هل جاء الأنبياء برسالة عالمية أم انحصرت رسالتهم في مناطق خاصة و أقوام محدودين؟
الجواب الإجمالي
يُقَسَّم الأنبياء حسب المصادر الحديثية و التفسيرية إلى فريقين: فريق جاء برسالة عالمية و شاملة و بعثوا بكتب مقدسة و شرائع خاصّة بهم، فيما تكفل الفريق الثاني من الأنبياء مهمة تبليغ و ترويج شريعة الأنبياء من ذوي الرسائل العامّة.
و قد أشارت الروايات و كلمات المفسرين إلى خمسة من أنبياء الفريق الأوّل عرفوا بالرسل من أولي العزم، و هم: 1. نوح عليه السلام؛ 2. إبراهيم؛ 3. موسى؛ 4. عيسى؛ 5. النبي محمد (ص)
و المستفاد من الروايات أنّ شريعة هؤلاء الأنبياء شريعة عالمية، و خاصّة شريعة خاتم الأنبياء محمد (ص)، فهؤلاء بعثوا لجميع أبناء النوع الانساني، بل بعثوا الى عالمي الإنس و الجن، و من تلك الروايات:
1. عن أبي حمزة عن علي بن الحسين ع قال:....منهم خمسة أولو العزم من الرسل. قلنا: من هم؟ قال: نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليهم أجمعين. قلنا له: ما معنى أولي العزم؟ قال: بعثوا إلى شرق الأرض و غربها جنها و إنسها.[1]
2. حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: إنما سمّي أولو العزم أولي العزم لأنهم كانوا أصحاب الشرائع و العزائم؛ و ذلك أنّ كلّ نبي بعد نوح (ع) كان على شريعته و منهاجه و تابعاً لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل (ع)، و كلّ نبي كان في أيام إبراهيم و بعده كان على شريعته و منهاجه و تابعا لكتابه إلى زمن موسى (ع)، و كلّ نبي كان في زمن موسى و بعده كان على شريعة موسى و منهاجه و تابعا لكتابه إلى أيام عيسى (ع)، و كلّ نبي كان في أيام عيسى (ع)، و بعده كان على منهاج عيسى و شريعته و تابعاً لكتابه إلى زمن نبينا محمد (ص). فهؤلاء الخمسة أولو العزم فهم أفضل الأنبياء و الرسل (ع) و شريعة محمد (ص) لا تنسخ إلى يوم القيامة و لا نبي بعده إلى يوم القيامة.[2]
و الجدير بالذكر هنا أنّ وصفت رسالتهم بالعالمية و الشمولية لا يعني بالضرورة وصولها في تلك الفاصلة بينها و بين النبي اللاحق إلى جميع انحاء المعمورة، باعتبار أنّ الواقع يثبت خلاف ذلك إذ جميع الشرائع التي ذكرت باستثناء الشريعة الخاتمة، قد نسخت من قبل الرسول اللاحق قبل بلوغها إلى جميع الاجيال و الشعوب.
لمزيد الاطلاع انظر الاسئلة تحت الارقام التالية: 460؛ 32102؛ 2600.
[1]. ابن قولويه،جعفر بن محمد، کامل الزیارات، تحقيق و تصحيح، الأميني،عبد الحسین، النص، ص ۱۸۰، النجف الأشرف، دار المرتضویة، الطبعة الأولى، 1356ش؛ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 11، ص 32 - 33، بيروت، دار إحیاء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1403ق.
[2]. الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا(ع)، تحقيق و تصحيح، لاجوردي، مهدي، ج 2، ص 80، طهران، نشر جهان، الطبعة الأولى، 1378ق.