السؤال: لديّ سؤال ، وأتمنّى منكم الإجابة ، أفادكم الله .
ما هو رأي مدرسة آل البيت (عليهم السلام) في الزبير ابن عمّة الرسول (صلى الله عليه وآله) ؟ وهل توقّف عن مقاتلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في واقعة الجمل ؟ جزاكم الله عنّا وعنكم خير الجزاء ، نسألكم الدعاء .
____________
1- الغدير 2 / 163 عن المحاسن والمساوئ 1 / 38 .
2- أُنظر : عيون الأخبار 1 / 262 ، شرح نهج البلاغة 6 / 107 و 317 ، أنساب الأشراف : 305 ، جواهر المطالب 2 / 38 .
|
الصفحة 402 |
|
الجواب : قبل وقوع معركة الجمل خرج الإمام علي (عليه السلام) لطلب الزبير ، وحدّثه عن خروجه ، وما هو عذره أمام الله في ذلك الخروج ، وذكّره بحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه يقاتل علياً فرجع الزبير ، وقيل : أنّه رجع نادماً على فعلته ، ورجع أمير المؤمنين (عليه السلام) مسروراً ، وقيل : أنّ سبب ندم الزبير وعودته عن القتال هو معرفته أنّ عمّار بن ياسر مع علي (عليه السلام) ، وهو يعلم أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : " يا عمّار تقتلك الفئة الباغية " (1) .
ولكن هذا الندم وخروجه عن المعركة قد لا يكفي في نجاة الزبير من الحساب الشديد ، ويؤيّد ذلك ما ورد : " إنّ الزبير وقاتله في النار " (2) .
أمّا ما ورد من الأحاديث التي تبشّر قاتل الزبير بالنار فقط ، دون الإشارة إلى مصير الزبير ، فذلك لأنّ قاتله كان مستحقّاً للنار من عدّة جهات ، بالإضافة إلى إعطائه الأمان للزبير وغدره به ، وقتله في أثناء الصلاة كما قيل ، وكان خروج قاتل الزبير على أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم النهروان كاشفاً عن عدم إيمانه وتصديقه بأحقّية أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وما كان قتله للزبير إلاّ بدوافع شخصية .
والمحصّل من كلّ هذا : إنّ قاتل الزبير وإن كان مستحقّاً للنار ، لكن الزبير يبقى أيضاً محاسباً عن أفعاله ، وبالخصوص خروجه على أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكان عليه لتحقيق التوبة إرجاع الجيش عن محاربة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، أو المحاولة على الأقلّ ، بل يجب عليه المقاتلة مع أمير المؤمنين (عليه السلام) ، كما فعل الحرّ بن يزيد الرياحيّ مع الإمام الحسين (عليه السلام) .
____________
1- مسند أحمد 2 / 161 ، صحيح مسلم 8 / 186 ، الجامع الكبير 5 / 333 ، المستدرك على الصحيحين 2 / 148 ، السنن الكبرى للبيهقي 8 / 189 ، مجمع الزوائد 7 / 242 ، فتح الباري 1 / 451 ، مسند أبي داود : 84 ، السنن الكبرى للنسائي 5 / 75 ، المعجم الكبير 1 / 320 ، الطبقات الكبرى 1 / 241 .
2- وقعة الجمل : 137 ، الأنوار العلوية : 215 .
|
الصفحة 403 |
|
( يعقوب الشمّري . اسكتلندا . 18 سنة . طالب )
مذهب اليعقوبي والأصفهاني والمسعودي :
السؤال: هل صحيح أنّ كلّ من الكتب التالية : تاريخ اليعقوبي , مقاتل الطالبيين , تاريخ المسعودي ، تعتبر مصادر شيعية ؟
الجواب : الكتب الثلاثة المذكورة هي كتب تاريخ وسير ومقاتل ، فيرد فيها الغثّ والثمين ، ولابدّ من تمحيصها أو تمحيص الخبر والحديث المنقول قبل الاعتماد عليه والركون إليه .
على أنّ اليعقوبي لم يثبت تشيّعه ، وأبا الفرج الأصفهاني كان زيدي المذهب ومرواني النسب .
وأمّا المسعودي فبما أنّ السبكي ذكره في طبقاته (1) ، فلذا يعدّ من علماء العامّة ؛ ومن جانب آخر بما أنّه صاحب كتاب إثبات الوصية لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فيحتمل قويّاً أن يكون من الشيعة .
وبالجملة ، لا يخفى أنّ مبنى الشيعة في العمل بما في الكتب والأخبار والأحاديث هو : البحث السندي أوّلاً ، ثمّ البحث الدلالي ، ولا يشذّ من هذه القاعدة أيّ كتاب وتصنيف إلاّ القرآن الكريم .
( كرّار أحمد المصطفى . الكويت . 19 سنة . طالب جامعة ومبلّغ دين )
السؤال: هل كان حجر بن عدي هو صاحب مقولة : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين للإمام الحسن (عليه السلام) ؟ وعلى اعتبار صحّة هذا الكلام ألا يكون ذلك من أخطائه الفادحة التي تخرجه من ملّة الشيعة ؟ حيث من أهمّ شروط الانتساب للتشيّع الاعتقاد بأنّ الحسن المجتبى (عليه السلام) إمام مفترض الطاعة ، خصوصاً وأنّنا نعتبر هذا الصحابي من خلّص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ودمتم موفّقين لخدمة محمّد وآل محمّد (عليهم السلام) .
____________
1- طبقات الشافعية الكبرى 2 / 323 .
|
الصفحة 404 |
|
الجواب : ورد في بعض الكتب غير المعتبرة هذا القول منسوباً إلى حجر بن عدي بسند مرسل وضعيف ، لوجود ثقيف البكّاء المجهول ، أو غير الموثّق فيه .
ومضافاً إلى عدم حجّية النسبة المذكورة لوهن سندها من جهتين نجد عامّة المصادر من الفريقين تصرّح بأنّ القائل لهذه المقولة هو شخص آخر ، وفي أكثرها أنّه سفيان بن أبي ليلى (1) .
على أنّ العبارة المذكورة لا تليق أن تنسب إلى أيّ شخص من شيعة الإمام (عليه السلام)، فكيف يعقل أن تصدر ممن ثبت أنّه من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، والإمام الحسن (عليه السلام) ، وهو الذي قتل صبراً لولائه ؟!
والنتيجة : إنّ النسبة المذكورة مفتعلة قطعاً ، وضعها بعض الأُمويين للنيل من كرامة هذا الصحابي الجليل المتفاني في الولاية .
( كرّار أحمد المصطفى . الكويت . 19 سنة . طالب جامعة ومبلّغ دين )
مكانة عبد الله بن جعفر ومحمّد بن الحنفية عندنا :
السؤال: ما هي مكانة عبد الله بن جعفر ، ومحمّد بن الحنفية في وجداننا ؟ وهل هما مخلصان لأئمّة زمانهما ؟ ودمتم موفّقين لخدمة محمّد وآل محمّد (عليهم السلام) .
الجواب : إنّهما كانا من الموالين لخطّ أهل البيت (عليهم السلام) بلاشكّ ولا شبهة .
وأمّا الكلام فيهما من جهة عدم حضورهما في كربلاء ففيه وجوه وأقوال ، منها : أنّ تخلّفهما كان بأمر الإمام (عليه السلام) لمصالح شتّى .
____________
1- أُنظر : مناقب أمير المؤمنين 2 / 128 و 315 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 175 ، اختيار معرفة الرجال 1 / 327 ، الاختصاص : 82 ، مقاتل الطالبين : 44 ، شرح نهج البلاغة 16 / 16 و 44 ، ذخائر العقبى : 139 ، شواهد التنزيل 2 / 457 ، نقد الرجال 2 /332 ، جامع الرواة 1 / 365 ، تاريخ بغداد 10 / 305 ، تاريخ مدينة دمشق 13 / 279 ، تهذيب الكمال 6 / 250 ، وغيرها من المصادر .
|
الصفحة 405 |
|
ومنها : وجود المانع من مرض وغيره .
وعلى أيّ حال ، فلا إشكال في إخلاصهما وولائهما ؛ نعم من اليقين أنّ مكانتهما عند الشيعة وأئمّتها (عليهم السلام) لا تصل إلى مقام شهداء كربلاء ، الذين ضحّوا بكلّ غالٍ ونفيس في سبيل العقيدة ، وفدوا الإمام (عليه السلام) بأرواحهم وأجسامهم .
( السيّد محسن الميلاني . كندا . 25 سنة . طالب )