روى الصدوق في الامالي والكليني في روضة الكافي بالاسناد عن الصادق عليه السلام أنه قال لا تقولوا خرج زيد فإن زيدا كان عالما وكان صدوقا ولم يدعكم الى نفسه إنما دعا الى الامام
روى الصدوق في الامالي والكليني في روضة الكافي بالاسناد عن الصادق عليه السلام أنه قال لا تقولوا خرج زيد فإن زيدا كان عالما وكان صدوقا ولم يدعكم الى نفسه إنما دعا الى الامام الرضا من آل محمد (صلی الله عليه و آله وسلم)ولو ظفر لوفى بما دعاكم اليه إنما خرج الى سلطان مجتمع لينقضه.
ما روي في مقاتل الطالبيين
روى ابو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين بسنده عن أبي قرة قال لي زيد والذي يعلم ما تحت وريد زيد بن علي أن زيد ابن علي لم يهتك لله محرما منذ عرف يمينه من شماله وبسنده عن عبدالله ابن جرير أو ابن حرب رأيت جعفر بن محمد يمسك لزيد بن علي بالركاب ويسوي ثيابه على السرج ( قال المؤلف ) في هذا الحديث نظر فإن قلنا إن الصادق يحسن خلقه وتواضعه وكمال ادبه يجوز أن يفعل ذلك مع عمه زيد فزيد لم يكن ليدعه يفعل ذلك مع اعترافه بامامته عليه كما يأتي . وبسنده عن سعيد بن خثيم : كان بين زيد ابن علي وعبدالله بن الحسن مناظرة في صدقات علي عليه السلام فكانا يتحاكمان الى قاض فإذا قاما من عنده أسرع عبدالله الى دابة زيد فأمسك له بالركاب.ما رواه الخوارزمي في فضله
عن مقتل الخوارزمي مسندا عن علي (عليه السلام)قال الشهيد من ذريتي والقائم بالحق من ولدي المصلوب بكناسة كوفان امام المجاهدين وقائد الغر المحجلين يأتي هو يوم القيامة وأصحابه تتلقاهم الملائكة ينادونهم ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون .ما رواه الخزاز في فضله
روى الشيخ الجليل علي بن محمد الخزاز القمي في كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر عن المتوكل بن هرون انه قال لقيت يحيى بن زيد بعد قتل أبيه وهو متوجه الى خراسان فما رأيت رجلا مثله في عقله وفضله وسألته عن أبيه فقال قتل وصلب في الكناسة ثم بكى وبكيت فلما سكت قلت له يا ابن رسول الله وما الذي أخرجه الى قتال هذا الطاغي وقد علم من أهل الكوفة ما علم فقال إني سألت أبي عن سبب ذلك فقال سمعت أبي يحدث عن أبيه الحسين بن علي عليهما السلام قال وضع رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)على صلبي فقال يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل شهيدا فإذا كان يوم القيامة عبر هو وأصحابه على رقاب الناس ودخلوا الجنة وإني أحب أن أكون ذلك الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال يحيى رحم الله أبي زيدا كان والله أحد المتعبدين قائم ليله صائم نهاره يجاهد في سبيل الله حق جهاده فقلت يا ابن رسول الله هذه صفة امام حق فقال يا ابا عبدالله ان أبي لم يكن بامام ولكن من السادات الكرام وزهادهم وكان من المجاهدين في سبيل الله .ما رواه المرتضى في مدحه
عن المسائل الناصرية للشريف المرتضى عن أبي الجارود زياد بن المنذر قيل لأبي جعفر الباقر أي إخوتك أحب إليك وأفضل قال أما عبد الله فيدي التي أبطش بها وأما عمر فبصري الذي أبصر به وأما زيد فلساني الذي أنطق به وأما الحسين فحليم يمشي على الأرض هونا.ما رواه الحميري والصدوق في حقه
عن الحميري في كتاب الدلائل أنه روى عن عبد الرحمن بن سعيد عن رجل من بني هاشم قال كنا عند الامام أبي جعفر الباقر عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل الكوفة فقال عليه السلام للكوفي أتروي شيئا من طرائف الشعر فأنشد:لعمرك ما أن أبـو مالـك * بـوان ولا بضعيـف قـواه
ولا بالالــد لــه مازع * يمـاري أخـاه إذا ما نهـاه
ولكـنـه هيــن ليــن * كعالية الرمـح عـردنسـاه
اذا سدتـه سدت مطواعـة * ومهمـا وكلت اليـه كفــاه
الا من ينـادي أبـا مالـك * أفي أمرنـا هو أم في سـواه
أبو مالـك قاصـر فقـره * علـى نفسه ومشيـع غنـاه
فوضع الامام يده الشريفة على كتف أخيه زيد بن علي وكان جالسا بجنبه وقال هذه صفتك يا أخي وأعيذك بالله أن تكون قتيل أهل العراق.
وفي أمالي اصدوق في المجلس العاشر حدثنا الحسن بن عبد الله ابن سعيد العسكري حدثنا عبد العزيز بن يحيى حدثنا الاشعث ابن محمد الضبي حدثني شعيب بن عمر عن أبيه عن جابر الجعفي قال دخلت على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام وعنده زيد أخوه فدخل عليه معروف بن خربوذ المكي فقال له أبو جعفر عليه السلام يا معروف انشدني من طرائف ما عندك فأنشده
لعمرك ما إن أبو مالك * بوان ولا بضعيف قواه
ولا بالألد لدى قولــه * يعادي الحكيم إذا ما نهاه
ولكنـه سيــد بـارع * كريم الطبائـع حلو ثناه
إذا سدته سدت مطوّاعة * ومهمـا وكلت إليه كفاه
قال فوضع محمد بن علي (عليه السلام)يده على كتفي زيد فقال هذه صفتك يا أبا الحسين ورواه الصدوق في العيون مثله سندا ومتنا وروى الصدوق في الامالي أيضا بسنده عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال إني لجالس عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام إذا قبل زيد بن علي عليه السلام فلما نظر إليه أبو جعفر عليه السلام وهو مقبل قال هذا سيد من سادات أهل بيته والطالب باوتارهم لقد انجبت أم ولدتك زيد وفي أمالي الصدوق أيضا في المجلس العاشر حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق حدثنا علي بن الحسين القاضي العلوي العباسي حدثني الحسن بن علي الناصر قدس الله روحه حدثني أحمد بن رشد عن عمه أبي معمر سعيد بن خثيم عن أخيه معمر كنت جالسا عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فجاء زيد بن علي بن الحسين عليه السلام فأخذ بعضادتي الباب فقال له الصادق (عليه السلام)يا عم أعيذك بالله أن تكون المصلوب بالكناسة فقالت له أم زيد والله ما يحملك على هذا القول غير الحسد لابني فقال (عليه السلام)يا ليته حسد ثلاثا ثم قال حدثني أبي عن جدي أنه يخرج من ولده رجل يقال له زيد يقتل بالكوفة ويصلب بالكناسة يخرج من قبره نبشا تفتح لورحه أبواب السماء يبتهج به أهل السماوات الحديث . ومر مثله عن الصدوق في العيون . وفي أمالي الصدوق في المجلس 53 الحديث 9 حدثنا أحمد بن هرون الفامي رضي الله عنه حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسين بن علوان عن عمرو ابن ثابت عن داود بن عبد الجبار عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للحسين يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطأ هو أصحابه رقاب الناس غرا محجلين يدخلون الجنة بلا حساب ومر مثله عن الصدوق في العيون.(1)
ما رواه أبو ولاد الكاهلي
في الرياض ـ ولم يتيسر لي معرفة مصدره ـ ما صورته : عن أبي ولاد الكاهلي قال لي الصادق عليه السلام أرأيت عمي زيدا قلت نعم رأيته مصلوبا ورأيت الناس بين شامت حنق وبين محزون محترق قال أما الثاني فمعه في الجنة وأما الشامت فشريك في دمه.ما روي مما يوهم القدح فيه
قال الفاضل المازندراني في حاشية الكافي : أعلم إن الروايات في مدح زيد وذمه مختلفة وروايات المدح أكثر مع إن روايات الذم لا تخلو من علة فمن الروايات التي توهم الذم ما رواه الكشي في رجاله بسنده عن أبي خالد القماط قال لي رجل من الزيدية أيام زيد ما منعك أن تخرج مع زيد قلت له إن كان أحد في الأرض مفروض الطاعة فالخارج قبله هالك وإن كان ليس في الأرض مفروض الطاعة فالخارج والجالس موسع لهما فلم يرد علي بشيء فأخبرت أبا عبدالله عليه السلام بما يقال لي وبما قلت له وكان متكئا فجلس ثم قال أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ولم تجعل له مخرجا . ( والجواب ) عن هذا الحديث إن الخارج إنما يكون هالكا إذا خرج مدعيا الامامة لنفسه وزيد إنما خرج للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داعيا إلى الرضا من آل محمد.وروى الكشي أيضا في ترجمة أبي بكر الحضرمي وعلقمة بسنده عن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال دخل أبي وعلقمة على زيد بن علي وكان بلغهما إنه قال ليس الامام منا من أرخى عليه ستره إنما الإمام من شهر سيفه فقال له أبو بكر يا أبا الحسين أخبرني عن علي بن أبي طالب أكان إماما وهو مرخ عليه ستره أو لم يكن إماما حتى خرج وشهر سيفه قال وكان زيد يبصر الكلام فسكت ولم يجبه فرد عليه الكلام ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبه بشيء فقال له أبو بكر إن كان علي بن أبي طالب إماما فقد يجوز أن يكون بعده إمام مرخ عليه ستره وإن لم يكن إماما وهو مرخ عليه ستره فأنت ما جاء بك ها هنا فطلب إليه علقمة إن يكف عنه فكف عنه.(2)
والجواب عنه كالجواب عن حديث أبي مالك الاحمسي الآتي وغيره وفي المناقب عن زرارة بن أعين قال لي زيد بن علي عند الصادق عليه السلام ما تقول في رجل من آل محمد استنصرك فقلت إن كان مفروض الطاعة نصرته وإن كان غير مفروض الطاعة فلي أن أفعل ولي أن لا أفعل فقال أبو عبد الله لما خرج زيد أخذته والله من بين يديه ومن خلفه ولم تدع له مخرجا . وهذا الحديث أيضا لا دلالة فيه على أن زيدا كان يدعي الامامة .
وفيه عن أبي مالك الأحمسي قال زيد بن علي لصاحب الطلق تزعم ان في آل محمد إماما مفترض الطاعة معروفا بعينه قال نعم وكان أبوك أحدهم قال ويحك فما كان يمنعه من أن يقول لي فوالله لقد كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه ويتناول المضغة فيبردها ثم
لقمنيها أفتراه كان يشفق علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار فيقول لي إذا أنا مت فاسمع وأطع لأخيك محمد الباقر إبني فإنه الحجة عليك ولا يدعني أموت ميتة جاهلية فقال كره أن يقول لك فتكفر فيجب من الله عليك الوعيد ولا يكون له فيك شفاعة فتركك مرجئا لله فيك المشيئة وله فيك الشفاعة ثم قال أنتم أفضل أم الأنبياء قال بل الأنبياء قال يقول يعقوب ليوسف لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا لم يخبرهم حتى لا يكيدوا له كيداً ولكن كتمهم وكذا أبوك كتمك لأنه خاف منك على محمد إن هو أخبرك بموضعه من قبله وبما خصه الله فتكيد له كيدا كما خاف يعقوب على يوسف من إخوته الحديث وهذا الحديث مع فرض صحة سنده معارض بالاخبار الكثيرة المستفيضة المتقدمة الدالة على إحترام زيد لأخيه الباقر وإعترافه بامامته وعلى إحترامه لابن أخيه الصادق وإعترافه بامامته وإحترام الصادق له وحزنه لقتله وتفريقه المال في عيال من قتل معه . وفي الكافي في باب الاضطرار الى الحجة من كتاب الحجة الحديث الخامس عدة من أصحابنا عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان أخبرني الاحوال أن زيد ابن علي بن الحسين عليهما الاسلام بعث إليه وهو مستخف قال فأتيته فقال لي يا أبا جعفر ما تقول إذا ( ان ) طرقك طارق منا أتخرج معه فقلت له إن كان أباك أو أخاك خرجت معه فقال لي فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم فأخرج معي قلت لا ما أفعل جعلت فداك
فقال لي أترغب بنفسك عن فقلت له إنما هي نفس واحدة فإن كان لله في الأرض حجة فالمتخلف عنك ناج والخارج معك هالك وإن لم يكن لله حجة في الأرض فالمتخلف عنك والخارج معك سواء فقال لي يا أبا جعفر كنت أجلس مع أبي على الخوان فيلقمني البضعة السمينة ويبرد لي اللقمة الحارة شفقة علي ولم يشفق علي من حر النار إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به فقلت له جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك خاف عليك أن لا تقبله فتدخل النار وأخبرني أنا فإن قبلت نجوت وإن لم أقبل لم يبال ان أدخل النار ثم قلت له جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء قال بل الأنبياء قلت يقول يعقوب ليوسف عليهما السلام يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ثم لم يخبرهم حتى كانوا لا يكيدونه ولكن كتمهم ذلك فكذا أبوك كتمك لأنه خاف عليك فقال أما والله لئن قلت ذلك لقد حدثني صاحبك بالمدينة إني أقتل وأصلب بالكناسة وان عنده صحيفة فيها قتلي وصلبي فحججت فحدثت أبا عبد الله عليه السلام بمقالة زيد وما قلت له فقال لي أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه ولم تترك له مسلكا بسلكه . وهذا الحديث ليس فيه ان زيدا ادعى الامامة وإنما فيه إنه دعا مؤمن الطاق للخروج معه حيث عزم على الخروج على أئمة الجور وظاهره أنه كان مصدقا بما أخبره به الصادق عليه السلام من قتله وصلبه لكن تعبيره عنه بصاحبك ربما ينافي بظاهره تصديقه بامامته الا أن هذا الظاهر لا يعارض التصريح فيما مر بتصديقه بامامته وأما قول الصادق عليه السلام هنا وفي بعض ما مر أخذته من بين يديه الخ فإنما يراد به أخذته في طلبه منك الخروج معه والله أعلم .
روي الشيخ حسين بن عبد الوهاب المعاصر للشيخ الطوسي في كتاب عيون المعجزات ان زيد بن علي مر بأخيه الباقر فقال لاصحابه ترون أخي هذا والله أنه يدعي ما ليس له ويدعو الناس الى نفسه الحديث قال وروى أيضا في ذلك الكتاب في ضمن حديث وصية الباقر أنه قال لابنه أبي عبدالله عليه السلام ان زيدا أخي سيدعو بعدي الى نفسه فدعه ولا تنازعه فإنه يدعو ويخرج ويقتل ثالث يوم خروجه . وقد عرفت أنه لم يدع الى نفسه وإنما أخرجه اهتضام بني أمية له فخرج ليأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وصورة مبايعته الاتية تدل على ذلك . ولنا جواب واحد عن جميع هذه الاخبار بعد تسليم سندها هو أن ما دل على مدحه أكثر وأشهر ومعتضد بقرائن أخر.
وفي المناقب سأل زيدي الشيخ المفيد واراد الفتنة فقال بأي فشيء ( نبأ ) استجزت أنكار إمامة زيد فقال أنك قد ظننت علي ظنا باطلا وقولي في زيد لا يخالفني فيه أحد من الزيدية فقال وما مذهبك فيه قال أثبت في إمامته ما تثبته الزيدية وأنفي عنه من ذلك ما تنفيه وأقول كان إماما في العلم والزهد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنفي عنه الإمامة الموجبة لصاحبها العصمة والنص والمعجز فهذا ما لا يخالفني فيه أحد.
براءته من دعوى الامامة
مر عن المفيد أنه اعتقد كثير من الشيعة فيه الامامة لخروجه يدعو الى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فظنوه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريدها به لمعرفته باستحقاق أخيه الباقر عليه السلام للامامة من قبله ووصية أخيه الباقر عند وفاته الى ولده الصادق عليه السلام ( وعن رياض الجنة ) ما تعريبه أن زيد بن علي كان دائما في فكر الانتقام والأخذ بثأر جده الحسين عليه السلام ومن هذه الجهة توهم بعضهم أنه ادعى الإمامة وهذا الظن خطأ لأنه كان عادفا برتبة أخيه وكان حاضرا في وقت وصية أبيه ووضع أخيه في مكانه وكان متيقنا أن الامامة لأخيه وبعده للصادق عليه السلام وعن السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد النيلي النجفي رضوان الله عليه في كتابه الأنوار المضيئة أنه قال زعم طوائف ممن لا رشد لهم أن زيد ابن علي بن الحسين عليهم السلام خرج يدعو لنفسه وقد افتروا عليه الكذب وبهتوه بما لم يدعه لأنه كان عين إخوته بعد أبي جعفر عليه السلام وأفضلهم ورعا وفقها وسخاء وشجاعة وعلما وزهدا وكان يدعى حليف القرآن وحيث أنه خرج بالسيف ودعا الى الرضا من آل محمد زعم كثير من الناس لا سيما جهال أهل الكوفة هذا الزعم وتوهموا أنه دعا الىنفسه ولم يكن يريدها له لمعرفته باستحقاق أخيه الامامة من قبله وابن أخيه لوصية أخيه اليه بها من بعده الى أن قال وقد انتشرت الزيدية فكثروا وهم الان بها من بعده الى أن قال وقد انتشرت الزيدية فكثروا وهم الان طوائف كثيرة في كل صقع أكثرهم باليمن ومكة وكيلان.بعض النصوص الواردة عن زيد بامامة الأئمة الاثني عشر
روى الصدوق في الامالي عن عمرو بن خالد قال زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به على خلقه وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لا يضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه (3).
وفي كفاية الأثر عن محمد بن بكير في حديث يا ابن بكير بنا عرف الله وبنا عبدالله ونحن السبيل الى الله ومنا المصطفى ومنا المرتضى ومنا يكون المهدي قائم هذه الأمة فقال ابن بكير يا ابن رسول الله هل عهد اليكم رسول الله متى يقوم قائمكم قال يا ابن بكير أنك لن تلحقه وان هذا الامر يكون بعد ستة من الأوصياء بعد هذا ثم يجعل الله خروج قائمنا فيملاؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قلت يا ابن رسول الله ألست صاحب هذا الأمر فقال أنا من العترة ثم زارني فقلت يا ابن رسول الله هذا الذي قلته عن علم منك أو نقلته عن رسول الله فقال لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير لا ولكن عهد عهده إلينا رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)ثم أنشأ يقول :
نحن سـادات قريــش * وقـوام الحــق فينــا
نحن الانــوار التــي * من قبــل كون الخلق كنا
نحن من المصطفـى الـ * مختــار والمهـدي منـا
فبنا قــد عــرف الله * وبـالحــق أقـمـنــا
سوف يصــلاه سميرا * من تولــى اليــوم عنا (4)
وفي كفاية الاثر أيضا عن قاسم بن خليفة عن يحيى بن زيد أنه قال سألت أبي عن الأئمة فقال الأئمة اثنا عشر أربعة من الماضين وثمانية من الباقين فقلت سمهم يا أبة قال أما الماضون فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومن الباقين أخي الباقر وبعده جعفر الصادق وبعده موسى ابنه وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه وبعده علي ابنه وبعده الحسن ابنه وبعده المهدي فقلت له يا أبة ألست منهم قال ولا ولكني من العترة قلت فمن أين عرفت اساميهم قال عهد معهود عهده الينا رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم). ونسب الى زيد هذه الابيات وأوردها ابن شهر آشوب في المناقب :
ثوى باقر العلم في ملحـد * امـام الورى طيب المولد
فمن لي سوى جعفر بعـده * امام الورى الاوحد الامجد
أيا جعفر الخير أنت الإمام * وأنت المرجـى لبلوى غد
وفي كفاية الاثر عن المتوكل بن هرون في حديث قلت ليحيى بن زيد يا ابن رسول الله ان أباك قام بدعوى الامامة وخرج مجاهدا في سبيل الله وقد جاء عن رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)أنه ذم من خرج مدعيا للامامة كاذبا فقال مه يا ابا عبد الله ان ابي كان أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق وإنما قال أدعوكم الى الرضا من آل محمد عني بذلك ابن عمي جعفرا قلت فهو اليوم صاحب هذا الأمر قال نعم هو أفقه بني هاشم وفيها أيضا بعد نقل النصوص الواردة عن زيد بن علي في إمامة الأئمة عليهم السلام قال فإن قال قائل فزيد بن علي عليه السلام إذا سمع هذه الأحاديث من الثقات المعصومين وآمن بها واعتقدها فلم خرج بالسيف وادعى الإمامة لنفسه وأظهر الخلاف على جعفر ابن محمد عليهما السلام وهو بالمحل الشريف الجليل معروف بالسنن والصلاح مشهور عند الخاص والعام بالعلم والزهد وهذا لا يفعله إلا معاند جاحد وحاشا زيدا أن يكون بهذا المحل فأقول في ذلك وبالله التوفيق ان زيد بن علي خرج على سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا على سبيل المخالفة لابن أخيه جعفر بن محمد وإنما وقع الخلاف من جهة الناس وذلك أن زيد بن علي لما خرج ولم يخرج جعفر بن محمد عليه السلام توهم قوم من الشيعة أن امتناع جعفر للمخالفة وإنما كان لضرب من التدبير فلما رأى الذين صاروا للزيدية سلفا ذلك قالوا ليس الامام من جلس في بيته واغلق بابه وأرخى ستره وإنما الإمام من خرج بسيفه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهذان سبب وقوع الخلاف بين الشيعة وأما جعفر عليه السلام وزيد فما كان بينهما خلاف والدليل على صحة قولنا قول زيد بن علي من أراد الجهاد فإلي ومن أراد العلم فإلى ابن أخي جعفر ولو ادعى الإمامة لنفسه لم ينف كمال العلم عن نفسه إذا كان الامام أعلم من الرعية ومن مشهور قول جعفر بن محمد رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفى إنما دعى الرضا من آل محمد وإنا الرضا قال السيد علي خان الحويزي في نكث البيان بعد نقل خبر فضيل بن يسار في شهادة زيد عليه الرحمة : وقد دل هذا الحديث على أن زيدا رحمه الله في أعلى المراتب من رضى الأئمة الطاهرين وإنه من خلص المؤمنين وانه من الأعزة عند المعصومين وكذلك ما ورد في حقه ومدحه والتحزن عليه وعلى ما أصابه في غير هذا الحديث عن أهل البيت عليهم السلام من أحاديث كثيرة ولا شك أنه لم يحصل له من الإمام عليه السلام نهي صريح عن الخروج كما ينبئ عن ذلك مدحهم له وإظهار الرضا عنه وهو لم يخرج إلا لما ناله من الضيم من عتاث بني امية ولاريب أن قصده ونيته أن استقام له الأمر إرجاع الحق إلى أهله ويدل على ذلك رضاهم عنه الى آخر كلامه.
مفاخرته مع هشام بن عبد الملك
عن أخطب خوارزم في مقتله أنه روى عن معمر ابن خيثم قال لي زيد بن علي كنت أباري هشام بن عبد الملك وأكايده في الكلام فدخلت عليه يوما فذكر بني أمية فقال والله هم أشد قريش أركانا وأشيد قريش مكانا وأشد قريش سلطانا وأكثر قريش أعوانا كانوا رؤوس قريش في جاهليتها وملوكهم في إسلامها فقلت له على من تفخر اعلى بني هاشم أول من أطعم الطعام وضرب الهام وخضعت له قريش بارغام أم على بني المطلب سيد مضر جميعا وإن قلت معد كلها صدقت إذا ركب مشوا وإذا انتعل احتفوا وإذا تكلم سكتوا وكان يطعم الوحوش في رؤوس الجبال والطير والسباع والانس في السهل حافر زمزم وساقي الحجيج أم على بنيه أشرف رجال أم على سيد ولد آدم صلى الله عليه وآله وسلم حمله الله على البراق وجعل الجنة بيمينه والنار بشماله فمن تبعه دخل الجنة ومن تأخر عنه دخل النار أم على أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام أخي رسول الله وابن عمه المفرج الكرب عنه وأول من قال لا إله إلا الله بعد رسول الله لم يبارزه فارس قط الا قتله وقال فيه رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)ما لم يقله في أحد من أصحابه ولا لأحد من أهل بيته قال فأحمر وجهه.(5)تهالكه في حب الاصلاح بين الامة
في المقاتل بسنده عن البابكي واسمه عبدالله بن مسلم بن بابك خرجنا مع زيد بن علي الى مكة فلما كان نصف الليل واستوت الثريا قال يا بابكي أما ترى هذه الثريا أترى أحدا ينالها قلت لا قال والله لوددت أن يدي ملصقة بها أقع الى الأرض أو حيث اقع فاتقطع قطعة قطعة وإن الله أصلح بين أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذا حرص زيد على الاصلاح بين أمة جده التي خذلته وأسلمته الى بني أمية أعداء الله وأعداء جده رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)الذين لم يكتفوا يقتله حتى صلبوه أربع سنين على أشنع صورة ثم أحرقوه عداوة لدين الاسلام الذي دخلوا فيه كارهين مرغمين ولم يوجد في هذه الأمة من يغير بيد ولا لسان نعم وجد فيها حتى اليوم من يدافع عنهم ويلتمس لهم الأعذار.هل كان زيد يفتي الناس
سأل المتوكل بن هرون يحيى بن زيد فيما رواه الخزاز في كفاية الأثر هل كان أبوك يفتي الناس في معالم دينهم قال ما أذكر ذلك عنه.فساد بعض النسب إليه
من السخافة بمكان ما في فوات الوفيات عن ابن أبي الدم أن زيدا وأصحابه كانوا معتزلة وأنه أخذ الاعتزال عن واصل بن عطاء وان أخاه الباقر كان يعيب عليه قراءته على واصل مع كونه يجوز الخطأ على جده علي بن أبي طالب في حرب الجمل والنهروان ولأن واصلا كان يتكلم من هذا الهذيان فانه لم يرد شيء من هذا عن أئمة أهل البيت في حق زيد بل ورد عنهم مدحته والثناء عليه ولو كان لشيء من ذلك أثر لحكاه عنهم أصحابهم وأتباعهم ولما خفي ذلك عنهم وظهر لابن أبي الدم وإنما تكلم فيه من تكلم من حيث إحتمال دعواه الامامة والأكثر بل الجميع على أنه لم يدعها فلو كان فيه مغمز غير ذلكلما سكتوا عنه لكن واضع هذا الكلام عن لسانه له . غرض غير خفي على المتأمل.ما نسب إليه فيمن لقبوا الرافضة
ذكر كثير ممن تكلم على هذا اللقب من أخصام الشيعة وتلقفه الآخر عن الأول ان زيدا سئل لما كان يحارب جيش هشام عن الشيخين فقال هما صاحبا جدي وضجيعاه في قبره فرفضه جماعة فسموا الرافضة أنه يجوز أن يكون قال ذلك استصلاحا لعسكره ومن الذي يشك أن لهما هاتين الصفتين وأن المروى أنه لما أصابه السهم طلب السائل فأراه السهم وقال هما أوقفاني هذا الموقف .ما نسب إليه في أمر فدك
روى ابن عساكر عن زيد أنه قال لو كنت مكان أبي بكر لحكمت بمثل ما حكم به في فدك والناظر بإنصاف في قصة فدك يعلم أن هذا الحديث موضوع على زيد ويدل على ذلك ما في شرح النهج لابن أبي الحديد المرتضى أخبرنا أبو عبدالله المرزباني حدثني علي بنهرون أخبرني عبيدالله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه قال ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب كلام فاطمة عند منع أبي بكر إياها فدكا وقلت له أن هؤلاء يزعمون أنه مصنوع وانه من كلام أبي العيناء لان الكلام منسوق البلاغة فقال لي رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه أولادهم وقد حدثني به أبي عن جدي يبلغ به فاطمة على هذه الحكاية وقد رواه مشايخ الشيعة وتدارسوه قبل أن يوجد جد أبي العيناء وقد حدث الحسين بن علوان عن عطية العوفي أنه سمع عبدالله بن الحسن بن الحسن يذكر عن أبيه هذا الكلام ثم قال أبو الحسين زيد وكيف ينكرون هذا من كلام فاطمة وهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة ويحفظونه لولا عداوتهم لنا أهل البيت.(6)حديث سد الابواب
في تاريخ دمشق لابن عساكر بسنده عن شعبة سمعت سيد الهاشميين زيد بن علي بالمدينة في الروضة يقول حدثني أخي محمد أنه سمع جابر بن عبدالله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول سدوا الابواب كلها إلا باب علي وأومأ بيده الى باب علي.قال مهذب تاريخ ابن عساكر : هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ورواه بمعناه الامام أحمد في مسنده عن سعد ابن مالك وعن ابن عمر ورواه النسائي في مناقب علي عن الحارث ابن مالك وعن زيد بن أرقم ورواه أبو نعيم عن أبن عباس ورواهأبو نعيم عن ابن عباس ورواه الحافظ ابن حجر في كتابه القول المسدد في الرد على ابن الجوزي في جعله هذا الحديث موضوعا وأطال الكلام ثم قال هذا الحديث مشهور وله طرق متعددة كل طريق منها على انفراده لا يقصر عن رتبة الحسن ومجموعها مما يقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث قال وذكر الحافظ السيوطي أسانيده في كتابه اللآليء المصنوعة وأطال في دفع الوضع عنه فظهر أن زعم الوضع فيه كبوة من ابن الجوزي .
حديث المعراج
في تاريخ دمشق لابن عساكر عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي صلى بنا رسول الله (صلی الله عليه و آله وسلم)صلاة الفجر ذات يوم بغلس ثم التفت الينا فقال أفيكم من رأى الليلة شيئا فقلنا لا يا رسول الله قال ولكني رأيت ملكين أتياني الليلة فأخذا بضبعي فانطلقا بي الى السماء الدنيا وذكر حديثا طويلا فيه عقاب من ينام عن صلاة العشاء والنمام وآكل الربا والزناة ومن يعملون عمل قوم لوط ثم قال فمضيت فإذا أنا بروضة فيها شيخ جليل لا أجمل منه وخوله الولدان وإذا أنا بمنازل لا أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء فقالا تلك منازل أهل عليين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهذه منازلك وأهل بيتك الحديث بطولهما قاله في البترية
مر في البترية ما رواه الكشي في ترجمة سلمة بن كهيل بسنده عن سدير دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النوا وجماعة معهم وعند أبي جعفر أخوه زيد بن علي فقالوا لابي جعفر نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعدائهم ونتولى غيرهم ونتبرأ من أعدائهم فالتفت اليهم زيد بن علي وقال لهم أتتبرأون من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله فيومئذ سموا البترية.دلالته على قبر أمير المؤمنين عليه السلام
عن فرحة الغري عن أبي حمزة الثمالي في حديث قال لما كانت ليلة النصف من شعبان أتيت الى زيد بن علي وسلمت عليه وكان قد انتقل من دار معوية بن اسحق الى دور بارق وبني هلال فلما جلست عنده قال يا أبا حمزة تقوم حتى نزور قبر أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام فقلت نعم جعلت فداك ( الى أن قال أبو حمزة ) فأتينا الذكوات البيض فقال هذا قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبعد أن زرناه رجعنا وكان قبره عليه السلام قد أخفي خوفا من بني أمية ولم يكن يعرفه الا ولده وخواص شيعتهم الى أن أظهر أيام الرشيد.ما أثر عنه من المواعظ والحكم والآداب ونحوها
عن أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي الملقب بأخطب خوارزم أنه ذكر في مقتله أنه قيل لزيد بن علي الصمت خير أم الكلام فقال قبح الله المساكتة ما أفسدها للبيان وأجلبها للعي والحصر والله للمماراة أسرع في هدم الفتى من النار في ببس العرفج ومن السيل الى الحدور فقد فضل الكلام على السكوت وذم المماراة فالكلام أفضل بشرط أن لا يكون مماراة ونقل أن زيد بن علي كان اذا تلا هذه الآية ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) يقول أن كلام الله هذا تهديد وتخويف ثم يقول اللهم لا تجعلنا ممن تولى عنك فاستبدلت به بدلا . وروي عن زيد بن علي أنه قال صرفت مدة ثلاث عشرة سنة من عمري في قراءة القرآن فما وجدت آية من كتاب الله يفهم منها الرخصة في طلب الرزق.كأنه رضي الله عنه نظر الى الآيات المتضمنة ان الله تعالى تكفل بالرزق وهي أكثر الآيات كقوله وما من دابة الا على الله رزقها . الله الذي خلقكم ثم رزقكم . إن الله يرزق من يشاء بغيرحساب فرأى أنه ليس فيها أمر بطلب الرزق وغفل عن الآيات التي أمر فيها بذلك وان كانت أقل كقوله تعالى وامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله وغير ذلك.
وقال بعض المعاصرين : ليس معنى هذا الكلام ان الانسان غير مأمور بطلب الرزق حتى ينافي الاخبار الآمرة بطلب الرزق وعدم استجابة دعاء من يقول رب ارزقني ولا يسعي في طلب الرزق بل المقصود أنه ليس من المناسب للسلطنة الالاهية ان يقول الله تعالى إنا خلقتكم فاذهبوا فتكلفوا تحصيل الرزق بأنكم لذلك نسب الرزق تعالى في الآيات المتقدمة ولكن زيدا رضي الله عنه انما قال أنه لم يجد في القرآن لا في الروايات وأما دعوى أنه ليس من المناسب للسلطنة الالاهية أن يقول الله ذلك فدعوى غير صحيحة فقوله تعالى اذهبوا فتكلفوا تحصيل الرزق بانفسكم ان لم يكن مؤيدا للسلطنة الالاهية فليس منافيا على أنه قد أمرهم بذلك في الآيتين السالفتين اما الآيات التي اسندت لرزق اليه تعالى فالمراد بها والله اعلم إن كل شيء بتسببه وارادته وتوفيقه فلا منافاة بينها وبين الامر بطلب الرزق .
في كفاية الاثر عن محمد بن بكير أنه قال دخلت على زيد بن علي وعنده صالح بن بشر فسلمت عليه وهو يريد الخروج الى العراق فقلت له يا ابن رسول الله حدثني بشيء سمعته عن أبيك فقال حدثني أبي عن جده عن رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال من أنعم الله عليه بنعمة فليحمد الله ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن أحزنه أمر فليقل لا حول ولا قوة الا بالله قال محمد بن بكير قلت يا ابن رسول الله زدني قال حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال أربعة أنا لهم اشفيع يوم القيامة المكرم لذريتي والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم اليه والمحب لهم بقلبه ولسانه قال ابن بكير يا ابن رسول الله حدثني عن هذه الفضائل التي أنعم الله بها عليكم فقال حدثني أبي عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال من أحبنا أهل البيت في الله حشر معنا وادخلناه معنا الجنة يا ابن بكير من تمسك بنا فهو معنا في الدرجات العلى يا ابن بكير ان الله تبارك وتعالى اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم واختارنا له ذرية فلولانا لم يخلق الله الدنيا والاخرة يا ابن بكير بنا عرف الله وبنا عبدالله ونحن السبيل الى الله وعن الامالي عن زيد بن علي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال سادة الناس في الدنيا الاسخياء وعنه عن زيد بن علي عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ان الله تعالى بعث مائة وأربعة وعشرين ألف نبي وأنا أكرمهم عند الله ولا فخر وجعل الله عز وجل مائة وأربعة وعشرين ألف وصي وعلي أكرمهم وأفضلهم عند الله تعالى . وعن الأمالي عن زيد بن علي أنه سئل عن معنى قوله (صلی الله عليه و آله وسلم)من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال نصبه علما ليعلم به حزب الله عند الفرقة .(7)
وفي تاريخ ابن عساكر قال له مطلب بن زياد يا زيد أنت الذي تزعم أن الله اراد أن يعصى فقال له زيد أفعصي عنوة فأقبل يخطو من بين يديه ومعنى ذلك أن الارادة بمعنى عدم المنع لابمعنى المحبة قال وقال في قوله تعالى ( ولسوف يعطيك فربك فترضى ) أم من رضائه (صلی الله عليه و آله وسلم)أن يدخل أهل بيته الجنة وقال المروءة انصاف من دونك والسمع الى من فوقك والرضى بما أتي اليك من خير أو شر وقال لابنه يحيى أن الله لم يرضك لي فأوصاك بي ورضيني لك فلم يوصني بك يا بني خير الاباء من لم تدعه المودة الى الافراط وخير الأبناء من لم يدعه التقصير الى العقوق.
وفي كتاب لباب الآداب تأليف الامير اسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منبقذ الكناني صاحب قلعة شيزر ما لفظه : قال المدائني قال زيد بن علي لاصحابه : أوصيكم بتقوى الله فإن الموصي بها لم يدخر نصيحة ولم يقصر في الابلاغ فاتقوا الله في الامر الذي لا يفوتكم منه شيء وإن جهلتموه واجملوا في الطلب ولا تستعينوا بنعم الله على معاصيه وتفكروا وأبصروا هل لكم قبل خالقكم من عمل صالح قدمتموه فشكره لكم فبذلك جعلكم الله تعالى من أهل الكتاب والسنة وفضلكم على أديان آبائكم الم يستخرجكم نطفا من أصلاب قوم كانوا كافرين حتى بثكم في حجور أهل التوحيد وبث من سواكم في حجور أهل الشرك فبأي سوابق أعمالكم طهركم الا بمنه وفضله الذي يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم.
ما روي عنه من الشعر
قال المرتضى في كتاب الفصول المختارة من المجالس والعيون والمحاسن للمفيد : الفصل الخامس حدثني الشيخ قال وجدت عن الحسين بن زيد قال حدثني مولاي قال كنت مع زيد بن علي عليه السلام بواسط فذكر قوم الشيخين وعليا فقدموها عليه فلما قاموا قال لي زيد قد سمعت كلام هؤلاء وقد قلت ابياتا فادفعها اليهم وهيمن شرف الا قوام يوما برأيــه * فــإن عليــا شرفته المناقب
وقول رســول الله والحق قوله * وإن رغمت منهم انوف كواذب
بأنك مني يــا علــي معالـنــا * كهـرون من موسى أخ لي وصاحب
دعـاه ببدر فاستـجــاب لأمــره * وما زال في ذات الاله يضارب
فمـا زال يعلوهـم بـــه وكأنـه * شـهــاب تلقــاه القوابس ثاقب
ورواه الخزاعي في كتاب الاربعين عن الاربعين بسنده عن سلام مولى زيد بن علي كما ذكرناه في ترجمة محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري ومن قوله ( ثوى باقر العلم في ملحد ) الخ وقوله ( نحن سادات قريش ) الخ وقوله ( مهلا بني عمنا ) وقوله ( شرده الخوف )
ومما نسب اليه قوله :
لو يعلم الناس ما في العرف من شرف * لشرفـوا العرف في الدنيا على الشرف
وبادروا بالــذي تحـوي أكفـهــم * من الخطيــر ولو اشفـوا على التلف
وفي نسمة السحر من شعر الامام زيد قوله :
يقولــون زيـد لا يزكــي بمالـه * وكيــف يزكــي المال من هو باذله
اذا حال حول لم يكــن في أكفنــا * مــن المــال الا رسمــه وفواضله
مراثيه
في عمدة الطالب رثي زيد بمراث كثيرة .وفي مقاتل الطالبيين قال فضل بن العباس بن عبد الرحمن ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب يرثي زيد بن علي عليه السلام :
الا يا عين لا ترقي وجودي * بدمعك ليس ذا حين الجمود
غداة ابن النبي ابو حسيـن * صليب بالكناسة فـوق عود
يظل على عمودهم ويمسي * بنفسي أعظم فوق العمـود
تعدى الكافر الجبار فيــه * فأحرقه من القبر اللحيــد
فظلوا ينبشـون ابا حسيـن * خضيبا بينهم بدم جسيــد
فطال بـه تلعبهــم عتــوا * وما قدروا على الروح الصعيد
وجاور في الجنــان بني أبيه * وأجدداهم خيــر الجــدود
فكم من والد لأبـي حسيــن * من الشهـداء أو عم شهيــد
ومن أبناء أعمــام سيلقــى * هم أولى به عنـد الــورود
دعاه معشـر نكثــوا أبــاه * حسينــا بعـد توكيد العهود
فسار اليهم حتـى أتــاهــم * فما أرعوا علـى تلك العقـود
وكيف تضن بالعبـرات عيني * وتطمـع بعد زيد في الهجـود
وكيف لها الرقــاد ولم تراءى * جياد الخيل تعــدوا بالاسود
تجمع للقبـائــل من معــد * ومن قحطـان في حلق الحديد
كتائـب كلمــا أردت قتيـلا * تنـادت ان الى الأعداء عودي
بأيديهم صفايـح مـرهفــات * صوارم أخلصت من عهد هود
بها نسقي النفـوس اذا التقينـا * ونقتــل كل جبــار عنيـد
ونقضي حاجة مـن آل حـرب * ومروان العنيــد بني الكنود
ونحكم في بني الحكـم العوالي * ونجعلهم بهـا مثل الحصيـد
ونـنـزل بالمعيطيين حربــا * عمارة منهـم وبنـو الوليــد
وإن تمكن صروف الدهـر منكم * وما يأتي من الامر الجديــد
نجازكـم بمــا اوليتمونـــا * قصاصـا أو نزيد على المزيد
ونترككم بـأرض الشام صرعى * وشتى من قتيل أو طـريــد
تنوء بكم خوامعها وطلس * وضاري الطير من بقع وسود
ولست بآيس من أن تعودوا * خنازيرا واشبــاه القــرود
وأبو الفرج ينقل مثل هذا الشعر في ذم أجداده لأنه زيدي المذهب وان كان مرواني النسب قال أبو الفرج وقال أبو ثميلة الأبار يرثي زيدا عليه السلام :
يا با الحسين أعـاد فقدك لوعـــة * من يلق ما لاقيـت منهـا يكمــد
نعرا السهاد ولو سواك رمت به الـ * أقدار حيـث رمت به لـم يشهــد
ونقـول لا تبعــد وبعــدك داؤنا * وكذاك من يلـق المنيــة يبعــد
كنت المؤمــل للعظائــم والنهى * ترجـى لأمـر الأمــة المنــأود
فقتلت حين نضلت كـل مناضــل * وصعــدت في العليــاء كل معمد
فطلبت غايـة سابقيــن فنلتهــا * بالله في سيــر كريــم المـورد
وأبى الاهك أن تمـوت ولم تســر * فيهم بسيـرة صــادق مستنجــد
والقتــل في ذات الآلـه سجيــة * منكم واجرى بالفعــال الأمجــد
والناس قـد آمنــوا وآل محمــد * من بين مقتول وبيـــن مطــرد
نصب اذا ألقـى الظـلام ستــوره * رقد الحمــام وليلهم لـم يرقــد
يا ليث شعري والخطـوب كثيــرة * اسباب موردهــا وما لم يــورد
ما حجة المستبشريـن بقتلــه * بالامس أو ما عذر أهـل المسجد
فلعل راحم أم موسى والــذي * نجاه من لجج الخصم المزبــد
سيسر ريطة بعد حزن فؤادهـا * يحيى ويحيى في الكتائب يرتدي
وريطة هي بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن حنفية أم يحيى وزوجة زيد.
وقال ابن الأثير قيل كان خراش بن حوشب بن يزيد بن مزيد الشيباني على شرطة يوسف وهو الذي نبش زيدا وصلبه فقال السيد الحميري :
بت ليلــي مسهــدا * ساهر العيــن مقصدا
ولقد قلــت قولــة * وأطـلـت التبـلــدا
لـعـن الله حوشبــا * وخراشـا ومن يــدا
الف الـف وألـف الـ * ف من اللعن سرمــدا
إنهـم حاربــوا الالـ * ـه وآذوا محـمــدا
شاركوا في دم الحسيـ * ن وزيـد تـعـنــدا
ثم علوه فـوق جــذ * ع صريعـا مجــردا
يا خراش بن حوشـب * أنت أشقى الورى غـدا
وفي نسمة السحر رأيت في بعض التواريخ أن بعض الخوارج
قال يرثي الامام زيدا عليه السلام :
أأبا حسين والامور الى مـدى * ابنـاء درزة اسلموك وظاروا
أأبا حسين أن شر عصابــة * حضرتك كان لوردها إصدار
وقال قبل ذلك في ترجمة درويش بن محمد الطالوي ان ابناء درزة هم الخياطون وإن زيدا لما خرج كان معه خياطون من الكوفة.
المصادر :
1- الصدوق في الامالي أيضا في الحديث (11) من المجلس 54
2- رجال الکشي
3- الصدوق في الامالي في المجلس 181
4- وفي كفاية الأثر ص86
5- عن أخطب خوارزم في مقتله ص 37
6- شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 94
7- كفاية الاثر ص86
source : rasekhoon