عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

السؤال : لماذا لم يذكر القرآن صراحة اسم الإمام علي (عليه السلام) ؟ ولم يذكر أنّ الخلافة تؤول له مباشرة بعد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ؟

السبب في عدم ذكره بالنصّ في القرآن :

السؤال : لماذا لم يذكر القرآن صراحة اسم الإمام علي (عليه السلام) ؟ ولم يذكر أنّ الخلافة تؤول له مباشرة بعد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ؟

الجواب : أنّ القرآن الكريم ذكر بعض الأحكام بشكل مجمل وترك بيان تفاصيلها إلى النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) ، وخذ مثالاً في ذلك : إنّ القرآن قد أمرنا بوجوب الصلاة ، إلاّ أنّه لم يذكر تفاصيلها ، وعدد ركعاتها ، بل ترك تفصيل ذلك إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) .

وهكذا أوجب الصوم ، إلاّ أنّه لم يبيّن أحكامه ، وهكذا باقي الأحكام كالحجّ والخمس والزكاة وغير ذلك ، فإنّ تفاصيلها متروكة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وذلك لمصلحة لا يعلمها إلاّ الله تعالى .

ومن ذلك الإمامة ، فإنّ القرآن أشار إلى صفة الإمام ، وأعرض عن اسمه ، تاركاً ذلك إلى تصريح النبيّ (صلى الله عليه وآله) والنصّ عليه من قبله ، تماماً كما أشار إلى الصلاة وترك باقي تفاصيلها إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) .


الصفحة 18


ففي معرض إشارته إلى الإمام قال تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } (1) ، فأشار القرآن إلى صفة الإمام دون ذكر اسمه ، وعلمنا من الخارج ـ أي من الروايات الصحاح ـ أنّ المؤمنين الذين صفتهم هكذا ينحصرون في الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

كما نقل ذلك السيوطي في الدرّ المنثور في تفسيره للآية عن الخطيب البغدادي في المتّفق عن ابن عباس قال : تصدّق علي بخاتمه وهو راكع ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) للسائل : " من أعطاك هذا الخاتم " ؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل الله { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ... } .

وأخرج عبد الرزاق ... عن ابن عباس في قوله تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ... } قال : نزلت في علي بن أبي طالب .

وأخرج الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه عن عمّار بن ياسر ، قال : وقف بعلي سائل ، وهو راكع في صلاة تطوّع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه ذلك ، فنزلت على النبيّ (صلى الله عليه وآله) هذه الآية : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }، فقرأها رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أصحابه ، ثمّ قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " (2) .

وهكذا تعهّد النبيّ (صلى الله عليه وآله) النصّ على اسم الإمام علي (عليه السلام) دون أن يتعرّض القرآن الكريم إلى ذلك ، لمصلحة لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، ومن يدري فلعلّ مصلحة عدم التعرّض إلى اسم الإمام كانت خوفاً على القرآن من أن يتعرّض إلى التحريف ، أو الإنكار من قبل قومٍ أنكروا مئات الأحاديث في النصّ على

____________

1- المائدة : 55 .

2- الدرّ المنثور 2 / 293 .


الصفحة 19


إمامته (عليه السلام) ، وكانوا شهوداً في ذلك ، ولعلّهم ينكرون أنّ هذا القرآن قد نزل من قبل الله تعالى؛ لمصالحهم السياسية التي دفعتهم إلى إنكار ما شاهدوه ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم .

(... . ... . ... )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : هل توجد رواية في كتب أهل السنّة تبيّن ...
ما هو سرّ الخليقة وفلسفة الحياة؟!
السؤال : قال الإمام علي أمير المؤمنين : " أنا الذي ...
ان زيارة عاشورا المشهورة ( التي نقرأها جميعا ) هي ...
السؤال: إنّه ليحزّ في نفسي أن أجد مثل هذه الإجابة ...
السؤال : ما هو الردّ على أهل السنّة ؟ حيث يقولون : ...
السؤال : إلى الإخوان العاملين في مركز الأبحاث ، ...
السؤال : لماذا الشيعة لا يصلّون صلاة التراويح ؟ ...
السؤال : ما هو مفهوم الرجعة ؟ وفي أيّ زمن تحصل ؟
السؤال: إذا كان الله في كُلّ مكان ، كما قال الإمام ...

 
user comment