عربي
Sunday 28th of April 2024
0
نفر 0

السؤال : نشكركم على إتاحة الفرصة لنا بالاستفادة منكم ، أدام الله توفيقكم .

المولى بمعنى الإمام لا المحب والنصير :

السؤال : نشكركم على إتاحة الفرصة لنا بالاستفادة منكم ، أدام الله توفيقكم .

سؤالي هو : لماذا لا تكون عبارة النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " من كنت مولاه فهذا مولاه " دليلاً وقرينة على أنّ معنى " المولى " هو المحبّ والنصير ؟

____________

1- ذخائر العقبى : 87 ، مجمع الزوائد 9 / 120 ، مسند أبي داود : 360 ، خصائص أمير المؤمنين : 64 ، المعجم الكبير 12 / 78 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 199 ، الجوهرة : 64 ، البداية والنهاية 7 / 381 ، جواهر المطالب 1 / 212 ، ينابيع المودّة 2 / 86 .

2- المستدرك 3 / 134 .

3- مسند أحمد 1 / 331 ، كتاب السنّة : 552 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 102 .

4- مسند أحمد 4 / 372 ، البداية والنهاية 7 / 385 .


الصفحة 425


الجواب : إنّ هذه الشبهة هي محاولة منسوخة من قبل البعض لتأويل معنى " المولى " في حديث الغدير (1) ، ولكنّها مردودة لوجوه :

منها : إنّ صدر الحديث لا يحتمل فيه هذا التوجيه ، إذ لا يعقل أن يأمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) الناس بالاجتماع والإصغاء إلى مجرّد معنى المحبّة والنصرة .

وبعبارة أُخرى : لدينا قرينة حالية صريحة بأنّ ذاك الاهتمام البالغ لا يتصوّر أن ينصب فقط لبيان كون علي (عليه السلام) محبّاً وناصراً ، لمن كان النبيّ محبّاً وناصراً لـه ، أو بمعنى : من أحبّني وتولاّني فليحبّ علياً وليتولّه .

ومجمل الكلام : إنّ القرينة المقامية والحالية توجب رفع اليد عن معنى المحبّ والناصر للمولى في صدر الحديث ، بل وصرفه إلى معنى الأولوية على الأنفس التي هي الإمامة .

وأمّا تتمّة الحديث ، فلابدّ من لحاظها مع صدر الحديث لا بالاستقلال ، فيكون الدعاء الوارد في ذيل الحديث متوجّهاً إلى من قبل إمامة علي (عليه السلام) .

( أبو حسين . الكويت . ... )

بلّغ الرسول فيه لا في نفس الحجّ :

السؤال : عندي سؤال حفظكم الله :

بالنسبة لواقعة غدير خم ، ما هو المغزى لتأخّر الرسول (صلى الله عليه وآله) بإبلاغ الناس عن ولاية الإمام علي (عليه السلام) ؟ لماذا لم يخطب بالناس في الحجّ ؟ مع أنّ الناس هناك كانوا أكثر ؟ أفيدوني .

الجواب : إنّ الوحي الإلهي لا يخضع في أصل وجوده وكيفية نزوله للعقل البشري ، لأنّ دوره هو هداية الإنسان ، فلا يقع تحت شمول القواعد والتحليلات العقلية .

____________

1- شرح تجريد العقائد : 368 .


الصفحة 426


وفي المقام ، لا يسعنا التكهّن بمصلحة مكان وزمان واقعة الغدير ، بل وحتّى النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان قد تعبّد فيهما ، فعندما نزل الوحي وقرأ جبرائيل (عليه السلام) آية التبليغ ، انصدع الرسول (صلى الله عليه وآله) لأمر السماء ، وبلّغ ما أمر به ، ولم يتقدّم أو يتأخّر في تنفيذه .

فالمهم في الموضوع : أن نرى تواتر حديث وواقعة الغدير ، فإنّها ـ بحمد الله تعالى ـ مسجّلة في أُمّهات مصادر الفريقين ، ولم ولن يستطيع المناوئون إخفاء فضائل أهل البيت (عليهم السلام) أو تضييعها ، فأصل الحادث أمر مسلّم ، وأمّا حكمة إبدائه في ذلك المقطع من الزمان والمكان فيه شيء آخر ، قد يذكر لـه وجوه استحسانية ، فلا يهمّنا معرفتها بعد أن تيقّنا أصل الواقعة .

ثمّ إنّ مدلول حديث الغدير هو إمامة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، وهذا المعنى جاء في حديث الثقلين ، ثمّ إنّ حديث الثقلين قد ورد في عدّة أمكنة ، منها : في حجّة الوداع عند زمزم (1) ، وفي عرفات (2) ، وفي مسجد الخيف (3) .

فترى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قد بلّغ في أزمنة وأمكنة متعدّدة ـ قبل وبعد الغدير ـ ولاية الإمام علي (عليه السلام) ، وأمّا خصوصية الغدير فتكمن في نزول آية التبليغ والإكمال فيها ، وبيعة المسلمين الذين حضروا المشهد بأجمعهم مع أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وهذه المسألة فريدة في نوعها في تثبيت إمامة الإمام علي (عليه السلام) والتأكيد عليها .

____________

1- تاريخ اليعقوبي 2 / 109 .

2- الجامع الكبير 5 / 328 ، المعجم الأوسط 5 / 89 ، المعجم الكبير 3 / 66 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 6 ، نظم درر السمطين : 232 ، ينابيع المودّة 1 / 109 و 125 .

3- ينابيع المودّة 1 / 109 .


الصفحة 427


( سعد . الكويت . ... )

تحقيق حول معنى المولى :

السؤال : أهل السنّة يقولون : إنّ كلمة مولاه لا تعني أولى بالشيء ، ويقولون : تعني النصرة والمحبّة ، ويستندون بآية { فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ } (1) فكيف نردّ على هذه الآية ؟

ثمّ هل هناك فرق بين كلمة مولى وكلمة والي وكلمة أُولي ؟ ولماذا لم يقل النبيّ (صلى الله عليه وآله) في الغدير أُولي ؟ وشكراً .

الجواب : إنّ الولاية التي نؤمن بها هي : الإمامة والإمارة ، والسلطة الدينية والدنيوية ، وقيادة الأُمّة بعد نبيّها (صلى الله عليه وآله) على الصراط المستقيم ، والمحجّة البيضاء ، والحفاظ على الإسلام والمسلمين .

وقد عبَّر النبيّ (صلى الله عليه وآله) عن هذه الولاية بعدّة ألفاظ منها : " ولي ومولى " ، وهذين اللفظين قد صحّحهما أهل السنّة أيضاً ، ووردت بألفاظٍ أُخرى عند الفريقين ، ولكن أهل السنّة ضعّفوها ، مثل لفظ : " خليفة وأمير و ... " .

وأمّا النقاش في اللفظين الصحيحين عند الفريقين ، فهما بالاتفاق بمعنى واحد ، وهو الولاية ، قال الفرّاء : والوليُّ والمولى واحدٌ في كلام العرب .

قال أبو منصور : من هذا قولُ سيّدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " أيُّما امرأة نكحتْ بغير إذن مولاها " ، ورواه بعضهم : " بغير إذن وليِّها " لأنّهما بمعنى واحد .

وروى ابن سلام عن يونس قال : ... ومنه قول سيّدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " أي : مَنْ كنت وليُّه .

قال الزجاج : والولاية التي بمنزلة الإمارة مكسورة ... والوليُّ : ولي اليتيم الذي يلي أمره ، ويقوم بكفايته ، وولي المرأة : الذي يلي عقد النكاح عليها ، ولا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه .

____________

1- التحريم : 4 .


الصفحة 428


وقال ابن منظور : وليّ : في أسماء الله تعالى : الوليُّ هو الناصر ، وقيل : المتولّي لأُمور العالم والخلائق القائم بها ، ومن أسمائه عزّ وجلّ : الوالي ، وهو مالك الأشياء جميعها المتصرّف فيها .

وقال ابن الأثير : وكأنّ الولاية تُشعر بالتدبير والقدرة والفعل ، وما لم يجتمع ذلك فيها لم يطلق عليه اسم الوالي (1) .

ومن هذا القول الأخير لابن الأثير تعلم الردّ على أهمّ إشكالاتهم حول الولاية ، بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يجب عليه أن يقول " والي " ، وليس ولي أو مولى .

فاشتراط الفعل والقدرة على الولي كي يسمّى والياً ، غير متوفّر في الإمام علي (عليه السلام) في زمان النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وهو (صلى الله عليه وآله) على قيد الحياة ، فهو (عليه السلام) لم يعمل ، ولم يباشر بالولاية في زمان النبيّ (صلى الله عليه وآله) أبداً ، وهذا ما أشار إليه النبيّ (صلى الله عليه وآله) في بعض الروايات بقولـه : " بعدي " .

وفي البعض الآخر قولـه (صلى الله عليه وآله) : " تركت فيكم " ، وفي حديث الغدير قال (صلى الله عليه وآله) : " يوشك أن يأتيني رسول ربّي عزّ وجلّ فأُجيب ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين ... " (2) .

وروي عن أبي هريرة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : " ما من مؤمن إلاّ وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤا إن شئتم : النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ " (3) .

فهذا البيان كُلّه قد قرَّره أهل اللغة ، وهو المرجع الذي سوف نفهم الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة على أساسه ، ونرى ما إذا دلّت على ذلك .

____________

1- لسان العرب 15 / 406 .

2- مسند أحمد 4 / 367 ، صحيح مسلم 7 / 122 ، السنن الكبرى للبيهقي 2 / 148 ، الجامع الصغير 1 / 244 ، كنز العمّال 1 / 178 ، دفع شبه التشبيه : 103 .

3- صحيح البخاري 6 / 22 ، السنن الكبرى للبيهقي 6 / 238 ، جامع البيان 21 / 147 ، تفسير القرآن العظيم 3 / 476 ، الدرّ المنثور 5 / 182 .


الصفحة 429


فبعد أن رأينا أنّ لفظة " ولي أو مولى " تأتي في اللغة بمعان عديدة ، منها ما ندّعيه هنا في هذا المقام ، وكذلك تدلّ على معانٍ عدّة أُخرى ، فيشترط أهل اللغة والعقل والعلم الشرعي : بأنّ اللفظ المشترك بين معانٍ متعدّدة ، يسمّى مشتركاً لفظياً ، ولا يجوز استخدامه في أيّ معنى من المعاني ، حتّى تنصب لـه القرينة الدالّة ، والمحددة للمعنى الذي يريده المتكلّم .

ولدينا على إثبات مدّعانا قرائن عديدة ، منها حالية ، ومنها مقالية ، نذكر أهمها :

1ـ القرائن الحالية : وهي اختيار النبيّ (صلى الله عليه وآله) غدير خم ـ ذلك المكان الذي يعتبر مفترق الطرق بين مكّة والمدينة ـ وبعد الحجّ ، بل بعد حجّة الوداع التي دعا النبيّ (صلى الله عليه وآله) المسلمين كافّة للتشرّف بحضورها ، حتّى حضر معه مائة ألف مسلم أو أكثر ، وهذا المكان منه يفترق المسلمون للرجوع إلى ديارهم ، وهو أقرب نقطة على كلّ أحد من الجهات المختلفة للبلاد الإسلامية .

فهو آخر مكان يمكن فيه اجتماع النبيّ (صلى الله عليه وآله) بأكثر المسلمين في ذلك الوقت ، قبل الافتراق والرحيل إلى الرفيق الأعلى .

وكذلك تقديم النبيّ (صلى الله عليه وآله) المتأخّرين بانتظارهم حتّى اجتمعوا ، وإرجاع المتقدّمين الذين أسرعوا بالسير ، وجمعهم في تلك البقعة ، وفي ذلك الوقت الحارّ ، وقت الظهيرة الشديد الحرّ ، وخصوصاً أنّهم قد قضوا مناسكهم وهم مسافرون ، وتنتظرهم مسافات شاسعة للوصول إلى ديارهم وأهليهم .

فما هو ذلك الأمر المهمّ ، الذي يستوجب كُلّ هذا من جمع كبير ، وحشد مؤمن راجع من شعيرة عظيمة تمحي الذنوب ، وترجع العبد إلى ربّه كالثوب الأبيض ، وتهيأه لتحمّل أمر صعب القبول على النفس الأمارة بالسوء ؟

فأوضح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك بخطبته البليغة ما يريد أن يزفّ من بشرى وعيد للمؤمنين ، مع خوفه وإشفاقه على الآخرين ، الذين سيغيّرون ويحدثون في الدين من بعده (صلى الله عليه وآله) ، كما صرّح بذلك في مناسبات أُخر .


الصفحة 430


2ـ القرائن المقالية : وهي ابتداء النبيّ (صلى الله عليه وآله) بقولـه : " يوشك أن يأتيني رسول ربّي عزّ وجلّ فأُجيب " .

فهذه قرينة واضحة لكُلّ عاقل ، بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) يريد أن يوصي أُمّته وصية موته ، وأمر الأُمّة من بعده ، وقولـه (صلى الله عليه وآله) : " وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله فيه الهدى والنور ... وأهل بيتي " (1) ففيها دلالة على ترك البديل لـه (صلى الله عليه وآله) ، والممثّل الشرعي من بعده .

وقولـه (صلى الله عليه وآله) : " أذكركم الله في أهل بيتي " تأكيد عميق منه (صلى الله عليه وآله) ، بعد أن أكّد ذلك ثلاث مرّات بالتكرار ، للتأكيد على هذا الأمر العظيم الثقيل ، الذي يتوقّع عدم قبوله من أكثرهم .

وأمّا في الرواية الأُخرى ، ففي بدايتها يشهدهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) بقولـه : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ قالوا : بلى ، فأكّد ثانياً ، وقال : " ألست أولى بكُلّ مؤمن من نفسه " ؟ قالوا : بلى ، بعد الإقرار منهم لـه (صلى الله عليه وآله) ، بأنّه أولى بالتصرّف بهم من أنفسهم ، وله الولاية العظمى عليهم ، أتبع ذلك بقولـه : " من كنت مولاه فعليٌّ مولاه " (2) ، فهذا تفريع على ذلك الإقرار وتلك المقدّمة .

وأمّا عدم قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) أولى صراحة فلأنّه إمام البلغاء ، فلو استخدم هذا اللفظ فسوف يقول : " من كنت أولاه فعلي أولاه " ، وهذا لا يجوز في اللغة العربية ، وكذلك أنّ لفظة " أولى " مبنية على أفعل التفضيل ـ الذي فيه مشاركة وزيادة ـ فتعني أنّ علياً أولى من ولي آخر ، ولا يوجد هناك ولي آخر

____________

1- صحيح مسلم 7 / 123 ، سنن الدارمي 2 / 432 ، السنن الكبرى للبيهقي 7 / 30 و 114 ، تحفة الأحوذي 10 / 197 .

2- مسند أحمد 4 / 281 ، سنن ابن ماجة 1 / 43 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 503 ، تاريخ مدينة دمشق 42 / 221 ، البداية والنهاية 5 / 229 و 7 / 385 ، المناقب : 155 ، السيرة النبوية لابن كثير 4 / 417 ، ينابيع المودّة 1 / 98 .


الصفحة 431


في ذلك الوقت ، لأنّ الإمام والقائد يجب أن يكون واحداً للزمان الواحد ، وهذا بديهي ومسلّم من الجميع .

وعليه ، فإنّ علياً (عليه السلام) الولي الوحيد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ويشهد لهذا المعنى قولـه تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } (1) ، وإنّما تفيد الحصر والقصر .

ولو أردت قرائن أُخر ، وروايات شتّى ، وأقوال لعلماء أهل السنّة ، وحتّى الصحابة بمعنى الولاية وقصدها من النبيّ (صلى الله عليه وآله) لزدناك .

( أُمّ محمّد . الكويت . 40 سنة . جامعية )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما هو الدليل العقلي على عدم جسمانية اللّه‏ ...
السؤال: ما الفرق بين الإمامية والإسماعيلية ؟ وهل ...
السؤال : ما مدى صحّة قول الخليفة الثاني عمر في يوم ...
السؤال : هل صحيح أنّ سيف ذو الفقار للإمام علي ...
السؤال : لماذا هذا السكوت من الإمام علي (عليه ...
السؤال: أُريد ترجمة المغيرة بن شعبة مع المصادر .
السؤال: نشكركم على جهودكم في إفادة الناس ...
سؤال: لماذا يستخدم القرآن الكريم في بعض الآيات ...
ما معنى « كلمة اللّه‏ » في قوله تعالى : « ...
هل يشترط اتّحاد الاُفق؟

 
user comment