عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

آية اللّه العظمى السيد محمد تقي الخونساري ـ قدس سره

آية اللّه العظمى السيد محمد تقي الخونساري ـ قدس سره

ولـد فـي مـدينة خونسار بايران في شهر رمضان المبارك من عام / 1305 هـ، في اسرة كريمة معروفة بالعلم والفضل والادب .

دراسته و اساتذته:
ـ فـي عـام 1322 هـ وقـبل ان يكمل سن السابعة عشرة من عمره هاجر الى النجف الاشرف لدراسته العلوم الدينية .
ـ بـعـد اكـمـاله مرحلة السطوح اخذ يحضر دروس آية اللّه الاخوند الخراساني (صاحب كفاية الاصول ) ودروس آية اللّه محمد كاظم اليزدي (صاحب العروة الوثقى ).
ـ بعد وفاة المرحوم الاخوند الخراساني انتقل الى حلقة دروس آية اللّه شيخ الشريعة الاصفهاني، ودروس آية اللّه ضياء الدين العراقي .
ـ شـرع بـدراسة العلوم العقلية عند المرحوم الشيخ علي القوجاني، وقد استفاد من افاداته الشي الكثير.

جهاده ضد الاستعمار البريطاني:
كان السيد الخونساري في العراق ايام اندلاع نيران الحرب العالمية الاولى بين الدولة العثمانية و الانجليز، فهب علماء الدين الافاضل للجهاد والدفاع عن ارض الاسلام ضد الاحتلال الكافر، وذلك تـحـت قيادة العلماء المجاهدين الواعين، فاتفق آية اللّه الخونساري مع آية اللّه محمد تقي الشيرازي (الـمـيـرزا الـثـانـي ) وآية اللّه مصطفى الكاشاني على الاشتراك في جبهة واحدة ضد الاحتلال الـبـريطاني، وكانت جبهتهم الحربية تشمل الاراضي الواقعة ما بين نهري دجلة والفرات، وبعد قـتـال عنيف بين السيد الخونساري وجنوده وبين قوات الاحتلال البريطاني البغيض جرح السيد الـخـونساري، نتيجة اصابته باطلاقة منعته من مواصلة القتال ضد الغزاة المعتدين، وعلى اثر ذلك وقـع فـي اسر القوات البريطانية، فابعدته الى بلاد الهند التي كانت من مستعمرات بريطانيا واهم قـواعدها آنذاك، وبعد ان قضى اربع سنوات في سجون القوات الانجليزية ما بين البحر و الـهـند وسنغافورة، اطلق سراحه بسبب المساعي الكبيرة التي بذلها احد الوجهاء العرب من الذين كانوا معه في الاسر، والذي تم اطلاق سراحه قبل السيد الخونساري، وبعد اخراجه من سجون الانجليز عاد الى محل ولادته (خونسار) في ايران .
وبعد عودته الى ايران اخذ على عاتقه مسؤولية التصدي لنظام الشاه رضا خان، مع باقي علماء الدين الـمـجـاهـدين في ايران، و اشترك في حركة الجماهير مطالبا بتاميم النفط، وكذلك دعا الى عدم المشاركة في انتخابات ما يسمى بالمجلس الوطني التابع لنظام الشاه في عام 1371 هـ وقد تصدى لقانون منع الحجاب الاسلامي الذي صدر ايام رضا خان .

يمكن تلخيص خدماته بما يلي :

1 ـ تثبيت كيان الحوزة العلمية في قم المقدسة :
في سنة 1340 هـ وبناءً على طلب آية اللّه العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري ـ مؤسس الحوزة الـعـلمية في قم المقدسة ـ جاء السيد الخونساري الى مدينة قم ووضع يده بيد آية اللّه الحائري، في سبيل تثبيت اركان الحوزة العلمية التي كان نظام الشاه رضا خان يتربص بها الداوئر.
وبـعـد وفـاة المرحوم الحائري اتفق السيد الخونساري مع آية اللّه محمد حجت وآية اللّه الصدر (الـمـتـوفـى عام 1373 هـ ) على المضي قدما، نحو تطبيق اهداف الشيخ الحائري، في تربية و تدريس الطلاب، واعدادهم لاداء واجباتهم الرسالية .

2 ـ اقامته لصلاة الجمعة :
مـن الـخـدمـات الـجليلة التي اقدم عليها هذه العالم الكبير كانت اقامته لصلاة الجمعة ذات الابعاد الـسـيـاسـية، وذلك في عام 1360 هـ في المدرسة الفيضية، وبسبب كثرة المصلين ثم نقلها الى مسجد الامام الحسن العسكري صلوات اللّه وسلامه عليه في قم المقدسة .
ويمكن القول بان آية اللّه الخونساري قام باحياء هذه الشعيرة التي كانت مهملة لسنين طويلة .

3 ـ اقامته لصلاة الاستسقاء:
وهـي مـن خـدمـاته الاجتماعية الاخرى التي قدمها لابناء الشعب الإيراني، وبهذا الخصوص يـروي لـنا آية اللّه الاراكي هذه القصة حول صلاة الاستسقاء اذ يقول: في عام 1362 هـ تعرضت مـديـنـة قـم الـمـقدسة الى جفاف شديد بسبب عدم هطول الامطار، فطلب اهالي المدينة من السيد الخونساري اقامة صلاة الاستسقاء فامتنع عن ذلك، وبعد الاصرار الشديد من قبل اهل العلم والفضل وافق على اقامتها، وخرج ما يقارب من عشرين الف نسمة الى خارج المدينة وادوا صلاة الاستسقاء بـامامته، وبعد انتهاء مراسم الصلاة بفترة وجيزة نزل المطر بشكل غزير ملفت للانظار، ببركات دعاء هذا السيد الجليل .

وفاته:
أصيب السيد الخونساري بمرض في اواخر عمره الشريف، وبالرغم من المعالجات المستمرة له مـن قـبل الاطباء، الا ان صحته لم تتحسن، وعلى اثر ذلك استدعاه اهالي مدينة همدان بالمجيء الى مدينتهم ذات المناخ اللطيف في الصيف، فقبل دعوتهم وذهب الى هناك .
وبعد فترة قصيرة قضاها في همدان تعرض الى نوبة قلبية لم تمهله طويلا، فلبى ندا ربه بتاريخ 7 / ذي الـحجة / 1371 هـ، وتم نقل جثمانه الطاهر من هناك الى قم المقدسة وشيع فيها تشييعا لم يـسـبـق له مثيل، ودفن بجانب استاذه آية اللّه العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري يزدي ـ مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة ـ، بجوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة بنت الامام موسى بن جعفر عـلـيـهـم الـسلام، وحدادا على هذه الثلمة الاليمة في الاسلام فقد عطلت الدراسة في حوزة قم المقدسة، وكذلك في النجف الاشرف .واقيمت فيهما مجالس الفاتحة على روحه الطاهرة .
المصدر :
تحقيق راسخون 2015

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

دعاء ادریس
الابتداع في تفسير البدعة
مسجد قباء
الخطبة
في حب النبي إياها
مسلم بن عقیل سفیر الحسین (علیه السلام)
أقوال المعصومين في القرآن
الامام الهادي عليه السلام والغلاة
علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
حماية المرأة و الاسرة في قوانين الجمهورية ...

 
user comment