السؤال: في الحقيقة أردت أن أسال سماحتكم عن ابن النديم ، صاحب كتاب الفهرست ، هل هو شيعي كما يقول البعض أم أنّه من العامّة ؟ وبارك الله فيكم ، ونسألكم الدعاء .
الجواب : هناك الكثير من المؤشّرات التي ترجّح عدم كون ابن النديم شيعياً ، منها :
1-عدم ترجمة النجاشي والشيخ الطوسي له في كتابيهما ، فيظهر منه أنّ الرجل من أهل العامّة (3) .
2-عندما يذكر الأئمّة (عليهم السلام) لا يقول : الإمام الصادق مثلاً ، بل يقول : جعفر الصادق ، دون الإشارة إلى إمامته ، وهذا على خلاف عادة الكتّاب الشيعة .
3-عندما يذكر مؤمن الطاق ، يعنونه بشيطان الطاق ، ثمّ يقول : إنّ الشيعة تلقّبه بمؤمن الطاق .
4-تتلمذه على البلاذري نديم المتوكّل العباسيّ ، المعروف بعدائه ونصبه
____________
1- تاريخ مدينة دمشق 16 / 258 .
2- الإصابة 5 / 561 .
3- أُنظر : معجم رجال الحديث 16 / 72 .
|
الصفحة 418 |
|
لأهل البيت (عليهم السلام) .
5-تقديمه لذكر فقهاء المذاهب الأُخرى على فقهاء الشيعة في كتاب الفهرست .
6-بعض الذين وصفوه بالتشيّع ، استدلّوا على ذلك بحجج واهية ، فمثلاً الزركلي يقول عنه : " وكان معتزلياً متشيّعاً ، يدلّ كتابه على ذلك ، فإنّه كما يقول ابن حجر ، يسمّي أهل السنّة الحشوية ، ويسمّي الأشاعرة المجبّرة ، ويسمّي كلّ من لم يكن شيعياً عامّياً " (1) .
فإنّ ذكره لأسمائهم هذه المتداولة في عصره لا تجعله لوحدها شيعياً .
( عبد الله. السعودية . 38 سنة )
روايات عقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي :
السؤال: ربما يقول أو يشكل بعضهم : إنّ أكثر استشهاداتك مأخوذة من كتاب العقد الفريد للأندلسي ، وهذا الكتاب كتاب أدب ، وفيه ما فيه من المبالغات والتصوّرات والتخيّلات التي لا واقع لها ، كما يفعل الشعراء والأدباء في وصفهم للأحداث والأشياء ، إذ تراهم يبالغون في الوصف للوصول إلى الغاية الأدبية ، أو قد يتصوّرون تصوّرات يسقطونها على أحداث واقعية .
وابن عبد ربّه الأندلسي أديب ، ولا يستثنى من هذه القاعدة ، وكتابه هو كتاب أدب ، وليس كتاب تاريخ ، أو أحاديث يوثق به ويطمئن إليه ، بل أكثر من ذلك ، إذ يعمد أحياناً إلى اتهام العقد الفريد أنّه مشحون بالأكاذيب ، طبعاً هذا ما قاله لي أحد الأصدقاء السنّة في معرض ردّه عليّ حين استدلالي بالعقد الفريد على نقطة أثرتها معه .
الجواب : أعلم أنّنا لا نقول بصحّة كلّ ما في بطون الكتب إلاّ كتاب الله تعالى كما يفعل إخواننا السنّة ، بل كلّ كتاب عندنا مهما تكن وثاقته ، مؤلّفه خاضع
____________
1- الأعلام 6 / 29 .
|
الصفحة 419 |
|
عندنا للجرح والتعديل ، وهذا ما تجده في كثير من بحوث علمائنا ، هذا من جهة .
أمّا الجهة الأُخرى ، فالرواية وإن وردت في العقد الفريد ، فإنّ كانت ذات سند فنبحث عن سندها ، وكذلك ما يعضدها من مصادر أُخرى وردت فيها ، وبالتالي يرتقي بحثك إلى صورة علمية واقعية لا تقبل الشكّ ، وهذا ليس بخصوص العقد الفريد ، بل كلّ كتاب فهو ليس وحده مشحون بالأكاذيب على قولك بل حتّى كتب التاريخ والرواة وغيرهم مشحونة بالأكاذيب ، فكان الخليفة يعطي لمن يضع حديث في ذمّ علي(عليه السلام) الآلاف من الدنانير الذهب من بيت مال المسلمين ، فما المانع من وضعها ؟!
كما فعل بعض ممّن يعدّ من الصحابة ومجموعة من التابعين !!
( حسن حبيب . السعودية . 24 سنة . طالب )