عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

تدلّ على عظمة أهل البيت :

تدلّ على عظمة أهل البيت :

آية المباهلة :

( سليل . البحرين . 26 سنة )

تدلّ على عظمة أهل البيت :

السؤال: شكراً لكم على هذا المجهود الطيّب ، ونتمنّى لكم كلّ التوفيق إن شاء الله ، في موضوع آية المباهلة ، أرجو منكم طرح بحث مختصر يتناول عظمة وفضل أهل البيت (عليهم السلام) من خلال الآية الشريفة ، وفّق الله الجميع لما فيه الخير .

الجواب : إنّ الآية نزلت في النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) عند مباهلتهم لوفد نجران ، روى ذلك السيوطي بعدّة طرق في " الدرّ المنثور " (1) ، والحاكم النيسابوري في " المستدرك " (2) ، وابن كثير في " تفسيره " (3) .

ثم إنّ دعوة النبيّ (صلى الله عليه وآله) لأهل بيته ومباهلته إلى الله تعالى بيان لشرفهم وقربهم ومنزلتهم عند الله ، والقسم على الله بهم ليلعن الكاذب دليل على أنّ لهم من الدرجة ما لا يعلمها إلاّ الله ، لأنّ للقسم منزلة عند المقسم عليه ، ومباهلة النبيّ (صلى الله عليه وآله) بهم (عليهم السلام) يعني احتجاجه على النصارى بهؤلاء الذين هم الحجّة على صدق النبيّ وبعثته .

____________

1- الدرّ المنثور 2 / 39 .

2- المستدرك على الصحيحين 3 / 150 .

3- تفسير القرآن العظيم 1 / 379 .


الصفحة 65


كما أنّ المباهلة تعني بحسب ماهيّتها أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) جعل هؤلاء المتباهل بهم شركاء في دعوته ، ممّا يعني أنّ مسؤولية الدعوة تقع على عاتقهم كذلك بحجّيتهم ومقامهم ، مشيراً إلى وجود تعاضد وتقاسم بينهم (عليهم السلام) وبين النبيّ (صلى الله عليه وآله)، كما يفيد ذلك حديث : " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي " .

فمنزلة الإمام علي (عليه السلام) بمنزلة هارون وصف لحجّيته ومشاركته في دعوته ، كما شارك هارون موسى في دعوته ، فهذه المقايسة في المباهلة مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) دليل حجّيتهم ومشاركتهم (عليهم السلام) معه (صلى الله عليه وآله) في تبليغ صدق بعثته (صلى الله عليه وآله) ، هذا ما تبيّنه آية المباهلة من مقامهم ومنزلتهم (عليهم السلام) .

( محمّد . السعودية. 16 سنة . طالب ثانوية )

تدلّ على إمامة أمير المؤمنين :

السؤال: كيف تدلّ آية المباهلة على إمامة علي (عليه السلام) ؟

الجواب : يستدلّ علماؤنا بكلمة : { وَأَنفُسَنَا } (1) على إمامة الإمام علي (عليه السلام) ، تبعاً لأئمّتنا (عليهم السلام) .

ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه ، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى ، بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلّهم أقرّوا بما قال (عليه السلام) (2) .

وروى الشيخ المفيد (قدس سره) : أنّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا (عليه السلام) : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) يدلّ عليها القرآن ؟

فذكر له الإمام الرضا (عليه السلام) آية المباهلة ، واستدلّ بكلمة : { وَأَنفُسَنَا } (3) .

____________

1- آل عمران : 61 .

2- أُنظر : تاريخ مدينة دمشق 42 / 432 .

3- الفصول المختارة : 38 .


الصفحة 66


لأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) عندما أمر أن يخرج معه نساؤه أخرج فاطمة فقط ، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط ، وعندما أُمر أن يخرج معه نفسه أخرج علياً ، فكان علي (عليه السلام) نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

إلاّ أنّ كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي هو المراد ، وأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون (عليه السلام) مساوياً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في جميع الخصوصيات ، إلاّ ما أخرجه الدليل وهو النبوّة ، إذ لا نبيّ بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

ومن خصوصيات رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه أفضل من جميع المخلوقات ، فعلي (عليه السلام) كذلك ، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل ، إذاً لابدّ من تقدّم علي (عليه السلام) على غيره في التصدّي لخلافة المسلمين .

( عبد الله .الكويت . 28 سنة . خرّيج ثانوية )

شأن نزولها في مصادر أهل السنّة :

السؤال: في شأن من نزلت آية المباهلة ؟ ومن خرج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) للمباهلة ؟ وهل صحيح أنّ بعض الصحابة خرجوا معه (صلى الله عليه وآله) ؟

الجواب : إنّ الآية المباركة نزلت في شأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن خرج معه ، وهم : علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فقط دون غيرهم ، هذا ما تسالم عليه علماؤنا في كتبهم ، كما ورد هذا المعنى في كتب أهل السنّة : ك " الجامع الكبير "، و" المستدرك على الصحيحين "، و" أحكام القرآن " ، وغيرها (1) .

نعم، هناك رواية بلا سند في " السيرة الحلبية " (2)، تضيف عائشة وحفصة .

____________

1-أُنظر : الجامع الكبير 5 / 302 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 150 ، أحكام القرآن 2 / 18 ، تفسير القرآن العظيم 1 / 379 ، الدرّ المنثور 2 / 39 ، الكامل في التاريخ 2 / 293.

2-السيرة الحلبية 3 / 299 .


الصفحة 67


كما توجد رواية تقول: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) خرج ومعه علي وفاطمة والحسنان، وأبو بكر وولده ، وعمر وولده ، وعثمان وولده .

لكن هذه الروايات في الحقيقة غير قابلة للحجيّة لأُمور منها :

أوّلاً : إنّها روايات آحاد .

ثانياً : إنّها روايات متضاربة فيما بينها .

ثالثاً : إنّها روايات انفرد رواتها بها ، وليست من الروايات المتّفق عليها .

رابعاً : إنّها روايات تعارضها روايات الصحاح .

خامساً : إنّها روايات ليس لها أسانيد ، أو أنّ أسانيدها ضعيفة .

إذاً ، تبقى القضية على ما في الصحاح والمسانيد وكتب التفسير والتاريخ ، من أنّ الذين خرجوا معه (صلى الله عليه وآله) هم : علي وفاطمة والحسنان (عليهم السلام) .

( ... الكويت ... )

جواز المباهلة لغير المعصوم :

السؤال: هل هناك إذن وجواز شرعي للمباهلة لغير المعصوم (عليه السلام) ، أي في زماننا ؟ وكيف ذلك ، هل في كافّة المواضيع ، أو في حالات خاصّة ؟

الجواب : وردت أحاديث في هذا المجال (1) تفيد هذا المعنى ، ولكن الذي يبدو منها أنّ هذا الأمر المباهلة يختصّ بموضوع العقيدة ، لا مطلق المواضيع .

أي أنّ ظاهر هذه الروايات اختصاص المسألة بموارد إنكار الحقّ ، وعدم تأثير الأدلّة والحجج في نفوس البعض ، وإصرارهم على الباطل ، ففي هذه

____________

1- الكافي 2 / 513 باب المباهلة .


الصفحة 68


الحالة التي يتوقّف إظهار الحقّ على الإقدام بالمباهلة ، يجوز إتيان ذلك بالمواصفات التي جاءت في الروايات من الصوم ، والالتزام بالوقت المحدّد وغيرها .

( محمّد ... ... )

سبب تخلّي النصارى عن المباهلة :

السؤال: كيف عرفت النصارى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) في قضية المباهلة على حقّ ؟ وإن كانوا قد عرفوا ذلك ، فكيف لم يعترفوا بدينه ؟

الجواب : هناك احتمالان في المقام :

1-أن يكون قد أذعنوا في أنفسهم لحقّانية الدين الإسلامي ، ولكن الأطماع والأهواء الدنيوية منعتهم من الاعتراف بهذا الواقع فجحدوه ، قال تعالى: { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا } (1) .

2-أنّهم عندما رأوا أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) قد أتى بأعزّ أهله معه للمباهلة ، عرفوا بأنّه (صلى الله عليه وآله) على يقين من أمره ، فبات الأمر واضحاً عندهم ، فإن كان هناك احتمال ضئيل لعدم صحّة مبدئه ومعتقده ، كان الواجب عليه (صلى الله عليه وآله) عقلاً أن يتوقّى الضرر ويدفعه عن نفسه وذويه ، وفي الجانب الآخر لم تقدّم النصارى أيّ شيء في هذا المقام .

فبحسب قانون الاحتمالات يحكم العقل بأرجحية الطرف الأوّل في المناقشة ، وهذا قد يكون وجه تخلّفهم من المباهلة .

____________

1- النمل : 14 .


الصفحة 69


آية المودّة :

( أحمد جعفر . البحرين . 19 سنة . طالب جامعة )

ثابتة في حقّ أهل البيت :

السؤال: يقول البعض : بأنّ الأحاديث الواردة في آية المودّة على أنّها في آل بيت محمّد (صلى الله عليه وآله) كلّها موضوعة ، والسبب أنّ آية المودّة في سورة الشورى وهي مكّية ، وأنّ الإمام علي وفاطمة (عليهما السلام) قد تزوّجا بعد وقعة بدر ، أي كانوا في المدينة ، فما هو ردّكم عليه ؟ ولكم جزيل الشكر .

الجواب : لاشكّ ولا شبهة في ورود الأخبار المأثورة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام) على أنّ آية المودّة نازلة في حقّ أهل البيت (عليهم السلام) بشهادة المصادر المتواترة (1) .

وأمّا وجودها في سورة مكّية فلا يضرّ بالمعنى وكم له نظير من ورود آيات مكّية في سور مدنية وبالعكس بعدما ثبت عند الكثير من العلماء والمفسّرين أنّ هذه الآية مع ثلاث آيات بعدها قد نزلت في المدينة المنوّرة (2) .

فتحصّل أنّ نسبة الوضع لهذه الأحاديث ممّا لا ينبغي فرضها ، فضلاً عن صدورها عن أحد .

____________

1- أُنظر : الدرّ المنثور 6 / 7 ، شواهد التنزيل 2 / 189 ، الصواعق المحرقة 2 / 489 ، تفسير الكبير 9 / 595 ، مجمع الزوائد 7 / 103 ، ذخائر العقبى : 25 ، ينابيع المودّة 3 / 137 ، وغيرها من المصادر .

2- أُنظر : روح المعاني 13 / 11 ، الجامع لأحكام القرآن 16 / 1 .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ان زيارة عاشورا المشهورة ( التي نقرأها جميعا ) هي ...
السؤال: إنّه ليحزّ في نفسي أن أجد مثل هذه الإجابة ...
السؤال : ما هو الردّ على أهل السنّة ؟ حيث يقولون : ...
السؤال : إلى الإخوان العاملين في مركز الأبحاث ، ...
السؤال : لماذا الشيعة لا يصلّون صلاة التراويح ؟ ...
السؤال : ما هو مفهوم الرجعة ؟ وفي أيّ زمن تحصل ؟
السؤال: إذا كان الله في كُلّ مكان ، كما قال الإمام ...
السؤال : لماذا يعتبر المسلمون بأنّ الكلب نجس حين ...
السؤال : لماذا نتوسّل بأهل البيت (عليهم السلام) ؟ ...
هل ورد هذا الحديث بما معناه ( أن الله تعالى ينزل ...

 
user comment