عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

السؤال: رحم الله والديكم ووالد والديكم ، ورحمكم الله وعافاكم ، وأعطاكم الأجر والثواب ، وبعد ، أتمنّى أن تجيبوني على سؤالي :

الابتلاء لأجل إظهار حقيقة الإنسان :

السؤال: رحم الله والديكم ووالد والديكم ، ورحمكم الله وعافاكم ، وأعطاكم الأجر والثواب ، وبعد ، أتمنّى أن تجيبوني على سؤالي :

إنّ الله تعالى يبتلي الناس إمّا بحرمانهم من النعمة ، أو بإعطائهم النعمة ، أي أن يعطيهم المال فيرى ماذا يصنعون به ، أو يحرمهم من المال ويرى صبرهم ، والحرمان امتحان أصعب من توفّر النعمة ، فلماذا لا يكون امتحان وابتلاء جميع الناس سواسيه ؟

فالفقير قد يشعر بأنّ الغنيّ أفضل منه ، وأنّ الله ابتلى الفقير أكثر من ابتلائه للغنيّ ، وكذلك قد يشعر المريض أو المحروم من نعمة الأولاد ، وجزاكم الله خيراً .

الجواب : إنّ موضوع الابتلاء والامتحان في دار الدنيا من الموضوعات الدقيقة ، التي تبتنى على أُسس واقعية وحكم قويمة ، تبلغ إلى مرتبة الأسرار الإلهية ، التي لا يمكن أن تدركها عقول البشر مهما بلغت من العظمة ، وأوتيت من الأسباب ، إلاّ أنّ المستفاد ممّا ورد في القرآن الكريم والسنّة الشريفة : إنّ الابتلاء إنّما هو لأجل إظهار حقيقة الإنسان ، ليصل إلى الجزاء الموعود ، الذي أعدّه الله تعالى في الدار الآخرة ، فلم يكن الابتلاء والامتحان بحسب المنظور القرآني ، لأجل ميزة دنيوية ، أو الحصول على جزاء دنيوي ، إلاّ في بعض الأفراد ، التي ورد النصّ عليها خيراً كان أو شرّاً .

فالفقر والمرض والمحن والآلام وغيرها ، ممّا يعدّها الإنسان ابتلاءات ، إمّا أن تكون سبلاً للوصول إلى المقامات الرفيعة ، والكمالات الواقعية ، والدرجات الراقية في الآخرة ، فهي في الحقيقة سلالم الكمال ودرجات الرفعة والقرب ، أو تكون سبباً في رفع الموانع عن طريق الإنسان ، فبالآخرة فإمّا


الصفحة 553


هي لزيادة المقتضى لنيل الكمالات ، أو لإزالة الموانع والعقبات ، فهي لا تعدّ بهذا المنظور ابتلاءً في الواقع ، فالفقر والمرض بهذا المقياس لا تكون محناً بل سبباً لنيل الكمال .

نعم ، قد يكون المقياس هي المرتبة في الدنيا ، فتكون الابتلاءات والمحن بالنسبة إلى المظاهر الدنيوية وحظوظها فيختلط الأمر ، كما ذكره السائل ، فربما تكون النعم والمحن بل مطلق الابتلاء ترجع إلى بعض الأعمال الصادرة من الشخص ، أو الصفات التي ترتكز في النفس ، أو تؤثّر في الخلف ، وحينئذٍ لا تكون الأُمور الحاصلة بالنسبة إلى الأفراد ممّا ذكره السائل من دون سبب ، فهي تابعة لأسباب أو أُمور دقيقة واقعية .

( السيّد محمّد السيّد حسن الموسوي )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

هل منزلة الأئمة الأطهار أرفع منزلة من الأنبياء ...
السؤال : من المؤكّد أنّ العصمة الموعودة من الله ...
الخطبة الشقشقية
لماذا صار يوم عاشوراء اعظم الايام مصيبة
السؤال : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في ...
السؤال : هل توجد رواية في كتب أهل السنّة تبيّن ...
ما هو سرّ الخليقة وفلسفة الحياة؟!
السؤال : قال الإمام علي أمير المؤمنين : " أنا الذي ...
ان زيارة عاشورا المشهورة ( التي نقرأها جميعا ) هي ...
السؤال: إنّه ليحزّ في نفسي أن أجد مثل هذه الإجابة ...

 
user comment