عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

السؤال : هل أنّ الإمام علي (عليه السلام) سمّى أولاده بأسماء الخلفاء ؟

لا تدلّ على حقّانيتهم :

السؤال : هل أنّ الإمام علي (عليه السلام) سمّى أولاده بأسماء الخلفاء ؟

الجواب : إنّ التسمية بمجردها لا توجد فيها أيّ دلالة على حقّانية أبي بكر وعمر وعثمان بالخلافة ، ولا يمكن أن تقف قبال الأدلّة العلميّة ، من قبيل حديث الغدير ، وحديث المنزلة ، وحديث : ( وهو ولي كلّ مؤمن من بعدي ) ، الذي أنكره ابن تيمية بشدّة لعلمه بمدلوله ، وصحّحه الألبانيّ بسهولة ومرونة .

وفي الواقع ، لو رجعنا إلى العرف الاجتماعيّ والإنسانيّ لرأينا : أنّ العداوة بين الأفراد ، لا تمنع من أن يسمّي الإنسان أحد أولاده باسم عدوّه ، مادام هذا الاسم من الأسماء ليس حكراً لأحد في المجتمع ، وكمثال على ذلك : لو عاداني شخص في وقتنا المعاصر ، وكان اسمه محمّد ، أو أحمد ، فإنّ هذا لا يمنع أن اسمّي أحد أولادي بهذا الاسم ، بعد أن فرضنا إنّه منتشر في المجتمع .

وهنا ، هل كانت هذه الأسماء ـ أبو بكر وعمر وعثمان ـ منتشرة أم أنّها كانت نادرة ؟

فلنراجع كتب التاريخ ، ومعاجم الصحابة وتراجمهم ، ولنرى هل كانت هذه الأسماء حكراً على الخلفاء ؟ أم أنّها مشهورة معروفة ؟ ولنذكر أسماء الصحابة ، ونغض النظر عن أسماء الكفّار والمشركين ، وغيرهم .


الصفحة 148


كنية أبي بكر :

1ـ أبو بكر بن شعوب الليثيّ ، واسمه شدّاد .

2ـ أبو بكر ، عبد الله بن الزبير .

أسماء الصحابة ممّن كان اسمهم عمر :

1ـ عمر اليمانيّ .

2ـ عمر بن الحكم السلميّ .

3ـ عمر بن سراقة ، ممّن شهد بدراً .

4ـ عمر بن سعد ، أبو كبشة الأنماريّ .

5ـ عمر بن سفيان بن عبد الأسد ، ممّن هاجر إلى الحبشة .

6ـ عمر بن عمير بن عدي الأنصاريّ .

7ـ عمر بن عوف النخعيّ .

8 ـ عمر بن يزيد الكعبيّ .

9ـ عمر بن عمرو الليثيّ .

10ـ عمر بن منسوب .

11ـ عمر بن لاحق .

12ـ عمر بن مالك .

13ـ عمر بن مالك القرشيّ الزهريّ ، ابن عمّ والد سعد بن أبي وقّاص .

14ـ عمر بن معاوية الغاضريّ .

15ـ عمر الأسلميّ .

16ـ عمر بن أبي سلمة ، ربيب النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وأُمّه أُمّ سلمة .

17ـ عمر الخثعميّ .

أسماء الصحابة ممّن كان اسمهم عثمان :

1ـ عثمان بن أبي الجهم الأسلميّ .

2ـ عثمان بن حكيم .

3ـ عثمان بن حميد .


الصفحة 149


4ـ عثمان بن حنيف .

5ـ عثمان بن ربيعة بن اهبان ، ممّن هاجر إلى الحبشة .

6ـ عثمان بن ربيعة الثقفيّ .

7ـ عثمان بن سعيد بن أحمر الأنصاريّ .

8ـ عثمان بن شماس المخزوميّ .

9ـ عثمان بن طلحة بن أبي طلحة .

10ـ عثمان بن أبي العاص .

11ـ عثمان بن عمّار ، والد أبي بكر .

12ـ عثمان بن عبد غنم الفهريّ ، ممّن هاجر إلى الحبشة .

13ـ عثمان بن عبيد الله التميميّ .

14ـ عثمان بن عثمان الثقفيّ.

15ـ عثمان بن عمرو ، ممّن شهد بدراً .

16ـ عثمان بن مظعون ، الصحابيّ الجليل ، الذي قبّله النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو ميّت .

إذاً نرى : أنّ هذه الأسماء منتشرة ومشهورة ، وليست موقوفة على بعض الناس ، وليست ملكاً لبعض الأفراد ، ومجرد تسمية الإمام علي (عليه السلام) لبعض أولاده بهذه الأسماء ، بعد أن ثبت انتشارها ، لا يدلّ على المحبّة المدّعاة ، والمودّة المزعومة ، وحتّى لو شككنا إنّها يمكن أن تدلّ على المحبّة بين الإمام (عليه السلام) وبين الخلفاء ، فاعتقد أنّ القوم لا يشكّون بالعداوة والبغضاء القائمة بين الإمام الكاظم (عليه السلام) وبين هارون الرشيد ، وهذه العداوة لم تمنع من أن يسمّي الإمام (عليه السلام) أحد أولاده باسم هارون .

فهذه الأسماء ليست ملكاً لأحد ، ولا حكراً على شخص ، وإطلالة بسيطة على أسماء أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) لوجدنا هناك الكثير الكثير من أصحابهم ممّن كان اسمهم معاوية ، ويزيد ، ومروان ، و ... ، مع شدّة وعظمة العداوة بين أصحاب هذه الأسماء ، وبين آل محمّد (صلى الله عليه وآله) .


الصفحة 150


( سامي مراد . الكويت . ... )

كانت في أولاد الأئمّة وأصحابهم :

السؤال : إنّ هذا الموقع ليس من المواقع العادية ، حيث أنّنا كشيعة استفدنا منه كثيراً ، ومازلنا نستفيد ، فأدامكم الله ، وسؤالي هو : لقد قيل لي : بأنّ للحسين (عليه السلام) أبناء ، كانت أسماؤهم على أسماء الخلفاء ، مثل : أبي بكر وعمر وعثمان .

وقيل لي أيضاً : أنّ بعض الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) قاموا بهذه التسمية لأبنائهم .

كيف يقوم الإمام الحسين بتسمية أبنائه بأسماء من أسقطوا أخاه ؟ وقتلوا أُمّه ؟ وإن لم يكن (عليه السلام) سمّى بهذه الأسماء ، فكيف يسمّي الأئمّة المعصومون الآخرون أبناءهم بهذه الأسماء ؟

وأنا أتساءل عن هذا الموضوع ، لأنّنا الآن كشيعة ، لا يمكن أن نسمّي بهذه الأسماء ، فهل نحن افهم ـ والعياذ بالله ـ من الحسين (عليه السلام) ؟ وشكراً جزيلاً ، وأدامكم الله .

الجواب : ليس للإمام الحسين (عليه السلام) أولاد كانت أسماؤهم على أسماء الخلفاء ، وإنّما أولاده : علي الأكبر ، وعلي السجّاد ، وعبد الله الرضيع ، هذا أوّلاً .

وثانياً : إنّ مفهوم التسمية الآن غير مفهوم التسمية آنذاك ، فإذا سمّى أحد الأئمّة (عليهم السلام) بعض أبنائه باسم بعض الخلفاء ، لم يلحظ فيه التسمية باسم الخليفة الفلاني ، بل أنّ أصل التسمية لم يكن في عصر الأئمّة ملحوظ فيه أنّه سمّاه باسم فلان ، حتّى أنّ بعض أصحاب الأئمّة كان اسمه يزيد ، أو كان يسمّي ابنه باسم يزيد ، ولم يلحظ فيه أنه سمّاه باسم يزيد الملعون .

وثالثاً : دفعاً للشبهة ـ التي ربما تخطر بالبال ـ صرّح أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ عندما سمّى ابنه عثمان ـ : بأنّه إنّما سمّاه باسم عثمان بن مظعون (1) ، لا

1-   مقاتل الطالبيين : 55 .

 


الصفحة 151


عثمان ابن عفّان ، وعليه يمكن حمل سائر الأسماء .

وأخيراً : فإنّ للعرف في مسألة التسمية دخل كبير ، فإذا لم يكن في عصر الأئمّة (عليهم السلام) في التسمية لحاظ الأشخاص ، ولم يتبادر الأشخاص إلى الأذهان في التسمية ، فلم يكن حينئذ بأس بالتسمية ، وهذا بخلاف زماننا ، حيث العرف عندنا صار لحاظ الأشخاص .

فالمسألة تحتاج إلى بحث تاريخيّ مفصّل ، لنحصل على هذه النتيجة .

( طالب الحقّ . الكويت . ... )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : هل كانت الشيعة في زمن الرسول ؟ وما رأي ...
السؤال : لماذا نرى بالمذهب الشيعي الصلاة على ...
هل منزلة الأئمة الأطهار أرفع منزلة من الأنبياء ...
السؤال : من المؤكّد أنّ العصمة الموعودة من الله ...
الخطبة الشقشقية
لماذا صار يوم عاشوراء اعظم الايام مصيبة
السؤال : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في ...
السؤال : هل توجد رواية في كتب أهل السنّة تبيّن ...
ما هو سرّ الخليقة وفلسفة الحياة؟!
السؤال : قال الإمام علي أمير المؤمنين : " أنا الذي ...

 
user comment