العسقلانيّ يرد ابن تيمية لتضعيفه الحديث :
السؤال : يدّعي بعض المتعصّبين من أهل السنّة بطلان حديث المؤاخاة بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وعدم وجود سند صحيح لهذه الحادثة ، فماذا تردّون عليهم ؟
الجواب : إنّ القائل بضعف حديث المؤاخاة هو ابن تيمية في كتابه منهاج السنّة (1) ، ولكنّه كلام باطل جدّاً ، فللمؤاخاة أحاديث صحيحة كثيرة ، حتّى اعترف بذلك كبار العلماء الحفّاظ من أهل السنّة ، كابن حجر العسقلانيّ في فتح الباري (2) ، وصرّح ببطلان كلام ابن تيمية ، وردّ عليه .
( مصطفى . السعودية . ... )
يثبت إمامة علي (عليه السلام) :
السؤال : لاشكّ أنّ حديث المؤاخاة يثبت أنّ عليّاً أخ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ولكنّه لا يدلّ على إمامة علي (عليه السلام) نصّاً .
سؤال طُرح ، فالرجاء ردّه ، وجزاكم الله خيراً .
الجواب : إنّ النصّ من النبيّ (صلى الله عليه وآله) على نوعين ، منه ما يدلّ بلفظه وصريحه على الإمامة ، ومنه ما يدلّ ـ فعلاً كان أو قولاً ـ بنوع من التنزيل عليها ، وحديث
____________
1- منهاج السنّة 7 / 278 .
2- فتح الباري 7 / 211 .
|
الصفحة 389 |
|
المؤاخاة من النوع الثاني .
لأنّ الغرض من مؤاخاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) للإمام علي (عليه السلام) هو تعريف بمنزلة الإمام (عليه السلام) ، وبيان فضله على غيره ، لأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يؤاخي بين الرجل ونظيره ـ كما دلّ عليه بعض الأخبار ـ فيكون أمير المؤمنين (عليه السلام) هو النظير لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كما جعلته آية المباهلة نفسه ، وذلك رمز لإمامته (عليه السلام) ، ولذا احتج الإمام علي (عليه السلام) بهذا الحديث يوم الشورى (1) .
كما أشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضاً إلى ذلك بقوله : ( أنت أخي ووارثي )، قال (عليه السلام): ( وما أرثك ) ؟ قال : ( ما ورثت الأنبياء قبلي كتاب الله وسنّتي ) (2) .
فإنّ عليّاً (عليه السلام) إذا ورث مواريث الأنبياء كان من خلفائهم ، وإمام الأُمّة ، إذ ليس الإمام إلاّ من كان كذلك .
( محمّد . ... . 21 سنة )
متواتر ورواه الكثير من أهل السنّة :
السؤال : ما هو حديث المؤاخاة ؟ وهل هو صحيح سنداً ؟ شاكرين جهودكم في خدمة الإسلام .
الجواب : بعد هجرة النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة المنوّرة بعدّة أشهر ، آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه من المهاجرين ـ الذين هاجروا من مكّة إلى المدينة ـ وبين الأنصار ، وهم أهل المدينة ، على الحقّ والمواساة ، فكان يؤاخي بين الرجل ونظيره ، حتّى بقي هو وعلي (عليهما السلام) فآخاه ، أي جعله أخاً له ، ومن جملة ما قاله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : ( وأنت أخي ووارثي ) ، وهذا نعبّر عنه بحديث المؤاخاة .
ولا يخفى عليك ، إنّنا من خلال هذا الحديث نثبت أحقّية الإمام علي (عليه السلام)
____________
1- شرح نهج البلاغة 6 / 167 ، كنز العمّال 5 / 725 ، تاريخ مدينة دمشق ، ميزان الاعتدال 1 / 442 .
2- مفردات غريب القرآن : 519 .
|
الصفحة 390 |
|
لمنصب الإمامة والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، حيث يثبت هذا الحديث فضيلة كبيرة ، ومنزلة عظيمة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وهي : أنّه أخ له ووارثه .
كما لاشكّ أنّ هذا الحديث تواتر نقله ، ولا يمكن إنكاره ، ولا التشكيك فيه ، فقد رواه أصحاب السنن والسير والتواريخ من أعلام أهل السنّة في كتبهم ، فضلاً عن علماء الشيعة ، وعليه فهو حديث صحيح ، ولا يعبأ بقول ابن كثير وابن حزم ـ المعروفين بالنصب والتعصّب ضدّ فضائل علي (عليه السلام) ـ بأنّه حديث غير صحيح ، خصوصاً وأنّ بعض علماء أهل السنّة قد صححه وقوّاه .
وفي هذا المجال نذكر بعض نصوص هذا الحديث ، وبعض مصادره من أهل السنّة ، ومن قال بتصحيحه ، حتّى يتبيّن الحقّ لم ينكره .
1ـ روي عن زيد بن أبي أوفى قال : لمّا آخى النبيّ (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه ، وآخى بين عمر وأبي بكر ... فقال علي : ( يا رسول الله ، ذهب روحي ، وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان من سخطة عليّ ؟ فلك العتبى والكرامة ) .
فقال (صلى الله عليه وآله) : ( والذي بعثني بالحقّ ، ما أخّرتك إلاّ لنفسي ، فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ووارثي ) .
قال : ( يا رسول الله ما أرث منك ) ؟! قال : ( ما أورثت الأنبياء ) ، قال : ( ما أورثت الأنبياء قبلك ) ؟! قال : ( كتاب الله وسنّة نبيّهم ، وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ) (1) .
2ـ وروي : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بين أصحابه ، فبقي رسول الله وأبو بكر
____________
1- المعجم الكبير 5 / 221 ، نظم درر السمطين : 94 ، كنز العمّال 9 / 167 و 13 / 105 ، الدرّ المنثور 4 / 371 ، تاريخ مدينة دمشق 21 / 415 و 42 / 53 ، المناقب : 152 ، ينابيع المودّة 1 / 177 ، الآحاد والمثاني 5 / 172 .
|
الصفحة 391 |
|
وعمر وعلي ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وقال لعلي : ( إنّما تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإنّ ذكرك أحد فقل : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، لا يدّعيها بعدك إلاّ كذّاب ) (1) .
____________
1- ذخائر العقبى : 66 ، نظم درر السمطين : 95 ، كنز العمّال 11 / 608 و 13 / 140 ، علل الدارقطنيّ 9 / 205 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 52 و 61 ، جواهر المطالب 1 / 71 ، تحفة الأحوذيّ 10 / 152 .
|
الصفحة 392 |
|
( ناصر . أمريكا . ... )
تصريح علماء السنّة بصحّته وحسنه :
السؤال : سألني أحد الإخوة عن حديث ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ، وأنا في أمريكا لا يوجد لديّ كثير من المصادر ، فهل لكم أن ترشدونا إليه من كتب العامّة .
الجواب : من أقوى الأدلّة على أعلميّة أمير المؤمنين (عليه السلام) من جميع الصحابة ، حديث ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ، هذا الحديث الوارد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالأسانيد والطرق المعتبرة في كتب الفريقين ، وله ألفاظ مختلفة وشواهد متكثّرة ، حتّى نصّ جماعة من علماء أهل السنّة على كونه من الأحاديث المشتهرة ، وتفرّغ آخرون لإبطال الطاعنين في سنده .
لكن السبب الأصلي لطعن القوم في سنده قوّة دلالته على أفضلية الإمام (عليه السلام) ، والأفضلية مستلزمة للإمامة والخلافة ، ولهذا عمد بعضهم إلى التلاعب في متنه بالتأويل والتحريف .
فممّن صرّح بصحّته وحسنه من علماء أهل السنّة : سبط ابن الجوزيّ في تذكرة الخواص (1) ، الحاكم النيسابوريّ في المستدرك (2) ، يحيى بن معين (3) ، البدخشانيّ في نزل الأبرار ، الذي التزم فيه بالصحّة (4) ، محمّد بن
____________
1- تذكرة الخواص : 51 .
2- المستدرك 3 / 126 .
3- تهذيب الكمال 18 / 77 .
4- نزل الأبرار : 38 .
|
الصفحة 393 |
|
يوسف الكنجيّ في كفاية الطالب (1) ، ابن الجزريّ في أسنى المطالب (2) ، السخاويّ في المقاصد الحسنة (3) ، ابن حجر العسقلانيّ (4) ، صلاح الدين العلائيّ (5) ، الصالحيّ الشاميّ (6) ، المنّاويّ في فيض القدير (7) ، الصبّان في إسعاف الراغبين (8) ، الشوكانيّ في الفوائد المجموعة (9) .
( ... . ... . ... )
السؤال : أرجو إفادتنا بسند صحيح أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) قال : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) .
الجواب : حديث ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) له أسانيد صحيحة في كتب أهل السنّة ، منها : ما أخرجه الحاكم ـ وصححّه ـ عن سفيان بن سعيد الثوري ـ من رجال الصحاح الستة ـ عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ـ وثّقه : ابن معين والعجلي والنسائيّ وابن سعد ، وذكره ابن حبّان في الثقات ، وقال أبو حاتم : ما به بأس صالح الحديث ـ عن عبد الرحمن بن بهمان ـ ذكره ابن حبّان في الثقات ، ووثّقه ابن حجر في التهذيب وتقريب التهذيب ، وكذا غيرها
____________
1- كفاية الطالب : 119 .
2- أسنى المطالب : 70 .
3- المقاصد الحسنة : 123 .
4- كشف الخفاء 1 / 204 عنه في اللآلي .
5- سبل الهدى والرشاد 1 / 509 .
6- نفس المصدر السابق .
7- فيض القدير 3 / 61 .
8- إسعاف الراغبين : 148 .
9- الفوائد المجموعة : 349 .
|
الصفحة 394 |
|
ـ قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله يقول : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت من الباب ) (1) .
( وليد محمّد . مصر . 27 سنة )
السؤال : تمنّيت أن تقوموا بإعطائنا السند الصحيح الموثّق من كتب الشيعة الكرام حول حديث : أنا مدينة العلم ... ولا رغبة لي بما في كتب السنّة ، وبارك الله فيكم .
الجواب : إنّ حديث ( أنا مدينة العلم ) موجود في كتبنا بأسانيد معتبرة ، وهو حقيقة مسلّمة ، بحيث جاء ذكره حتّى في زيارات الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وحتّى في الأدعية المأثورة .
ومن أسانيده المعتبرة : رواية الشيخ الصدوق (قدس سره) قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : ( قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) على منبره : يا علي ، أنا مدينة العلم وأنت بابها ، وهل تؤتى المدينة إلاّ من بابها ) (2) .
____________
1- المستدرك 3 / 126 .
2- الأمالي للشيخ الصدوق : 655 .
|
الصفحة 395 |
|
حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه :
( أبوعلي . الكويت . 31 سنة . دبلوم صيدلة )