قاعدة اللطف :
السؤال: ما هي حدود قاعدة اللطف من القرآن الكريم ؟ وشكراً .
الجواب : خلاصة قاعدة اللطف هي : إنّ الله تعالى بلطفه ورحمته لا يترك هذه الأُمّة المرحومة أُمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) أو فقهائها إذا حصل اجتماع منها ، أو منهم على خطأ ، وإنّما يقوم بإبطال هذا الخطأ بمثل إلقاء الخلاف بينهم ، من قبل الإمام (عليه السلام) لطفاً بعباده تعالى ، ورحمة منه بهم .
ولازم هذا أنّنا لو رأينا الأُمّة ، أو الفقهاء قد أجمعوا على مسألة ، نستكشف أنّ إجماعهم كان على حقّ ، إذ لو كان على خطأ ، لأوقع الله تعالى من باب اللطف الخلاف بينهم ، بإثارته من قبل الإمام (عليه السلام) ، ويرد على هذه القاعدة :
أوّلاً : عدم تمامية القاعدة في نفسها ، إذ لا يجب اللطف عليه تعالى ، بحيث يكون تركه قبيحاً يستحيل صدوره منه سبحانه ، بل كُلّ ما يصدر منه تعالى مجرد فضل ورحمة على عباده .
ثانياً : إنّ قاعدة اللطف على تقدير تسليمها ، لا تقتضي إلاّ تبليغ الأحكام على النحو المتعارف ، وقد بلّغها وبيّنها الأئمّة (عليهم السلام) للرواة المعاصرين لهم ، فلو لم تصل إلى الطبقة اللاحقة لمانع من قبل المكلّفين أنفسهم ، ليس على الإمام (عليه السلام) إيصالها إليهم بطريق غير عادي ، إذ قاعدة اللطف لا تقتضي ذلك ، وإلاّ كان قول فقيه واحد كاشفاً عن قول المعصوم (عليه السلام) ، إذا فرض انحصار العالم به في زمان ، وهذا واضح الفساد .
ثالثاً : أنّه إن كان المراد إلقاء الخلاف ، وبيان الواقع من الإمام (عليه السلام) ، مع إظهار أنّه الإمام ، بأن يعرفهم بإمامته ، فهو مقطوع العدم .
وإن كان المراد هو إلقاء الخلاف مع إخفاء كونه إماماً فلا فائدة فيه ، إذ لا يترتّب الأثر المطلوب من اللطف ، وهو الإرشاد على خلاف شخص مجهول ، كما هو ظاهر .
|
الصفحة 561 |
|
( نوفل . المغرب . 26 سنة )