یرتضیها العقلاء.
قد یکون فی مجتمعاتنا هذه بعض الفتیات من اللاتی تقدم لهنّ أکثر من عشرین فتى، لکنهن رفضن القبول بسبب بعض المسائل الجزئیة، أو التافهة؛ وقد نشاهد شاباً سعى للزواج حثیثاً لمدةثلاث او اربع سنوات لکنه لم یحظ بما یرید أو یرغب، بالرغم من أن له أبنة عمّ، وابنة خالة، وأن لجیرانه عدة فتیات بلغن سنّ الزواج، لکنه یشکل على کلّ تلک الفتیات، فهو یعیب على هذه جمالها، وعلى تلک طولها، وعلى أخرى أنفها وما إلى ذلک.
والجدیر بالذکر أنه یتزوج فی نهایة المطاف فتاة سیئةً، أو دمیمةً بالرغم من معایبه الکثیرة التی کان یلقیها على هذه تلک.
إن الرسول الأکرم(صلی الله علیه وآله وسلم)تحدّث کثیراً عن مسألة تزویج البنات فی حضور العامة والخاصة لیلفت أنظار المجتمع الإسلامی إلى خطورة بقاء البنات بدون زواج بکّر،وقد جاء عن الإمام الرضا علی بن موسى(علیه السلام)روایة تتعرض لهذا الأمر حیث قال:"نزل جبرئیل على النبیّ صلى الله علیه وآله فقال: یا محمد إن ربک یقرئُک السلام ویقول: إن الأبکار من النساء بمنزلة الثّمر على الشجر، فإذا إینع الثمر فلا دواء له إلا اجتنائه، وإلاّ أفسدته الشمس، وغیّرته الریح، وإنّ الأبکار إذا أدرکن ما تدرک النساء فلا دواء لهن إلا البعول، وإلا لم یؤمن علیهم الفتنة، فصعد رسول الله صلى الله علیه وآله المنبر فجمع الناس ثم أعلمهم ما أمر الله عز وجل به.."(1).
وقال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بصدد تزویج الفتیان مبکراً:
"أیما شاب تزوج فی حداثة سنه عج شیطانه: یا ویله! عصم منّی دینه" (2).
لقد ضجّ بعضهم حینما کان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)یتحدث فی مسألة تزویج البنات فقام لیسأل الرسول(صلی الله علیه وآله وسلم)قائلاً: لمن نزوّج فتیاتنا؟ فقال(صلی الله علیه وآله وسلم): الأکفاء؟ فقال: ومن هو الکفؤ یا رسول الله؟ فقال(صلی الله علیه وآله وسلم):
"المؤمنون بعضهم أکفاء بعض"(3).
قال رسل الله صلى الله علیه وآله وسلم:
"إذا جاءکم من ترضون دینه وأمانته یخطب فزوّجوه، إن لا تفعلوه تکن فتنة فی الأرض وفساد کبیر"(4).
وجاء فی مکارم الأخلاق:
(جار رجل إلى الإمام الحسن بن علی(علیه السلام)یستشیره فی تزویج ابنته! فقال: زوجها من رجل تقیّ، فإنَّه إن أحبّها أکرمها، وإن أبغضها لم یظلمها).
کم هی جمیلة هذه الروایة التی نقلت لنا عن الإمام الحسن بن علی(علیه السلام)والتی تتنکر لجمیع أشکال الحجج والأعذار، ولا أعرف أحداً لا یتحجج فی هذا الزمان حینما تطلب منه ید ابنته، بالرغم من کثرة الروایات والأحادیث الذامّة لمن لا یزوج ابنته من رجل تقیّ.
لقد حدثت فی زمان الرسول محمّد(صلی الله علیه وآله وسلم)عدّة وقائع من زواج عجیب، لکی لا یبقى هناک للمسلمین من حجةٍ فی ما یدّعون، ومن جملتها: زواج "جویبر" وزواج "زید" و"المقداد".
ولقد کانت تلک الحوادث والوقئع تتبنّىُ تزویج فتیات جمیلات، ذوات حسب ونسب، من رجال لیس لهم من الدنیا إلاّ تقواهم وذلک حتى یتمکّن الرسول(صلی الله علیه وآله وسلم)من إحیاء قانون الأخلاق والدین فی المجتمع.
قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم):"إنما زوجت مولای زید بن حارثة زینب بنت جحش، زوجت المقداد ضباعة بنت الزبیر لتعلموا أن أکرمکم عند الله أحسنکم إسلاماً"(5).
وقال أیضاً(صلی الله علیه وآله وسلم):
"أنکحت زید بن حارثة زینب بنت جحش، وأنکحت المقداد ضباعة بنت الزبیر بن عبد المطلب لیعلموا أن أشرف الشرف الإسلام"(6).
إن هکذا إنکاح وتزویج یراد منه إفهام الناس بأن هذه الجمیلة ذات الحسب والنسب والأخلاق الفاضلة لا یلیق بها إلا الکفؤ، والکفؤ هو من تشرّف بشرف الإسلام، وأحسن إسلامه، فمن اقتنع بنسبة 70% بإحدى الفتیات لا ینبغی له أن یتحجج بشتى الطرق کی یفلتَ من هکذا زواج، ولا ینبغی له أن یستخر أیضاً، فالاستخارة لها أوقاتها، وأوقائها هی انعدام حالة التفکیر، أو عندما لا تکون المشورة مؤثرة، أو عندما یقع الإنسان فی إحدى حالات الإبهام أو الظلمة أو التشویش.
أما إذا کانت المسألة واضحة، وأن الذی جاء یخطب إلیک ابنتک خلوق ومتدین ویتمکن من فتح بیت الزوجیة، فلم الاستخارة؟ أو إذا رأیت فتاةً خیرةً متدینةً، خلوقةً، ملتزمةً تتمکن من مداراة الزوج فعلام الاستخارة؟.
إن أصل الاستخارة فی الإسلام یحمل معنى غیر المعانی المعمول بها هذه الأیام، ولذا أطلب منکم أن تعملوا بها، طبق الموازین الإسلامیة.

وطریقة الاستخارة هی:
إذا أردت تأدیة عمل ما علیکم بإقامة رکعتین لوجه الله تعالى، وأتبعها بعد ذلک بقول "أستخیر الله برحمته" مائة مرّة، ثم باشر فی أداء العمل وسیکون ذلک العمل مبارکاً بإذن الله تعالى.
وهذا هو أصل الاستخارة فی الإسلام.إن الاستخارة التی أسندتها الروایات المتواترة الصحیحة والتی تحدّث عنها صاحب الجواهر رضوان الله تعالى علیه هی: طلب الخیر من الله تعالى حین الشروع بعملٍ ما بفتح کتابه المبارک،هذا بالإضافة إلى الحالات التی یعجز فیها التفکیر عن العمل، أو بعبارة أخرى الحالات المبهمة، والتی لا تنفع معها المشورة؛ عند ذلک یمکن یمکن أن یستخیر المرء الباری تعالى بفتح کتابه فإن کانت الآیة تنذر بالسوء فلا بأس من ترک القیام بذلک العمل.
وخلاصة القول: إن المانع الأول فی أغلب حالات الزواج هو التحجج الذی یبرز من بعض الفتیات أو من بعض الفتیات أو من آبائهم وأمهاتهم؛ لذا أطلب من الجمیع أن یتکلوا على الله تبارک وتعالى بدلاً من الاتکال على تلک الحجج والأعذار الواهیة الی ما أنزل الله بها من سلطان، ولیعلم الجمیع أن المتوکلین على الله لا یمکن أن یخافوا أو یحزنوا فی مثل هذه المواقف:
(إلا إنَّ أولیاء الله لا خوف علیهم ولا هم یحزنون) (7).
نقل لنا البعض حکایة عن المرحوم کاشف الغطاء رضوان الله تعالى علیه، وکما تعلمون أنه کان أحد مراجع زمانه، حیث لم تشهد الحوزات العلمیة رجلاً عالماً، شجاعاً، فاضلاً مثله، إلاّ ما ندر.
قال المرحوم کاشف الغطاء بعد انتهاء إحدى جلسات تدریسه مخاطباً طلابه: لی ابنة بلغت سن الرشد، وأروم تزویجها من رجل متدین خلوق، فإذا ما تقدم لها هکذا شخص زوّجته إیاها، فقام أحد الفضلاء من مکانه لیجلس مرّة أخرى ـ عانیاً بذلک أنه یتقدم لخطبتها ـ، وعندها قال له المرحوم کاشف الغطاء تعال إلى دارنا الیوم.
ذهب المرحوم کاشف الغطاء إلى منزله وتبعه ذلک الفاضل المتدین،وهو معروفٌ لدى المرحوم بشکل کامل، إذ کان یتمتع بأخلاق فاضلة، وعملیة سامیة. لکنه لم یکن یمتلک من الدنیا إلاّ رحمة ربّه.دخل ذلک الشاب الفاضل منزل المرحوم الشیخ کاشف الغطاء، وفی حضوره قال منادیاً ابنته: وجدتُ لک زوجاً لا یملک من حطام الدنیا شیئاً، ولکنه عالم متدین،وفاضل خلوق، فهل ترضین به زوجاً لک، فأجابت: الأمر أمرک یا أبه.
عندها عقد الشیخ لابنته على ذلک الشاب الفاضل لیدخلا إحدى غرف منزله بعد أن تهیأت البنت لتلک اللیلة، وقبل أذان الصباح قام المرحوم کاشف الغطاء لتأدیة صلاة اللیل، وقبل أن یشرع بصلاته طرق باب العروسین لیقول لهما: سخنت لکما بعض الماء (ولم یکن فی ذلک الزمان حمام داخل المنزل) وما علیکما إلاّ الذهاب إلى الغرفة الفلانیة لتغتسلا من أجل إقامة صلاة اللیل، فذهب الزوجان لیغتسلا ویقیما بعد ذلک صلاة اللیل، ولکن هل انتهى إیثار وتضحیة کاشف الغطاء إلى هذا الحدّ؟
(الذین جاهدوا فینا لنهدینهم سیُلنا) (8).
لقد کان صهر الشیخ کاشف الغطاء هو: الشیخ محمد تقی مسجد شاهی وهو من کتاب حاشیة على "المعالم" حیث ما زالت تلک الحاشیة تعد من الأصول الحیّة، بالرغم من انقضاء"300" أو"400" عاماً على کتابتها.
لقد تقدم هذا الصهر على کاشف الغطاء بعلمه، وکان جمیع أولاده علماء ومجتهدین، ولم ینقطع العلم والاجتهاد عن منزله إلى یومنا هذا، حیث أضحى جمیع أبنائه وأحفاده من المتدینین الملتزمین، ومن المعروفین فی اصفهان بهذه الصبغة، حتى شاع صیته بین حکّام زمانه فأبدوا له الاحترام والتواضع والتبجیل.
وخلاصة القول: کان ذلک العرس جیملاً وطیِّباً فشاع طیبه إلى باقی الأجیال، إنه العرس الذی أراده القرآن الکریم، إنه العرس الإسلامی الحقیقی.
لقد کان نهج الرسول الأکرم(صلی الله علیه وآله وسلم)بهذا الشکل، وکان نهج الأئمة الأطهار من أهل بیته بهذه الکیفیة، وکذا کان نهج التابعین لهم بإحسان.کان العلامة المجلسی معروفاً بمقامه العلمی الرفیع، بالإضافة إلى إمکانیاته المادیة التی جعلته یتمکن من الصفویین ویجعل من دورهم بلاطاً له، ولو لم یکن للعلامة المجلسی غیر کتاب بحار الأنوار، لکفاه أن یقال فیه إنه من نوادر العلم التی قلّ نظیرها.
کان للعلامة المجلسی ابنة فاضلة ومجتهدة وذات جمال، ولم تکن تتجاوز حینئذٍ عشرین سنة، وکانت تعدّ من أسمى العوائل نسباً وحسباً، وبالرغم من کل ما تمتلک من صفات حمیدة، زوّجها المجلسی لأحد تلامذته، ممن لم یکونوا على مستوىً رفیع من العلم، ولکنه کان على أرفع مستوى من الأخلاق والتدین والالتزام، إنه الملا صالح المازندرانی غیر المعروف بین اخوانه وأقرانه وزمانه.
لقد زوّج العلامة المجلسی ابنته الفاضلة تلک إلى أخلاق هذا الرجل الصالح فی دینه والتزامه، ویقال إن الملا صالح کان علیه أن یطالع فی لیلة زفافه، ولکنّه تعثر فی حل إحدى المسائل عندها تمکنت تلک الفتاة الشابة من حلّ مسألته بسهولة لأنها لم تکن فتاة عادیة، بل کانت عالمة معلّمة.
إذن، لماذا وافق العلامة على تزویجها من ذلک الرجل الذی کان اقل منها مستوى فی العلم؟ لأنه لم یکن من المتذرعین بالحجج الواهیة، وأنه کان من المؤمنین بحدیث رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم):
"إذا جاءکم من ترضون خلقه ودینه فزوّجوه وإن لا تفعلوه تکن فتنة فی الأرض وفساد کبیر"(9).
الروتین الممقوت المانع أو السدّ الثانی بوجه الزواج، وخصوصاً فی هذا الزمان هو الروتین الممقوت الذی نراه یزداد صعوبة یوماً بعد یوم، ففی البدایة کانوا یفرضون على الشاب تقدیم قرآن من الدرجة الأولى، وبعد ذلک صار علیه أن یضیف إلیه مرآة وقندیلین کهربائیین تنتخبهما أم الفتاة، ثم تفاقم الأمر إلى أبعد من ذلک لیصل إلى أن الفتى لو باع نفسه فی السوق لما وفّى بمبالغ تلک المتطلبات، المشتملة على عدّة خواتم ذهبیة واسورة ذهب من العیار الراقی، وقلادة الماس مطعمة بالذهب الخالص و.. و.. حتى بلغ الأمر بالبعض إلى أن یقول: أتوسل إلیکم بإعفائی من هذا الزواج!.
ما الذی عدا مما بدا؟ وما الذی سیحدث لو رضیت العروس بتلک المرآة والقندیلین علاوة على نسخة من کتاب الله الکریم؟ وماذا سیحدث لو لم تکن تلک المرآة والقندیلان؟ ومن هو الذی یرید رؤیتهما فی منزلک؟ ما المانع فی أن تکون عدّة تلک الخواتم خاتماً واحداً ؟ویکون خاتم العریس عقیقاً؟ بدل الخاتم الذهبی الذی یهدى إلیه من أهل البنت تیمناً بجارتهم التی أهدت لعریسها خاتماً ذهبیاً؟.
إن الخاتم الذهبی الذی تهدیه الأسرة إلى هذا العریس یُعدّ بمثابة أول سلّم فی سوء الحظّ الذی یمکن أن یلاقیه فی حیاته الزوجیة التی ابتدأت بمخالفة أحد القوانین الشرعیة.
فالخاتم الذهبی لا یمکّن صاحبه من إقامة صلاة مقبولة، لأن الذی یتختم بالذهب تبطل صلاته، هذا بالإضافة إلى أن هذا التختم سیسجّل له معصیة فی سجلّ أعماله لأن الرجل لا یحقّ له التزیّن بالذهب.
الخاتم، الساعة، الأزرار، النظارات وکل ما یوجب التزین به إذا کان من ذهب حرم على الرجل!.
إن التختم بالعقیق أو بخاتم من فضة بالنسبة للعریس لن یسقط السماء على الأرض على حدّ قول العامّة، ولن یبعث بالأرض إلى حیث السماء، وکذا الامر بالنسبة للعروس التی لا تلبس قلادة من الماس أو بضعة خواتیم ذهب.من هو الذی یتمکن من عبور هذا السد الثانی؟ تعالوا معنا لنُدمِّر هذا السدّ، ولا نقول هذا لبضعة أنفارٍ أو لمجموعةٍ معینة من الناس، لأن ذلک لن یحل شیئاً من هذه المعضلة، بل نقول هذه العبارة لکل المجتمع الذی نعیش فیه، نقول لهؤلاء الذین تمکنوا من قلب نظام الحکم الملکی إلى نظام حکم جمهوری، نقولها إلى کل الذین ساهموا فی بناء هذا البلد الحرّ، علینا أن نوقف* * الإیقاف هنا نعنی به: حبس مالٍ وصرف منفعته لجهةٍ معینة، ویجوز فی الخیرات ابتداءً وانتهاءً.
هذه المرآة بقنادیلها على الجمیع، ونوقف الإتیان والذهاب بالذهب، ونوقف الملابس التی یمکن أن تستخدم لأغراض الأعراس: وبما أن مدینة قم واصفهان ومشهد ... تمتاز عن بقیة المدن الآخرة بامتیازات کثیرة، لذا قررنا أن نقترح على أهلها أن یصمموا على إیقاف تلک اللوازم والحوائج.
ولا أرى مانعاً فی ذلک، حیث لو تمّ هذا الأمر لسرى من قم واصفهان ومشهد ... إلى بقیة المدن لیشمل فی نهایة المطاف کل المجتمع الإسلامی.
جاء رجل إلى الإمام الباقر محمد بن علیّ(علیه السلام)، فسأله الإمام(علیه السلام): ألک زوجة؟ قال: کلا یا بن رسول الله، فقال(علیه السلام): لست مستعداً للمبیت لیلةً واحدة بدون امرأة، ثم قال: "إنّ رکعتین یصلیهما رجل متزوج، أفضل من رجل یقوم لیله ویصوم نهاره أعزب"(10).
ثم أعطى الإمام(علیه السلام)سبعة دنانیر للرجل وقال له: اذهب وتزوج.
إن ذلک الزواج الذی تمّ بسبعة دنانیر ذهبیة، لا یمکن أنْ یتمّ الآن إلاّ بسبعین من الدنانیر الذهبیة، والدینار هو سبعة مثاقیل، کل مثقال شرعی فیه یساوی"17" حمصة أو حبّة.
وقد یکون الأمر فی زماننا هذا أکثر من سبعین دیناراً أضعافاً مضاعفةً، لذا ترى البعض یبیع منزله لیتمکن من إقامة حفلة العقد، وهذا ما لا یرضاه الله ولا رسوله ولا المؤمنون.کان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)جالساً مع أصحابه، فجاءت إحدى النساء وتحدثت من وراء حجاب قالت: یا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)! زوّجنی فالتفت الرسول(صلی الله علیه وآله وسلم)إلى أصحابه وقال: من یرید منکم أن یتزوّج؟ فقام إلیه أحدهم وقال: أنا یا رسول الله، قال(صلی الله علیه وآله وسلم): ما لدیک من مهر؟ قال: لا شیء إلاّ هذا الذی أرتدی: فقال الرسول(صلی الله علیه وآله وسلم): هل تحفظ شیئاً من القرآن؟ قال: نعم أحفظ منه سورة الواقعة، عندها قال الرسول(صلی الله علیه وآله وسلم)للمرأة: هل ترضین بسورة الواقعة مهراً لک؟ فأجابت بالقبول، وتمّ العقد.
إننا لا نقول بأنه من الواجب علیکم أن تفعلوا مثلما فعل ذلک الرجل وتلک المرأة فی صدر الإسلام، ولکننا نقول لکم لا تصبحوا أُسارى هذه القیود العصریة، ولِمَ نضع أنفسنا فی مواضع یشمّ منها رائحة العبودیة؟ وهذا ما نراه واضحاً على الجمیع من فضلاء وعلماء، وتجار وزرّاع وجمیع من هم یعیشون فی هذا المجتمع إلاّ ما رحم ربّی.
إن الغالبیة العظمى تستخدم التحجیج والتعذر،واللجوء إلى الاستخارة بدون علل معقولة، والطریف فی الأمر أن العریس إذا جلس للعقد عندنا تراه منشغل البال، سارح الفکر بعیداً عما حوله، لأنه یفکر فی کیفیة تسدید القروض التی استخدمها فی شراء الذهب واللوازم الثمینة التی طُلبت منه، لا أعرف ما الذی سیحدث لو تم العرس دون ذهب؟ ولکن الذی أعرفه هو أن الفرد المدّعی بتسلیمه لله تعالى لا ینبغی له أن یجری وراء هذه التوافه على هذا الحدّ.
ألا یعلم الجمیع بأن الله تعالى یلطف بعباده المتساهلین؟ ألا تعلمون بأن الباری تعالى سیکافئ المنصفین أفضل مکافأة، هذا إذا کانت نیّتهم لله تعالى وحده، فلم التصعّب فی هذه المسائل؟ ولم الإصرار على شراء الحاجیات الثمینة والسلع النادرة من أجل ذلک العرس؟
أیتها السیدة! إن الذهب ستجدیه بعد الزواج إن شاء الله، وما علیک إلاَّ أن تبحثی الآن عن صهرٍ متدینٍ متقٍ یحبّ ابنتک، وعلى حدّ قول الإمام الحسن(علیه السلام): فنه إن أحبها أکرمها، وإن أبغضها لم یظلمها.والطریف فی الأمر أن البعض یقول: لا یمکن أن یکون العقد عقد فرح وسرور ما لم یأت العریس بثیاب فاخرة لأم العروس ولأخت العروس ولأب العروس وهذا ما لا یطاق! أو قد تطلب والدة العریس أشیاء ولوازم لها کی یتم الفرح والسرور، وبدون تلک الطلبات لا یمکن أن تکون فرحة مسرورة.
وأقول هنا: إذا لم تکن فرحة ومسرورة فلن تکون بهذه اللوازم الکمالیة کذلک، ولو کانت ترید خیر ابنتها لما فعلت ذلک، لأنها بفعلها ذاک تعقّد مسألة المهر والزواج وتزید الطین بلّة.
وعلیه فلا باس بأن یقتصر أبو العروس على شراء بدلة للعریس ولا یزید فی ذلک کیلا تضحى عادةً متداولةً، فقد یکون أبو العروس محتاجاً لخبز عشائه، ولشراء ما یسدّ جوعة أبنائه، فلم هذا الإحراج؟ ولم هذه القیود؟ اتقوا الله الذی بین ظهرانیکم وأنیبوا إلیه یرحکم.
قد یتشبث البعض بأن الهدایا الکثیرة لأم العروس ولأخت العروس ولعمّ العروس تبعث على المحبة، ولکننا نقول له بأن هذه المسائل لا تبعث بالمرة على المحبة وعلى ما أظن أننا ضیّعنا المکان الذی یجب أن نقول فیه الدعاء.
یقول "مثنوی": ذهب أحدهم إلى بیت الخلاء، وهنا شرع بقراءة أحد الأدعیة التی یدعا بها فی وقت الوضوء والمضمضة.
وعند الوضوء عاد ثانیة إلى قراءة نفس الدعاء الذی کان یدعو به فی بیت الخلا بعد ذلک انتبه إلى حاله فقال:
أیها النفس لقد أصبحتِ فی مأخذک للماء لکنک ضیعت مکان الدعاء.
وبناءً على ذلک إننا نظنّ بأن الذهب الکثیر سیجلب لنا حبّ العروس! وإن الحب کله مقرون بإغراق العروس بالذهب! کلا إن المحبة لا یأتی بها إلاّ الإیمان والعمل الصالح والالتزام بما أنزل الله فی کتابه الکریم:
(إن الذین آمنوا وعملوا الصالحات سیجعل لهم الرحمن ودا) (11).فمن أحکم علائقه بالله تعالت أسماؤه تمکن من إصابة الهدف الذی یرید، وعندها یتمکن من حب الفتاة له، لأن الباری تعالى وعد الذین آمنوا من العاملین بأن یجعل لهم حباً ووداً ووئاماً فی قلوب الناس، وقسماً بذات الله أنا على یقین بأنکم ـ أیها المؤکدون على الروتین الشائع ـ لا تجرؤون على القول بأن الله ورسوله وإمام زماننا راضون عن هکذا زیجات؟.
وإنکم لتدرکون جیداً بأن عملکم هذا مخالف لشرعة الله الحقة، لذا ینبغی لنا جمیعاً أن نساهم فی کسر هذه القیود التی جعلت منا أُسارى لهذا الروتین الممقوت!.

المهور الثقیلة
السد أو المانع الثالث والذی أضحى مصیبة فی مجتمعاتنا المعاشة: هو المهر.
نسمع فی بعض الأحیان بأن الأفراد الذین لا یرتبطون بدین، من الذین لیس لهم علاقة بالثورة الإسلامیة یقولون بأن مهور فتیاتهم تربو على الملیون، والملیونین، والثلاثة ملایین، ولکن الحال الحاضر یقول أکثر من ذلک فقد سمعنا بأن المهور طغت علیها صبغة ثوریة على أیامنا هذه، وإن بعض المتدینین قد وضع مهراً لابنته یتجاوز المائة وأربعة والعشرین ألف سکّة ذهب تیمناً بالمائة والأربعة وعشرین ألف نبی ورسول!! وهذا مما یجعل الشاب یهرب من الزواج بعیداً، وقد یضاف شیء آخر إلى ذلک وهذا ما سمعناه فی مدینة قم المقدسة وهو "حق اللبن"، وهو من الأمور الخرافیة البائسة! ومعنى حق اللبن هو: أن والدة الفتاة تطالب العریس بأجور ما سقته من لبن لابنتها التی ستضحى زوجةً لهذا العریس، وهذه الأجور لا تعطى للأم بل للأب، وحق اللبن هو إحدى الحیل التی یراد منها بیع البنت تحت هذا العنوان، وإن هذه الاموال التی تؤخذ من العریس تحت طائلة "حق اللبن" تحددها أم الفتاة.
إن الکثیر من الفقهاء یشکلون على المهر، ویرجعون ذلک إلى نظر الشرع المقدس، أی لو اتفق أن یتقدم شخص لا یملک شیئاً فهل یمکن أن یقبل فی ذمته ملیوناً؟.إن أغلب الفقهاء یقولون: إن الشخص الذی لا یمتلک شیئاً لن یتأتى له أن یقبل ملیوناً فی ذمته، ویقول بعض الفقهاء: إن الذمة واسعة، ومن لم یکن لدیه ملیون، لا یمکن أن یستحصل أحدٌ منه شیئاً، ولکنها ستبقى فی ذمته.
قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)بصدد المهر:
"تیاسروا فی الصداق، فإن الرجل لیعطی المرأة حتى یبقى ذلک فی نفسه علیها حسیکه* * الحسیکة: العداوة والحقد."(12).
إن فلاناً من الناس یحاول ربط هذا الفتى بمهر ثقیل کی یبقی على ابنته، ولو کان الفتى غیر منسجمٍ مع تلک الفتاة، غیر محب لها بالرغم من أنه یصرف لها ما ترید من الأموال، وهذا ما تریده أنت أیضاً، ویسمح لها بالذهاب اینما شاءت، وهذا ما یوافق هواک أیضاً، لکنه لا یتعامل مع ابنتک مثلما یتعامل الزوجان المحبّان، فتراه على سبیل المثال غیر مجامل لابنتک کونه لا یحبها، ولا ینسجم معها، فما العمل حینذاک؟ وما الذی تستطیع فعله کی تجعل هذا الرجل یحبّها؟ إنّه لا یضربها، ولا یشتمها، لکنه عبوس، لا یرغب بالتحدث إلیها بالمرة.
وبمرور الأیام ستشعر البنت بأنها فی زنزانة انفرادیة، وما إن تمضی السنة حتى نسمع تلک البنت تقول: اخرجونی من هذه الدار، سأتنازل عن کل شیء فی سبیل أن یطلقنی، وإن صداقی حلال له مقابل حریتی التی سلبت.
لذا، أیها الآباء، ایتها الأمهات! إننا لا نوافق على تزویج فتیاتکم بدون مهر، ولا نوافق أیضاً على تزویجهن بالملایین والملیارات، اجعلوا الأمر وسطاً فلا بأس من أن یکون المهر، نسخة من کتاب الله المجید، وبضعة مسکوکات ذهبیة بحیث لا تتجاوز الخمس، لا إفراط ولا تفریط.
قال أمیر المؤمنین علیّ(علیه السلام):
(لا یرى الجاهلُ إلاَّ مفرِطاً أو مُفَرِّطاً)(13).
إن على المتقدم للخطبة أن یراعی شأن الفتاة، مثلما ینبغی للفتاة مراعاة شأن الفتى الخاطب، وما هو مقدار شأن الفتى أو شأن الفتاة؟.إن الکثیر من الأسر تساهم فی توجیه ضربة روحیة إلى الفتى والفتاة منذ اللیلة الأولى التی جاء فیها الخاطب، لتصل فی النهایة إلى کراهیة ظاهریة ظانّین بأنهم یبیعون منزلاً فهذا یقول کم سعر هذه الدار، وآخر یقول إن الثمن عالٍ جداً ولا بأس ن تخفیضه قلیلاً، لیصلوا فی النهایة إلى تعیین القیمة الأصلیة لتباع الدار، ویستلم المبلغ.
أما بالنسبة للخطوط، فالأمر على أیامنا هذه لا یختلف کثیراً عن وضعیة بیع وشراء الدار یجلس أهل العروس فی مواجهة أله العریس، فیسأل أهل العریس عن قیمة المهر؟ فیقال لهم: ملیارد! فیجیبون: ما الذی حدث؟ خفضوا الثمن قلیلاً!.
وقد تحتد لهجة الحدیث فی بعض الأحیان، لتبرز حالة من التجریح فی البین الأسری، وقد تصل تلک الحالة إلى قمتها فتکسر أرکان المحبة التی کان یحملها الفتى لتلک الفتاة، والمحبة کما تعلمون مثلها کمثل الزجاجة إذا کسرت صعب التئامها.
یتفق الجمیع على الثمن، ویشرب العروسان عصیر الفرح، ولکن یبقى شیء لا یمکن أن ینسى على مدى الدهر، ألا وهو عداوة أم العریس للعروس وأهلها، هذه العروس التی تسببت فی أن یکون المهر بهذه الکیفیة المضرة بابنها، وعندها لا یمکن أن تستقیم حیاة تلک العروس ما دامت ترى أم عریسها المختلفة معها فی کل شیء.

ولائم من غیر حساب
المانع الرابع هو الولیمة، ولا أعنی تلک الولمیة التی عدّها الإسلام من المستحبات مثل تلک التی عملها الرسول الأکرم(صلی الله علیه وآله وسلم)ودعا فیها جمیع فقراء المدینة احتفاءً بزواج الزهراء(علیه السلام)ـ بعد أن ذبح خروفاً لذلک ـ، وبعد الولیمة بعث الرسول الکریم ما تبقى من الطعام إلى المساکین والفقراء الذین لم یستطیعوا القدوم إلى منزله.أما الولائم التی نراها ونسمع بها الیوم، فلا یعرف منها غیر الأذى لأهل العروس، ولو قدّر لنا فتح صدر العروس الذی کان یتعذَّر دائماً حین یطلب إلیه تزویج ابنته، لسمعنا صوتاً یأتی من خبایا ذلک الصدر یقول: لا استطیع عمل ولیمةٍ بالشکل الذی عهده الناس عند هذا وذاک، لذا نراه یتحجج بشتى الحجج، ویتوسل بکلّ الأعذار، عن تزویج ابنته التی بلغت العشرین أو الخامسة والعشرین من عمرها، وبقیت أمامه یراها کلّ یوم.
إن الولیمة التی یصرف فیها والد البنت دم قلبه، لا یُثاب علیها کونها لا تجرّ علیه غیر الضرر والخسران، ولا أعتقد أن هکذا ولائم تکون مبارکة، لأن الله تبارک وتعالى نهى عن الإسراف، وذمَّ المسرفین، فأین هی من البرکة؟.
إن إحدى الأخطاء التی تمارس کلّ یوم هی تلک التی تشتمل على إقامة الولیمة فی مراسم العزاء، فنرى على سبیل المثال فرداً یفکر فی القروض التی اقترضها من هذا وذاک لإجراء ولیمة على روح والده الذی توفی حدیثاً، وینسى والده بالمرة، وهل أن الطعام سیکفیهم أم لا؟
إذا أردت حقاً عمل ولیمةٍ، فلا باس من أن تمعن التفکیر فی أحوال الفقراء والسماکین، وتوصل إلى أولئک المستضعفین ما یمکن إیصاله لکی یعمّ الخیر علیک وعلى أمواتک.
یقال إن إحدى النساء کانت تصنع فی کل أسبوع طبقاً من الحلوى وترسله بید أبنٍ لها إلى المقبرة التی دفن فیها زوجها من أجل أن یلعق الفقراء والمساکین ما یمکن لعقه من ذلک الطبق.
استمرت تلک المرأة على هذه الحال مدة من الزمن وفی أحد الأیام کان ابنها ذاک یرغب فی تذوق تلک الحلوى، لأنه لم یذق مثلها منذ زمن بعید، وما إن سلمته أمّه الطبق لیذهب به إلى المقبرة، انزوى به بعیداً وتناوله حتى آخره.
وفی تلک اللیلة رأت المرأة فی ما یرى النائم أن زوجها علیه الفرح والسرور وهو یقول لها: إن أطباق الحلوى التی کنت ترسلینها إلیّ على مدى سنة لم یصلنی منها شیء، باستثناء طبق واحد وصلنی لیلة أمس حیث کان لذیذاً جداً.
وبناء على ذلک ینبغی القول بأن علینا أن نفکر فی أبناء المیت وزوجته ومن کان فی منزله، وإذاما کنّا نسعى لخیر الدنیا والآخرة فما علینا إلاَّ أن نساعد الفقراء والمساکین والمستضعفین، هذا إذا کان بالإمکان إقامة ولیمة یمکن أن یطعم منها، من لم یطعم الطیّب منذ زمن، بعیداً عن إطعام الأثریاء والأغنیاء والشخصیات المعروفة اجتماعیاً.
ولیعلم الجمیع أن من الخطأ الفاضح دعوة الناس لولیمة عرس أو عزاء یکون فیها الرز قرضاً من فلان، والزیت قرضاً من علاّن, واللحم سندفع ثمنه بعد شهرین لتتفاقم القروض فوق بعضها فتکون سبباً فی انفعالاتنا، وانزعاجاتنا.وعلیه یجب أن نجتث جذور هذه الخرافات من مجتمعاتنا المعاشة، لأن المولى تعالى لا یرضى بالضرر، ولن یکون الرسول(صلی الله علیه وآله وسلم)راضیاً عن مثل هذه الافعال والأعمال ولا الأمة الأطهار من أهل بیت الرسول(صلی الله علیه وآله وسلم).
المصادر :
1- وسائل الشیعة/ ج14، ص39.
2- کنز العمال/ ح44441.
3- وسائل الشیعة ج14، ص49.
4- مکارم الأخلاق/ ص204.
5- کنز العمال/ خ313.
6- بحار الأنوار/ ج103، ص266.
7- یونس/92
8- العنکبوت/69
9- بحار الأنوار/ ج 103 ص373.
10- وسائل الشیعة/ ج14،ص7.
11- مریم/9
12- کنز العمال/ خ 44731.
13- نهج البلاغة/ الحکمة رقم 67.

 


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أقوال المعصومين في القرآن
الامام الهادي عليه السلام والغلاة
علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
حماية المرأة و الاسرة في قوانين الجمهورية ...
النساء والبنات في كربلاء
درجات الصوم
الذنوب التي تنقص العمر
قصة استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق عليه ...
الصبر في القرآن الكريم
لا يأس مع الإيمان‏ ،مقتطفة من اثار العلامة ...

 
user comment