عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

السؤال : أُريد رأيكم الصريح في أبي بكر وعمر وعثمان ؟

في نظر الشيعة :

السؤال : أُريد رأيكم الصريح في أبي بكر وعمر وعثمان ؟ جرحكم وتعديلكم لهم ، ولكم الشكر .

الجواب : إنّ هذا السؤال يرجع إلى مسألة عدالة الصحابة : فأهل السنّة قالوا بعدالة جميع الصحابة ، وبأيّهم اقتديتم اهتديتم ، مع اعترافهم بعدم عصمة الصحابة ، وفيهم القاتل والمقتول ، والظالم والمظلوم .

وأمّا الشيعة ، فلا تقول بعدالة جميع الصحابة ، بل تجري عليهم قواعد الجرح والتعديل ، فمن كان على الطريقة المستقيمة ، ولم يغيّر ولم يبدّل ، فالشيعة تحترمه وتقدّسه ، ومن نافق أو غيّر وبدّل وانحرف ، فالشيعة وكلّ عاقل لا يقيمون أيّ احترام وتقدير لهكذا شخص .

____________

1- صحيح البخاريّ 4 / 210 ، ذخائر العقبى : 37 ، فتح الباري 7 / 63 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 526 ، الآحاد والمثاني 5 / 361 ، نظم درر السمطين : 176 ، الجامع الصغير 2 / 208 ، كنز العمّال 12 / 108 و 112 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 444 ، ينابيع المودّة 2 / 52 و 73 و 79 و 97 و 322 .

2- النور : 16 .


الصفحة 411


وكذلك الشيعة تقول : بأنّ الإمامة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالنصّ ، ورسول الله نصّ على من يلي الأمر من بعده ، وهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، وتستدلّ الشيعة على هذا بآيات وأحاديث من مصادر الفريقين .

وكذلك يمكنك مراجعة ما ورد في صحاح ومسانيد أهل السنّة في روايتهم عن النبيّ ، أنّه قال : ( فاطمة بضعة منّي ، فمن أغضبها أغضبني ) (1) .

وكذلك مراجعة الصحاح والمسانيد ، وكتب السير والتاريخ عند أهل السنّة: من أنّ فاطمة ماتت ، وهي واجدة على أبي بكر وعمر ، أو هجرتهما ولم تكلّمهما (2) ، وبالمقارنة بين هذين الحديثين مع قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ } (3) ، يتّضح لك موقفنا منهم .

( حسين علي . الجزائر . 26 سنة . ليسانس فلسفة )

لم يثبت لهم موقف في الغزوات :

السؤال : لماذا لا نجد أيّ مكان لأبي بكر في الغزوات التي خاضها النبيّ ؟ وهل فعلاً كان من الذين قالوا بوفاة الرسول في غزوة أُحد ؟ وهل كان من الذين تفاوضوا من أجل أن يرجعوا إلى قريش ؟

____________

1- صحيح البخاريّ 4 / 210 ، ذخائر العقبى : 37 ، فتح الباري 7 / 63 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 526 ، الآحاد والمثاني 5 / 361 ، نظم درر السمطين : 176 ، الجامع الصغير 2 / 208 ، كنز العمّال 12 / 108 و 112 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 444 ، ينابيع المودّة 2 / 52 و 73 و 79 و 97 و 322 .

2- شرح نهج البلاغة 6 / 50 و 16 / 218 ، صحيح البخاريّ 8 / 3 ، فتح الباري 6 / 139 ، المصنّف للصنعانيّ 5 / 472 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 448 ، البداية والنهاية 5 / 306 ، السيرة النبويّة لابن كثير 4 / 567 و 570 .

3- الأحزاب : 57 .


الصفحة 412


الجواب : نعم ، لم يثبت للخلفاء الثلاثة موقف مشرّف في جميع الغزوات ، وإنّما كان دورهم جليّاً في الهزيمة والتثبيط من عزيمة المسلمين .

وأمّا في غزوة أُحد ، فكانوا من الفارّين (1) ، حتّى أنّ أبا بكر بنفسه كان يذعن بفراره ، بأنّه أوّل من فاء يوم أُحد (2) .

وتصرّح بعض المصادر : أنّ عمر وغيره من المهاجرين والأنصار أخبروا أنس بن النضر بقتل النبيّ (صلى الله عليه وآله) (3) .

وأمّا بالنسبة للتفاوض مع قريش ، فتؤكّد كتب السيرة : بأنّ بعض المسلمين ـ من أصحاب الصخرة ـ بعد هزيمتهم في أُحد ، قد أبدوا استعدادهم لأخذ الأمان من أبي سفيان ، والالتحاق بقريش (4) .

ولا يخفى أنّ أصحاب الصخرة كانوا من المهاجرين لا الأنصار ، لأنّهم صرّحوا في كلامهم ، بأنّ قريش قومهم ، وبنو عمومتهم .

____________

1- شرح نهج البلاغة 15 / 24 ، الدرّ المنثور 2 / 88 ، كنز العمّال 2 / 376 و 13 / 71 ، جامع البيان 4 / 193 ، تاريخ مدينة دمشق 39 / 257 ، البداية والنهاية 7 / 231 ، سبل الهدى والرشاد 4 / 206 ، السيرة الحلبية 2 / 309 .

2- الطبقات الكبرى 3 / 218 ، السيرة النبويّة لابن كثير 3 / 58 ، البداية والنهاية 4 / 33 ، مسند أبي داود : 3 ، المستدرك 3 / 266 ، كتاب الأوائل : 91 ، كنز العمّال 10 / 425 ، تفسير القرآن العظيم 1 / 425 ، تاريخ مدينة دمشق 25 / 75 ، تهذيب الكمال 13 / 417 ، سبل الهدى والرشاد 4 / 199 .

3- شرح نهج البلاغة 14 / 276 ، جامع البيان 4 / 150 ، تفسير القرآن الكريم 1 / 422 ، الدرّ المنثور 2 / 81 ، الثقات 1 / 228 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 199 ، البداية والنهاية 4 / 39 ، السيرة النبويّة لابن هشام 3 / 600 ، السيرة النبويّة لابن كثير 3 / 68 ، سبل الهدى والرشاد 4 / 215 .

4- فتح الباري 7 / 271 ، جامع البيان 4 / 149 ، الدرّ المنثور 2 / 80 ، تاريخ الأُمم والملوك 2 / 201 ، البداية والنهاية 4 / 26 ، السيرة النبويّة لابن كثير 3 / 44 ، سبل الهدى والرشاد 4 / 196 ، السيرة الحلبية 2 / 310 .


الصفحة 413


( عمر عثمان . السودان . سنّي . 30 سنة . طالب )

علاقتهم بالإمام علي :

السؤال : أُريد أن أعرف العلاقة بين الإمام علي وأبو بكر وعمر وعثمان ؟

الجواب : حسب الأدلّة النقلية الموجودة ، فإنّ أُولئك الثلاثة ، قد غصبوا الخلافة من الإمام علي (عليه السلام) ، مع علمهم بتقدّمه عليهم ومعرفتهم بنصّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) عليه ، وقد صرّح واحتجّ الإمام علي (عليه السلام) في مواقف متعددّة بهذا الموضوع ، ولعلّ من أبرز وأوضح مصاديق شكاويه ، ما أدلى به في خطبته المعروفة بالشقشقية ـ الموجودة في نهج البلاغة ـ إذ يؤكّد فيه اغتصاب حقّه في عهد الخلفاء الثلاثة .

نعم ، إنّ الإمام (عليه السلام) ومن منطلق أخذ المصالح العليا بعين الاعتبار ، لم يقم بأيّ عمل ظاهري في سبيل إرجاع حقّه ، بعد أن رأى أنّ الوسط العام في المجتمع آنذاك قد خدع بخطط الغاصبين ، فخشي (عليه السلام) قيام الفتن الداخلية ، وحدوث الردّة عند الأكثر ـ إذ هم قريبو العهد بالإسلام ـ وهجوم الأجانب على الدولة الإسلاميّة الفتيّة ، فصبر عن حقّه الواضح ، بعد ما أشار إليه بلسانه أحياناً ، وبسلوكه تارةً ، وإليه يشير في نفس الخطبة المذكورة : ( فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا ) (1) .

وملاحظة ما ورد في النصوص من احتجاجات أمير المؤمنين (عليه السلام) على الخلفاء في مواطن متعدّدة ، لإثبات أحقّيته بمنصب الخلافة ، خير شاهد على إيضاح المطلب .

____________

1- شرح نهج البلاغة 1 / 151 .


الصفحة 414


( إبراهيم زاير حسين . البحرين . 34 سنة . طالب جامعة )

فتوحاتهم وإذعانهم بفضائل علي :

السؤال : لدي سؤالان ، أرجو مساعدتي في الإجابة عليهما :

الأوّل : في زمن الخليفة الأوّل والخليفة الثاني زادت الفتوحات ، وقد قويت شوكة الإسلام في خلافتهما ، ومن المشهود لهما بإخلاصهما ، فكيف يحقّ لنا اتهامهما بغصب الخلافة ؟

الثاني : هل يحقّ لنا اتهامهما بغصب الخلافة ؟ بالرغم من أنـّهما كانا يعترفان بفضل الإمام علي (عليه السلام) ، وهو ما شاع في كتب التاريخ ، فلو كان الأمر كذلك لقاما بعكس ذلك .

أرجو أن توضّحوا المسألة بالتفصيل قدر الإمكان ، لكون السائل من إخواننا السنّة ، ودمتم ذخراً ، وسدّد الله خطاكم ، وزادكم علماً .

الجواب : إنّ التفسير والتحليل هو فرع وجود الواقع في الخارج ، فعلينا إذاً أن نبحث عن الواقع ، وثمّ نرى القضايا على ضوئه ، لا أن نعتمد على تفسير خاطئ ، وننفي الواقع من خلاله .

وأمّا فيما نحن فيه ، فإنّ الغصب المذكور واقع تاريخيّ ، شهدت له أئمّة السير والحديث في كتبهم ، وذكروا المناقشات والحوادث المتعلّقة به ، فكيف ننكره رأساً ، اعتماداً على احتمالات ، وتأويلات مزيّفة ؟!

ثمّ إنّ زيادة الفتوحات العسكريّة هل تدلّ بملازمة عقلية على حقّانية الفاتح ؟ أم أنّها أُمور تدور قيمتها مدار النيّة والصدق في العمل ؟ وكم ترى في طول التاريخ من قادة فاتحين ومنتصرين ، ليس لهم منها إلاّ أمر الدنيا ؟

وأمّا إذعانهما بفضل الإمام علي (عليه السلام) ، فهو إن دلّ على شيء ، فإنّما يدلّ على كثرة فضائله (عليه السلام) التي ملأت الخافقين ، ممّا أجبرت الخصوم على الاعتراف ببعضها ، وقد صرّح البعض حينما سئل عن فضائل علي (عليه السلام) قال : ( ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفى أولياؤه فضائله خوفاً وحذراً ، فظهر ما بين هذين فضائل طبقت الشرق والغرب ) (1) .

____________

1- كشف اليقين : 4 .


الصفحة 415


( اشرف سالم . مصر . سنّي )

اعتراض الإمام علي عليهم :

السؤال : من الثابت تاريخيّاً أنّ الإمام علي (رضي الله عنه) لم يعترض على تولّي الخلفاء الراشدين ، فلماذا اعترضت الشيعة على ذلك بعد وفاته ؟

الجواب : في الجواب عن ذلك نقول :

1ـ إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قد اعترض غير مرّة ، كيف وقد تأخّر أو رفض ـ على قولين ـ البيعة مع أبي بكر ، وهذا بحدّ نفسه دليل قاطع في المقام ، إذ لو كانت البيعة فرضاً مسلّماً ، أفهل يعقل تهاونه وعدم مبالاته وقعوده ـ والعياذ بالله ـ عن الوظيفة الشرعيّة ؟ أما يدلّ هذا على الاستنكار للوضع الموجود ؟ أما يدلّ على مطالبته للحقّ ، وإعلانه عن عدم أحقّية خلافة أبي بكر ؟

مضافاً إلى أنّه (عليه السلام) قد احتجّ بحديث الغدير في موارد ، منها يوم الشورى (1) ، وأيضاً أنّه (عليه السلام) خرج يحمل فاطمة (عليها السلام) على دابّة ليلاً في مجالس الأنصار ، تسألهم النصرة (2) .

2ـ إنّه (عليه السلام) قد بيّن موارد اعتراضه بعد بسط يده في أيّام خلافته ، ويدلّ عليه ما ورد في الخطبة الشقشقية المعروفة (3) ، من أنّ سكوته آنذاك لم يكن عن رضىً ، بل لمصلحة حفظ بيضة الإسلام عن التلف ، فهو في الواقع اعتراض صامت ، وقد فهمت الشيعة هذا منه (عليه السلام) بدلالة تلك الخطبة وغيرها ، والقرائن الحافّة بحياته (عليه السلام) ، والروايات التي وردت من طريق أهل البيت (عليهم السلام) ، فلم تزل تصرّح باعتراضها لهذا الأمر منذ ذلك العهد حتّى الآن ، وهذا ليس بدافع الحبّ والولاء لأئمّتهم (عليهم السلام) فحسب ، بل هو أيضاً لبيان وإظهار انحراف المسيرة

____________

1- مناقب الإمام علي : 138 ، شرح نهج البلاغة 6 / 167 .

2- شرح نهج البلاغة 6 / 13 ، الإمامة والسياسة 1 / 29 .

3- شرح نهج البلاغة 1 / 151 .


الصفحة 416


التاريخيّة للخلافة .

( كميل . عمان . 22 سنة . طالب جامعة )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

هل منزلة الأئمة الأطهار أرفع منزلة من الأنبياء ...
السؤال : من المؤكّد أنّ العصمة الموعودة من الله ...
الخطبة الشقشقية
لماذا صار يوم عاشوراء اعظم الايام مصيبة
السؤال : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في ...
السؤال : هل توجد رواية في كتب أهل السنّة تبيّن ...
ما هو سرّ الخليقة وفلسفة الحياة؟!
السؤال : قال الإمام علي أمير المؤمنين : " أنا الذي ...
ان زيارة عاشورا المشهورة ( التي نقرأها جميعا ) هي ...
السؤال: إنّه ليحزّ في نفسي أن أجد مثل هذه الإجابة ...

 
user comment