إيمان خديجة :
السؤال : هل كانت أُمّ المؤمنين خديجة قبل زواجها بالرسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله) من الموحّدين ؟ أرجو الإجابة ، ودمتم سالمين .
الجواب : لقد كانت خديجة (عليها السلام) من خيرة نساء قريش شرفاً ، وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة ، ويقال لها : سيّدة قريش .
ويحتمل أنّها (عليها السلام) كانت من الموحّدات لأنّ مكّة كانت محلّ لشريعة إبراهيم (عليه السلام) ، ومن بعده ولده إسماعيل (عليه السلام) ، وكان لإسماعيل أوصياء إلى زمن بعثة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وعليه يوجد في مكّة أُناس موحّدون ، وليس من البعيد أن تكون خديجة (عليها السلام) من أُولئك ، والله أعلم .
____________
1- الجامع الكبير 5 / 31 ، المستدرك 3 / 158 ، مسند أبي يعلى 7 / 59 ، شواهد التنزيل 2 / 18 ، الدرّ المنثور 5 / 199 ، فتح القدير 4 / 280 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 14 ، ينابيع المودّة 1 / 322 و 2 / 119 .
2- المستدرك 3 / 158
3- المعجم الأوسط 8 / 112 ، شواهد التنزيل 2 / 44 ، الدرّ المنثور 5 / 199 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 13 .
|
الصفحة 380 |
|
( كميل . عمان . 22 سنة . طالب جامعة )
السؤال : أسألكم عن معنى أهل البيت في آية التطهير : هناك من يقول بأنّ المقصود هم : آل علي (عليه السلام) ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، فما هي حجّتهم ؟ وكيف يتمّ الردّ عليهم ؟
الجواب : قد يعتمد البعض على رواية وردت بهذا المعنى (1) توهم بأنّ أهل البيت هم هؤلاء كلّهم ، ولكن يلاحظ في المقام ـ مع غضّ النظر عن البحث السندي ـ أنّ تطبيق مصداق أهل البيت (عليهم السلام) في هذا الحديث لم يرد من النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتّى يكون حجّة ، بل هذا الكلام والقول جاء توضيحاً على لسان زيد بن أرقم ، وكما هو معلوم : فإنّ اجتهاد زيد لا يكون حجّة علينا .
هذا ، وقد تضافرت الأحاديث على مصداقية أهل الكساء في معنى أهل البيت عند الفريقين ، ممّا لا يبقى أيّ شكّ وريب في المقام ، بأنّ المراد من أهل البيت (عليهم السلام) هم الأنوار الخمسة الطيّبة الذين نزلت فيهم آية التطهير .
( كميل . عمان . 22 سنة . طالب جامعة )
آية التطهير شاملة لبقية الأئمّة :
السؤال : المعروف أنّ آية التطهير نزلت في أصحاب الكساء ، فهل يمكن القول بأنّ الآية لا تشمل الأئمّة من ولد الإمام الحسين (عليه السلام) ، والسيّدة زينب (عليها السلام) ؟ ولماذا ؟
الجواب : إنّ آية التطهير تشمل كلّ الأئمّة الاثني عشر (عليهم السلام) ؛ وذلك لأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) في
____________
1- صحيح مسلم 7 / 123 .
|
الصفحة 381 |
|
حديث الثقلين أخبر أنّ ( القرآن ) و ( أهل البيت ) لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض . فإذا قلنا بأنّ أهل البيت هم الخمسة أصحاب الكساء فقط فهذا يعني افتراق أهل البيت عن القرآن ؛ لأنّ لازمه أنّه بعد شهادة الحسين (عليه السلام) لا يكون هناك مصداق لعنوان أهل البيت (عليهم السلام) وهذا هو الافتراق لأنّ القرآن يكون موجوداً وأهل البيت غير موجودين ، وهو خلاف صريح لكلام النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فلابدّ من القول بشمول آية التطهير لكلّ الأئمّة (عليهم السلام) . وعلى ذلك دلّت النصوص الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) .
أمّا في حديث الكساء فإنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) جمع الموجودين من أهل البيت المطهرّين في زمانه ، وكانوا الأربعة فقط صلوات الله عليهم أجمعين .
أمّا السيدة زينب (عليها السلام) فهي على الرغم من عظم شأنها وجلالة قدرها وعلوّ منزلتها ورفيع درجتها إلا أنّها غير داخلة في آية التطهير ، لأنّ الآية مخصوصة بالمعصومين الأربعة عشر فقط .
( سامي . السعودية . 38 سنة )
الدليل على إتمام الصلاة على محمّد بآله :
السؤال : ما هو الدليل على الصلاة على محمّد وآل محمّد كاملة بدون بتر ؟ كما يفعله الآخرون .
وكيف يمكن الجمع بين الآية الكريمة : { إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (1) ، وبين الرواية الواردة من النهي عن الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) الصلاة المبتورة أو البتراء ؟
الجواب : لا تنافي بين الآية القرآنية والأحاديث الواردة في الباب ؛ فإنّ الآية تأمر بالصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، والأحاديث بيّنت كيفية هذه الصلاة حيث ذكرت قوله (صلى الله عليه وآله) : " قولوا اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد ... " ، فالنبيّ (صلى الله عليه وآله) علمنا كيف نصلّي عليه . فمن حذف آل النبيّ (صلى الله عليه وآله) من الصلاة عليه كان مخالفاً للكيفيّة التي ذكرها (صلى الله عليه وآله) ، فتكون صلاته على النبيّ (صلى الله عليه وآله) ناقصة .
____________
1- الأحزاب : 56 .
|
الصفحة 382 |
|
ففي تفسير الدرّ المنثور أخرج السيوطي عن سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن كعب بن عجرة قال : لمّا نزلت { إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} قلنا : يا رسول الله قد علمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟
قال : " قولوا : اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد " (1) .
وأخرج نفس الحديث ابن جرير الطبري عن يونس بن خباب ، وعن إبراهيم ، وعن قتادة ، وعن كعب بن عجرة (2) ، كما أخرج ذلك غيرهما (3) .
على أنّ الله تعالى صلّى على قوم سلّموا له ، وأذعنوا وصبروا حينما أصابتهم مصيبة ، قالوا : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فقال تعالى : { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ ... } (4) .
فإذا كانت الصلوات على من صبر ورضي وسلّم لأمر الله تعالى ، فهل يوجد أعظم من أهل البيت (عليهم السلام) صبراً وتسليماً ؟
على أنّه لا يخفى عليك ، أنّ الصلاة المشار إليها هي التزكية من الله تعالى والرحمة ، ومن المؤمنين الدعاء ، فما المانع من أن يزكّي الله تعالى أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وأن تدعوا لهم بالرحمة ، والدرجة الرفيعة .
ثمّ أنّ هناك أحاديث تنهى عن الصلاة البتراء بصورة : " لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء " (5)، أي بدون ذكر الآل (عليهم السلام) ، وهذه الأحاديث بنفسها تؤكّد وتؤيّد الروايات السابقة في وجوب إدخال الآل (عليهم السلام) .
هذا ما أمكن ذكره في هذا المقام من أدلّة قرآنية ، وأحاديث صحيحة في كيفية الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) .
____________
1- الدرّ المنثور 5 / 215 .
2- جامع البيان 22 / 53 .
3- مسند أحمد 3 / 47 و 4 / 241 ، سنن ابن ماجة 1 / 293 ، الجامع الكبير 1 / 301 ، سنن النسائيّ 3 / 47 ، المصنّف للصنعانيّ 2 / 212 ، مسند ابن الجعد : 40 ، المصنّف لابن أبي شيبة 2 / 390 ، السنن الكبرى للنسائيّ 1 / 382 ، و 6 / 18 ، صحيح ابن حبّان 5 / 287 و 295 ، المعجم الصغير 1 / 85 ، المعجم الأوسط 3 / 91 و 4 / 378 و 7 / 57 ، المعجم الكبير 17 / 250 و 19 / 124 و 155 ، كنز العمّال 2 / 275 ، جامع البيان 22 / 53 ، زاد المسير 6 / 214 ، الدرّ المنثور 5 / 215 ، فتح القدير 4 / 303 ، تاريخ بغداد 8 / 137 ، البداية والنهاية 1 / 198 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 10 ، و 12 / 434 ، ينابيع المودّة 1 / 141 .
4- البقرة : 156 ـ 157 .
5- ينابيع المودّة 1 / 37 ، الصواعق المحرقة 2 / 430 .
|
الصفحة 383 |
|
( إحسان . ألمانيا . 33 سنة . طالب علم )
السرّ في تفضيل ذرّيتهم على غيرهم :
السؤال : سُئلت عن السؤال التالي ، وأُريد الإجابة منكم ، ولكم الفضل في ذلك :
لماذا أنتم الشيعة تميّزون بين السيّد وغير السيّد ؟ أليس ذلك من التفرقة الاجتماعيّة ؟ كما أنّكم ترتّبون أحكام شرعية وفق هذا التمييز ، فما هو ذنب من لم يكن سيّداً ـ أي نسبه يرجع لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ تحترمون السيّد ، وتخصّوه بكلمة السيّد بخلاف غيره ـ من لا يرجع نسبه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ أليس هذا من التفرقة ، والدين الإسلامي دين المساواة ؟
أرجو الإجابة ، ولكم الأجر والثواب في ذلك .
الجواب : إنّ الملاك في الإسلام التقوى ، وذلك لصريح القرآن الكريم : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ } (1) ، وإنّما يوجّه المسلمون محبّة خاصّة للسادة من ذرّية رسول الله (صلى الله عليه وآله) تكريماً لجدّهم ، ويعظمون السادة تعظيماً لجدّهم .
وهذا التعظيم والتبجيل يظهر جلياً بتحريم الصدقة عليهم ، وتعويضهم بالخمس: { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ } (2) .
والخلاصة : إنّ تكريم السادة الأشراف من نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذه الدنيا ، يكون في واقع الأمر تكريماً لجدّهم واحتراماً خاصّاً له .
ولعلّ السرّ في ذلك : أن يكون هذا العمل باعثاً حثيثاً للتمسّك بتعاليم النبيّ (صلى الله عليه وآله) واستمرار شريعته ، حيث الأُمّة تمسي وتصبح وتشاهد ذرّية رسولها بين ظهرانيها ، تحترمهم وتجلّهم لأجل جدّهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وبذلك يتذكّرون الرسول طيلة حياتهم ، فيكون سبباً للاستمرار بالتمسّك بتعاليمه .
____________
1- الحجرات : 13 .
2- الأنفال : 41 .
|
الصفحة 384 |
|
( محمّد . السعودية . 16 سنة . طالب ثانوية )