السؤال:
1 ـ يذكر بعض ابناء العامة ان كتبنا فيها احاديث تقول بتحريف القران هل هذا الكلام صحيح ؟
2 ـ يقال ان في كتاب يسمى دين الرحمن لكاتب مصري ذكر فيه انه في صحيح البخاري حديث يقول ان النبي ص وهو منزه عن ذلك كان يجامع زوجاته وهن حوائض فهل هذا الحديث موجود فعلا نرجو ذكره اذا كان يوجد في مصدر اخر من كتبهم ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
1 ـ إنْ كان المقصود من « التحريف » هو « نقصان القرآن » فلا توجد في كتبنا روايات معتبرة سنداً واضحة الدلالة على ذلك .
2 ـ لم نقف على كتاب ( دين الرحمن ) والأباطيل في ( كتاب البخاري ) كثيرة .
السؤال:
قبل كل شيء أود أن أقدم شكري إلى شبكة رافد على جهودها القيمة . طبعاً أنا لست شيعية بل أنا سنيّه المذهب ، ولكن أريد أن أتعرف عن عقائد مذهب أهل البيت (ع) . هذا لأنه توجد بعض الاشياء التي يقوم بها الشيعة وأنا لا أوافق بها . ولعل ذلك قد يكون يتناسب مع مذهب أهل البيت (ع) وتعليماته . ألا وهي ضرب الصدور في أيام عاشوراء . حيث أرى أنه ينبغي أن يكون عاشوراء وقت ذكر الله وعدم النزاع والاضرار بالجسم والأنفس . فلكوني لست شيعية لا أدري ما هي الأدلة التي تؤيد هذا العمل . وأريد أن أتعلّم وأتعرف على الحق . علماً بأنني سأتزوج بشاب شيعي ـ إن شاء الله ـ حيث أحبّه وأحترمه . وأتمنّى أن يتمّ ذلك قريباً على الرغم من إختلاف العقيدة الموجودة بيننا . مرة أخرى أقول بأنكم بذلك ستساعدونني لأتعلم عن حياة إنسان شيعي .
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
أما التعرف على عقائد الشيعة الإمامية فبأمكانك قراءة كتب العقائد الشيعية للتعرف عليها مثل كتاب تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي فإنه مليء بأسس عقائد الشيعة .
وأما موسم أيام عاشوراء ففيها قتل الحسين بن علي ، وابن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سبط النبي (ص) وأهل بيته ظلما من قبل يزيد بن معاوية بن ابي سفيان الأموي ، وسبيت نساءه وبناته ونساء أهل بيته وهن حفيدات رسول الله (ص) ، فأنتهكت الدولة الأموية حرمة رسول الله (ص) في سبطه وانتهك رسول الله (ص) في نساء أهل بيته وفوق كل ذلك طافوا برأس الحسين (ع) وبرؤوس أهل بيته البلدان من كربلاء الى الكوفة الى الشام ، استعراضاً في هتك حرمة رسول الله (ص) ، ولم يكتفوا بذلك بل طافوا بنساء أهل بيت الرسول (ص) البلدان ، مع ان رسول الله (ص) قال : ان الحسن والحسين ريحانتاي من هذه الدنيا ، وقال : هما سيدا شباب أهل الجنة وقال : هما امامان قاما أو قعدا .
بل ان الله تعالى قد أوصى جميع المسلمين بقوله تعالى ( قل لا اسئلكم عليه أجراً الا المودة في القربى ) فجعل تعالى أجر جميع تبليغ دين الله تعالى هو مودة قربى رسول الله (ص) والمودة ليست مجرد المحبة بل هي شدتها وإبراز المحبة فكيف بهذه الوصية الإلهية والفريضة القرآنية تخالف وتجحد ، وتنتهك مع انه تعالى قد أعظم من شأنها فجعلها عدل وأجر الدين كله . وأمرنا بصلة قربى النبي (ص) لا بقطيعتهم بينما قام يزيد الأموي بما قام من هذا الجرم الفظيع الشنيع وقال : ليت أشياخي ببدر شهدوا وقع ... إلى أن يقول : لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل . فهو يصرح بأنه يثأر لاجداده المشركين الذين قتلوا ببدر وينتقم لهم من أهل بيت رسول الله (ص) به ويزداد يزيد عناداً وعصيانا فيكفر بتصديق الوحي والرسالة ، وكيف لا وهو الذي أتى بواقعة الحرّة الفجيعة في المدينة وأهلها وهتك كل الحرمات فيها في السنة الثانية من ملكه وفي السنة الثالثة هدم الكعبة ورجمها بالمنجنيق .
فما تصنعه الشيعة من إقامة الحزن والعزاء هي مواساة لرسول الله (ص) لما جرى على سبطه وحبيبه الحسين وعملاً بوصية القرآن بمودة قربى الرسول ومقتضى المحبة هي الحزن لمصائب المحبوب وقد قال تعالى في ما استعرضه من سيرة النبي يعقوب عندما ابتلي بفراق يوسف ابنه ( وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ، قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا او تكون من الهالكين ، قال إنما أشكوا بثي وحزني الى الله وأعلم من الله مالا تعلمون ) ( قال أبوهم اني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم ) الى ان يقول تعالى ( ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم إذ اجمعوا أمرهم وهم يمكرون وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وما تسئلهم عليه من اجر ان هو إلا ذكر للعالمين ...... لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثاً يفترى ) وقد قال تعالى ايضاً ( لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين ) فنرى في هذه السيرة للنبي يعقوب التي قصّها لنا القرآن عبرة ولنقتدي بما فيها من توصيات ، ان سيرة النبي يعقوب الحزن على ما أصاب ابنه يوسف حتى بلغ من حزنه وبثّه أن عميت عيناه ، وقد عابه ابنائه على ذلك ، فلم يعبأ باستنكارهم عليه بل استنكر هو عليهم جهلهم برشاد فعله من الحزن على يوسف ، وقاوم النبي يعقوب ابناءه في استنكارهم عليه الحزن على يوسف ورميهم له بالضلال ، واستنكارهم طول حزنه على يوسف الذي استمر عقوداً من السنين .
ففي هذه الآيات يوصينا القرآن بالعبرة من فعل النبي يعقوب بإقامة الحزن وبث الشكوى الى الله تعالى على فقد ابناء الانبياء المصطفين ، وعلى ما جرى عليهم من المصائب ، حتى أن النبي يعقوب بلغ به الحزن الشديد أن تسبب ذلك في عمي عينيه الشريفتين ، ولم يكن يعقوب يعبأ بذلك ولا بما ينكره عليه الآخرون من الحكم بضلاله ، فقد أصرّ على أن الحزن وبثه الشكوى على المصاب على ابناء الانبياء المصطفون من الرشاد . مع ان يعقوب قال لأولاده ( بل سوّلت لكم أنفسكم امرا فصبر جميل ) فلم يكن حزنه وبكائه وثبه الشكوى الى الله في المدة الطويلة الزمنية حتى عميت عيناه لم يكن ذلك منافيا للصبر الجميل . والسرّ في ذلك مع أن الجزع والحزن الشديد غير ممدوح في ما يجري على الانسان من مصائب ، كموت عزيز وفقد حبيب ، وذلك لكونه اعتراضاً على قضاء الله وقدره وعدم الرضا بتقديره ، السر في فعل النبي يعقوب هو كون يوسف ليس من قبيل بقية الناس بل كان مجتبى ومصطفى كما في قول يعقوب له ( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل ابراهيم وإسحاق ان ربك عليم حكيم ) أي ان أهل بيت الأنبياء وذريّتهم المجتباة المنعم عليهم يستحقون التقدير والاحترام والمودة لأنهم قدوات البشرية وأعظم الثروات المعنوية التي تهتدي بتوسطها البشرية الى الصراط المستقيم وقد قال النبي في الخبر المتواتر الذي رواه أهل السنة والشيعة « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تظلوا ما إن تمسكتم بهما ابداً وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » فعترته هم علي وفاطمة والحسن والحسين وقد فرّطت جماعات من المسلمين فيهم وتركوا التمسك بهما معا ، مع أنه تعالى قد أمر النبي (ص) في يوم المباهلة بالاحتجاج بعترته ومنهم الحسين (ع) فقال تعالى ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ) آل عمران | 61 فجعل الله تعالى الحسين (ع) ممن يحتج به على أهل الكتاب والبشرية الى يوم القيامة فجعل الباري الحسين (ع) حجته على البشرية في صدق نبوة الرسول (ص) ، وهذا نداء من القرآن خالد على مقام الحسين (ع) وكذلك ما في سورة الدهر والانسان من وصفه من عباد الله الذين يسبقون الابرار ، فالحزن على الحسين (ع) والحزن على يوسف ليس تبرما وعدم رضا بتقدير الله تعالى بل هو مودة لذي القربى وتمسكا بالثقلين واستنكاراً للظلم وابتعاداً من الضلال الذي يسير عليه يزيد وامثاله من اعداء أولياء الله تعالى . هذا وقد أمر الرسول (ص) بعد غزوة اُحد بالبكاء والندبة على عمه حمزة ، فكيف بابنه وريحانته الحسين (ع) .
السؤال:
في القرآن الكريم يقول تعالى ( السماوات والارض ) لم لم يقل السماوات والارضين لانه تعالى قال ان هناك مثل السماوات بعددها أرضين ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
الموجود في القرآن الكريم في آية كلمة ( مثلهنّ ) وهي ظاهرة في أن للأرض طبقات كالسّماء ، لكنّ « السماء » تدل على « العلو » فإذا اريد الطبقات لزم الجمع ، بخلاف كلمة « الأرض » فإنها تطلق على مجموع طبقاتها .
السؤال:
ان من المتواتر عندنا قول رسول الله (ص) للامام امير المؤمنين (ع) انا مدينة العلم وعلي بابها وهذا الحديث ورد في مصادراهل السنة وقد نص عليه السيوطي وابن حجر العسقلاني وغيرهم ؟
هل يوجد هذا الحديث بسند صحيح عندنا فاذا وجد ارجو ان تذكروا المصدر مع السند وترجمة رجال السند ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
ذكر المجلسي ( قده ) في البحار ج40 ص200 بابا بهذا العنوان وذكر فيه ستة عشر طريقاً لهذا الحديث وذكر في مجلدات اخرى مثل ج68 ص180 وج69 | 81 وج31 | 436 وفي كتاب الغدير للعلامة الاميني ج6 | 61 ـ 82 وج 6 | 61 ـ 77 وقد ذكروا أن عدد رواته من طرق العامة يربو على المائة والستين . وفي الكافي للكليني ج2 | 339 ذكر طريقاً من الثقات فلاحظه وفي كتاب احقاق الحق ج7 | 594 وج5 | 506 .
السؤال:
هل الإمام علي هو خالق السماوات والآرض ؟ وجاء في نفس الصفحة الكثير من ردود الفعل التي أراحني بعضها بعض الشيء لكن الآخر منها جعلني أشعر بإحباط شديد من مجتمعنا الإثني عشرية .. فشعرت داخليا من جراء قراءتي لها بالتناقض الشديد ؟
جواب سماحة الشيخ علي الكوراني :
لانعرف أي نص تقصده ، والنبي وأمير المؤمنين وجميع المعصومين صلوات الله عليهم عباد مخلوقون مربوبون لله تعالى ، وإنما بلغوا مقامهم العظيم عند الله تعالى بطاعتهم لخالقهم وعبوديتهم المطلقة له ، ومن اعتقد أنهم آلهة أو شركاء لله تعالى ، فهو غال خارج عن الاسلام ، ومن اعتقد أن الله سبحانه أعطاهم مقاماً وكرامات ومعجزات .. فعقيدته صحيحة ، ويحتاج الى إثبات ما يقوله بنص صحيح .
السؤال:
ما هي قصة عبدالله بن صياد وهل هو المسيح الدجال وما صحة بعض الاحاديث الواردة بالبخاري مثلا تفيد بأن الرسول الكريم عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام رآه وتحدث معه ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
روى في البحار ج 52 ص 193 عن كتاب اكمال الدين للصدوق ص 490 عن الاصبغ بن نباتة انه قال : يا أمير المؤمنين من الدجال ؟ فقال (ع) . ألا أن الدجال صائد بن الصيد . وفي نسخة أخرى للرواية ( صائد بن الصائد )
وروى هذه الرواية الهندي في كنزالعمال عن الاصبغ عن امير المؤمنين (ع) انه قال (ع) : صافي بن صائد نعم في روايات أهل السنة والجماعة أن اسمه عبدالله بن صياد وفي روايات اخرى لهم انه صائف بن صائد اليهودي وروى الصدوق في اكمال الدين ص 209 : ان الدجال ولد على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة وأن النبي (ص) قد زاره مع جمع من اصحابه . وقال المجلسي في البحار : اختلفت العامة في ان ابن الصياد هل هو الدجال أو غيره فذهب جماعة منهم إلى انه غيره لما روى أنه تاب عن ذلك ومات بالمدينة وكشفوا عن وجهه حتى رآه الناس ميتاً ورووا عن ابي سعيد الخدري ايضاً ، وذهب جماعة الى انه الدجال ورووه عن ابن عمر وجابر الانصاري .
وقال الصدوق بعد روايته ذلك الخبر إن العامة يصدقون بولادة الدجال والخبر الوارد فيه ويروونه في الدجال وغيبته وطول بقائه المدة الطويلة وبخروجه في آخر الزمان ولا يصدقون بحياة القائم (عج) وطول بقائه في الغيبة
ثم احتج عليهم الصدوق بما رووه عن النبي (ص) انه قال : كل ما كان في الامم السالفة يكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، وانه كان في الامم السالفة حجج لله تعالى معمّرون . وكيف انهم يصدقون الاخبار الواردة لديهم عن وهب بن منبه وكعب الاحبار في المجالات التي لا يصح منها شيءٌ
ولا يصدقون بما يرد عن النبي (ص) وأهل بيته الائمة ( عليهم السلام ) في القائم وغيبته .