صلّى في بداية البعثة والصلاة لم تفرض بعد :
السؤال : لي سؤال بسيط ، أرجو منك التوضيح ، جزاك الله خيراً ، وذلك في هذا الحديث : عن جابر ، قال : بُعِث النبيّ (صلى الله عليه وآله) يوم الاثنين ، وصلّى علي يوم الثلاثاء .
السؤال هو : كيف صلّى علي (عليه السلام) في اليوم التالي من البعثة ؟ والصلاة لم تفرض إلاّ بعد فترة من البعثة النبوية الشريفة ، وذلك في قصّة الإسراء والمعراج .
الجواب : إنّ مسألة صلاة أمير المؤمنين (عليه السلام) مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) في بدء البعثة أمر مسلّم ، ولا مجال للشكّ أو الترديد فيها ، بعد ما أطبقت عليها الروايات والسير من الفريقين (1) .
وإمّا كيفية صلاته (عليه السلام) ، فهي تتبع موضوع تعبّده في المقام ، وبما أنّ عبادته وصلاته كانت بدعوة النبيّ (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) ، فالظاهر أنّهما كانا يعبدان الله تعالى ، إمّا مطابقاً لشريعة إبراهيم (عليه السلام) ، أو غيره ممّن تقدّمه من الأنبياء (عليهم السلام) ، وإمّا موافقاً لما قرّر لعامّة الناس فيما بعد .
وأمّا فرض الصلاة على الأُمّة ، وإن كان بعد مضي فترة وجيزة عن البعثة النبوية الشريفة ، ولكن هذا لا ينافي تعبّد النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) ، أو حتّى بعض آخر بهذه الصلاة ، أو بما يقاربها في الشكل والمضمون في زمان سبق هذا الفرض ، إذ الفرض حكم إلزامي ، ووظيفة مقرّرة لكلّ مسلم ، ولكن النبيّ (صلى الله عليه وآله)
____________
1- مناقب آل أبي طالب 1 / 297 ، المستدرك 3 / 112 ، تحفة الأحوذيّ 10 / 160 ، المعجم الكبير 1 / 320 ، نظم درر السمطين : 82 ، شواهد التنزيل 2 / 185 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 27 ، تهذيب الكمال 20 / 482 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 55 ، البداية والنهاية 3 / 36 و 7 / 369 ، جواهر المطالب 1 / 43 و 50 ، سبل الهدى والرشاد 2 / 302 ، ينابيع المودّة 2 / 147 .
|
الصفحة 41 |
|
والإمام (عليه السلام) قد أدّيا هذه العبادة بدون أن يرد عليهما إلزام أو إيجاب .
وهناك احتمال آخر وهو : أن تكون صلاتهما قبل إبلاغ الفرض بشكل خاصّ ، وقد جاء الوحي بإتيانها بالصورة الموجودة في قضية المعراج لمصالح اقتضت تبديل الشكل مع إبقاء المحتوى والمضمون .
(... . ... . ... )