عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

السؤال : سؤالي حول فلسفة ذكر الصلاة على محمّد وآل محمّد في عدّة مواضع ، منها : عندما يقوم شخص بحسد إنسان آخر ، يقولون له : صلّ على محمّد وآل محمّد ، وكذلك عند دخول إمام الجماعة ، أو القارئ ، يبدأ الناس بالصلاة على محمّد وآل محمّد ، ودمتم موفّقين لكلّ خير

الصلاة على محمّد وآل محمّد :

السؤال : سؤالي حول فلسفة ذكر الصلاة على محمّد وآل محمّد في عدّة مواضع ، منها : عندما يقوم شخص بحسد إنسان آخر ، يقولون له : صلّ على محمّد وآل محمّد ، وكذلك عند دخول إمام الجماعة ، أو القارئ ، يبدأ الناس بالصلاة على محمّد وآل محمّد ، ودمتم موفّقين لكلّ خير .

الجواب : إنّ كثرة الصلوات على النبيّ وآله في مختلف الحالات يمثل حالة ارتباط المسلم مع نبيّه ، ومثال للأدب معه (صلى الله عليه وآله) ، الذي أمرنا به الله تعالى ، مضافاً إلى البركة في ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، بعد أن صلّى عليه الله والملائكة ، فقال تعالى : { إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }(1) .

فلا ضير في ذكر النبيّ (صلى الله عليه وآله) والصلاة عليه والتقرّب إلى الله تعالى بذلك في كلّ حال وفي كلّ زمان ، فتأمّل .

( محمّد . السعودية . 16 سنة . طالب ثانوية )

تعقيب حول الجواب السابق :

مقدّمة : في الأعمّ الأغلب من الآيات تكون الأعمال منسوبة مباشرة إلى العباد .

ولكن هنا قدّم مقدّمة حيث أخبر أنّه هو سبحانه يقوم بالعمل ، ثمّ أمرهم الإتيان به ، وعند تتبع الآيات القرآنية نجد أنّه لا توجد آية في القرآن كهذه الآية إلاّ واحدة ، نسب الله تعالى فيها العمل إلى نفسه أوّلاً ، ثمّ أمر به عباده ثانياً ، وهذه الآية الثانية خاصّة بالتوحيد ، وهي في سورة آل عمران { شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (2) فهو أوّلاً شهد بالوحدانية ، ثمّ أشار إلى شهادة الملائكة بها ، ثمّ شهادة المؤمنين .

____________

1- الأحزاب : 56 .

2- آل عمران : 18 .


الصفحة 385


وهنا كذلك في الآية التي نحن بصدد البحث فيها ، نرى أنّه سبحانه يصلّي، وملائكته ، ثمّ يأمر المؤمنين بالصلاة ، وهذا كلّه دليل على أنّ لهذه الآية خصوصية .

لماذا يجب علينا الصلاة على محمّد وآل محمّد ؟ يجب أن نوضّح عدّة أُمور :

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ ... } (1) ، كلمة صلّوا هنا هي صيغة أمر ، تدلّ على الوجوب ، يعني لست مخيّراً ، بل يجب عليك أن تفعل ، فهي دالّة على الوجوب لا الاستحباب ، كما في قوله تعالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ } (2) فهو أمر دالّ على الوجوب كذلك .

ما معنى أن يصلّي الله تعالى على أحد ؟

إنّ الصلاة هنا ليست بالمعنى الاصطلاحي ، والتي يقصد بها صلاتنا التي نصلّيها ، بل هي بمعناه اللغوي وهو الدعاء ، وهنا الروايات من الفريقين توضّح : أنّ معنى الصلاة من الله تعالى هو تقريب نبيّه وإنزال الرحمة عليه ، إلاّ أنّها تعنون بعنوان الصلاة ، تماماً كما في اللعن ، فحينما يقول تعالى : { يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ } (3) ، فليس معناه اللعن اللفظي ، بل المقصود به هو إبعاد العبد من رحمة الله تعالى ، عند ذلك نفهم قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في الله تعالى : " إنّما قوله فعله " فليس الله سبحانه يتلفّظ بألفاظ كما نتلفّظ بها نحن { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } (4) .

ما معنى صلاة الملائكة ؟

معناها التزكية ، يعني يصلّون عليه لبيان أنّ هذا المورد هو مستحقّ للرحمة ، يعني محلّ قابل لإنزال الرحمة ، وهذا ما دلّت عليه الروايات .

ما معنى صلاة المؤمنين ؟

إنّ صلاتهم تعني الدعاء للنبيّ الأكرم ، وهي أيضاً طلبة من الحقّ في رفع مقامنا ، لأن نرقى إلى مقامهم ، ونتعرّف على أسرارهم .

نأتي للمقطع التالي للآية ، قال تعالى : { وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } .

____________

1- الأحزاب : 56 .

2- النور : 56 .

3- البقرة : 159 .

4- يس : 82 .


الصفحة 386


إنّ المتعارف من التسليم هو السلام ، لذلك عند ذكر النبيّ ترى الأعمّ الأغلب من الناس يصلّي عليه هكذا : " صلّى الله عليه وسلم " .

فنأخذ معنى التسليم في الآية بمعنى السلام ، أي : السلام عليك يا رسول الله ، ولكن حينما نراجع الروايات الواردة في ذيل هذه الآية نرى أنّ المعنى يختلف عن ذلك .

عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : { إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ ...}، فقال : " الصلاة عليه ، والتسليم له في كلّ شيء جاء به " (1).

إذاً ، فالآية تريد معنى الانقياد لا معنى السلام ، وبتعبير القرآن : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } (2) .

إذاً ، فالآية ليست بصدد بيان أنّ الله تعالى يريد أن يأمر المؤمنين أن يسلّموا عليه بعد الصلاة عليه ، بل يريد منهم أن ينقادوا للنبيّ ويسلّموا الأمر بيده .

وكما جاء عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى : { إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ ... } قال : " لهذه الآية ظاهر وباطن ، فالظاهر قوله : { صَلُّوا عَلَيْهِ } ، والباطن : قوله تعالى : { وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } : أي سلّموا لمن وصّاه واستخلفه ، وفضّله عليكم ... " (3) .

على هذا الأساس لا ينبغي أن نقول : صلّى الله عليه وسلم ، فهذه " وسلّم " جاءتنا من الطرف الآخر ـ أي أهل السنّة ـ أمّا في القرآن فالله سبحانه صلّى عليه ولم يسلّم ، لذلك نجد أنّ العلماء الملتفتين للمسألة يقولون : صلّى الله عليه وآله ، ولا يضيفون وسلّم .

وأخيراً : لا ريب أنّ الصلاة على النبيّ والآل (عليهم السلام) هي من الواجبات في حياة الإنسان المسلم ، وذلك لأنّها مفتاح الأسرار ، وباب المقاصد ، ومن أهمّ الوسائل في صعود الأعمال ، واستجابة الدعاء ، هذا فضلاً عن الثواب الجزيل ، والفضل العظيم ، الذي يحرزه المصلّي على النبيّ وآله (عليهم السلام) .

____________

1- المحاسن 1 / 271 .

2- الحشر : 7 .

3- الاحتجاج 1 / 377 .


الصفحة 387


( فاضل . البحرين . 26 سنة . دبلوم هندسة ميكانيكية )

الكتب السنّية المؤلّفة حولهم :

السؤال : لا أُريد أن أطيل عليكم ، ولكن لابدّ من هذه الكلمة : فأنا اعتبر هذا الموقع من أهمّ المواقع الشيعيّة ، وأكثرها خدمة لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، فجزى الله القائمين عليه أفضل الجزاء .

سؤالي هو عن الروايات التي تتحدّث عن أئمّتنا المتأخّرين ، من الإمام السجّاد حتّى الإمام القائم (عليهم السلام) في كتب إخواننا أهل السنّة .

الجواب : ما أكثر الكتب السنّية التي أُلّفت في أهل البيت (عليهم السلام) منها مثلاً :

1ـ ينابيع المودّة لذوي القربى ، للشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ ، المتوفّى 1294 هـ .

2ـ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ، للشيخ محمّد بن طلحة الشافعيّ ، المتوفّى 652 هـ .

3ـ الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة ، لابن الصبّاغ المالكيّ ، المتوفّى 855 هـ .

4ـ نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار ، للشيخ مؤمن بن حسن بن مؤمن الشبلنجي .

5ـ شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، للحاكم الحسكاني، المتوفّى 544 هـ.

هذا ، وهناك كتب شيعية ذكرت ما كتب في أهل البيت (عليهم السلام) في الصحاح الستة ، وغيرها من الكتب المعتبرة عند أهل السنّة ، منها مثلاً :

1ـ منتخب فضائل النبيّ وأهل بيته (عليهم السلام) ، لمركز الغدير للدراسات الإسلامية.

2ـ ما روته العامّة من مناقب أهل البيت (عليهم السلام) ، للمولى حيدر علي الشروانيّ .

3ـ عمدة عيون صحاح الأخبار ، للحافظ ابن البطريق ، المتوفّى 600 هـ .

4ـ أئمة أهل البيت في كتب أهل السنّة ، للشيخ حكمت الرحمة .


الصفحة 388


( عقيل . السعودية . ... )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما هو سرّ الخليقة وفلسفة الحياة؟!
السؤال : قال الإمام علي أمير المؤمنين : " أنا الذي ...
ان زيارة عاشورا المشهورة ( التي نقرأها جميعا ) هي ...
السؤال: إنّه ليحزّ في نفسي أن أجد مثل هذه الإجابة ...
السؤال : ما هو الردّ على أهل السنّة ؟ حيث يقولون : ...
السؤال : إلى الإخوان العاملين في مركز الأبحاث ، ...
السؤال : لماذا الشيعة لا يصلّون صلاة التراويح ؟ ...
السؤال : ما هو مفهوم الرجعة ؟ وفي أيّ زمن تحصل ؟
السؤال: إذا كان الله في كُلّ مكان ، كما قال الإمام ...
السؤال : لماذا يعتبر المسلمون بأنّ الكلب نجس حين ...

 
user comment