السیّد المسیح عیسى بن مریم علیه السّلام، نبیّ الله الذی دعا إلى توحید الله تبارک وتعالى، وأمر بعبادة الواحد الأحد، الذی لم یلد ولم یولد. لکن، جاء مِن بعده مَن مزج الدین المسیحیّ بعقائد غریبة، کالثالوث المقدّس أو الأقانیم الثلاثة: الأب، والابن، وروح القُدس.. فابتعد الوضع الکَنَسیّ عن النصرانیّة الحقیقیّة التی جاء بها السیّد المسیح علیه السّلام.
حتّى إذا بُعث النبیّ الأکرم محمّد صلّى الله علیه وآله وسلّم، وکان السید المسیح عیسى علیه السّلام قد بشّر به ودعا إلى الإیمان به، وقد وصف شمائله المبارکه لهم.. تنکّر الکثیر منهم، لا لرسول الله فحَسْب، بل حتّى للسیّد المسیح علیه السّلام إذ أوصاهم به، حیث نقرأ فی کتاب الله تبارک وتعالى:
وإذْ قالَ عیسى بنُ مریمَ یا بَنی إسرائیلَ إنّی رسولُ اللهِ إلیکم مُصدِّقاً لِما بینَ یدَیَّ مِن التَّوراةِ ومُبَشِّراً برسولٍ یأتی مِن بَعدی اسمُهُ أحمدُ فلمّا جاءَهُم بالبَیِّناتِ قالوا هذا سِحرٌ مُبین (1).
ولمّا جاءَ هم کتابٌ مِن عِندِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُم وکانوا مِن قَبلُ یَستَفتِحونَ على الذین کفروا فلمّا جاءَ هم ما عَرَفوا کَفَروا به (2).
الذین آتیناهُمُ الکتابَ یَعرِفونَهُ کما یَعرِفون أبناءَهُم وإنّ فریقاً مِنهم لَیکتُمون الحقَّ وهم یَعلمون (3).
الذین آتیناهُمُ الکتابَ یَعرِفونَهُ کما یَعرِفون أبناءَ هُم الذینَ خَسِروا أنفُسَهم فهُم لا یُؤمنون (4).
وقد سئل عبدالله بن سلاّم: هل تعرفون محمّداً فی کتابکم ؟ فقال: نعم والله، نعرفه بالنَّعت الذی نَعَته الله لنا إذا رأیناه فیکم کما یَعرِف أحدُنا ابنَه إذا رآه مع الغِلمان.. والذی یحلف به ابنُ سلاّم، لأنا بمحمّدٍ هذا أشدُّ معرفةً منّی بابنی!
ومع ذلک..
اعترض الکثیر من النصارى على رسالة الإسلام، فضلاً عن عدم الانتماء إلیها تلبیةً للدعوة الإلهیّة، فیما تبنّى البعض مجابهتها ومحاولة القضاء علیها. إلاّ أنّ الإسلام بیّنَ الحقائق ودعا العقول إلى التفاهم والمناقشة، وإلى عرض الأدلة والبراهین، والاتّفاق على المشترکات الأساسیّة على أقلّ الفروض، فجاء فی الکتاب العزیز قوله تعالى: قُلْ یا أهلَ الکتابِ تعالَوا إلى کلمةٍ سَواءٍ بینَنا وبینَکُم.. ألاّ نَعُبَد إلاّ اللهَ ولا نُشرِکَ به شیئاً، ولا یتَّخِذَ بعضُنا بعضاً أرباباً مِن دونِ الله، فإنْ تولَّوا فاشهَدوا بأنّا مُسلمون (5).
وبدلاً من أن تلقى هذه الدعوة الإلهیّة الکریمة سروراً وانشراحاً فی الصدور.. ذعر الأساقفة ذعراً شدیداً، واهتزّت «نَجْران» اهتزازاً عنیفاً، فعُقد مؤتمر عامّ هناک اجتمع فیه رؤساؤهم وأهل الرأی منهم، فقرّروا أن یُجهَّز السیّد والعاقب والأسقف، ومعهم أربعة عشر راکباً من نصارى نجران وسبعون من أشراف بنی الحرث بن کعب وساداتهم، فتوجّهوا إلى المدینة لیحاججوا: کیف یکون المسیح بشراً ؟!
أقبل القوم حتّى دخلوا على رسول الله صلّى الله علیه وآله فی مسجده، فإذا حانت صلاتهم ضَربوا ناقوسهم فی المسجد وقاموا یصلّون إلى المشرق، فأراد الناس نهیهم عن ذلک، إلاّ أنّ النبیّ صلّى الله علیه وآله کَفَّهم، ثمّ أمهلهم ثلاثاً، فلم یسألوه لینظروا کیف هَدیُه.. فلمّا انقضت ثلاثة أیّام دعاهم إلى الإسلام، فقالوا: یا أبا القاسم، ما أخبرَتْنا کتبُ الله عزّوجلّ بشیء من صفة النبیّ المبعوث مِن بعدِ الرُّوح عیسى علیه السّلام، إلاّ وقد تعرّفناه فیک، إلاّ خلّةً هی أعظم الخلالِ آیةً ومَنزلة، وأجلاها أمارةً ودلالة! قال: وما هی؟
قالوا: إنا نجد فی الإنجیل صفة النبیّ مِن بعد المسیح أنّه یصدّق به ویؤمن به، وأنت تَسبُّه وتکذّبه، وتزعم أنّه عبد!
قال: بل أُصدّقه وأُصدّق به، وأُؤمن به، وأشهد أنّه النبیّ المرسل من ربّه عزّوجلّ، وأقول: إنه عبد لا یملک نفعاً ولا ضرّاً، ولا موتاً ولا حیاةً ولا نشوراً.
قالوا: وهل تستطیع العبید أن تفعل ما کان یفعل ؟! ألم یکن یُحیی الموتى ویُبرئ الأکمه والأبرص، ویُنبّئهُم بما کانوا یُکنّون فی صدورهم، وما یَدّخرونه فی بیوتهم ؟! فهل یستطیع هذا الأمرَ إلاّ الله، أو ابن الله ؟!
قال رسول الله صلّى الله علیه وآله: قد کان عیسى أخی کما قلتم.. یُحیی الموتى ویُبرئ الأکمهَ والأبرص، ویُخبر قومه بما فی نفوسهم وبما یدّخرون فی بیوتهم، وکلّ ذلک بإذن الله عزّوجلّ، وهو عبدٌ لله، غیر مستنکِف.
قالوا: فأرِنا مِثلَه جاء من غیر أب! قال: هذا آدم علیه السّلام أعجَب منه خَلقاً، من غیر أبٍ ولا أُمّ، ولیس شیء من الخلق بأهون على الله عزّوجلّ فی قدرته من شیء ولا أصعب، وإنما أمره إذا أراد شیئاً أن یقول له: کن، فیکون.
إنّ مثَلَ عیسى عندَ اللهِ کمَثَلِ آدمَ خَلَقَه مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ له کُنْ فیکون (6).
فکابروا وأصرّوا.. وهنا هبط الوحی بقوله تبارک وتعالى:
فمَن حاجَّک فیه مِن بَعدِ ما جاءکَ مِن العِلمِ فقُلْ تعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَکم ونساءَنا ونساءَکم وأنفُسَنا وأنفُسَکُم ثمّ نَبتَهِلْ فنجَعلْ لَعنةَ اللهِ علَى الکاذبین (7).
فتلا رسول الله صلّى الله علیه وآله ذلک علیهم، وقال: إنّ الله أمرنی أن أصیر إلى مُلتَمسکم، وأمرنی بمباهلتکم إنْ أقَمتُم وأصرَرتُم على قولکم . قالوا: ذلک آیةُ ما بَینَنا وبَینَک، وإذا کان الغدُ باهَلْناک.
ثمّ انصرفوا إلى أماکنهم.
استیقظت المیدنة فی صبیحة الیوم الرابع والعشرین من ذی الحجّة، ماسحةً عن عینها فترة الکرى، وباسطةً یدها تحت السماء، إلاّ أنّ الأرض کانت واجفة، والشمس کاسفة، والسحب داکنة. إنّه یوم مفاجآت کبرى، ومواقف حازمة وحاسمة.. بل هو یوم سیکون مشهوداً على مدى الأجیال وامتداد الزمن، لا شبیه له ولا مثیل، حیث ستکون فیه المباهلة.. ولکن: ما معنى المباهلة یا تُرى ؟
فی اللغة: باهلَ بعضُهم بعضاً، أی اجتمعوا فتداعَوا وعَرَض کلٌّ دَعواه، فاستَنزَلوا لعنة الله على الظالم منهم أو الکاذب.
وفی أخبار التاریخ وروایاته: یظهر أنّ المباهلة کانت جاریة فی الاُمم السابقة، ولها اُصولها وسننها، حتّى ذکر الأسقف قائلاً: جثا واللهِ محمّدٌ کما یجثو الأنبیاء علیهم السّلام للمباهلة.
أمّا وقتها، فیقول الإمام أبو جعفر الباقر علیه السّلام مبیّناً له: الساعة التی تُباهل فیها ما بین طلوع الفجر إلى طلوع الشمس (8).
أمر رسول الله صلّى الله علیه وآله بشجرتین کُسِرَتا وکُسِح ما بینهما، ثمّ أمر بکساءٍ أسودَ رقیقٍ فنُشِر علیهما على هیئة الخیمة، وخرج السیّد والعاقب بوَلَدَیهما وعلیهما من الحُلیّ والحُلَل.. وتقدّما:
ـ یا أبا القاسم، بمَن تُباهِلُنا ؟
ـ أُباهلکم بخیر أهل الأرض وأکرمهم على الله.. هؤلاء.
وأشار إلى علیّ وفاطمة والحسن والحسین صلوات الله علیهم.
ـ ما نراک جئت لِتُباهلنا بالکبَر ولا الکثر، ولا أهل الشارة ممّن نرى ممّن آمن بک واتّبعک! وما نرى هنا معک إلاّ هذا الشابّ والمرأة والصبیَّین، أبهؤلاء جئتنا نباهلُک ؟!
ـ أجل.. بهؤلاء، وهم خیر أهل الأرض وأفضل الخلق.
وهنا اصطکّت أسماع النصارى وارتعدوا، کأنّما الأرض ترید أن تَسیخ بهم، فرجعوا إلى أسقفهم، فلمّا اختَلَوا قالوا للعاقب ـ وکان ذا رأیهم: یا عبدَ المسیح، ما ترى ؟ فقال:
ـ والله لقد عَرَفتم ـ یا مَعشرَ النصارى ـ أنّ محمّداً نبیّ مرسل، ولقد جاءکم بالفصل من أمر صاحبکم. واللهِ ما باهَلَ قومٌ نبیّاً قطّ فعاش کبیرهم، ولا نَبَت صغیرهم. ولئن فعلتم لَتهلکُنّ، فإن أبیتُم إلاّ إلْفَ دِینکم والإقامةَ على ما أنتم علیه، فوادِعوا الرجلَ وانصَرِفوا إلى بلادکم.
وقال لهم: إنّما عهدکم بإخوانکم حدیث، وقد مُسِخوا قِردةً وخنازیر.. لا تباهلوا فتهلکوا، ولا یبقى على وجه الأرض نصرانیّ إلى یوم القیامة!
وأتوا رسولَ الله صلّى الله علیه وآله، وقد کان محتضناً الحسینَ علیه السّلام آخِذاً بید الحسن علیه السّلام، وفاطمة تمشی خلفه، وعلیّ خلفه علیهما السّلام، وهو صلّى الله علیه وآله یقول: إذا دَعوتُ فأمِّنوا. فقال أسقفُ نجران: یا مَعشَر النصارى، إنّی لأَرى وجوهاً.. لو شاء الله أن یُزیلَ جبلاً من مکانه لأَزاله بها، فلا تُباهلوا فتَهلِکوا.
فقالوا: یا أبا القاسم، رأیُنا أن لا نُباهلک، وأن نُقِرَّک على دینک ونَثبُت على دیننا. فقال: فإن أبیَتُم المباهلة فأسلِموا یکن لکم ما للمسلمین وعلیکم ما علیهم، فأبَوا..
وقد ذَکرَت هذه الواقعةَ عشراتُ عیون المصادر الإسلامیة فی التفسیر والحدیث والسیرة والتاریخ، منها:
صحیح مسلم، سنن الترمذیّ، مسند ابن حنبل، تفسیر الطبریّ (جامع البیان)، أحکام القرآن (للجصّاص)، المستدرک على الصحیحن (للحاکم)، معرفة علوم الحدیث (للحاکم النیسابوریّ)، دلائل النبوّة (لأبی نعیم)، مصابیح السنّة (للبغویّ)، العمدة (لابن بطریق)، التفسیر الکبیر (للفخر الرازیّ)، جامع الاُصول (لابن الأثیر)، الشفا بتعریف حقوق المصطفى (للقاضی عیاض)، المناقب (للخوارزمیّ)، الکامل فی التاریخ (لابن الأثیر)، ذخائر العقبى (للمحبّ الطبریّ)، الریاض النضرة (للمحبّ الطبریّ)، أنوار التنزیل (للبیضاویّ)، أُسد الغابة (لابن الأثیر)، تفسیر القرطبیّ، مطالب السَّؤول (لابن طلحة الشافعیّ)، تذکرة خواصّ الأمّة (لسبط ابن الجوزیّ)، البدایة والنهایة (لابن کثیر)، البحر المحیط (لأبی حیّان)، الإصابة (لابن حجر)، الفصول المهمّة (لابن الصبّاغ المالکیّ)، الدرّ المنثور (للسیوطیّ)، الصواعق المحرقة(لابن حجر)، السیرة الحلبیّة (للحلبیّ الشافعیّ)، نور الأبصار (للشبلنجیّ)، تفسیر روح المعانی (للآلوسیّ)، السیرة النبویّة (لابن دَحلان)، تفسیر المنار (لرشید رضا)، تفسیر الجواهر (للطنطاویّ)...
وغیرها کثیر، ذکرت الواقعة بنحوٍ من الأنحاء، تفصیلاً أو إجمالاً، إطناباً أو اختصاراً، عرضاً أو تحلیلاً واستدلالاً.
• أجمع المفسرون وغیرهم أنّ الذی عَنَته الآیة من کلمة «نساءَنا» فی الآیة الشریفة هی فاطمة الزهراء صلوات الله علیها، و «أبناءَنا» هما الحسن والحسین علیهما السّلام، و «أنفسَنا» هو أمیر المؤمنین علیه السّلام؛ إذ هو نفس النبیّ صلّى الله علیه وآله ـ کما أیدّت ذلک روایات عامّة وخاصة، منها:
أنّ رسول الله صلى الله علیه وآله ذکر جماعة، فسأله عمرو بن العاص: فأین علیّ ؟ فالتفتَ إلى أصحابه وقال: إنّ هذا یسألنی عن النَّفْس! (9).
• تُعدّ هذه الآیة المبارکة من فضائل ومفاخر ومناقب أهل البیت علیهم السّلام التی لا یمکن لأحد أن یغضّ طَرْفه عنها. ولذا ـ کما یقول ابن حجر فی الصواعق ـ: احتجّ بها علیّ علیه السّلام یوم الشورى على أهل الشورى، قائلاً: اُنشِدکمُ بالله، هل فیکم أحد جعله اللهُ نَفْسَ النبیّ، وأبناءَه أبناءه، ونساءه نساءَه.. غیری ؟! قالوا: اللهمّ لا.
ولمّا سأل المأمون عن أکبر فضیلة لأمیر المؤمنین علیه السّلام یدلّ علیها القرآن، أجابه الإمام الرضا علیه السّلام بآیة المباهلة (10).
• أثبتت وأکّدت واقعة المباهلة أنّ أکرم الخَلق على الله تعالى وأعزّهم وأشرفهم هم أهل بیت النبوّة، ومعدِن الرسالة، الذین خصّهم اللهُ تعالى بجمیل عنایاته وألطافه.. حتّى روت عائشة تقول: إنّ رسول الله صلّى الله علیه وآله خَرَج وعلیه مِرْطٌ مرَحَّل من شَعرٍ أسوَد، فجاء الحسن فأدخله، ثمّ جاء الحسین فأدخله، ثمّ فاطمة ثمّ علیّ.. ثمّ قال: إنّما یُریدُ اللهُ لِیُذهِبَ عنکمُ الرِّجْسَ أهل البیتِ ویُطهِّرَکم تطهیرا (11).
إذن.. فهمُ الأولى أن یتقدّموا، کما هُم الأولى من قِبل الناس أن یُقدَّموا.. وقد رُوی عن رسول الله صلّى الله علیه وآله فی مؤکّدات وصایاه قوله: إنّی تارکٌ فیکم ما إن تمسّکتم به لن تَضلّوا: کتاب الله، وعترتی.. فلا تَقَدَّموهما فتَهلِکوا، ولا تقصّروا عنهم فتهلِکوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منکم (12).
لقد هاب واحترم واتقی الیهود والنصاری اهل البیت علیهم السلام ومنذ 1400عام ولحد الان وعرفوا مقامهم ومنزلتهم عند الله ... ونری من یدعون انهم مسلمون لایرعون فی اهل البیت ذمة ولا یرون لهم وقارا ویحلون دماء محبی اهل البیت علیهم السلام وذلک مقابل الدولار الامریکی ویخدعون المساکین من الناس علی ان هذا هو الجهاد !!!
المصادر :
1 ـ سورة الصفّ: 6.
2 ـ سورة البقرة: 89.
3 ـ سورة البقرة: 146.
4 ـ سورة الأنعام: 20.
5 ـ سورة آل عمران: 64.
6 ـ سورة آل عمران:59.
7 ـ سورة آل عمران:61.
8 ـ عُدّة الداعی، لابن فهد الحلیّ 200.
9 ـ یراجع: المستدرک على الصحیحین، للحاکم 120:2. الکشّاف، للزمخشریّ ـ فی ظلّ آیة المباهلة. الخصائص، للنسائی 19. مجمع الزوائد، للهیثمیّ 110:7. کنز العمّال، للهندیّ 400:6. الاستیعاب، لابن عبدالبَرّ 464:2.
10 ـ الفصول المختارة، للشریف المرتضى 16:1.
11 ـ الکشّاف، للزمخشریّ 368:1. والآیة فی سورة الأحزاب: 33.
12 ـ الصواعق المحرقة، لابن حجر 148 ، 226. مجمع الزوائد، للهیثمیّ 163:9. ینابیع المودّة، للشیخ القندوزیّ الحنفیّ 41 ، 355. کنز العمّال، للهندیّ 168:1 حدیث 958
source : rasekhoon