يجوز مجازاً :
السؤال : يتّهمني البعض بأن اسمي محرّم ، ولا يجوز التسمية به ، لأنّه يحمل معنى عبادة الرسول (صلى الله عليه وآله) ، فما رأيكم ؟
الجواب : من الواضح لدى الجميع أنّ العبادة الحقيقيّة هي لله الواحد الأحد ، فكلمة العبد إن نُسبت إلى الله تعالى أو أسمائه ـ مثل : عبد الرحمن ، عبد الستّار ، و … ـ فالمراد منها المعنى الحقيقيّ من العبودية ، وإن نُسبت إلى غيره ـ كما هو الحال في اسمك ـ فالمراد منها معناها المجازي .
ومن البديهي جواز استعمال اللفظ في غير ما وضع له بأدنى ملابسة ومشابهة مجازاً ، كما في قولك : رأيت أسداً في حلبة المصارعة ، فليس المقصود فيه هو المعنى الحقيقيّ ( الحيوان المفترس ) ، بل المقصود هو الرجل الشجاع .
والمصحّح للاستعمال هو وجود المشابهة بين المعنى الموضوع له اللفظ وبين الرجل ، وهذه المشابهة هي الشجاعة ، وفي موردنا كذلك .
فلوجود المناسبة بين وجوب طاعة الله ، وطاعة النبيّ وآله (عليهم السلام) ، جاز وصحّ استعمال لفظ العبد في غير ما وضع له ، فيكون مجازاً لا حقيقةً .
( عبد الرحمن . السعودية . سنّي . 23 سنة )
تعليق على الجواب السابق وجوابه :
السؤال : لفت نظري في الإجابة حول السؤال بالتسمية بعبد النبيّ ونحوه : أنّ
|
الصفحة 157 |
|
اللفظ غير مقصود لذاته ، إنّما ينصرف لقرينة تصرفه إلى معنى آخر ، وذكر مثال : رأيت أسداً في حلبة المصارعة ، وهذا مثال خاطئ ، باعتبار أنّ اللفظ هنا مقصود به الأسد الحقيقيّ وليس المجازي ، لأنّ الأسد قد يوجد في حلبة المصارعة ، كما عند الرومان في مصارعاتهم ، فأين القرينة الصارفة ؟
ثمّ أنّ العبودية لها لفظ خاصّ بالشرع ، لا ينصرف إلاّ لله تعالى ، وإن تعدّد معناه في اللغة ، فهو مقيّد بالقيد الشرعيّ ، والله العالم .
الجواب : إنّ قولك ـ لأنّ الأسد قد يوجد في حلبة المصارعة ، كما عند الرومان في مصارعاتهم ـ قول غير سديد ، لأنّ ما ذكرته فرد نادر ، أو أندر بكثير من النادر ، حتّى أنّ الكثير لم يسمع به ، وعليه فتبقى القرينة الصارفة هي المعوّل عليها في الدلالة إليه ، وكذلك العبودية شأنها شأن لفظ الربّ الوارد في القرآن ، والمقصود منه في المقام غير الله تعالى ، كقوله : { أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا } (1) .
( باسل . الأردن . ... )
السؤال : لماذا تسمّي الشيعة أبناءها بعبد الحسين ، وعبد الزهراء ، وغيرها من الأسماء ؟ مع أنّ العبودية لله وحده ؟
الجواب : إنّ الشيعة لم تقصد من هذه التسمية ما توهّمته من مفهوم العبودية لله تعالى، بل إنّها ترمز للمحبّة والولاء للمورد، فلا مشاحة في الألفاظ إن كان المقصود واضحاً ، فهذه كتب اللغة تصرّح : بأنّ من معاني العبودية هي الخدمة (2) .
____________
1- يوسف : 41 .
2- المنجد : مادّة عبد .
|
الصفحة 158 |
|
وأيضاً العبد يطلق على المملوك (1) ، فما المانع عقلاً وشرعاً أن يقصد الشيعيّ معنى الخادم ؟ أو ينزّل نفسه منزلة المملوك من أئمّته (عليهم السلام) ملكاً اعتباريّاً .
( عبد الرضا . الإمارات . 26 سنة . طالب جامعي )
تعليق بسيط على جواب سماحتكم على من يطعن في الأسماء كعبد الرسول ، وعبد الحسين ، وغيرهما ، وهو : أنّ اللغة العربية بحر زاخر بمترادفات الألفاظ ، ومختلف المعاني الدالّة عليها ، فهل من يطعن في هذا من أهل الضاد أم بلسانه عجمة ؟
فالعبد لغة هو الشخص الذي يكنّ العبادة لربّه ، وجمعه عباد ، وأيضاً بنفس اللفظة هو الشخص المملوك أو الخادم ، وجمعه عبيد .
إذاً فما ضرّ شخص أن يكون عبداً خادماً لرسول الله أو لأحد المعصومين الأطهار ؟ بديهياً ما من مسلم يدّعي عبادة غير الله تبارك وتعالى .
أما كان زيد عبداً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل أن يعتقه ليتبنّاه ؟
أما كان بلال الصحابيّ ـ الذي ما انفك يقول أحد أحد ـ عبداً لأُمية بن خلف قبل أن يعتقه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمال خديجة ، ووساطة أبي بكر لدى أُمية المشرك ؟ وغير ذلك كثير .
وممّا يؤيّد هذا المعنى ترجمة أسماء عبد الرسول ، وعبد الحسين ، وعبد الرضا إلى اللغة الفارسية ، فتصبح غلام رسول ، وغلام حسين ، وغلام رضا ، ولا يخفى على العرب معنى كلمة غلام ، وموضع استخدامها .
____________
1- كتاب العين : مادّة عبد .
|
الصفحة 159 |
|
( عبد الحسين . البحرين . 18 سنة . طالب )
أُودّ أن أقول : بأنّي أوافق الأخ عبد الرضا في مسألة الاسم بعبد ، وسوف آتي بدليل على أنّ كلمة عبد من زمن قبل الإسلام وبعده ، فذلك عبد المطلب ، لماذا سمّي بهذا الاسم ؟ ألم يكن مملوكاً لعمّه المطلب ، فسمّي بعبد المطلب .
وهنا نلفت عنايتكم : بأنّ معنى عبد ليس العبودية والسجود والركوع لغير الله ، إنّما هي بمعنى خادم ليس إلاّ .
( قاسم الأسدي . العراق . ... )