السؤال:
هل هناك اي دليل شرعي على ان التربة الحسينية هي اطهر تربة على الارض او انها الاحب الى الله ورسوله
جواب سماحة الشيخ هادي العسكري :
بسمه تعالى
ان الله اختار من بقاع الارض ستة البيت الحرام الحرم مقابر الانبياء مقابر الاوصياء ومقابر الشهداء والمساجد التي يذكر فيها
وجاء في الحديث ان موضع قبر الحسين عليه السلام ترعة من ترع الجنة
وقال أبو هاشم الجعفري دخلت على ابي الحسن علي بن محمد الهادي وكان محموماً عليلا فقال يا ابا هاشم ابعث رجلا من موالينا الى الحير اى كربلا ويدعوا لله لي فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال فاعلمته ما قال لي وسألته ان يكون الرجل الذي يخرج فقال السمع والطاعة ولكني اقول انه افضل من الحير اذا كان بمنزله من في الحير ودعاؤه لنفسه افضل من دعائي له بالحائر
فرجعت وقلت للإمام ما قال لي فقال الإمام عليه السلام قل له كان رسول الله صلى الله عليه وآله افضل من البيت والحجر وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر وان لله تبارك وتعالى بقاعاً يحب ان يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحائر منها
السؤال:
يقول السيد الشهيد دستغيب في كتابه القصص العجيبة عن الذنوب أن الله يعاقبنا عليها في الآخرة أما ما يحدث هنا في الدنيا من العقاب كالمرض، والمصائب وغيرها إنما هي آثار الذنوب فهل معنى ذلك أن الذنب لا يغفر هنا؟ وهل عندما أستغفر الله من ذنوبي جميعا أو أذكر دعاءً أو أصلي الصلاة التي إذا جئت بها يغفر الله ذنوبي ولو كانت مثل مد البحر أنه تغفر ذنوبي وتزول آثارها الضارة؟ هل عقاب الذنوب أنواع بحيث أن بعضها لا يعاقب عليها مثلا إلا في الدنيا وأخر في البرزخ وأخر في القيامة وهكذا، مثلا لو غفرت كل ذنوبي في الدنيا هل معنى ذلك إنني سأكون مرتاحة في قبري وآخرتي أم هناك أشياء أخرى؟ وهل الأهوال تصيب الجميع؟
ما الأسباب التي تؤدي إلى ظلمة القلب وتكون الحجاب وما هي وسائل إزالتها ؟ وهل هناك غير الحرام من الأكل الحلال يؤدي إلى قساوة القلب؟
ما هي بالضبط الأسباب التي تحول دون استجابة الدعاء؟وكيفية التغلب عليها؟
عن النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الميت لا يعذب إذا ما رش الماء على قبره وما دامت النداوة موجودة، فهل معنى ذلك أن العذاب يؤجل ما دامت النداوة موجودة أو أنه يرفع نهائيا ويغفر له بمقدار تلك المدة؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
لا ندري الآن ماذا يقول السيد دستغيب ، وعلى العموم ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له أصلاً ، وهذا أمر ثابت ، إلاّ أن المرض قد يكون أثراً وضعياً لبعض المعاصي ، وقد يكون وسيلةً لرفع الدرجة ، وقد يكون لسبب آخر ، وآثار المعاصي تارة تظهر في هذا العالم واخرى تظهر في عالم آخر ، ولا ريب أنّ المعاصي من آثارها ظلمة القلب ، بل في بعض الروايات أن كلّ معصية تترك أثراً سيئاً في القلب ، حتى إذا كثرت المعاصي اسودّ القلب كلّه ، وأكل المال الحرام أحد المعاصي ، وارتكاب الذنوب الكبيرة ، وتحول دون استجابة الدعاء ومنها اليأس وعقوق الوالدين ، ثم إنّ كلّ عمل وردت الرواية به يترتب عليه الأثر وإن لم نعلم به بالضبط .
السؤال:
ما هي المؤثرات التي تؤثر على المشيئة الإلهية ؟
نحن الشيعة نعتقد بالبداء و الحقيقة أنه مفهوم حضاري و وجداني في خلد الإنسان ، لكن ألا يعني البداء فوضوية النظام الإلهي ، طبعا إذا اتفقنا على أن البداء هو علم الله المتحرك أو أن الله قد يبدو له شيء و على أساسه يغير بعض الأشياء الأخرى ، مثلا لو أن الأئمة عليهم السلام تسلموا مقاليد الحكم في الدولة العباسية كمثال فما حاجتنا للمهدي و الأئمة من بعد الإمام الذي يتقلد الحكم لو افترضنا ذلك الإمام الصادق أو الرضا ، من هنا نعني فوضوية النظام الإلهي ضمن عقيدة البداء ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
جـ 1 : قد جاء في حديث الكاظم (ع) في تعريف العقل انه ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان ، وهو يشير عليه السلام الى تعريف العقل العملي أو العقل بدرجة العمّال المسيطر على باقي قوى النفس الغرائزية الحيوانية من الغضب والشهوة وشعبهما وفي نهج البلاغة كم من عقل أسير تحت هوى أمير ، وقد قوبل العقل مع الجهل ، ولم يجعل في قبالة العلم وقد ذكر في الحديث الأول جنوداً للعقل وجنودا للجهل وفي بعض الأحاديث ان العقل نور والجهل ظلمة والعقل يطلق على معاني فعند الفلاسفة يطلق على العقل النظري أيضاً وهي قوة إدراك المعاني المجرّدة وقد يطلق عند علماء النفس على قوة الفكر والتفكر . وهناك بحث عن معنى تجرد العقل ثم ارتباطه بالقلب والروح .
جـ 2 ـ قد ذكر في القرآن الكريم واحاديث النبي (ص) وأهل بيته أن مما يؤثر على مشيته تعالى الدعاء فانه ورد انه يحجب القضاء المبرم ، وكذلك الصدقة ، وكذلك صلة الرحم وعموماً قد ورد في كل عمل صالح وكل طاعة لله تعالى وبر وخير أنه يسبب حصول توفيق لهداية اكثر وتقدير إلهي أوفق .
جـ 3 ـ هناك مفارقة بين البداء والفوضوية في التدبير الإلهي ، فإن الفوضوية تعنى العفوية والإتفاق والصدفة واللاقانون وليس لذلك مجال في التدبير والمشيئة والقضاء والقدر بل قد جعل لكل شيء سبباً الا أن انتظام الاشياء في منظومة السببية والمسببية والعلية والمعلولية لا يعنى وصله وغلق باب الأمل والرجاء بالله تعالى ولا فتح باب الياس والقنوط فانه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ، فمن تلك الاسباب والمسببات المجعولة هو الدعاء والصدقة والتوبة والعمل الصالح والاستقامة فإنها تغيّر التقدير والقضاء إلى الخير من بعد ان كان سيئا ، وهذا لا يخرج القدر والقضاء عن قانون الاسباب والمسببات بل هو تحكيم له لأن هذه الأمور الصالحة هي أيضاً مجعولة اسباب في الجعل والتكوين الإلهي ، فلو لم تؤثر لكان خلفاً للنظام الإلهي كما أن التقدير والقضاء المبدل السابق كان وفق اسباب حاصلة سابقاً مؤثرة الا أنها عرض لها اسباب اقوى تأثيراً فنسخت تأثيرها ، كما أن من حكمة البداء هو غلق باب الرجاء المفرط بنحو يؤدى إلى التواني عن العمل والتواكل والتسويف ونحوه فيتعلق العبد باعمال صالحة سابقة او بنسبة إلى آباء صالحين أبرار أو نحو ذلك ويترك العمل الصالح أو قد ينغمس في العمل الطالح تواكلاً وقد ورد عن الرضا (ع) لا تتكلوا على محبتنا وولايتنا وتتركوا العمل كما لا تتكلوا على اعمالكم وتتركوا محبتنا وولايتنا فالبداء يحفظ الحالة الوسطية في السير سواء بالنسبة للصالحين أو الطامحين ومن ثم يتساوى الخوف والرجاء وهو ضابطة التكامل والحيوية والانبعاث للصلاح والمضي في الطريق المستقيم ، كما ان من حكمة البداء الاعتقاد بقدرة الله تعالى اللامتناهية فليس قدرته مغلولة مكبلة بقضاء وقدر معين بل كل يوم هو في شأن ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ) ، ومن ثم ترى سيد المرسلين (ص) واشرف البشرية والكائنات على وجل وخوف من ربه تعالى ، وكذا أهل بيته المعصومين (ع) ، وهذا ميزان الحركة في طريق التكامل وعدم الوقوف عند درجة بل مواصلة الاستباق الى الخيرات ، وكل هذه المنظومة من الاسباب المتداخلة لا تخرج عن إحاطة علم الباري القديم تعالى شأنه ، وهو معنى جفّ القلم بما كان ويكون الى يوم القيامة لكن لا بمعنى سلب الاختيار ولا بمعنى عدم البداء وعدم النسخ التكويني والجمود وغلول يد الرحمن بل ما قبل البداء وبعده وأثناءه وغير ذلك كلها لا تخرج عن حيطة علم الباري ونظام تدبيره الحكيم ، نعم من لا يطلع على حقايق الأمور يخيّل اليه الصدفة والعفوية والاتفاق من دون قانون تكويني حاكم وهي السنن الإلهية في خلقه ، والذي يستغرق في تدبر السنن الإلهية من إحاطة بها غورا يخيّل إليه الجمود وسلب الاختيار واليأس من رحمته فليس من مقصود وراءه تعالى ولا دونه ، إليه الرجعة والمنتهى .
السؤال:
أود أن اشكركم على ما تبذلوه في خدمة المذهب وأهل البيت عليهم السلام ... يوجد لدي سؤال وارجو ان يتسع صدركم له واجد الجواب الشافي له ... وهو
ما هو الدليل على جمع الصلاة فى كتب اهل السنة التى تعتبر من اهم الكتب لديهم ؟
جواب سماحة الشيخ هادي آل راضي :
يمكن مراجعة كتاب جامع الاصول لابن الاثير ج6 ص459 فقد ذكر عدة روايات نقلها عن الكتب المعتمدة تحت عنوان ( في جمع المقيم ) ويراجع ايضاً صحيح البخاري كتاب التهجد باب من لم يتطوع بعد المكتوبة م 1174 .
وكذا كتاب اللؤلؤ والمرجان ج1 ص139 باب الجمع بين الصلاتين في الحضر .
السؤال:
س1 : هل أن روايات الإمام المهدي عليه السلام مختصة بالشيعة أو أنها تنسب إلى المسلمين كافة ؟
س2 : هل الإمام المهدي عليه السلام موجود أو أنه سيوجد بعد ذلك ( أرجو إفادتنا بالرأيين أي الشيعي والسني ) ؟
س3 : ما جدوى غياب الإمام عليه السلام إذا لم نستطع الوصول إليه ؟
س4 : ما هو مردود فكرة الإمام المهدي عليه السلام ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
1 ـ روايات الامام المهدي عليه السلام متّفق عليها بين المسلمين ، والكلّ يقولون بتواترها ، وملخص الكلام إن الاعتقاد به من جملة الضروريات عند كافة المسلمين ، ومن انكر ذلك فقد كذّب رسول الله ، والمكذّب له خارج عن الدين .
2 ـ الذي ثبت عند الشيعة الامامية ـ بالأدلة القطعية ـ إنه عليه السلام مولود وموجود الى أن يأذن الله بظهوره . وقد قال بهذا طائفة كبيرة من كبار علماء اهل السنّة ، من محدثين ومؤرخين وفقهاء وعرفاء .
3 ـ لوجود الامام عليه السلام ـ وهو غائب عن الأبصار ـ آثار وبركات كثيرة ، وقد سئل الامام الصادق عليه السلام نفس هذا السؤال ، فأجاب بأن مثله مثل الشمس وراء السحاب .
4 ـ يكفي في ذلك أنّ المعتقد بوجوده يعمل جاهداً لتهيئة الأرضية اللازمة لظهوره وحكومته بتهذيب نفسه وتربية أهله ومن يخصّه تربية اسلامية صحيحة ، ويجتنب قدر المستطاع المعاصي والمساوئ الخلقية لأنه يعتقد أنّ ذلك يؤذي إمامه ويؤلمه ، فيكون الاعتقاد بوجوده وانتظار ظهوره عليه السلام من خير الأسباب المؤثرة لصلاحه وفلاحه .
السؤال:
هل هناك أدلة قاطعة على ان الكافر مخلد في النار ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
لا يخفى أن الكافر ينقسم الى أقسام فمنه القاصر كأطفالهم والبله والسُذّج ونحوهم ومنه المقصر والمقصّر منه المعاند والجاحد ومنه اللاأبالي المتسيب ونحوه ومنه الشاك والمرتاب ،
فاما القاصد فقد ورد ، عن أئمة آل محمد « صلوات الله عليهم » انه يمتحن في الآخر فإن أطاع الباري نجا وفاز وان عصى دخل النار
كما قد ورد في أحاديثهم (ع) أن المخلد في النار هو المعاند والجاحد كما في دعاء كميل لأمير المؤمنين (ع) « فباليقين اقطع لولا ما حكمت به من تعذيب جاحديك وقضيت به من اخلاد معانديك لجعلت النار كلها برداً و سلاما وما كان لأحد فيها مقراً ولا مقاماً لكنك تقدست اسماؤك اقسمت ان تملأها من الكافرين من الجنة والناس أجمعين وأن تخلد فيها المعاندين » . وهذا هو ظاهر آيات الوعيد بالخلود فإنها في أصحاب العناد واللجاج والجحود والتعمد والإصرار .