السؤال: أجد الكثير من الروايات التي لا أعلم مدى صحّتها عند أهل السنّة ، فأرجو تزويدي بالمصادر الموثّقة عندنا ، أو عند أهل السنّة ، حتّى تتمّ الحجّة عليهم :
قول أبي بكر قبيل وفاته : " إنّي لا آسى على شيء من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتهن ، ووددت أنّي تركتهن ... ، وددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء ، وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ... " ، ولكم منّا جزيل الشكر والامتنان .
____________
1- الأحزاب : 32 ــ 34 .
الجواب : قد روى هذا القول الطبري في تاريخه (1) ، والطبراني في معجمه (2) ، والهيثمي في معجمه (3) ، وغيرهم من كبار علماء أهل السنّة (4) .
( أبو محمّد . البحرين ... )
قول ينفي وجوده في الغار :
السؤال: بعد الشكر الجزيل والدعاء لكم بالتوفيق ، أرجو أن تتفضّلوا علينا بمعلومات ، عن كتاب الشيخ نجاح الطائي ، الذي يثبت فيه عدم وجود أبو بكر في الغار مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وهل الكتاب موجود في سجل الكتب في صفحة العقائد ؟
الجواب : بالنسبة للكتاب فهو غير موجود في موقعنا على الإنترنت ، والكتاب عبارة عن طرح نظرية تقول : بأنّ أبا بكر لم يكن مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) في الغار ، وهذا القول هو أحد الأقوال في المسألة ، لا نجزم بصحّته ولا ننفيه ، مادام له مؤيّدات ، وقابل للبحث والنقد والأخذ والردّ .
( كميل . الكويت ... )
ليس هو الصدّيق الأكبر :
السؤال: بارك الله جهودكم ، ووفّقكم لنصرة الحقّ .
أحببت أن أعرف : ما أصل تسمية أبو بكر بالصدّيق ؟ هل كان ذلك في زمن الرسول أم بعده ؟ وهل كما يقول أهل السنّة : سمّي بذلك لتصديقه الرسول ؟ مع خالص الشكر والامتنان .
____________
1- تاريخ الأُمم والملوك 2 / 619 .
2- المعجم الكبير 1 / 62 .
3- مجمع الزوائد 5 / 203 .
4- أُنظر : شرح نهج البلاغة 2 / 46 و 17 / 164 ، كنز العمّال 5 / 631 ، تاريخ مدينة دمشق 30 / 418 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 137 .
الجواب : وردت عدّة روايات تذكر أنّ الصدّيق هو الإمام علي (عليه السلام) .
فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم " (1) .
وعنه (صلى الله عليه وآله) : " صدّيق هذه الأُمّة علي بن أبي طالب ، وهو الصدّيق الأكبر ، والفاروق الأعظم " (2) .
وعن الإمام علي(عليه السلام): " أنا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب" (3).
وهكذا وردت عدّة روايات في كتب الفريقين في تفسير قوله تعالى : { وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } (4) ، أنّ الذي جاء بالصدق هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والذي صدّق به هو علي (عليه السلام) (5) .
وقوله تعالى : { اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } (6) أنّ مع الصادقين
____________
1- الرسالة السعدية : 24 ، مسند زيد بن علي : 406 ، العمدة : 221 ، الطرائف : 405 ، ذخائر العقبى : 56 ، الجامع الصغير 2 / 115 ، كنز العمّال 11 / 601 ، فيض القدير 4 / 313 ، شواهد التنزيل 2 / 304 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 43 و 313 ، جواهر المطالب 1 / 29 ، ينابيع المودّة 2 / 95 و 144 و 400 .
2- اليقين : 413 ، نهج الإيمان : 515 .
3- الخصال : 402 ، الفصول المختارة : 297 ، كنز الفوائد : 125 ، الصراط المستقيم 1 / 282 و 3 / 232 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 112 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 498 ، الآحاد والمثاني 1 / 148 ، كتاب السنّة : 584 ، السنن الكبرى للنسائي 5 / 107 ، خصائص أمير المؤمنين : 46 ، كنز العمّال 13 / 122 ، فيض القدير 1 / 69 ، تهذيب الكمال 22 / 514 ، البداية والنهاية 3 / 36 .
4- الزمر : 33 .
5- مناقب آل أبي طالب 2 / 288 و 3 / 55 ، العمدة : 353 ، الطرائف : 79 ، معاني القرآن 6 / 175 ، شواهد التنزيل 2 / 178 ، فتح القدير 4 / 463 ، تاريخ مدينة دمشق 2 / 359 .
6- التوبة : 119 .
هو الإمام علي (عليه السلام) (1) .
وقوله تعالى : { أولئك الذين أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء } (2) ، إنّ من الصدّيقين الإمام علي (عليه السلام) (3) ، وعليه ثبت أنّ علياً (عليه السلام) هو الصادق والمصدّق والصدّيق .
ولكن أعداءه (عليه السلام) وبالخصوص بني أُمية لم يتحمّلوا هذه المنقبة لعلي (عليه السلام) ، فأخذوا يفترون أحاديث على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كذباً وزوراً ، ويثبتون هذه المنقبة لأبي بكر منها : " إنّ الله جعل أبا بكر في السماء صادقاً ، وفي الأرضيين صدّيقاً " (4) .
ولكن السيوطي جعل هذا الحديث من الموضوعات في كتابه (5) .
وممّا تقدم يظهر أنّ تسمية أبي بكر بالصدّيق لم تكن في زمن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، بل ولا في زمانه ، وإلاّ لاستفاد من هذه المنقبة في إثبات خلافته بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واثبات صحّة تصرّفه في فدك ، بل جاءت التسمية له بعد وفاته .
____________
1- كمال الدين وتمام النعمة : 278 ، المسترشد : 647 ، شرح الأخبار 2 / 343 ، الأمالي للشيخ الطوسي : 255 ، مناقب آل أبي طالب 2 / 288 ، تفسير القمّي 1 / 307 ، تفسير فرات الكوفي : 173 ، خصائص الوحي المبين : 233 ، شواهد التنزيل 1 / 341 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 361 .
2- النساء : 69 .
3- كفاية الأثر : 183 ، المسترشد : 325 ، شرح الأخبار 2 / 350 ، مناقب آل أبي طالب 1 / 243 و 3 / 28 ، الصراط المستقيم 2 / 122 ، تفسير القمّي 1 / 142 ، شواهد التنزيل 1 / 196 .
4- شوارق النصوص 1 / 365 .
5- كتاب المناقب ، كما عنه في شوارق النصوص 1 / 366 .
( معاذ الأردن. سنّي . 33 سنة . طالب جامعة )
علّة معيّته مع النبيّ في الغار :
السؤال: إنّكم تفترضون سوء النية سلفاً في أبي بكر ، فأدّى هذا الأمر بكم إلى شطحات مضحكة ، لا يتقبّلها عاقل ، من قبيل : إنّ الرسول اصطحب أبابكر معه لخوفه منه ، أو أنّه وجده في الطريق !
فلماذا لم يفضح الرسول أمر أبا بكر حينما وصل المدينة ؟ وقوي أمره ؟
أمّا قول : { لاَ تَحْزَنْ ِإنَّ اللهَ مَعَنَا } ، وأنّ الخطاب للرسول بصيغة الجمع ، فإنّ أيّ مطّلع على بديهيات اللغة العربية يرى من الآية أنّ الخطاب هو من الرسول لأبي بكر .
فالرجاء أن تبقوا ضمن حدود المنطق ، ولا تجنحوا بعيداً بسبب حقدكم الغريب على أبي بكر وعمر .
الجواب : إنّ الشيعة ليست لديها أحكام مسبقة على الآخرين من دون تقييم أعمالهم ، فما صدر عنهم فهو عن دليل وبرهان ، قد لا يخضع له المتعصّب ، ولكن يرتضيه العقل السليم .
وبالنسبة لقصّة الغار ، فلسنا الوحيدين في هذا المجال ، فقد جاء على لسان بعض علماء أهل السنّة ما يلي : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر علياً فنام على فراشه ، وخشي من أبي بكر أن يدلهم عليه ، فأخذه معه ، ومضى إلى الغار (1) .
وأيضاً يذكر الطبري في تاريخه : " إنّ أبا بكر كان لا يعلم بهجرة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فعندما سأل الإمام علي (عليه السلام) ، أخبره بذلك ، أسرع ليلتقي بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فرآه في الطريق ، فأخذه النبيّ معه " (2) ، فترى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) إنّما أخذ أبا بكر على غير ميعاد .
وأمّا أنّه (صلى الله عليه وآله) لماذا لم يفضح أمر أبي بكر في المدينة ؟ فهذا يدخل في ضمن المصالح التي كان يراعيها النبيّ (صلى الله عليه وآله) في مقابل المنافقين ، لأجل الحفاظ على المجتمع الإسلامي من خطر التشتت والانهيار ، إذ كان الناس جديدي عهد بالدين ، فلم يكن من مصلحتهم أن يبادرهم بهذا الأمر .
ثمّ تلك الفقرة من الآية : { لاَ تَحْزَنْ ِإنَّ اللهَ مَعَنَا } لا تدلّ على فضيلة ثابتة ، أو منقبة خاصّة ، بل قد ثبت عند علماء المعاني والبيان : أنّ التأكيد يدلّ على
____________
1- النور والبرهان ، كما في ليالي بيشاور : 354 .
2- تاريخ الأُمم والملوك 2 / 100 .
شكّ المخاطب ، وعدم يقينه للموضوع ، أو توهّمه خلاف ذلك ، والآية مؤكّدة ب" أنّ " ، فيظهر أنّ مخاطب النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان شاكّاً في الحقّ ، وهذا أيضاً من بديهيات اللغة العربية !!
( سلمان . البحرين ... )
حديث الصادق : ولدني أبو بكر مرّتين :