ردّ بعض موارد الغلّو فيه :
السؤال : ما صحّة ما نسمعه من بعض أهل المنابر : أنّ القرآن الكريم نزل في الإمام علي (عليه السلام) بشكل عام ومطلق ، وإنّ كلّ حرف فيه يقصد به الإمام (عليه السلام) ، وشكراً .
الجواب : وردت روايات كثيرة ـ فيهنّ صحاح ومعتبرات ـ في تأويل آياتٍ من الذكر الحكيم لتطبيقها على أهل البيت ، والأئمّة المعصومين (عليهم السلام) ، ولابأس في هذا المجال مراجعة التفاسير الروائية ، مثل : البرهان ، نور الثقلين ، الصافي .
ولكن يجب التنبّه إلى هذه النقطة الرئيسية وهي : إنّ التأويل غير التفسير ، كما ذكر في محلّه ، إذ إنّ التأويل يعطينا شأن نزول الآية ، والتطبيق في الخارج ، وهذا لا يحدّد المعنى السيّال المستفاد منها الذي هو التفسير ، وهذا
____________
1- علل الشرائع 1 / 156 .
2- بحار الأنوار35 / 51 .
|
الصفحة 17 |
|
هو دليل استمرارية المفاهيم القرآنية إلى الأبد .
وبعبارة أوضح : إنّ الآيات القرآنية لها مفاهيم نتعرّف عليها من خلال التفاسير الصحيحة ، وفي نفس الوقت لها مصاديق تشير إليها النصوص ، والآثار الواردة من المعصومين (عليهم السلام) ، ولا تنافي بين هذين الوجهين للقرآن الكريم .
ثمّ مع قبولنا هذا المبنى الصحيح ، لا يسعنا المساعدّة على قول القائل : بأنّ القرآن بمجموعه نزل في أمير المؤمنين (عليه السلام) ، إذ من المتيقّن أنّ بعض الآيات قد نزلت في شأن أعدائه ، أو أنّ بعضها الآخر وردت لبيان أحكام شرعية ، وهكذا كما هو واضح للمتأمّل .
( هاني . البحرين . 22 سنة . طالب جامعة )