ليس جميع السادة من أهل البيت :
السؤال : أتى سؤال من أهل السنّة يقول : لم أخرج ذرّية الحسن ، وذرّية الحسين (عليهما السلام) من الآية ؟ يعني أليس هذه الذرّية من أهل البيت ؟
الجواب : قال تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } (1) .
وقال (صلى الله عليه وآله) : " إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض " (2) .
فأهل البيت إمّا أن يكونوا جميع السادة من ذرّية فاطمة (عليها السلام) ، وعددهم بالملايين ، وهذا لا يمكن لأُمور :
لأنّ الآية وصفتهم بأنّ إرادة الله تعلّقت بإذهاب الرجس عنهم ، وأنّ الله طهّرهم تطهيراً ، وهذا صريح في العصمة ، ومن المعلوم قطعاً أنّ السادة والأشراف جميعهم غير معصومين .
ولأنّ في الحديث قرنهم بالكتاب العزيز ، وأوصى بالتمسّك بهم ، وأنّه لن يضلّ من تمسّك بهم ، ونجزم بأنّ مراد الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يتعلّق بجميع السادة .
فيبقى البحث عن المراد من أهل البيت (عليهم السلام) في آية التطهير ، وحديث الثقلين، وغيرهما .
وفي الجواب نقول : إنّ الروايات الواردة في شأن نزول آية التطهير ـ كما رواها الشيعة وأهل السنّة في صحاحهم ومسانيدهم ـ تقول : إنّها نزلت في الخمسة من أصحاب الكساء : النبيّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) .
وضم هذه الروايات إلى الروايات الواردة في كون الأئمّة اثني عشر كلّهم من قريش ، أو كلّهم من بني هاشم ، وفي بعضها التصريح بأسمائهم ، كلّ هذا
____________
1- الأحزاب : 33 .
2- مسند أحمد 5 / 182 ، تحفة الأحوذيّ 10 / 196 ، مسند ابن الجعد : 397 ، المنتخب من مسند الصنعانيّ : 108 ، ما روى في الحوض والكوثر : 88 ، كتاب السنّة : 337 و 629 ، السنن الكبرى للنسائيّ 5 / 45 و 130 ، مسند أبي يعلى 2 / 297 و 303 و 376 ، المعجم الصغير 1 / 131 ، المعجم الأوسط 3 / 373 ، المعجم الكبير 3 / 65 و 5 / 154 و 166 و 170 ، نظم درر السمطين : 231 ، الجامع الصغير 1 / 402 ، العهود المحمدية : 635 ، كنز العمّال 5 / 290 و 13 / 104 و 14 / 435 ، دفع شبه التشبيه : 103 ، شواهد التنزيل 2 / 42، تفسير القرآن العظيم 4 / 123 ، الطبقات الكبرى 2 / 194 ، علل الدارقطنيّ 6 / 236 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 220 و 54 / 92 ، سير أعلام النبلاء 9 / 365 ، أنساب الأشراف : 111 ، البداية والنهاية 5 / 228 و 7 / 386 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 6 و 12 / 232 ، ينابيع المودّة 1 / 74 و 97 و 100 و 113 و 119 و 123 و 132 و 345 و 350 و 360 و 2 / 90 و 112 و 269 و 273 و 403 و 437 و 3 / 65 و 141 و 294 ، لسان العرب 4 / 538 .
|
الصفحة 405 |
|
يعطينا خبراً أنّ المقصود بأهل البيت ـ الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وقرنهم رسول الله بكتابه ، ووصى أُمّته بالتمسّك بهم ، وأنّه لن يضلّ من تمسّك بهم ـ هم : النبيّ محمّد ، وفاطمة ، وعلي ، والحسن ، والحسين ، والسجّاد ، والباقر ، والصادق ، والكاظم ، والرضا ، والجواد ، والهادي ، والعسكريّ ، والمهديّ المنتظر (عليهم السلام) .
( أحمد جعفر . البحرين . 19 سنة . طالب جامعة )
السؤال : الأساتذة والعلماء الأكارم القائمين على الموقع .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أمّا بعد ، سؤالي أيّها الأفاضل هو كالتالي : { سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ } (1) ، من هم ؟ هل هو نبيّ الله إلياس (عليه السلام) ؟ أم المقصود بهم هم آل محمّد (عليهم السلام) ؟ وإن كانوا آل محمّد ، فهل تدلّ على عصمتهم ؟ وما هو قول العلاّمة الطباطبائي في تفسير الميزان ؟
الجواب : نقل الشيخ الصدوق (قدس سره) بسنده عن الإمام علي (عليه السلام) في قوله تعالى : { سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ } قال : " ياسين محمّد (صلى الله عليه وآله) ونحن آل ياسين " .
وروى أيضاً بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى : { سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ } ، قال : على آل محمّد (2) .
إذاً ، آل ياسين : هم آل محمّد (صلى الله عليه وآله) (3) .
وقال العلاّمة الطباطبائي : " إنّ قول آل ياسين هم آل محمّد مبنيّ على قراءة آل ياسين ، كما قرأه نافع وابن عامر ويعقوب وزيد " (4) .
وياسين : اسم من أسماء نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) بلغة طي ، وبهذه اللغة نزلت الآية { يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } (5) .
وهذه الآية لا تدلّ على عصمتهم (عليه السلام) بالصراحة ، بل تدلّ من باب أنّ المولى عزّ وجلّ لم يسلّم إلاّ على الذوات المعصومة ، كما في قوله : { سَلاَمٌ عَلَى
____________
1- الصافّات : 130 .
2- الأمالي للشيخ الصدوق : 558 .
3- أُنظر : شواهد التنزيل 2 / 165 و 169 ، نظم درر السمطين : 94 ، روح المعاني 12 / 135 ، تفسير القرآن العظيم 4 / 22، التفسير الكبير 9 / 354، الجامع لأحكام القرآن 15 / 119، الدرّ المنثور 5 / 286 ، فتح القدير 4 / 412 .
4- الميزان في تفسير القرآن 17 / 159 .
5- يس : 1 ـ 3 .
|
الصفحة 406 |
|
نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ } (1) ، وقوله : { سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ } (2) ، وقوله : { سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ } (3) .
( يوسف علي . ... . ... )
السؤال : ما المقصود من الثقل الأصغر ؟
الجواب : وردت عدّة روايات تصرّح بأنّ الثقل الأكبر هو القرآن الكريم ، والثقل الأصغر هو العترة الطاهرة (عليهم السلام) .
روى الشيخ الصدوق (قدس سره) بسنده عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لمّا رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجّة الوداع ، ونحن معه ... قال : " وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ، فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني " ؟ قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟
قال : " أمّا الثقل الأكبر فكتاب الله عزّ وجلّ ، سبب ممدود من الله ومنّي في أيديكم ، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأمّا الثقل الأصغر فهو حليف القرآن ، وهو علي بن أبي طالب وعترته ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض " (4) .
( محمّد إسماعيل قاسم . الكويت . 16 سنة . طالب )
السؤال : ما هو رأيكم بالصور التي تنشر ، والتي يكتب تحتها اسم إمام ، أو ما شابه ؟
الجواب : إذا كان ذلك الرسم بشكل يسيء للمعصوم فلا يجوز قطعاً ، أمّا إذا لم يكن في ذلك الرسم أي إساءة للإمامة فقد أجاب السيّد الخوئيّ S في منية السائل على هذا السؤال . وإليك السؤال وجوابه :
السؤال: ما يقول سماحتكم في الصور المرسومة أو التشبيهات للأئمّة (عليهم السلام)
____________
1- الصافات : 79 .
2- الصافات : 109 .
3- الصافات : 120 .
4- الخصال : 65 .
|
الصفحة 407 |
|
ورسم ما يخيل عنهم من ملامحهم وأوصافهم (عليهم السلام) فهل يجوز تعليقها في المنزل ، وما الحكم في الاعتقاد بها إنها هم ؟
الجواب : تعليقها في المنزل لا بأس به ، وأمّا الاعتقاد بها فهو مشكل .
( كميل . عمان . 22 سنة . طالب جامعة )
السؤال : أُريد أن أسأل : هل كلّ من شاهد النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته في المنام تعتبر مشاهدته صحيحة ؟ وكيف يمكن أن نعتبر الحلم حقيقة ؟
الجواب : قد ورد في الحديث : " من رآني فقد رآني " (1) ، وهذا الحديث لم يثبت سنده عند العلماء ، فلا يكون حجّة ، فلا تترتّب الأحكام الشرعية عليه ، أو أخذ معالم الدين بهذا الطريق .
ويمكن أن يقال : بالأخذ بالرؤيا التي لا تثبت حكماً شرعياً ، ولا أمراًَ أو نهياً ، وإنّما يأخذ بالأحلام التي فيها الأُمور العامّة ، كالمستحبّات ، وذلك بناء على التسامح بأدلّة السنن .
( محمّد إسماعيل قاسم . الكويت . 16 سنة . طالب )
مصادر حديث : هذا إمام ابن إمام :
السؤال : اذكروا لي الكتب التي روت هذا الحديث : " هذا إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، أبو الأئمّة " من كتب السنّة ؟ ودمتم سالمين .
الجواب : ذكرت مجموعة من علماء السنّة في مؤلّفاتهم نصّ هذا الحديث أو ما معناه ، منها :
1ـ الخوارزمي الحنفي ـ المتوفّى 658 هـ ـ في مقتل الحسين (2) .
2ـ القندوزي الحنفي ـ المتوفّى 1294 هـ ـ في ينابيع المودّة (3) .
وكلّهم يروون هذا الحديث عن سلمان الفارسي ، وأبي سعيد الخدريّ .
____________
1- رسائل المرتضى 2 / 12 .
2- مقتل الحسين 1 / 212 .
3- ينابيع المودّة 2 / 44 و 316 و 3 / 291 و 294 .
|
الصفحة 408 |
|
( أبو هاني . السعودية . ... )