عربي
Sunday 1st of September 2024
0
نفر 0

السؤال : يقول أهل السنّة : إنّ الشمس لا تنكسف لموت بشر !! ويرون الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله) ، هل هذا الحديث صحيح ؟ بينما هناك روايات تؤكّد كسوف الشمس بقتل وشهادة سبط الرسول ، الإمام الحسين (عليه السلام) .

كسفت الشمس لقتله :

السؤال : يقول أهل السنّة : إنّ الشمس لا تنكسف لموت بشر !! ويرون الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله) ، هل هذا الحديث صحيح ؟ بينما هناك روايات تؤكّد كسوف الشمس بقتل وشهادة سبط الرسول ، الإمام الحسين (عليه السلام) .

نرجو بيان ذلك وتوضيحه مع الأدلّة .

الجواب : الأحاديث الواردة عن طريق الخاصّة بالنسبة لكسوف الشمس في يوم عاشوراء ، هي في حدّ الاستفاضة ، وهذا المقدار يكفينا للتأكّد في هذا الموضوع .

وأمّا عن طريق العامّة فقد وردت روايات كثيرة تصرّح بهذا المطلب (2) .

ولا غرابة في ذلك ، بل وفي ظهور بقية الآيات والعلائم السماوية والأرضية على ما في الأخبار الكثيرة الواردة في المقام .

ومجمل القول في حكمة ظهور هذه الخوارق : هو بيان الحقّ ، وإلقاء الحجّة البالغة على من أنكر ، أو تردّد في تمييز الحقّ عن الباطل ، والوقوف في وجه التمويه والتشويه الذي حصل آنذاك بواسطة الأعلام الأمويّ المزيّف بشأن العترة الطاهرة (عليهم السلام) عموماً ، والإمام الحسين (عليه السلام) خصوصاً ، وبهذا نعرف

____________

1- اللهوف : 79 .

2- السنن الكبرى للبيهقيّ 3 / 337 ، مجمع الزوائد 9 / 197 ، المعجم الكبير 3 / 114 ، تاريخ مدينة دمشق 14 / 226 ، تهذيب الكمال 6 / 433 ، ينابيع المودّة 3 / 17 .


الصفحة 210


أنّ الكسوف المذكورة كان لإعلاء كلمة الحقّ ودحض الباطل .

ثمّ إنّ هذه الميزة لم تكن موجودة في قصّة إبراهيم (عليه السلام) ، فعليه أكّد النبيّ (صلى الله عليه وآله) بأنّ الشمس لا تنكسف لموت بشر ، أي إنّ الكسوف لا يقع بدون هدف وغرض في ناموس الخلقة وعالم التكوين ، ولكن عندما يكون هناك هدف أسمى فسوف تظهر للناس العلائم والآيات الكونية ، تعبيراً عن إرادة الله تعالى ومشيته في خلقه ؛ كما هو الحال أيضاً في ظهور العلائم السماوية ـ من قبيل الخسوف والكسوف ـ قبيل ظهور صاحب العصر والزمان (عليه السلام) على ما في أخبار العامّة والخاصّة .

( البحرين . سنّي . 21 سنة . طالب جامعة )

الاهتمام بزيارته لا يلزم أفضليته على غيره :

السؤال : إنّكم تؤمنون بأنّ الرسول أفضل الخلق ، ولكن لم نسمع منكم أحاديث قدسية تثني على قبره ، كما تثني على قبر الحسين وعلي !!

ولم نسمع أنّ قبر الرسول روضة من رياض الجنّة ، كما نسمع منكم وتعتقدون في قبر الحسين !!

ولم نسمع أنّ هناك حديث لديكم أنّ الملائكة والأنبياء (عليهم السلام) تستأذن الله تعالى لزيارة قبر النبيّ ، كما تفعل لزيارة قبر الحسين ؟! إذاً الحسين أفضل من النبيّ ؟!

ولم نسمع لديكم مقولة عن قبر الرسول ، كما هي مقولتكم الشهيرة :

 

يا صاحب القبّة البيضاء في النجف

من زار قبرك واستشفى لديك شفي

زوروا أبا الحسـن الهادي لعلّكـم

تحضـون بالأجر والإقبال والزلف (1)

 

____________

1- الغدير 4 / 88 .


الصفحة 211


أم لأنّ أبا بكر وعمر تشرّفوا بأن تكون قبورهم بجوار قبر المصطفى لا يفصلها سوى أقل من متر ، ولذا لم نسمع منكم أنّ قبره (صلى الله عليه وآله) روضة من رياض الجنّة ؟!

الجواب : ادعاؤك بأنّنا نفضّل الإمام الحسين (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمجرد ذكر فضيلة له (عليه السلام) ، لم يقل به أحد منّا .

فمجرد الاهتمام بزيارة الحسين (عليه السلام) ، وأنّ قبره روضة من رياض الجنّة لا يلزم أفضليته على غيره ، أو عدم ثبوتها لغيره ، لأنّ ذلك لا يعني أنّه الأفضل مطلقاً ، ومن كلّ جهة حاشا وكلاّ .

نأخذ مثلاً على ذلك : أنّ موسى (عليه السلام) يسمّى كليم الله ، وعيسى (عليه السلام) روح الله ، وإبراهيم خليل الله ، هل عندما نثبت ذلك ننفي هذه الخصائص عن رسول الله ؟ أو يلزم من ذلك أنّهم أفضل من النبيّ ؟ فهذا لا يقول به عاقل ، ناهيك عن مسلم .

فالخصائص قد يختصّ بها شخص لحكمة ما ، أو لتكريم مناسب ومكافئ لفعل قام به ، أو لاشتهار بشيء يناسب ما يطلق عليه معها الحلم أو العلم أو اختصاص بزيارة ، فلا يدلّ ثبوت شيء ونفيها عن الغير ، على أفضليته مطلقاً على غيره .

فنردّ على ذلك الفهم من عدّة وجوه :

1ـ نفي الملازمة بين هذه الفضيلة ، أو هذا الاهتمام بالزيارة للحسين (عليه السلام) ، وبين ما تدّعيه وتفهمه من لزوم ذلك لتفضيله على النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وكما بينّا آنفاً بعدم لزوم ذلك سلب الأهمّية أو المنزلة عن غيره ، أو تفضيله بكلّ شيء ، فهذا الادعاء باطل .

2ـ ما أُثبت من فضل لمرقد الحسين (عليه السلام) من أنّه روضة من رياض الجنّة ثبت نفسه للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، بل ثبت ذلك لأئمّة آخرين ، أو لأماكن أُخرى ،  


الصفحة 212


مثل : الكعبة ، ومسجد الكوفة ، بل ولقبر كلّ مؤمن صالح ، فلم يكن ذلك من خصائص الحسين (عليه السلام) حتّى تنقض علينا ، وتزعم ما تزعم من أباطيل واستنتاجات .

فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : " ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنّة " (1) .

وورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال : " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة " (2) .

وكذا وردت الروايات عن قبر الإمام الرضا (عليه السلام) ، وعن الكعبة المشرّفة ، وما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنّة .

بل إنّ كلّ مؤمن صالح يكون قبره روضة من رياض الجنّة ، وكلّ كافر أو فاسق يكون قبره حفرة من حفر النيران ، فقد قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " القبر حفرة من حفر جهنّم ، أو روضة من رياض الجنّة " (3) .

فكلّ مسلم يعتقد بأنّ المؤمن البسيط ـ أي غير المعصوم ـ يكون قبره روضة من رياض الجنّة ، فما بالك بإمام ابن إمام ، وابن رسول الله ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، وسيّد الشهداء ؟!

ولكن مع الأسف الشديد لا تتحمّلون أيّ فضيلة لأحد من أهل البيت (عليهم السلام) ، وهذا الكلام ليس لهذا الموقف فقط ، ولكن أُنظر لابن تيمية وغيره ممّن يتصدّون للردّ على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ، كيف يجرّدون كلّ فضيلة عن معناها ، بل في بعض الأحيان يجعلونها بلا دلالة ، أو تطييباً للخاطر مداراة لعلي (عليه السلام) ، كما في قوله (صلى الله عليه وآله) : " ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي " (4) حيث أدّعي أنّ قوله هذا لا شيء سوى تطييباً للخاطر ؟!

____________

1- الكافي 4 / 553 ، تهذيب الأحكام 6 / 7 ، المصنّف للصنعانيّ 3 / 183 ، كنز العمّال 12 / 260 ، علل الدارقطنيّ 10 / 273 .

2- من لا يحضره الفقيه 2 / 568 ، فتح الباري 3 / 55 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 413 ، مسند أبي يعلى 2 / 496 ، المعجم الأوسط 1 / 192 و 223 ، المعجم الكبير 12 / 227 ، كنز العمّال 12 / 260 ، علل الدارقطنيّ 8 / 222 ، تاريخ بغداد 11 / 228 ، تاريخ مدينة دمشق 22 / 177 و 40 / 37 و 49 / 118، أُسد الغابة 4 / 208 ، تهذيب الكمال 33 / 351، سير أعلام النبلاء 12 / 77، الإصابة 5 / 415، سبل الهدى والرشاد 9 / 265 و 12 / 349 .

3- فيض القدير 5 / 570 ، الجامع الكبير 4 / 55 ، مجمع الزوائد 3 / 46 ، المعجم الأوسط 8 / 273 ، كنز العمّال 15 / 545 و 603 و 700 ، كشف الخفاء 2 / 90 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 496 ، البداية والنهاية 8 / 7 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 304 .

4- فضائل الصحابة : 13 ، شرح صحيح مسلم 15 / 174 ، مجمع الزوائد 9 / 109 ، تحفة الأحوذيّ 10 / 161 ، مسند أبي داود : 29 ، المصنّف للصنعانيّ 5 / 406 و 11 / 226 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 496 و 8 / 562 ، مسند ابن راهويه 5 / 37 ، مسند سعد بن أبي وقّاص : 51 و 103 و 139 ، الآحاد والمثاني 5 / 172 ، كتاب السنّة : 551 و 586 و595 و 610 ، السنن الكبرى للنسائيّ 5 / 44 و 108 و 113 و 120 و 125 و 144 ، خصائص أمير المؤمنين : 48 و 64 و 76 و 80 و 85 و 116 ، مسند أبي يعلى 1 / 286 و 2 / 66 و 86 و 99 و 132 و 12 / 310 ، أمالي المحامليّ : 209 و 251 ، صحيح ابن حبّان 15 / 16 و 371 , المعجم الصغير 2 / 22 و 54 ، المعجم الأوسط 2 / 126 و 3 / 139 و 4 / 296 و 5 / 287 و 6 / 77 و 83 و 7 / 311 و 8 / 40 ، المعجم الكبير 1 / 148 و 2 / 247 و 4 / 184 و 5 / 203 و 11 / 63 و 12 / 15 و 78 و 24 / 146 ، نظم درر السمطين : 107 ، موارد الظمآن : 543 ، كنز العمّال 5 / 724 و 9 / 167 و 11 / 599 و 603 و 13 / 106 و 158 و 163 و 192 و 16 / 186، فيض القدير 4 / 471 ، كشف الخفاء 2 / 382 ، شواهد التنزيل 1 / 192 و 2 / 35 ، الجامع لأحكام القرآن 1 / 266 و 7 / 277 ، الطبقات الكبرى 3 / 23 ، تاريخ بغداد 7 / 463 و 8 / 52 و 11 / 430 و 12 / 320 ، تاريخ مدينة دمشق 2 / 31 و 13 / 151 و 20 / 360 و 21 / 415 و 30 / 359 و 38 / 7 و 39 / 201 و 41 / 18 و 42 / 42 و 53 و 100 و 111 و 115 و 139 و 145 و 152 و 159 و 165 و 171 و 177 و 182 و 54 / 226 و 59 / 74 و 70 / 35 ، أُسد الغابة 4 / 27 ، تهذيب الكمال 20 / 483 و 25 / 423 و 32 / 482 و 35 / 263 ، تذكرة الحفّاظ 1 / 10 ، سير أعلام النبلاء 1 / 361 و 7 / 362 و 12 / 214 و 14 / 210 و 15 / 42 ، تهذيب التهذيب 7 / 296 ، الإصابة 4 / 467 ، أنساب الأشراف : 94 ، و 106 ، البداية والنهاية 5 / 11 و 7 / 251 و 370 و 374 و 8 / 84 ، جواهر المطالب 1 / 58 و 171 و 197 و 212 و 296 ، سبل الهدى والرشاد 5 / 441 و 11 / 291 و 296 ، ينابيع المودّة 1 / 112 و 156 و 160 و 309 و 404 و 2 / 97 و 119 و 153 و 237 و 302 و 389 و 3 / 211 و 369 و 403 .


الصفحة 213


( سنّي . ... . ... )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : ما الفرق بين الشيعة والسنّة ؟
هل يمكن اعتبار الاكتشافات العلمية التى كشفها ...
السؤال : هل صحيح بأنّ الإمام الرضا (عليه السلام) ...
السؤال : ما هي عقيدة الطينة ؟ ولا أقصد بذلك التربة ...
السؤال: ما الفرق بين الإمامية والإسماعيلية ؟ وهل ...
من هي سكينة بنت الحسين ؟ وممن تزوجت ؟ وهل أنجبت ؟ ...
السؤال: كيف يمكن إقناع أحد المادّيين بوجود الله ...
السؤال : إذا كان التيمّم عند عدم وجود الماء يجوز ، ...
السؤال : لماذا نتوسّل بأهل البيت (عليهم السلام) ؟ ...
السؤال : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت (عليهم ...

 
user comment