السؤال: هل صحيح أنّ جابر بن حيّان كان من الإسماعيلية ؟ وأنّ الإسماعيلية تعدّه من أحد أبوابها ؟
الجواب : إنّ جابر بن حيّان يعدّ من مفاخر علماء الشيعة الإمامية لا من علماء الإسماعيلية ، فقد قال السيّد الخوئي (قدس سره) في ترجمته : " من مشاهير أصحابنا القدماء " (1) ، ومعنى أصحابنا أي أصحاب الإمامية لا الإسماعيلية .
وقال عنه السيّد محسن الأمين (قدس سره) : " من أصحاب الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وأحد أبوابه ، ومن كبار الشيعة " (2) .
( علي . المغرب . 22 سنة . ليسانس )
حركة إدريس كانت مؤيّدة من قبل الأئمّة :
السؤال: نعلم أنّ أوّل دولة شيعية كان تأسيسها بالمغرب ، من قبل المولى إدريس الأوّل ، الذي يحظى باحترام كبير لدينا ، فهل كانت هذه الدولة بإذن من الإمام آنذاك ؟ أم أنّ الأمر كان بمبادرة شخصية من المولى إدريس ؟ وإن كان الأمر كذلك ، فهل يجوز هذا الأمر ؟ وشكراً .
الجواب : كما تعلمون ، فإنّ المولى إدريس ، قد أتى المغرب بعد ما شهد واقعة فخّ وشارك فيها ، وهذا الأمر يساعدنا كثيراً في تفسير حركته ، إذ إنّ قائد حركة فخّ ، قد صرّح في خطبته أبّان خروجه على العباسيين ، بأنّه يدعو إلى الرضا من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) (3) .
____________
1- معجم رجال الحديث 4 / 328 .
2- أعيان الشيعة 4 / 30 .
3- مقاتل الطالبيين : 299 .
|
الصفحة 329 |
|
ومن جانب آخر ، قد أبّنه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) بقوله : " إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، مضى والله مسلماً صالحاً صوّاماً ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله " (1) ، حتّى إنّ علياً ويحيى ابني عبد الله من أركان حركة فخّ كانا يقولان : " ما خرجنا حتّى شاورنا أهل بيتنا ، وشاورنا موسى بن جعفر (عليهما السلام) ، فأمرنا بالخروج " (2) .
وعلى ضوء ما ذكرنا ، فإنّ حركة إدريس في المغرب ، بما أنّها كانت امتداداً لحركة فخّ ، واستمراراً لها ، فإنّها كانت تحظى بتأييد غير مباشر من الأئمّة (عليهم السلام) كما هو سيرة الأئمّة (عليهم السلام) في تأييد الحركات الثورية السليمة في وجه أعداء الدين في ظروف التقية فهم (عليهم السلام) وإن كانوا لم يشاركوا في هذه النهضة ونظائرها لمصالح كانت تفرض عليهم ولكن دعموها بأقوالهم تصريحاً أو تلويحاً ، فمثلاً نسب إلى الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال : " إدريس بن عبد الله من شجعان أهل البيت ، والله ما ترك فينا مثله " (3) ، حتّى أنّه جاءت رواية مرسلة على لسان الرسول (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : " عليكم بإدريس بن إدريس فإنّه نجيب أهل البيت وشجاعهم " (4) .
ولا يخفى في المقام ، أنّ سيرة الأدارسة وعلى الأخصّ إدريس الأوّل والثاني خالية من إدعاء الخلافة أو الإمامة ، ممّا يؤيّد علاقتهم بأئمّة زمانهم (عليهم السلام) ، كما هو ظاهر بأدنى تأمّل .
وعلى هذا ، فإنّ حركتهم حتّى لو قلنا أنّها كانت بمبادرة شخصية جاءت لتأييد خطّ الإمامة والولاية ، لا الدعوة إلى أنفسهم .
نعم ، وإن كان هذا لا يدلّ على تصحيح كافّة تصرّفاتهم في الحكم ، من
____________
1- المصدر السابق : 302 .
2- المصدر السابق : 304 .
3- أعيان الشيعة 3 / 231 .
4- مجالس المؤمنين 2 / 286 .
|
الصفحة 330 |
|
جانب الأئمّة (عليهم السلام) ، ولكن يشير إلى مشروعية حركتهم في الأساس .
( طلال المرهون . الكويت ... )
قيمة كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة :
السؤال: هل أنّ كتاب الإمامة والسياسة له أسانيد صحيحة ؟
الجواب : إنّ كتاب " الإمامة والسياسة " لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، الذي عبّر عنه ابن حجر العسقلاني بأنّه : " صدوق ... قال الخطيب : كان ثقة ديّناً فاضلاً ... " (1) ، بل نقل عنهم أنّهم قالوا فيه : أنّه منحرف عن أهل البيت (عليهم السلام) !
هذا ؛ ولا نعلم لماذا لا يناقش في كتب غيره ، ويسأل عن كتابه هذا ، الذي عبّر عنه محمّد فريد وجدي : " هو من أقدم الكتب وأوثقها في مسائل الخلافة الإسلامية " (2) .
وأخيراً ، إنّ السؤال عن الكتاب ، لا لشيء إلاّ أنّه ذكر شمّة بسيطة جدّاً عن مظلومية أمير المؤمنين (عليه السلام) ، والهجوم على دار الزهراء البتول (عليها السلام) ، وإسقاط جنينها المحسن (عليه السلام) ... ولاشكّ أنّ نقل مثل هذا كاف في إسقاطه حتّى من مثل البخاري وصحيحه لو كان ... !!
( أُمّ علي القلاّف . الكويت ... )
السؤال: هل قاتل محمّد بن الحنفية مع الإمام الحسين ؟ وإن لم يقاتل فأين كان ؟ ولم لم يقاتل معه ؟ مع جزيل الشكر .
الجواب : في سبب تخلّفه عن الإمام الحسين (عليه السلام) عدّة أقوال :
____________
1- لسان الميزان 3 / 357 .
2- دائرة المعارف 3 / 750 .
|
الصفحة 331 |
|
منها : إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أشار عليه بالبقاء لمصالح ما .
ومنها : إنّ ابن الحنفية كان مريضاً آنذاك ، ومنها : أقوال أُخرى ، وتبقى كلّ هذه الأقوال في حيّز الاحتمال ، والتاريخ لم يذكر لنا بوضوح أسباب تخلّفه .
وعلى كلّ حال ، فإنّ أمثال ابن الحنفية ، وعبد الله بن جعفر ، وابن عباس، كان لهم دور مهمّ في إيصال مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الجميع ، وليس يخفى على أحد ما قام به محمّد بن الحنفية من دور في هداية المختار ، لأخذ الثأر من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) .
(... الكويت ... )
السؤال: بالبداية يعجز اللسان عن النطق بكلمات الشكر والإعجاب ، فأنتم حفظكم الله أكبر من ذلك .
ظهر لنا المدعو عثمان الخميس ، والذي لا له هدف في هذه الحياة سوى الشيعة ، وبطلان مذهبهم واعتقاداتهم كما يدّعي ولا أدّعي عندما أقول لسماحتكم : إنّه يكيل بالكيل العظيم لنا ، وأنا قرأت له الكثير في ردّه على كتب التيجاني ، وكتاب المراجعات ، وكتاب التحريف ، وكثير من ذلك ، ولكن الخطير في الأمر ، أنّني وكثير من الأخوان نؤمن والحمد لله بمذهبنا وعقيدتنا ، ولكن هذا الإنسان يهيج بنا الشكّ في كتبه بشكل عجيب .
فأرجو من سماحتكم الردّ السريع ، علماً بأنّني على أتمّ استعداد أن آتي بكلّ كتب هذا المسمّى بعثمان الخميس .
مع خالص الشكر ، آملاً ألا تهمل رسالتي ، وأن تردّ بأسرع ما يمكن ، نظراً لترقّب كثير من الشباب معي لردّكم الكريم ، مع خالص الشكر لسماحتكم .
الجواب : نسأل الله تعالى لكم كمال التوفيق ، لما قمتم به وستقومون به إن شاء
|
الصفحة 332 |
|
الله في الدفاع عن العقيدة الحقّة ، المتمثّلة بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) .
ونعلمكم : بأنّ المدعو عثمان الخميس ، لا توجد عنده أدلّة ، فضلاً عن أن تكون فيها شيء من القوّة ، وأقصى ما يمكن أن يقال في حقّه : إنّه رجل مراوغ ، له قدرة على الخطابة ، من دون أي سوابق علمية ، أو مبانٍ يعتمد عليها ، بالأخصّ في ردّه على الشيعة ، فإنّه ردّ جاهل بالمباني التي تعتمد عليها الشيعة ، وإنّما هو جمع من هنا وهناك ، وحتّى في الجمع حرّف الكثير فيما نقله من مصادر الشيعة .
ومع هذا كلّه ، فإنّه لا يستحقّ الردّ عليه ، ولكن بما أنّ له أسلوباً في الخطابة ما ربما يوهم للبعض أنّه على حقّ ، أو يوجب التشكيك عند آخرين ، فقد عمد مركز الأبحاث العقائدية إلى ترشيح الشاب المستبصر السيّد عصام العماد للردّ عليه .
والدكتور عصام العماد من اليمن ، كان وهّابياً ثمّ تشيّع ، فردّ على عثمان أفضل ردّ في ثلاث ساعات ، وكذلك شرع مع عثمان بمناظرة على الإنترنت ، ممّا أدّت إلى هروب وهزيمة عثمان عن المناظرة ، يمكنكم الاستماع إلى الردّ والمناظرة في موقعنا على الإنترنت .
هذا ، والمركز على استعداد تامّ للتعاون معكم ، وإن كان عثمان الخميس لا يستحقّ أيّ اهتمام به ، مع هذا يمكنكم إيصال جميع مؤلّفاته ومحاضراته إلى المركز في قم ، وإن كان بعضها موجود عندنا .
( ... ... ... )