السؤال:
1ـ الشيخ علي بن أحمد الكوفي من سلالة الإمام الجواد ( عليه السلام ) وصاحب كتاب ( الاستغاثة ) .. فمن هذا الرجل ؟ وهل هو مم فسدت عقيدتهم بالغلو في آخر حياته (كما يذكر السيد الخوئي طاب ثراه في بيانه ) ؟
2 ـ من هو رجب البرسي ( صاحب مشارق أنوار اليقين ) ؟ ومتى عاش ؟ وما حقيقة رميه بالغلو ؟ وهل يتبيّن غلوّه ( إنْ كان ) في كتابه المذكور ؟ وما حكم قراءة كتبه إن كان مغاليا ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ قال الشيخ الطوسي في كتاب الفهرست : علي بن أحمد الكوفي يكنى أبا القاسم كان اماميا مستقيم الطريقة وصنف كتبا كثيرة سديدة منها كتاب الأوصياء وكتاب الفقه على ترتيب كتاب المزني ، ثم خلّط وأظهر مذهب المخمسة وصنف كتباً في الغلو والتخليط وله مقالة تنسب إليه . وقال النجاشي في رجاله « كان يقول لله من آل أبي طالب وغلا في آخر عمره وفسد مذهبه » وقال الغضائري « المدعى العلوية » مما يشير إلى عدم تحققهم من نسبته إلى الذرية العلوية ، وكتابه الإستغاثة يعرف أيضاً بإسم ( بالبدع المحدثة ) أو ( الإغاثة من في بدع الثلاثة ) وصرح صاحب رياض العلماء أن الكتاب المزبور ألفه أيام استقامته وأن ما ألف من كتاب عيون المعجزات المنسوب للسيد المرتضى أو للشيخ حسين بن عبد الوهاب هو تتميم لكتابه تثبيت المعجزات ، كما أنه ذكر كما استظهر الميرزا النوري اعتماد الأصحاب على جلّ كتبه حيث كان مستقيماً محمود الطريقة . وفي كتاب عيون المعجزات صرح بأنه سيّد رضوي ـ ، كما لا يخفى أن جماعة نسبوا الكتاب إلى الشيخ كمال الدين ميثم بن علي البحراني الحكيم الشارح لنهج البلاغة ، وهذا مما يدل على اعتمادهم على مضمون الكتاب ، فعلى كل تقدير احتفال الأصحاب بالكتاب ظاهر بيّن .
2 ـ قال العلامة المجلسي : لا اعتماد على ما تفرد به لاشتمال كتابه على ما يوهم الخبط والخلط والإرتفاع . وقال الشيخ الحر صاحب الوسائل : أن فيه إفراط وربما نسب إلى الغلو ورجب البرسي هو الشيخ الحافظ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلّي صاحب كتاب ( مشارق الأمان ) وكتاب ( اللمعة ) و( الالفين ) ومشارق الأنوار . سكن حلة المحروسة وأصله من قرية برس الواقعة بينها وبين الكوفة ووصفه في رياض العلماء بـ الفقيه المحدث الصوفي المعروف ووصفه الحر بالمحدث الشاعر الأديب .
السؤال:
ورد في كتاب تاريخ اليعقوبي عند الحديث عن طلب بعض النسوة من سيدة نساء العالمين حضور غسلها لدى الوفاة جوابها لهن : « أتردن أن تقلن في ما قلتن في أمي ؟ لا حاجة لي في حضوركن »
ماذا قالت النسوة في أمها ومن كن تلك النسوة ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
بسم الله الرحمن الرحيم
المعلوم من نساء قريش أنهن قاطعن خديجة (ع) لزواجها من النبي (ص) ووقعن بالكلام فيها ولذلك لم يحضرن خديجة عند ولادتها كما هو المعروف ، بل أن حسدهن لها زاد بعد ذياع صيت زوجها سيد الرسل وسؤدده على العرب ، وما يروى عن بعض نساء النبي (ص) شاهد على ذلك .
السؤال:
في كتاب تاريخ اليعقوبي في معرض الحديث عن الأشخاص الذين كانوا يشبهون الرسول الأعظم عليه وآله أفضل الصلاة والسلام أن من أكثر من كان يشبهه هو « آدم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب »
أن الكثير من المصادر التاريخية تذكر أن الحارث قد توفي صغيراً ولم يكن له أولاد عند حفر بئر زمزم بفترة قصيرة .
جواب سماحة الشيخ هادي العسكري :
بسم الله الرحمن الرحيم
ما تذكر كتب انساب العلويين ككتاب سر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري
وهو من أعلام القرن الرابع أن الحارث بن عبد المطلب أبو ربيعة أمه صفية بنت جندب بن جحش بن هوازن اعقب له أبا سفيان ونوفل وربيعة والمغيرة وان أولاد ربيعة ونوفل صحيح لا شك فيه ـ أي لا شك في نسبهم .
السؤال:
لقد كنا في محاضرة في ليلة من شهر رمضان وقد فهمنا من المحاضرة أن آدم هو ليس أول البشر وان هناك بشر قبله وان هؤلاء البشر كانوا موجودين اثناء نزول آدم وان زواج ابناء آدم لم يكن من الأخوة بل من ناس آخرين ؟
أولاً : هل أن آدم أول البشر ؟
ثانياً : عند نزول آدم إلى الأرض هل كان هناك بشر يعيش عليها أم البشر الذين سبقوه لم يكونوا موجودين في تلك الفترة ( ماذا حل بهم إذا لم يكونوا موجودين ) ؟
ثالثاً : هل تزوج اولاد آدم من أخواتهم ( كل من التوأم الآخر ) أم تزوج الأولاد من بنات اخريات ؟
رابعاً : هل هناك علة في زواج أولاد آدم من اخواتهم لأن القانون الإلهي ثابت ولذلك لم يتزوجوا أخواتهم ؟
خامساً : هل هناك خبر معلوم عن العائلة التي تزوج منها ابناء آدم ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ مقتضى ظاهر القرآن والروايات كون آدم أبو البشر فهو أوّلهم ، نعم قد كان قبله النسناس وبعدهم الجن ، نعم قد ورد في بعض الروايات أن قبل آدمكم ألف ألف آدم أي دورات بشرية سابقة غير معاصرة لنا ، كما ورد أن في هذا الكواكب التي ترونها موسى كموساكم وإبراهيم كإبراهيمكم .
2 ـ قد تقدم أنهم ـ على فرض صحة صدور تلك الروايات ـ غير معاصرين وأنهم قد مضت دورات نشآتهم وفصل حياتهم .
3 ـ الصحيح المعتمد لدى الإمامية بحسب روايات أهل البيت (ع) وهم ادرى بما في البيت . هو أن الله تعالى أتى لهابيل بحورية ولقابيل بجنية تمثلت وتكشفت كل منهما فتزوجا بهما ثم تناكح ما خرج من بطنهما من ابناء وبنات العم وتكثر النسل .
4 ـ نعم هناك قبح ذاتي في زواج الأخوات من الأخوان كما هو في زواج الأبناء من الأمهات وزواج الآباء من البنات وقد استدل الصادق عليه السلام على ذلك بما هو مغروز في طبيعة بعض الحيوانات النجيبة كالفرس الأصيل ونحوه من الدواب أنه يمتنع من نكاح أمه . كما ان المجرب المشاهد المنقول لدى أصحاب تلك الأنواع من الدواب أن تلك الدواب تتعرض لإهلاك صاحبها فيما لو ألجأها أو غافلها في نكاح أمهاتها أو أخواتها .
5 ـ قد ظهر مما تقدم .
السؤال:
كيف رأى الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري الامام الباقر وهو كفيف العين ؟ نرجو توضيح الأمر تاريخياً ومتى كان الصحابي الجليل كفيفاً ومتى وأين رأى الامام ؟
علما أن هناك من يستدل بالرواية التي قال فيها جابر بن عبدالله الأنصاري للآمام ( أقبل فأقبل وأدبر فأدبر ) وهل هذه الرواية صحيحة ؟
علما أن بعض الخطباء أو بعض الكتب تقول أن جابراً كان كفيفاً ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يظهر من الروايات الواردة أنه كان يبصر حين لقى الباقر (ع) وأبلغه سلام النبي (ص) وأما ما يروى من أن جابر أمر عطية العوفي أن يأخذ بيده ويلمسه قبر الحسين (ع) بعد استشهاده (ع) وكان أول زائر للحسين (ع) فلا تدل على كونه كفيف البصر إذ لعل ذلك لشدة بكاءه وجزعه بدرجة كان لا يفتح عينيه كما هو المشاهد عند شدة البكاء .
السؤال:
1 ـ من هو المنتصر العباسي ؟ وما حقيقة استشارته أحد الأئمة ( عليهم السلام ) قتل والده ( المتوكل ) ؟ وهل كان مواليا لآل محمد ( عليهم السلام ) ؟
( 2 ، 3 ) من هو هارون الرشيد ؟ وما حقيقة قيامه الليل وعبادته وزهده وعلمه .. وفي نفس الوقت .. فجوره وخموره وفساده وطغيانه ( كما يذكر الأصفهاني في الأغاني ـ على ما أظن ـ ) ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ المنتصر العباسي هو ابن المتوكل العباسي ، وقد كان للمتوكل غلاماً مخنثاً يأمره المتوكل بالإستهزاء بامير المؤمنين علي (ع) ، فيأخذ الوسادة ويضعها على بطنه ويقول شعرا يهجو فيها علياً (ع) فغضب المنتصر لذلك وقتل أباه ، وذكر أن المتوكل شتم الزهراء ( عليها السلام ) كما هو دأب بعض النواصب الكفرة ، فغضب المنتصر لذلك وقتل والده ولامنافاة بين النقلين لامكان وقوعهما معا ، وعلى كل تقدير لم يكن ذلك من المنتصر بمثابة ولاءه لأهل البيت ( عليهم السلام ) بالمعنى الخاص ومن ثم لم يذكر لنا التاريخ في خلال حكومته التي استمرت أشهر أنه غيرّ سياسة الدولة العباسية تجاه الإمام الهادي (ع) .
2 ـ ذكر ابن اعثم في كتاب الفتوح ان مغني هارون العباسي كان ابراهيم الموصلي وضاربه بالعود زلزل وزامره برصوما ، وهارون بن محمد المهدي اخوه موسى الهادي الذي كان ـ كما في الفتوح ـ لا يفتر عن الشرب ليلاً ونهارا .
السؤال:
أ ـ ما هي الحكمة أو القاعدة المتبعة في تسمية السور في القرآن الكريم ؟ ب ـ من الملاحظ في العديد من السور الواحدة تشتمل على عدد من المواضيع لا تنسجم مع عنوان السورة ذاتها . فعلى سبيل المثال في سورة البقرة بالإضافة إلى قصة البقرة ( آيات 67 ـ 71 ) نجد عددا من المواضيع الأخر مثل :
1 ـ إبراهيم (ع) ( الآيات : 124 ـ 133 )
2 ـ القبلة ( الآيات : 142 ـ 150 )
3 ـ الحج ( الآيات : 196 ـ 203 )
4 ـ استخلاف آدم (ع) : ( الآيات : 30 ـ 39 )
فكيف يمكن تبرير إدراج هذه المواضيع المختلفة ضمن عنوان البقرة ؟
ج ـ من الذي وضع الأسماء للسور في القرآن الكريم ؟
د ـ هل هناك أسماء موضوعية للسور في القرآن الكريم ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
بسم الله الرحمن الرحيم
أسماء السور هل هي توقيفية أي موضوعة من الله تعالى أو من نبيه (ص) أو هي موضوعة من المسلمين في الصدر الأول بحسب ما تعارف واشتهر استعماله لديهم ، قال الزركشي الشافعي في كتابه البرهان في علوم القرآن ج1 ص270 « ينبغي البحث عن تعداد الأسامي هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات ؟ فإن كان الثاني فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق اسمائها وهو بعيد ـ ثم قال ـ خاتمة في اختصاص كل سورة بما سميت : ينبغي النظر في وجه اختصاص كل سورة بما سميّت به ولا شك ان العرب تراعي في الكثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء ... ويسمون الجملة من الكلام أو القصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها وعلى ذلك جرت اسماء سور الكتاب العزيز ... » إلى آخر كلامه ويظهر منه عدم الجزم بتوقيفية الأسماء لاسيما وأن ما علل به التسمية يناسب تواضع الإستعمال عليها لمناسبات الإستعمالات اللغوية . وقال السيوطي في كتابه «الإتقان في علوم القرآن» وقد ثبت اسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك ومما يدل لذلك ما اخرجه ابن ابي حاتم عن عكرمة قال : كان المشركون يقولون سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزئون بها فنزل « إن كفيناك المستهزئين » ويظهر من ذيل كلامه أن بعض الأقوال أن بعض الأسماء توقيفية وبعضها موضوعة للمناسبة لاسيما وإن كل سورة من السور لها اسماء متعددة . وفي الروايات الواردة في فضائل السور وغيرها عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) تسمية السور بالأسماء المعروفة لها مما يدل على امضاء التسمية وعل كل تقدير فهذه الأسماء أسم علم للسور حالياً واستحداث أسم لها هو نحو تصرف موقوف على الإذن الشرعي . وقد حكى شيخنا الجوادي الآملي عن استاذه العلامة الطباطبائي تعجبه من تسمية سورة الأنعام بالأنعام مع أنها من أعظم السور فقد اشتملت على ما يزيد على الأربعين برهاناً في التوحيد والأولى تسميتها بالتوحيد ونحو ذلك وهذا مؤشر على أن التسمية للسور من مسلمي الصدر الأول بحسب تكرر الإستعمال .. .
وهناك الكثيرين من مفسرين أهل سنة والجماعة ممن يقول بتوقيفية الأسماء ، إلا أن المقدار المعلوم من ذلك هو تعارف هذه التسميات في عهده (ص) إجمالاً كما أنه من المعلوم اختلاف الصحابة في التسمية بحسب ما روى عنهم كما أن المقدار المروي عنه (ص) هو تسمية مجموعات السور كالطوال والمثاني والمئين والمفصّل والطواسيم والحواميم ونحو ذلك . كما أنه الصحابة لم يثبتوا في المصحف أسماء السور بل بإثبات البسملة في مبدأ كل سورة وهي العلامة لفصل السور عن بعضها البعض فالتسمية ليست قرآنية ، كما أنه مما ورد في لسان روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) يظهر استعمالهم لتلك الأسماء للسور مما يعطي تقريراً منهم لذلك إجمالاً .