عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

ما صحة ما ينقل على أن الكثير من الروايات الواردة في وصف حادثة الطف

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما صحة ما ينقل على أن الكثير من الروايات الواردة في وصف حادثة الطف الآليمة هي روايات واهنة محرفة مليئة بالكذب ؟ وهل يجوز لنا نحن العوام الإطلاع أو الإستماع إلى ما فيها وما هو السبيل إلى التعرف على المقبول منها دلالة في حالة جواز الإطلاع والإستماع بل والتصديق بها ؟
جواب سماحة الشيخ هادي العسكري : بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال على هذه الصيغة وبهذا التعبير أن كثير ما جاء في حادثة الطف واهية محرفة مليئة بالكذب جناية على أهل البيت وخيانة على التاريخ وليس يدعمه دليل بل هو قول الضلال والأضاليل أصحاب التقاويل والأباطيل وكيف يجوز لمسلم أن يحكم على بطلان أمر ما لم يكن لديه برهان ودليل فالنفي والإبطال كالثبوت والإثبات يحتاج إلى شاهد ودليل وإلا فهو حكم جائر وقول زور وكلام باطل وعلى القائل أن يستحضر الجواب عندما يستوقف للحساب والخصيم ريحانة المصطفى سيد الشباب والحاكم رب الأرباب .
إجمع أهل التواريخ أن حادثة الطف مأساة لم يكن لها في التاريخ مثيل والحوادث المؤلمة والأمور المشجيّة التي تقشعر منه الجلود وتشمئز منها القلوب وتنهار منها النفوس المتفق عليها المتواتر فيها ما يسوّد جبهة التاريخ ويجعلها رزية ما لها من نظير ويذكرها المعصوم سلام الله عليه بمصيبة ما أعظمها في السموات والأرضين ورزية ما أكبرها على الأنس والجان أجمعين مصيبة بكت عليها الأنبياء وسادات المرسلين بإتفاق المحدثين وجعل البكاء عليها وسام الإيمان وشعار المؤمنين ليس بغريب أن يستصغرها الطغاة ويكذبها حفدة الزناة وأولاد الشياطين بل ينكرها أتباع شمر ويزيد وأولادها الغير الشرعيين بعدما إتخذوها يوم عيد وتبركوا بها حتى هذا العصر وإلى هذا الحين لكن بشروا المنكرين المكذبين بالخيبة والخسران المبين فإن هذا الشعار وهذا العزاء يبقى ويزداد يوماً بعد يوم إلى يوم الدين كما أخبرت بها عقيلة الهاشميين كريمة سيد الوصيين قبل قرون وقرون في مجلس الطاغية يزيد اللعين ابن اللعين وكفى بهذا الأخبار معجزة وكرامة تخرس وتبكّم أفواه الجائرين المنكرين بل كفى قوله عز اسمه (يريدون أن يطفئوا نور الله بافواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ) وقل لهم فليذكروا وليعتبروا بما أراده الرجس النجس الأثيم خبيث بني العباس المتوكل على الشيطان الرجيم من منع الزوار وأعفاء الآثار بفتح الأنهار ومحو الرسوم وحرث القبور فغار الماء ودار وحار ورجع بالخيبة واليأس الظلوم الكفّار وكذا كل من تابعه من السفهاء السفلاء السقطاء العٍٍتاة القساة الجبابرة كان نصيبهم الهلاك والإنكسار والإندحار بإرادة الواحد القادر القهار فسلام الله وسلام ملائكته وجميع الأنبياء والمرسلين وكل المسلمين المؤمنين على الشهيد وأصحابه الميامين ما دارت الأدوار ودام الليل والنهار جزاءً وأجراً للرسالة والرسول المختار.

السؤال:
السلام عليكم
قلتم باننا ننكر كل ما ورد في فضائل الامام علي واننا حذفنا الاحاديث التي تبين مساوء الصحابة وخاصة مسالة اغضاب السيدة فاطمة الزهراء.
لو كان هذا الكلام صحيحا لكان الافضل علينا ان نحذف كل فضائل الامام علي واهل البيت من احاديثنا ونحاول ان نسيء اليهم بشتى الطرق. حتى في الاحاديث الضعيفة عندنا والصادرة في كتب كبار علمائنا لا نهينهم ولا نلفق بهم ما لا يجوز ، بينما تجد في كتب الشيعة وبغض النظر اذا كانت صحيحة او ضعيفة اهانات للرسول ولآل بيته وساعطيك مثال بسيط لانك تعرف عن ماذا اتكلم: ثم نسبت الشيعة زورا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تمتع مرة كانت درجته كدرجة الحسين، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن، ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب، ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي) تفسير منهج الصادقين، ص 356، لمصنفه محمد الملا الكاشاني.
ونقل الكيني في أصول الكافي: (إن جبريل نزل على محمد صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة تقتله أمتك من بعدك، فقال: يا جبريل، وعلى ربي السلام، لا حاجة لي بمولود يولد من فاطمة تقتله أمتي من بعدي، فعرج ثم هبط فقال مثل ذلك، فقال: يا جبريل، وعلى ربي السلام، لا حاجة لي تقتله أمتي من بعدي، فعرج جبريل إلى السماء ثم هبط فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية، فقال: إني قد رضيت، ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك تقتله أمتي من بعدي، فأرسلت إليه أن لا حاجة لي بمولود تقتله أمتك من بعدك فأرسل إليها أن الله عز وجل جعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية، فأرسلت إليه أني قد رضيت، فحملته كرها ووضعته كرها.... ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى، كان يؤتى بالنبي صلى الله عليه وآله فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاثة ، أصول الكافي للكليني ص294.
وذكر الكليني (عن أبي عبدالله عليه السلام: لما مات عبدالله بن أبي سلول حضر النبي صلى الله عليه وسلم جنازته فقال عمر لرسول الله صلى الله عليه وآله: ألم ينهك الله أن تقوم على قبره فسكت، فقال: يا رسول الله، ألم ينهك الله أن تقوم على قبره فقال له: ويلك ما يدرك ما قلت؟ إني قلت: اللهم احش جوفه نارا واملأ قبره نارا وأصله نارا) فروع الكافي، كتاب الجنائز، ص188 .
والمقصود هنا التقية.
وذكر أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج:
ثم انكفأت عليها السلام وأمير المؤمنين عليه السلام يتوقع رجوعها إليه ويتطلع طلوعها عليه فلما استقرت بها الدار قالت لأمير المؤمنين عليه السلام يا ابن أبي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل، هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني، لقد أجهد في خصامي، وألفيته ألد في كلامي حتى حبستني قيلة نصرها والمهاجرة وصلتها وغضت الجماعة دوني طرفها فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة وعدت راغمة أضرعت خدك يوم أضعت حدك، افترست الذئاب وافترشت التراب، ما كففت قائلا ولا أغنيت طائلا ولا خيار لي ليتني مت قبل هنيئتي ودون ذلتي عذيري الله منه عاديا ومنك حاميا ويلاي في كل شارق، ويلاي في كل غارب، مات العمد ووهن العضد، شكواي إلى أبي وعدواي إلى ربي، اللهم إنك أشد منهم قوة وحولا، وأشد بأسا وتنكيلا، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا ويل لك بل الويل لشانئك ثم نهنهي عن وجدك يا بنت الصفوة وبقية النبوة فما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري، فإن كنت تريدين البلغة، فرزقك مضمون وكفيلك مأمون، وما أعد لك أفضل ما قطع عنك فاحتسبي الله، فقالت: حسبي الله، وأمسكت .
هل يعقل أن تخاطب السيدة البتول الزهراء رضي الله عنها زوجها سيدنا علي رضي الله عنه بهذا الأسلوب الذي لا ترتضيه أية زوجة عاقلة شريفة في يومنا هذا أيضا أن تخاطب به زوجها، وإن حكمنا فرضا بصدق هذه الرواية فينتج عنه والعياذ بالله وقاحة السيدة الطاهرة فاطمة رضي الله عنها وغلظتها وشراستها في حق زوجها، وجبن سيدنا علي رضي الله عنه وتخاذله أمام الناس في أمر حق، وهل يعقل ذلك وهو أسد الله الغالب الحيدر الكرار ذو الشجاعة والبطولات النادرة، ولا أدري أين تذهب عقول الشيعة الذين يدعون محبة علي وفاطمة ثم يأتون بهذه السخافات التي تخالف ما يدعونه، وفي الحقيقة كما ترى أنهم يهينون بنات النبي صلى الله عليه وسلم وكل ذلك يحصل عند اختراعهم لهذه الآيات الموضوعة لغرض ما من أغراضهم الدنيئة ويغيب عنهم أن الرواية الموضوعة قد ضرتهم من ناحية أخرى، وهكذا دائما حال الموضوعات من الروايات ويظهر كذبها أمام الناس أجمعين.
وذكر أحمد بن أبي طالب الطبرسي أيضا في الاحتجاج:
فقال سلمان: فلما كان الليل حمل علي فاطمة على حمار وأخذ بيد ابنيه الحسن والحسين فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلا أتى منزله وذكر حقه ودعا إلى نصرته.... فأصبح لم يوافه منهم أحد غير أربعة، فقلت لسلمان: من الأربعة؟ قال: أنا وأبوذر والمقداد والزبير بن العوام، أتاهم من الليلة الثانية...ثم الثالثة فما وفى أحد غيرنا .
وذكر الطبرسي أيضا: (فلما كان الليل حمل فاطمة على حمار ثم دعاهم إلى نصرته فما استجاب له رجل، غيرنا أربعة) .
أفليس تجوال سيدنا علي ببضعة الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة الزهراء وأخذها إلى باب كل فرد من المسلمين في إهانة للسيدة الزهراء ولسيدنا علي رضي الله عنه أيضا، وهل يعقل أنه بعد هذه الجهود كلها لم يستجب لهم أحد خاصة بنو هاشم؟ .
ارجو من سماحتكم الايضاح.
والسلام عليكم
جواب سماحة الشيخ هادي آل راضي : بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ لم نقل إنكم أنكرتم كل فضائل الإمام علي ( ع ) وأتحدّاك أن تذكر لي مصدراً واحداً من المصادر المعتبرة يقول ذلك .
نعم نحن ندّعي إن هناك خطة مدروسة وضعها الحكام وأصحاب الجمل في الدولتين الأمويّة والعباسية ـ تهدف هذه الخطة إلى طمس وإخفاء فضائل أهل البيت ونشر أو خلق فضائل غيرهم وهناك شواهد وقرائن كثيرة جداً على ذلك نذكر فيها ـ كنموذج ـ شاهداً من الدولة الأموية وآخر من الدولة العباسية .
أ ـ قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة ج 11 ص 44 طبع دار إحباء : الكتب العربية .
( وروى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائن في كتاب الإحداث قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة : أن برئت الذمة ممن روى شيئاً في فضل أبي تراب وأهل بيته ، فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون علياً ويبرؤن منه ويقعون فيه وفي أهل بيته ... وكتب إليهم ( عماله ) أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فأتوا مجالسهم وقرّبوهم وأكرموهم ... فكثر ذلك في كل مصر ... ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له من الصحابة ...
ب ـ ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 13 ص 289 طبع دار الكتب العلمية بيروت : ذكر أن أبا عمر الجهفمي البصري نصر بن علي روى بإسناده عن الرسول ( ص ) أنه أخذ بيد الحسن والحسين فقال : من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة ) قال ولمّا حدّث نصر بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط .
2 ـ نحن نختلف عنكم في أن كل حديث يروى في كتبنا فهي كانت ـ فهو يخضع للنقد في السند والمتن وليس عندنا صحاح ـ كما عندكم الصحيح عندنا فقط هو القرآن الكريم فلا معنى لا لزامنا بشيء لمجرد وجود رواية في واحد من كتبنا .
ثم ان مسألة المتعة لا يمكن إنكارها بالمرة ، ما تقول في قوله تعالى في سورة النساء آية 24 ( فما أستمتعم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم من بعد الفريضة ) راجع التفاسير تجد صحة ما نقول من تشريع المتعة في زمان الرسول وبقيت كذلك إلى زمان الخليفة الثاني فحرمها كما هو المعروف .
3 ـ الرواية التي نقلها عن الكافي الواردة في شأن الحسين ( ع ) ـ مرسلة ليست حجة ، قلنا إننا لا تلتزم بصحة كل رواية وردت في الكافي أو غيره ولا توجد عندنا صحاح كما عندكم .
4 ـ الروايات التي تتحدث عن سوء المعاملة التي عوملت بها الزهراء ( ع ) ـ كثيرة جداً مروية في كتبكم وفي كتبنا وإن كانت تختلف في المضامين إلا أنها تشير إلى معنى واحد تتفق عليه جميعاً وهو ماقلناه من أن المعاملة مع الزهراء ( ع ) بعد رحلة النبي ( ص ) ـ لم تكن لائقة ولا متوقعة خصوصاً وأنها البنت الوحيدة لأبيها ـ والمرء يحفظ في ولده ـ فكيف بالرسول الأعظم ( ص ) المنقذ والمصلح الأكبر والذي له فضل على كل البشر وخصوصاً المسلمين وبالأخص الصحابة .
ويكون الأمر أكثر وضوحاً إذا لاحظنا أن النبي ( ص ) وبأمرٍ من المولى سبحانه وتعالى طلب من الأمة أن يكون أجر رسالته وما تحمله في سبيل ابلاغها وتطبيقها ـ هو مودة أهل بيته وموالاتهم قال تعالى ( قل لا اسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) الشورى 23 وواضح ان الزهراء ( ع ) هي المصداق الواضح والغدر المتيّقن للقربى بأي معنى فُسّرت أي سواء اريد بها قريش أو بنو هاشم أو أقرباء النبي ( ص ) بنحو يشمل زوجاته وأعمامه وغيرهم أو أن المراد بهم هم أهل بيته بالخصوص كما نقول نحن . راجع تفسير الكشاف للزمخشري ج 3 ص 467 طبعةدار الفكر ومجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ج 7 ص 106 منشورات مؤسسة المعارف ـ بيروت
5 ـ قلنا أن مجرد ذكر رواية في واحدد من كتبنا لا يفي بالضرورة التزامنا بمضمونها بل حتى الكاتب نفسه قد لا يلتزم بذلك

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرجاء الاجابة على هذه الاسئلة
س: أيهما أفضل أن نقول اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد أو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وما هو الدليل على أفضلية أحدهما؟
س: من المتيقن لدينا أن الائمة يعلمون بطريقة استشهادهم وأن أغلبهم مات مسوما ، فاذا ماعلم بأن الطعام المقدم له مسوما وسيؤدى الى وفاته فلماذا يقدم على ذلك اليس هذا خلاف قوله تعالى ( ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكة ).
جواب سماحة الشيخ هادي العسكري : بسم الله الرحمن الرحيم
الأفضل بل الواجب أن تكون صيغة الصلاة على الرسول صلّى الله عليه وآله على الصورة الثانية وهي اللهم صلّ على محمد وآل محمد والدليل عليه قوله عز اسمه أن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما فقد ذكر البخاري في صحيحه أنه عندما نزلت هذه الآية الشريفة جاء المسلمون عند الرسول وقالوا أما السلام عليك فقد عرفنا أما الصلاة فكيف نصلي عليك فقال لهم قولوا اللهم صلّى على محمد وعلى آل محمد أما السلام عليه كيف عرفوه فذلك أن التحيّة عند العرب الجاهلي كان قولهم انعمت صباحاً وأنعمت مساءً فجاء رسول الإسلام بشعار التحية بالسلام وميّز المسلمين بهذا الوسام وأمرهم كيف يحيي الواحد منهم الآخر وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وآله فجرت سيرة المسلمين وعرفوا بهذا الشعار وهذه التحية وأما الصلاة عليه فأمرهم كما ذكرنا بذكر الآل معه كما هو شعار الشيعة وكذلك الموجود في زبور آل محمد (ص) الصحيفة السجادية وفي كل الأدعية وخاصة الأدعية الرمضانية والروايات عندنا متواترة متضافرة بهذه الكيفية فالصلاة عليه وحده غير مطلوب له بل ممنوع عنه كما ورد في البخاري لا تصلوا علي الصلاة البتراء وهي أن لا يقرن الآل معه ويذكر هو وحده كما هو المعروف عند اخواننا أهل السنة حيث يقولون صلى الله عليه وسلم وذكر السلام مع الصلاة عليه منهم ليس متابعة للقرآن الكريم وذلك لأن قوله عز اسمه وسلموا تسليما وأن إحتمل بعض المفسرين إن تكون بمعنى التحية والسلام عليه لكن الاقوى وإلا ظهر كما ذكر أكثر المفسرين هو الإحتمال الآخر وهي الإطاعه والتسليم والإنقياد له فإن القرآن يفسر بعضه بعضاً فقد جاءت هذه الصيغة في آيتين في القرآن الكريم قوله ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ) سورة النساء آية 65 وكذا في قوله تعالى (ولما راى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليماً ) سورة الأحزاب الآية 23 ولا يحتمل فيهما إلاّ الإطاعة والإنقياد كما لم تأت التحية في القرآن إلا بصيغة السلام كقوله (سلام على نوح في العالمين ) (سلام على إبراهيم) ( سلام على موسى وهرون) وهكذا كلما جاء في كلمات العزيز الكريم وعلى فرض أن يكون المراد به التحية فهو أمر لنا بأن نحييه بالسلام عليه لا أنه سلم عليه كما صلى عليه بل صرح في كتابه بالسلام على عدد من الأنبياء والمرسلين كما قدمنا ولم يسلم على أشرفهم وأفضلهم نعم سلم على آله في قوله عز أسمه (سلام على آل يس ) سورة الصافات آية 130 فقد ذكرنا في محله وأثبتنا على نحو لا شك ولا ريب فيه أن القراءة الصحيحه النازلة على رسوله لا يمكن أن تكون غيرها فيا عجباً زاد في تعظيمه وتكريمه وسلم على آله ولمَ لم يجمع بالسلام عليه مع التكريم بالسلام على آله أن في ذلك سر هو أعلم به والشيعة ملتزمون بالسلام على آله تبعاً لكتابه وغيرنا ملتزمون بغيره وللمؤمن الذي ينظر بنور الله أن يستنبط السر ويميز بين الحق والباطل لأجله ويستمر على الحق الذي عرفه وعلم به فالواجب أن تكون صلاتنا عليه كما أمرنا بها وهي قولنا اللهم صل على محمد وآل والحمد لله رب العالمين .
وأما الإجابة على السؤال الثاني فهي أن الثابت لدينا والوارد في رواياتنا قولهم عليهم السلام ما منا إلا مسموم أو مقتول وهذه الجملة بنفسها لا تكفي للإستدلال بها على علمهم بكيفية الشهادة وخصوصياتها ووقتها والإحاطة بكل جوانبها وهذا واضح نعم المقطوع عندنا واعتقادنا انهم يعلمون الغيب والعلم بالغيب على قسمين قسم حصولي ومعناه أنهم متى شاؤا وأرادوا معرفة شيء تنكشف لهم ويعرفوه فعلمهم به يكون بعد إرادتهم وإختيارهم العلم بذلك المجهول وبناء على هذا القسم من الغيب ليس عندنا دليل قاطع على علمهم بالخصوصية والكيفية أيضاً ماعدا عليٍ أمير المؤمنين وإبنه الشهيد الحسين عليهما السلام .
والقسم الثاني من الغيب العلم الحضوري ومعناه إن الأشياء بنفسها وبذاتها بطبعها تكون معلومة ومعروفة لديهم ولا حاجة إلى أرادة وإختيار وطلب منهم وهذا هو الذي نعتقده فيهم لكن فيه تدرجاً طبعاً وكثرة وزيادة وقابل للإستزادة قال الحكيم ( وقل رب زدني علما ) .
ثم إن الحوادث الواقعة المستقبلية والوقائع الحادثة الآتية قسمان قسم محتوم مختوم مقدر كائن لا تغيير فيه ولا تبديل وقسم خاضع للتغيير والتبديل وقابل للمحو والإثبات ومعلق على أمر وموقوف فإذا كان علمهم بالشهادة في مورد من القسم الثاني ونحن نعلم كما هم علمونا أنهم يؤمنون ويعتقدون بالبداء وإحتمال تبدل القضاء ودفع المضار والأسواء وتغييره بالدعاء وسائر أسباب دفع الأسى والبلاء وبما يمحو الله به ويثبت ما يشاء فلهم أن يعملوا به سلام الله عليهم ويدفعوا عن أنفسهم الاذى ولهم أن يصبروا ويسلموا الأمر إلى الله ويختاروا ما هو يختار وما به يرضى أليس يمتدح بصبر ايوب وابتلاء يعقوب فماذا قال إبراهيم الخليل عندما أضرم له النار الجحيم وأتاه جبرائيل الأمين وسئله عن حاجته وأجاب علمه بحالي يكفي عن مقالي ولم يزد فذكره الله ومدحه بأنه الأواه الحليم فالتسليم والرضى بما قدر وقضى يكون من أفضل ما يقرب العبد إلى المولى .
وهل ينكر على إبراهيم الخليل بتلٌه ابنه للجنين ورضاه بذبح ولده بيده امتثالاً لرب العالمين أَوَ يؤخذ عليه بأنه قتل نفس محترمة لا يجوز صدروه من نبي من للأنبياء المرسلين كلا ثم كلا فرضا المحبوب غاية مراد المحبين والتسليم لأمره ورضاه نهاية آمال المخبتين فلا فرق بين نار نمرود وسيف المرادي وقتل الشهيد وأسر العليل وسجن هارون وسم مأمون بل يا ترى لو نوافق على نظرة البسطاء ونقول كان على الإمام الرضا أن يمتنع عن السم في المرة الأولى قل لي بربك فهل كان يترك أبداً أو كان يتكرر عليه بدفعة بل بدفعات اُخرى وهل ترضى أنت أن يمتنع الإمام بنفسه فيمسك ويحبس ويوجر في فمه ويعامل بأشد وأقسى أو ليس هكذا يكون عادة المجرمين الطغاه الإشتقياء وبعد هذا هل كان يسلم من ألسُن الملامة من المحبين فضلا عن الأعداء مع أنه كان بإجبار وبغير إختيار من المرة الأولى فما صدر منهم إلا ما هو في غاية الحكمة ومدح الحكماء فعلهم صلوات الله وملائكته وجميع الخلق إلى يوم الجزاء ولعنة الله على أعدائهم ما دامت الأرض والسماء
هذا وذكر ابن هشام في سيرته أن الرسول صلى الله عليه وآله كان يشكو في مرض موته من سّم دس إليه في غزوة خيبر هذا كله في القسم الثاني من العلم بالغيب وأمّا القسم الأول أعني المحتوم المختوم فالعلم منهم بما يحدث ويقع يكون كالعلم بما تحقق ووقع فلنفرض أن مولوداً من لحظة ولادته صحبته شاشة التصوير وآلة التسجيل فالتقطت وسجلت كل حركاته وسكناته وتابعته متابعة الظل وصاحبته مصاحبة الروح معه ثم رأينا ونظرنا كلما حدث وصدر منه مطلوباً ومحبوباً لنا أو غير مرضي ومرغوب لنا فهل علمنا به يغيير ما وقع أم الواقع لا يتغير عما وقع فكذلك علمهم سلام الله عليهم بالغيب والمستقبل الذي يرونه من شاشة عالم الملكوت وفي هذا القسم بل لا يريد على علم الله بما يقع فإن علمه عز اسمه لا يغير ولا يبدل ولا تأثير له فيما يحدث فإن الحوادث تحدث بأسبابها وعللها وموجبات حدوثها وعوامل وجودها والعلم بها لا يكون له أي تأثير فيها نعم اٍرادة الله وحدها تغير وتبدل لكن كلامنا في علمه لا في أرادته والأئمة سلام الله عليهم هم سلم لما أراد وقدر وقضى ولا يحبون إلا ما يحب ويرضى فليس لقائلٍ أن يقول عما وماذا ولماذا هذا والحمد لله

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
ما معنى أن الصفات عينية وزائدة أرجو أن توضحوا المسألة بالتفصيل واٍذا أمكن أن توضحوه ببعض الأمثلة
جواب سماحة الشيخ هادي العسكري : بسم الله الرحمن الرحيم
الاثار وصفات الأشياء تكون على قسمين يلازم تصور الموصوف تصور الصفة ولا ينفك عنها ولا يمكن سلبها عن موضوعها ويستحيل وجوده بدونها فهذي تسمى ذاتية وعينية، مثل اضاءة النور وحرارة النار وظلمة الليل وضوء النهار وحلاوة العسل ومرارة الحنظل وبياض القطن وسواد الفحم وصفار البيض وحمرة الدم
وقسم يمكن سلب الصفة عن الموصوف وتصوره بدونها ووجوده معها ولا معها وهذه تسمى عرضي وخارجي، كحرارة الحديد وضوء القمر وسواد القرطاس وبياض السكر وبرودة الماء وحمرة الاحمر والصفرة من الوجل والحمرة من الخجل

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

هل منزلة الأئمة الأطهار أرفع منزلة من الأنبياء ...
السؤال : من المؤكّد أنّ العصمة الموعودة من الله ...
الخطبة الشقشقية
لماذا صار يوم عاشوراء اعظم الايام مصيبة
السؤال : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في ...
السؤال : هل توجد رواية في كتب أهل السنّة تبيّن ...
ما هو سرّ الخليقة وفلسفة الحياة؟!
السؤال : قال الإمام علي أمير المؤمنين : " أنا الذي ...
ان زيارة عاشورا المشهورة ( التي نقرأها جميعا ) هي ...
السؤال: إنّه ليحزّ في نفسي أن أجد مثل هذه الإجابة ...

 
user comment