السؤال:
ما هو البداء والرجعة ؟ وهل عدم معرفتي بهما وبالمعتقدات الأخرى يؤثر علي وسأحاسب عليه ؟ هل يجب علي دراسة العقيدة ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
البداء هو المحو والتغيير في التقدير والقضاء الإلهي لاعن جهل منه تعالى بخواتم الأمور ومحكمات التدبير ، بل هو من اطلاق قدرته تعالى المستعلية على كافة الاسباب التكوينية اذ كل الأمور المخلوقة منقادة لمشيئته فلا يحتم ظرف تكويني على الله تعالى بل لله المشيية ، وهذا على خلاف مقولة اليهود التي يستعرضها القرآن الكريم حيث قالوا أن القلم واللوح قد جفّ بما كان ويكون ولا تجرى فيه التبديل فلا يستطيع الباري تغيير المقادير عما هي عليه ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) فبقدرته تعالى على تغيير القضاء والقدر يتم الاعتقاد بان الله على كل شيء قدير ، وينفتح باب الأمل أمام العبد تجاه ربه تعالى ويتوكل عليه ولا يلتجأ الا اليه ويفوض أمره إليه ، ومن ثم قد ورد عن أهل البيت عليهم السلام لم يعبد الله بمثل ما عبد بالإيمان بالبداء ، ولم يبعث الله نبياً الا وقد أخذ الايمان بالبداء ، وقد ورد في طرق الشيعة والسنة أن الدعاء يحجب القضاء المبرم ، فليس البداء بمعنى انه يبدو لله تعالى شيئاً لم يكن يعلم به بل هو من ابداء الله تعالى لخلقه وأوليائه شيئاً لم يكونوا يعلمون به فيظل الامر كله بيده تعالى ، ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده اُم الكتاب ) .
عقيدة الرجعة هي رجوع الأموات الى دار الدنيا قبل يوم القيامة لاسيما اولياء الله تعالى واصفياءه ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ) وقد وعد الله تعالى أن العاقبة للمتقين وقال تعالى ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ) وهذا الحشر ليس هو الأكبر يوم القيامة المشار اليه في قوله تعالى ( وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا ) وقال تعالى بل هو حشر الرجعة غير الشامل لكل البشرية بل لمن محض الايمان محضاً ومن محض الكفر محضاً ، وقال تعالى ( وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) ، وقال تعالى ( وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة الارض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) ، ومن ذلك يعلم أن ما ورد من روايات في خروج دابة الارض مع الميسم ـ تسم المؤمن على جبينه بالإيمان وتسم الكافر والمنافق على جبينهما بالكفر ـ من طريق الفريقين هي من روايات الرجعة وكذلك بعض الآيات التي يحسب انها من آيات القيامة الكبرى ليست هي كذلك بل هي بالتدبير من آيات الرجعة . وأما ضابطة العقائد التي يحاسب عليها الانسان ويجب تعلمها والعقائد التي لا يجب تعلمها ولكن بعد تعلمها يجب الاعتقاد بها ، فهي أن أصول الدين الخمسة وأصول المعارف يجب الاعتقاد بها على كل مكلف سواء الجاهل والعالم وعلى ذلك فيجب تعلّمها مقدمة للمعرفة والاعتقاد الصحيح بها ، وأما غيرها من العقائد والمعارف في الشريعة فوجوب الاعتقاد والمعرفة بها مقيد ومشروط بحصول العلم بها ولا يجب تحصيل العلم بها ، نعم تحصيل العلم بها كمال وراجح أكيداً شرعاً بالغ نهايته . والمعرفة أعظم أجراً من العمل بالفروع وان كان العلم يهتف بالعمل . نعم هناك فرق بين الضروري وما هو من أصول الدين ، فإن الضروري أعم من ذلك والضروري انما يجب الاعتقاد به باعتبار انه يولّد العلم بالمعرفة والاعتقاد
السؤال:
هناك احاديث في كتب الحديث الشيعية يستند عليها النواصب للتنكيل بمذهب اهل البيت عليهم السلام واثناء النقاش معهم على عدم صحة سندها او متنها يطالبوننا بان نأتيهم احد العلماء الشيعة الذين ناقشوا روايات الكتب الشيعة وابدى رايه بعدم صحتها. هل هناك اي مؤلفات اهل التحقيق الشيعة في كتب الحديث الشيعية . اذا كان الجواب نعم فلماذا لا توضع على صفحات ويب الشيعية .
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
قد كتب مثلاً العلامة المجلسي الثاني ( قده ) كتابين في ذلك أحدهما شرحاً لاسانيد ومتون أحاديث كتاب الكافي للكليني سماه بـ ( مرآة العقول ) والآخر شرح فيه اسانيد ومتون أحاديث كتاب التهذيب للشيخ الطوسي سماه بـ ( مهذب الأخيار ) وكذلك كتب والده المجلسي الاول ( قده ) كتاباً شرح فيه اسانيد ومتون أحاديث كتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق سماه بـ ( روضة المتقين ) وكذلك كتب كتابا آخر باللغة الفارسية وقد بيّن في تلك الكتب الطرق الضعيفة من الصحيحة والأحاديث المعتبرة من الأحاديث المردودة وكذلك كتب آخرون كالسيد نعمة الله الجزائري وغيره من العلماء المحدثون كتبا شرحوا فيه كتب الحديث اسانيداً ومتوناً الصحيح منها والضعيف المقبول منها من غيره . ككتاب البحار أيضاً ، وأما كتب الفقه الاستدلالي لعلماء الامامية البالغة الآلاف عدداً وكذا كتبهم الكلامية فهي مليئة بالتحقيقات في اسانيد الاحاديث ومتونها والتمييز بين المعتبر والمقبول منها من غيره ، وناهيك بكتب الرجال وكتب شرح المشيخة المكتوبة خصيصاً للتمييز المزبور .
السؤال:
ما هى اشهر الامور اختلافا بين المذهب الشيعي والسني وما الذي يجعل كل فرقة متمسكة بأنها الأصح وما دليلها وما قولك في زيادة عدد مسلمي السنة عن الشيعي والقول بأنهم اقرب للاسلام الصحيح من الشيعة ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
لا يمكن إعطاء الصورة الواضحة عن أشهر الأمور الخلافية بين الطائفتين ، في سطور أو صفحات ، ونكتفي بأن أهل السنة يقولون بضرورة أخذ معالم الدين وتعاليم الشريعة في الأصول والفروع من أيّ واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن كان قد رآه مرة فقط أو جالسه جلسة فحسب ، والشيعة الامامية يقولون أخذ ذلك من أهل بيته المعصومين ، القريبين منه ، والملازمين له المعاشرين معه ، الذين أودعهم علمه وفهمه ، ووقفوا الى جنبه ودافعوا عنه ، وبذلوا مهجهم في سبيل الدين ونشر الشريعة المطهرة .
وقد خالف الكثير من الصّحابة الآيات القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الثابتة في صفات الله وأخبار القيامة ومسائل الحلال والحرام ، أمّا اهل البيت فلم يقولوا إلاّ ما قاله الله ورسوله ، فما قالوا استحساناً وما عملوا بالقياس وما تصرّفوا في الدين وما أبدعوا في الشريعة .
فالسبب في الاختلاف هم الصّحابة الذين ما بقوا بعد رسول الله على ما عاهدوه عليه ، وقد ثبت في كتب الطرفين قوله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلّوا ... الخ .
السؤال:
اني رجل من طلبة العلوم الدينية وكنت توصلت من خلال دراستي للقرآن الكريم ومقارنته بالأحاديث الشريفة وسير الأنبياء عليهم السلام إلى نتائج فيها شيء في الاعجاز العددي في القرآن الكريم وذلك مثل : قوله تعالى ( ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) ـ ان اسم عيسى عليه السلام قد ورد في القرآن الكريم خمسا وعشرون مرة أن اسم آدم عليه السلام قد ورد ذكره في القرآن الكريم نفس العدد خمساً وعشرون مرة أن عدد الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم خمساً وعشرون نبيا ان ولادة عيسى عليه السلام توافق خمسة وعشرون من ذي القعدة ومن قوله تعالى : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا ) سورة الإنسان (21) نجد اشتقاق لفظ ( الليل ) متكررة في القرآن الكريم (92) مرة .
( اشتقاق لفظ ( سجد ) متكرره في القرآن الكريم (92) اشتقاق لفظ (سبح متكررة في القرآن الكريم (92) مرة وما اكثر الروايات ( ... وتفترق الامة ثلاثة وسبعين فرقه كلها في النار الا فرقة ) ورد لفظ ( فرقه ) ومشتقاتها في القرآن الكريم (72) مرة عن النبي (ص) وائمة اهل البيت (ع) كقولهم : ان للقرآن ظهراً وبطنا الى سبعة ابطن او الى سبعين بطناً الحديث ( الميزان المجلد : 1 ص : 7 ) قد وردت لفظ ( القرآن ) واشتقاقها سبعين (70) مرة في القرآن الكريم ( راجع المعجم الفهرس لألفاظ القرآن الكريم ) (58) لفظ ( القرآن ) و(10) قرآنا و(2) قرآنه روي عن الإمام الصادق (ع) في حديث طويل ... قال المفضل يا مولاي فما شرائط المتعة قال يا مفضل لها سبعون شرطاً من خالف منها شرطاً ظلم نفسه ... ( المستدرك الوسائل ج:14 ص:477 ) ( البحار ج:53 ص:25 )
ورد لفظ ( المتعه ) ومشتقاتها سبعون (70) مرة في القرآن الكريم وهناك عشرات من هذه النماذج سنعرضها لكم لاحقاً وهكذا هل في مثل هذه الاستنتاجات اشكال شرعي ؟
وما أكثر الروايات في أهل الكساء عليهم السلام الخمسة ... لقد ورد لفظ « الكساء » ومشتقاتها في القرآن الكريم خمس مرات وهو العدد مطابق لعدد اهل الكساء عليهم السلام الخمسه : فكسونا ، نكسوها ، واكسوهم ، كسوتهم ، كسوتهم ( راجع المعجم الفهرس لالفاظ القرآن الكريم )
وما اكثر الروايات ان بعد رسول الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر اماما أولهم الإمام علي (ع) وأخرهم الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه ... فقد وردت لفظ « امام » ومشتقاتها في القرآن الكريم اثني عشر مرة وهو مطابق لعدد الأئمة المعصومين عليهم السلام .
ورد فعل « عصم » ومشتقاته في القرآن الكريم ثلاثة عشرة مرة وهو مطابق لعدد المعصومين (ع) غير الانبياء من بعد النبي محمد (ص) الذين عصمهم الله تعالى وطهرهم من الرجس تطهيراً ان النبي محمد (ص) هو افضل الانبياء وخاتمهم فهو مثل كل الانبياء في العصمة . وان السيدة فاطمة الزهراء الصديقة المعصومة والبرة التقية سليلة المصطفى وحليلة المرتضى وام ائمة النجباء لم تكن بامام بل كانت معصومة عليها السلام . والمعصومين من بعد الرسول (ص) :
1 ـ الامام علي (ع)
2 ـ السيدة فاطمة الزهراء (ع) ... (13) الامام المهدي عجل الله فرجه . وهناك عشرات من هذه النماذج سنعرضها عليكم لاحقاً . هل في مثل هذه الاستنتاجات اشكال شرعي . وهل هذا دليل يؤيد ويطابق ويناسب او هو مصداق وصحة روايات اهل البيت عليهم السلام . نرجو من سماحتكم ان يتم التوضيح بارسال جواب واضح شاف وواف
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
الجرد والكشف الاحصائي عن الاعداد للكلمات والمواد في القرآن الكريم أمر يتناول جانباً من الاهتمام بالقرآن العظيم ، وهو نوع من الدراسات التفسيرية للكتاب المجيد ، نعم لبحث الاعداد حساب الأبجد الصغير والمتوسط والكبير وعلم الحروف ونحوه من العلوم المتصلة بذلك ، وحجية تلك العلوم هي بمقدار التنبيه والإيقاظ على المطالب وكيفية تناسقها وتناسبها فلا بد في الحجية من اندراجها في الاستدلال البرهاني كرجوعها الى الاستدلال بالنص القرآني القطعي أو الظهور الاستعمالي الحجة أو الدليل العقلي المعتبر .
السؤال:
أرجو أن تعلموني بصراحة بأسماء علماء الشيعة المعتبرين من السابقين ومن المراجع المعاصرين الذين صرحوا باعتقادهم بنجاة أبي بكر وعمر. هل هناك تفريق في الحكم على الرجلين ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
لا علم لنا بوجود هكذا علماء معتبرين ، لا في السابقين ولا في المعاصرين ، فلو سمعتم شيئاً من هذا القبيل فالرجاء إعلامنا بذلك .
السؤال:
اريد توضيح بعض المصطلاحات الامامه الدينية . الامامة السياسية يوم الغدير كان الرسول صلى الله عليه واله كان يثبت الإمامة الدينية أو السياسية ؟
جواب سماحة الشيخ علي الكوراني :
بسم الله الرحمن الرحيم
مصطلح الامامة عندنا لقيادة الامة الدينية والدنيوية ، التي يعينها الله تعالى بعد النبي صلى الله عليه وآله .
والمذاهب الأخرى تطلقها على الرئاسة الدنيوية التي تحصل بالغلبة أو القهر أو البيعة .. الخ.
واعتقادنا أن النبي صلى الله عليه وآله نصب علياً عليه السلام يوم الغدير إماماً وحاكماً ورئيساً ، وأنه واجب الطاعة على من غصبوا حقه . أما بيعتهم له بالخلافة فلم تزد في حقه شيئا ، بل هي اعتراف من المبايعين بحقه عليهم في الطاعة .
.