الشرور هي نتائج أعمال الإنسان وأفعاله :
السؤال: أحتاج على إجابة للسؤال التالي وبالتفصيل ، حفظكم الرحمن :
سمعت بعض العلماء يقول : إنّ الشرّ لا وجود له ، وأنّه لم يخلق أصلاً ، ولكنّه وجد بسبب أفعال البشر ، أي أنّه ناتج عن سوء ما اقترفت يد البشرية .
وسؤالي هو : إن لم يكن للشرّ وجود أصلاً ، فكيف تستطيع أفعال الإنسان السيّئة أن تكون مصدراً لوجوده ؟ بفرض القول أنّ الشرّ لا يعدّ شرّاً في باطنه لكن يبقى التساؤل ، لِم قيل : إنّ أفعال الإنسان الشريرة مصدره ؟ وكيف ذلك ؟ أين الصواب ؟
نسألكم الدعاء ، مع ألف سلامة ، ودمتم بحفظ الله سالمين .
الجواب : إنّ الخير والشرّ كلاهما منسوبان إلى الله تعالى ، قال عزّ من قائل : {قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللهِ } (1) إلاّ أنّ الفرق أنّ الشرّ منسوب إلى الإنسان ابتداءً ، وإليه تعالى بالواسطة ، والشرّ من الأُمور النسبية لا وجود له ، إلاّ ما ينطبق
____________
1- النساء : 78 .
|
الصفحة 554 |
|
على الأثر المترتّب على الأعمال الصادرة من الإنسان ، وقد ورد في الحديث : " إذا كثر الزنا في أُمّتي كثر موت الفجأة " (1) ، وأمثال ذلك من الآثار ، فإنّ كُلّ عمل سواء كان خيراً وصالحاً أو سوءً يترتّب عليه أثر يناسبه ، شأنها شأن الآثار المترتّبة على الأشياء ، فإنّ النبتة المعيّنة الفلانية فيها آثاراً معروفة ، وعلى شرب السمّ مثلاً يترتّب الموت ، فالشرور هي نتائج أعمال الإنسان وأفعاله ، ولأجل ذلك ورد في عدّة روايات تحث الإنسان على التفكّر في عواقب الأُمور ، وما يترتّب على أفعاله من آثار سيئة ، نسأل الله التوفيق والهداية .
( عبد الرحيم . الجزائر . 35 سنة . أُستاذ )