السؤال: أُودّ أن أسألكم عن رأيكم في كتاب أُصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، لمؤلّفه ناصر بن عبد الله بن علي القفاري .
وأُودّ أن أعرف ردّكم على هذا الكتاب ، أرجو الإجابة عن سؤالي ؟
الجواب : إنّ نظرة أوّلية يلقيها الباحث على الكتاب ، توصله إلى أنّ الكتاب ليس تأليف فرد واحد ، بل هو تأليف لجنة شكّلت لهذا الأمر ، وذلك للاختلاف الفاحش في الأسلوب بين بحث وآخر ، بل وحتّى في طريقة أخذ النتائج .
هذا ، وإنّ الأُستاذ محمّد الحسيني ، كتب هوامش نقدية على هذا الكتاب ، نشرت في أعداد مجلّة " المنهاج " الصادرة في بيروت .
كما أنّ الدكتور فتح الله المحمّدي ، ألّف كتابه " سلامة القرآن من التحريف " في الردّ على بحث التحريف من كتاب القفاري .
|
الصفحة 322 |
|
هذا ، وقام الدكتور فتح الله المحمّدي أيضاً ، بتأليف كتاب اقتصر فيه على الأكاذيب والتدليس والافتراءات الموجودة في كتاب القفاري .
ومهما حاول القفاري واللجنة التي معه ، لإعطاء صورة موضوعية للكتاب ، إلاّ أنّ الأكاذيب والقصّ في الأحاديث والتحريفات كما هو ديدن الوهّابيون ، ولا يستطيعون أن يتخلّوا عنه واضحة وجلية فيه .
( أُمّ محمّد . السعودية ... )
السؤال: أواجه كثير من الأسئلة في العقائد من بعض الزملاء السنّة ، وقد ساعدني الاطلاع على موقعكم الردّ على الكثير منها ، أثابكم الله على هذا العمل خير ثواب .
أرغب في الاطلاع على بعض الكتب ، لتساعدني في ردّ الشبهات عن مذهب أهل البيت ، فهلا نصحتموني ببعض الأسماء لهذه الكتب ؟ جزاكم الله خير الدنيا والآخرة .
الجواب : يمكنكم مراجعة كتاب " الغدير " للعلاّمة الأميني (قدس سره) المجلّد الثالث ، حيث ردّ فيه على الكثير من الشبهات المطروحة ضدّ مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، وكذلك ننصحكم بمراجعة كتاب " دلائل الصدق " للعلاّمة المظفّر (قدس سره) ، وكتاب " المراجعات " للسيّد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره) .
( محمّد إسماعيل . الكويت )
السؤال: ما هو مذهب أبو العلاء المعرّي ؟ ودمتم موفّقين .
الجواب : قال الذهبي : " أبو العلاء : هو الشيخ العلاّمة، شيخ الآداب ، أبو العلاء ، أحمد بن عبد الله بن سليمان ... القحطاني ، ثمّ التنوخي المعرّي الأعمى ، اللغوي ، الشاعر ، صاحب التصانيف السائرة ، والمتّهم في نحلته .
|
الصفحة 323 |
|
ولد في سنة ثلاث وستّين وثلاث مائة ، وأضرّ بالجدري ، وله أربع سنين وشهر ، سالت واحدة ، وابيضّت اليمنى ، فكان لا يذكر من الألوان إلاّ الأحمر ، لثوب أحمر ألبسوه إيّاه ، وقد جدّر ، وبقي خمساً وأربعين سنة لا يأكل اللحم تزهّداً فلسفياً .
وكان قنوعاً متعفّفاً ، له وقف يقوم بأمره ، ولا يقبل من أحد شيئاً ، ولو تكسّب بالمديح لحصّل مالاً ودنيا ، فإنّ نظمه في الذروة ، يعدّ مع المتنبي والبحتري ... " (1) .
وقال ابن حجر : " أحمد بن عبد الله بن سليمان ، أبو العلاء المعرّي ، اللغوي الشاعر ، روى جزأً عن يحيى بن مسعر ، عن أبي عروبة الحرّاني ، له شعر يدلّ على الزندقة ، سقت أخباره في التاريخ الكبير ... " .
قال السلفي : " من عجيب رأى أبي العلاء ، تركه تناول كلّ مأكول لا تنبته الأرض ، شفقة على الحيوانات ، حتّى نسب إلى التبرهم ، وأنّه يرى رأي البراهمة في إثبات الصانع ، وإنكار الرسل ، وفي شعره ما يدلّ على هذا المذهب ، وفيه ما يدلّ على غيره ، وكان لا يثبت على نحلته ، ولا يبقى على قانون واحد ، بل يجري مع القافية إذا حصلت ... " (2) .
قال الشيخ عباس القمّي : " الشاعر الأديب الشهير ، كان نسيج وحده بالعربية ، ضربت اباط الإبل إليه ، وله كتب كثيرة ، وكان أعمى ذا فطانة ، وله حكايات من ذكائه وفطانته .
حكي أنّه لما سمع فضائل الشريف السيّد المرتضى اشتاق إلى زيارته ، فحضر مجلس السيّد ، وكان سيّد المجالس ، فجعل يخطو ويدنو إلى السيّد ، فعثر على رجل ، فقال الرجل : من هذا الكلب ؟ فقال المعرّي : الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً .
____________
1- سير أعلام النبلاء 18 / 23 .
2- لسان الميزان 1 / 203 .
|
الصفحة 324 |
|
فلمّا سمع الشريف ذلك منه ، قرّبه وأدناه ، فامتحنه فوجده وحيد عصره ، وأعجوبة دهره ، فكان أبو العلاء يحضر مجلس السيّد ، وعدّ من شعراء مجلسه ... " (1) .
( أُمّ علي القلاف . الكويت ... )
تخلّف عبد الله بن جعفر عن الحسين :
السؤال: هل كان زوج العقيلة زينب موجود في واقعة الطف ؟ وهل كان لها أبناء قتلوا مع الإمام الحسين ؟ وما هي أسمائهم ؟ مع جزيل الشكر .
الجواب : عبد الله بن جعفر زوج السيّدة زينب (عليها السلام) ، لم يكن في واقعة الطفّ ، وفي سبب تخلّفه عن الإمام الحسين (عليه السلام) عدّة أقوال :
منها : إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أشار عليه بالبقاء لمصالح ما .
ومنها : إنّه كان مريضاً آنذاك ، ومنها : أقوال أُخرى ، وتبقى كلّ هذه الأقوال في حيّز الاحتمال ، والتاريخ لم يذكر لنا بوضوح أسباب تخلّفه .
وعلى كلّ حال ، فإنّ أمثال عبد الله بن جعفر ، وابن عباس ، وابن الحنفية ، كان لهم دور مهمّ في إيصال مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الجميع .
وللسيّدة زينب (عليها السلام) ابناً باسم عون الأكبر من شهداء الطفّ ، قتل في حملة آل أبي طالب ، وهو مدفون في حفيرة آل أبي طالب ، ممّا يلي رجلي الإمام الحسين (عليه السلام) .
( محمّد إسماعيل . الكويت )
السؤال: أبو حيّان التوحيدي ، هل يعتبر أحد علماء أهل السنّة ؟ وما منزلته عند علمائهم ؟ وهل صحيح أنّ هناك من علمائهم من رماه بالزندقة ؟
____________
1- الكنى والألقاب 3 / 194 .
|
الصفحة 325 |
|
الجواب : قال العلاّمة الأميني (قدس سره) : " أبو حيّان التوحيدي ، صاحب التصانيف ، قيل : اسمه علي بن محمّد بن العباس ، نفاه الوزير المهلبي لسوء عقيدته ، وكان يتفلسف ، بقي إلى حدود الأربعمائة ببلاد فارس ، قال ابن مالي في كتاب الفريدة : كان أبو حيّان كذّاباً ، قليل الدين والورع ، مجاهراً بالبهت ، تعرّض لأُمور جسام من القدح في الشريعة ، والقول بالتعطيل .
وقال ابن الجوزي: كان زنديقاً، وقال الذهبي: صاحب زندقة وانحلال " (1) .
وقال الذهبي : " أبو حيّان التوحيدي : الضالّ الملحد ، أبو حيّان ، علي بن محمّد بن العباس ، البغدادي الصوفي ، صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية ، ويقال : كان من أعيان الشافعية ... .
وقال أبو الفرج بن الجوزي : زنادقة الإسلام ثلاثة : ابن الراوندي ، وأبو حيّان التوحيدي ، وأبو العلاء المعرّي ، وأشدّهم على الإسلام أبو حيّان ، لأنّهما صرّحا ، وهو مجمج ولم يصرّح .
قلت : وكان من تلامذة علي بن عيسى الرماني ، ورأيته يبالغ في تعظيم الرماني ، في كتابه الذي ألّفه في تقريظ الجاحظ ، فأنظر إلى المادح والممدوح ! وأجود الثلاثة الرماني ، مع اعتزاله وتشيّعه .
وأبو حيّان ، له مصنّف كبير في تصوّف الحكماء ، وزهّاد الفلاسفة ، وكتاب سمّاه البصائر والذخائر ، وكتاب الصديق والصداقة ... " (2) .
( محمّد إسماعيل . الكويت ... )
السؤال: هل يعتبر الجاحظ عند علماء أهل السنّة والرجاليين من الثقات ؟ وما رأي علماؤهم به ؟ أرجو ذكر بعض الكلمات عنه ؟
الجواب : قال الذهبي : " الجاحظ : العلاّمة المتبحّر ، ذو الفنون ، أبو عثمان
____________
1- الغدير 5 / 273 .
2- سير أعلام النبلاء 17 / 119 .
|
الصفحة 326 |
|
عمرو ابن بحر بن محبوب البصري المعتزلي ، صاحب التصانيف .
أخذ عن النظّام ، وروى عن أبي يوسف القاضي ، وثمامة بن أشرس .
روى عنه أبو العيناء ، ويموت بن المزرع ابن أخته ، وكان أحد الأذكياء .
قال ثعلب : ما هو بثقة .
وقال يموت : كان جدّه جمّالاً أسود ... .
قلت : يظهر من شمائل الجاحظ أنّه يختلق .
قال إسماعيل الصفّار : حدّثنا أبو العيناء قال : أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك ، فأدخلناه على الشيوخ ببغداد ، فقبلوه إلاّ ابن شيبة العلوي ، فإنّه قال : لا يشبه آخر هذا الحديث أوّله " (1) .
وقال ابن حجر : " عمرو بن بحر الجاحظ صاحب التصانيف ، روى عنه أبو بكر بن أبي داود فيما قيل .
قال ثعلب : ليس بثقة ولا مأمون ، قلت : وكان من أئمّة البدع انتهى " (2) .
وقال الشيخ عباس القمّي (قدس سره) : " الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الليثي البصري ، اللغوي النحوي ، كان من غلمان النظّام ، وكان مائلاً إلى النصب والعثمانية ، وله كتب منها : العثمانية ، التي نقض عليها أبو جعفر الإسكافي ، والشيخ المفيد ، والسيّد أحمد بن طاووس ، وطال عمره ، وأصابه الفالج في آخر عمره ، ومات في البصرة ، سنة 255 " (3) .
( محمّد إسماعيل . الكويت )