عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

السؤال : قد فهمنا أنّه لا تنتهي الدنيا بوفاة الحجّة (عليه السلام) ، ولكن السؤال هو كيف ستكون نهاية العالم ؟ مع أنّه بعد خروج الإمام سيعمّ العدل والسلام ؟

كيفية موته ونهاية العالم :

السؤال : قد فهمنا أنّه لا تنتهي الدنيا بوفاة الحجّة (عليه السلام) ، ولكن السؤال هو كيف ستكون نهاية العالم ؟ مع أنّه بعد خروج الإمام سيعمّ العدل والسلام ؟

أمّا السؤال الثاني فهو : كيف سيموت الحجّة (عليه السلام) ؟ فقد جاء في حديث شريف : " ما منّا من مات ميتة عين " .

الجواب : نحاول هنا الإجابة على السؤالين معاً ، حيث ثبت أنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) إذا ظهر فسوف يعمّ العدل والقسط ، ولا يعني هذا أنّ الخلق سوف يكونون معصومين ، أو أنّهم بأجمعهم عدول ، بل المقصود أنّ الإمام يحكم بين الناس بالعدل ، ويأخذ للمظلوم من الظالم حقّه ، وهكذا .

وقد ورد في الروايات : أنّ الأئمّة لا يموتون حتف أنفهم ، فهم أما مقتول أو مسموم ، ثمّ تكون الرجعة ، التي هي على إجمالها من عقائد الشيعة ، دون النظر إلى التفاصيل .

أمّا كيفية نهاية العالم فقد قال تعالى : { يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } (1) ، وهنالك آيات كثيرة توضّح النفخ في الصور ، وانتهاء العالم .

____________

1- الأنبياء : 104 .


الصفحة 305


( محمّد الإبراهيمي . كندا )

معنى كونه شريكاً للقرآن :

السؤال : نقرأ في زيارة صاحب الأمر والزمان المروية عن الشيخ المفيد ، والسيّد ابن طاووس عبارة : " السلام عليك يا شريك القرآن " ، ما هو المقصود من هذه العبارة ؟

الجواب : إنّ الأئمّة الإثنى عشر (عليهم السلام) كما هو معلوم ، هم عدل القرآن وشركاؤه ، باعتبار قوله (صلى الله عليه وآله) : " إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً " .

( أيوب محمود دكسن . الكويت . ... )

إمكان حضوره في أكثر من مجلس :

السؤال : كيف يمكن لمولانا الحجّة (عليه السلام) أن يحضر أكثر من مجلس في نفس الوقت ؟

الجواب : هناك عدّة احتمالات في المقام ، ينبغي أن نأخذ كلّها أو بعضها بعين الاعتبار :

منها : إنّ المراد من حضوره هو النظر والعناية من قبله (عليه السلام) لكلّ مجلس ، وهذا نظير حضور المعصومين (عليهم السلام) في مجالس ذكرهم ، إذ إنّ الحضور في مكان هو لأجل الوقوف على كلمات وأقوال الحاضرين ، وهذا ما يتحصّل في حالة إفاضة عناية الإمام (عليه السلام) للمجلس ، وكأنّه هو حاضر فيه يسمع ويرى من يخاطبه ، ويرد عليه بالرأفة والرحمة الخاصّة به (عليه السلام) .

ومنها : إنّ المقصود من حضوره في أكثر من مجلسٍ في وقتٍ واحد قد يكون بصورة حضور وكيله أو نائبه ، أو من يتولّى الأمر من قبله (عليه السلام) في تلك المجالس ، وهذا يعتبر حضوره (عليه السلام) بالعناية والمجاز ، ويكون من قبيل القول : بأنّ فلاناً قد شارك في اجتماع أو مؤتمر ، وفي الواقع قد أرسل مندوبه ليمثّله هناك .

والله العالم بحقائق الأُمور .


الصفحة 306


(... . ... . ... )

كيفية الاستعداد للقائه :

السؤال : كيف يمكنني الاستعداد لأكون من أنصار الإمام المهديّ (عليه السلام) ؟ وأن لا أكون مثل أهل الكوفة ، الذين دعوا الإمام أن يأتي ، ولكن فيما بعد يخافون من الموت ويتخاذلون، إنّي أخشى دائماً أن أكون هكذا ؟! فماذا أفعل ؟

الجواب : الاستعداد يكون بإطاعة أوامر الله ، والتجنّب عن نواهيه ، وبعبارة أُخرى : أن نسعى لتحقيق ما لأجله بعثت الرسل ، وأمرت به الأئمّة (عليهم السلام) ، لنسعى ما لأجله يظهر الإمام (عليه السلام) ، يظهر ليطبّق سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ليحقّ الحقّ ، وليبطل الباطل ، ليكون الناس جميعاً مطيعين لله ، منتهين عن نواهيه .

فلنكن نحن ممّن أطاع الله ، وتجنّب عن معاصيه ، وبهذا سنكون من الممهّدين لظهوره (عليه السلام) ، وسنكون معه إن شاء الله تعالى .

( أحمد جاسم أبو حسن . البحرين . ... )

من وصيّه بعد غيبته :

السؤال : نحن الشيعة نعتقد أنّ النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) لم يغادر الدنيا إلاّ بعد أن أوصى بالإمام علي (عليه السلام) خليفة بعده ، ونحتجّ بالدليل العقليّ ، أنّه لا يعقل أن يترك النبيّ الأُمّة بدون خليفة ، لكي تنقسم وتتناحر في تحديد من هو الخليفة .

وفي نفس الوقت نقول : إنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) غاب عن الأُمّة بدون أن يوصي لمن هو خليفة بعده ، وترك الأُمّة هي التي تحدّد وتختار خليفة لها ، ممّا أدّى إلى انقسامات في المذهب حول المرجعية ، كما هو ملاحظ .

فسؤالي هو : لماذا لم ينتهج الإمام المنتظر (عليه السلام) سياسة النبيّ في ذلك ؟ وكيف نوفّق بين الاعتقادين ؟

الجواب : إنّ الشيعة تعتقد ـ بالأدلّة العقليّة والنقليّة ـ بوجوب وصاية النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ووقوعها لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، ولكن في غيبة الإمام المنتظر (عليه السلام) لم تعتقد الشيعة بانتهاء إمامته أو خلافته ، حتّى تجب الوصاية لغيره ، بل إنّ إمامته مستمرة ،


الصفحة 307


فلا تحتاج إلى خليفة ينوب عنه ، وأنّه (عليه السلام) يرعى الأُمّة والطائفة ، ولو من وراء ستار الغيبة .

فالغيبة لا تلغي مهمّات الإمامة مطلقاً ، بل تصدّ عن الدور الحضوري للإمام (عليه السلام) ، وهذا بعكس ارتحال النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى ، إذ يجب فيه من يتولّى مسؤولية قيادة الأُمّة وإمامتها .

ثمّ حتّى في عصر الغيبة ، وإن لم يصرّح بمنصب خلافة الإمام (عليه السلام) ونيابته ، ولكن قد جاءت نصوص وأحاديث شريفة تؤكّد وجوب ملازمة الناس علماء الطائفة واتباعهم على نحو العموم ، وفيها مواصفات هؤلاء من العلم والتقوى والعدالة وغيرها ، حتّى لا يقع الناس في انحراف وضلالة .

فالانقسامات التي ذكرتموها لا تؤثّر في أصل العقيدة ومجراها ، إن اتبعنا من له أهلية ومصداقية تلك الروايات ، فتصبح تلك الخلافات هامشية ، ونتيجة طبيعية لعدم عصمة الجميع .

( شاهر . ... . ... )

الجديد الذي يأتي به :

السؤال : وفّقكم الله لنصرة هذا المذهب الجعفريّ الحقّ ، ولي سؤال حرت فيه، واطلب المساعدّة منكم على فهمه ، لو تكرّمتم عليّ بذلك ، ولله الشكر إن فعلتم .

جاء في كتاب الغيبة للنعماني حديثاً يقول : قال أبو جعفر (عليه السلام) : " يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وبقضاء جديد ، على العرب شديد ، ليس شأنه إلاّ السيف ، لا يستتيب أحداً ، ولا يأخذه في الله لومة لائم " (1) .

وسؤالي هو : هل هذا الحديث صحيح ؟ وما معناه ؟ وأيّ كتاب ؟ وأيّ قضاء عنى هنا ؟ هل هو غير الأمر الذي نحن عليه ؟ أو غير القضاء الذي نقضي به نحن هنا ؟ وفي هذا الزمان ، أو غير الكتاب الذي بين أيدينا ؟

أفيدونا ، وفّقكم الله في هذا الأمر ، وجزيتم خيراً .

____________

1- الغيبة للنعماني : 233 .


الصفحة 308


الجواب : أوّلاً : ليس لهذا الحديث سند معتبر ، بل فيه ضعف .

ثانياً : إنّنا إذا لاحظنا الأحكام الإسلامية في عصر الغيبة ، وهو عصر يبعد عن مصدر التشريع الإسلامي ، وأخذنا بنظر الاعتبار من حيث وجودها النظري والتطبيقي ، نجد فيها أربعة موارد من النقص والقصور :

1ـ الأحكام الإسلامية التي لم تعلن للناس أصلاً ، بل بقيت معرفتها خاصّة بالله ورسوله ، والقادة الإسلاميّين ، وبقيت مستورة عن الناس ، ومؤجّل إعلانها إلى زمن ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام) ، وتطبيق العدل الكامل .

2ـ الأحكام التالفة على مرّ الزمن ، والسنّة المندرسة خلال الأجيال ، ممّا يتضمّن أحكام الإسلام ومفاهيمه ، أو يدلّ عليها .

فإنّ ما تلف من الكتب التي كانت تحمل الثقافة الإسلامية ، بما فيها أعداد كبيرة من السنّة الشريفة ، والفقه الإسلامي ، نتيجة للحروب المدمّرة ــ كالحروب الصليبية ، وغزوات التتار والمغول ، وغير ذلك ـ عدد ضخم يعدّ بمئات الآلاف ، ممّا أوجب انقطاع الأُمّة الإسلامية عن كمّية كبيرة من تاريخها، وتراثها الإسلامي ، واحتجاب عدد من الأحكام الإسلامية عنها .

3ـ إنّ الفقهاء حين وجدوا أنفسهم محجوبين عن الأحكام الإسلامية الواقعية في كثير من الموضوعات المستجدّة ، والوقائع الطارئة على مرّ الزمن ، اضطرّوا إلى التمسّك بقواعد عامّة معيّنة ، تشمل بعمومها مثل هذه الوقائع ، إلاّ أنّ نتيجتها في كلّ واقعة ليست هي الحكم الإسلامي الواقعي في تلك الواقعة ، وإنّما هو ما يسمّى بالحكم الظاهريّ ، وهو ـ كما قيل ـ تحديد الوظيفة الشرعية للمكلّف عند جهله بالحكم الواقعي الأصلي .

وهذا النوع من الأحكام الظاهرية أصبح بعد الانقطاع عن عصر التشريع وإلى الآن مستوعباً لأكثر مسائل الفقه ، أو كلّها تقريباً ، ما عدا الأحكام الواضحة الثبوت في الإسلام .

ومراد الفقهاء بقطعية الحكم هو قطعية الحكم الظاهري ، أي إنّ هذه الفتوى


الصفحة 309


هي غاية تكليف المكلّفين في عصر الاحتجاب عن عصر التشريع .

4ـ الأحكام غير المطبّقة في المجتمع الإسلامي ، بالرغم من وضوحها وثبوتها إسلامياً ، سواء في ذلك الأحكام الشخصية العائدة إلى الأفراد ، أو العامّة العائدة إلى تكوين المجتمع والدولة الإسلامية .

ومع وجود هذه الجهات من النقص والقصور في الأحكام الإسلامية خلال عصر الانفصال عن عصر التشريع ، يكون بوسع الإمام المهديّ (عليه السلام) إكمال تلك النواقص التي أشرنا إليها ، وسيكون له تجاه كلّ نقص موقف معيّن .

أمّا موقفه بالنسبة إلى الأمر الأوّل فهو واضح كلّ الوضوح ، فإنّ الأُمّة بعد بلوغها المستوى اللائق لفهم الأحكام الدقيقة المفصّلة ، وبعد أن كان الإمام المهديّ (عليه السلام) هو الوريث الوحيد من البشر أجمعين ، لتلك الأحكام غير المعلنة ، يرويها عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الله جلّ جلاله ، إذاً يكون الوقت قد أزف لإعلان تلك الأحكام .

وأمّا موقفه بالنسبة إلى الأحكام التالفة فهو أيضاً واضح جدّاً ، فإنّ المفروض أنّ هذه الأحكام كانت معلنة في صدر الإسلام ، وإنّما كانت تحتاج المحافظة عليها ، وعدم إتلافها إلى مستوى معيّن من القدرة الدفاعية ، والشعور بالمسؤولية لدى المسلمين ، الذي كان قليلاً عند الأجيال الماضية التي فقدت هذه الأحكام .

والإمام المهديّ (عليه السلام) بالفهم الإمامي يكون عارفاً بهذه الأحكام عن طريق الرواية عن آبائه ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، عن الله عزّ وجلّ .

وأمّا بالنسبة إلى الأمر الثالث فواضح أيضاً ، بعد الذي عرفناه من أنّ الأحكام الظاهرية تعني تعيين تكليف الإنسان من الناحية الإسلامية ، ووظيفته في الحياة عند الجهل بالحكم الواقعي ، ذلك الجهل الناشئ من البعد عن عصر التشريع .

وأمّا إذا كان الفرد مطّلعاً على الحكم الإسلامي الواقعي ، فيحرم عليه العمل


الصفحة 310


بالحكم الظاهري ، والإمام المهديّ (عليه السلام) يعلن الأحكام الواقعية الإسلامية بأنفسها .

وأمّا بالنسبة إلى عدم وصول بعض الأحكام الإسلامية إلى مستوى التطبيق في عصر ما قبل الظهور ، فيقوم الإمام المهديّ (عليه السلام) بنفسه بتطبيق الأحكام العامّة ، فيؤسّس الدولة العالمية العادلة الكاملة ، ويقوم بإدارة شؤونها .

وبعد أن اتّضح كلّ ما قلناه ، نعرف بكلّ جلاء ما هو المراد ممّا ورد من : أنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) يأتي بأمر جديد ، وسلطان جديد .

( طالب خالد . الجزائر . 27 سنة . التاسعة أساسي )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : هل كانت الشيعة في زمن الرسول ؟ وما رأي ...
السؤال : لماذا نرى بالمذهب الشيعي الصلاة على ...
هل منزلة الأئمة الأطهار أرفع منزلة من الأنبياء ...
السؤال : من المؤكّد أنّ العصمة الموعودة من الله ...
الخطبة الشقشقية
لماذا صار يوم عاشوراء اعظم الايام مصيبة
السؤال : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في ...
السؤال : هل توجد رواية في كتب أهل السنّة تبيّن ...
ما هو سرّ الخليقة وفلسفة الحياة؟!
السؤال : قال الإمام علي أمير المؤمنين : " أنا الذي ...

 
user comment