بسم اللّه الرحمن الرحيم
حمداً لك اللهمّ، وصلاة على خاتم أنبيائك وخلفائه المعصومين، ورضىً بقضائك وتقديرك بأوليائك الذين تحمّلوا المشاقّ في إحياء شرعك الأقدس، فقابلوا الأخطار بكلّ طلاقة وبشاشة حتّى كرعوا حياض المَنون، وانتهلت من دمائهم الزاكية بيض الصفاح، وأمسوا بجوارك متلفّعين بالبرود القانية....
فسلاماً على أرواحهم الطاهرة، وأشلائهم المقطّعة في سبيل مرضاتك ياربَّ العالمين.
مقدّمة
إنّ للنسب مكانةً كبرى في شتّى النواحي، فليس من المستنكر دخله في تهذيب الأخلاق، فإنّ الإنسان مهما كان مولعاً بالشهوات مستهتراً ماجناً، إذا عرف أنّ له سلفاً مجيداً، وأنّ من ينتمي إليهم أُناس مبجّلون ـ كما هو الشأن في جلّ البشر، إن لم نقل كلهم ـ لا يروقه أن يرتكب ما يشوّه سمعتهم، وإنّما يكون جلّ مسعاه أن يكون خلقاً صالحاً لهم، يجدّد ذكرياتهم، ويخلّد ذكرهم الجميل بالتلفّع بمكارم الأخلاق.
ولقد جعل اللّه تعالى أبناء آدم (عليه السلام) شعوباً وقبائل ليتعارفوا(1)، فتشتبك الأواصر، وتتواصل الأرحام، ويحمى الجوار بالتساند والمؤازرة، ويعرفهم من عداهم كتلة واحدة، فيهاب جانبهم ولا تخفر ذمتهم، فيسود بذلك السلام والوئام، ومن هنا نشاهد المردة من قوم شعيب قالوا له لما عتوا عن أمره: { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ }(2).
فإذن يكون في مشتبك الأواصر مناخ العزّ ومأوى الهيبة كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن: " وأكرم عشيرتك، فإنّهم جناحُك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول، ولا يستغني الرجل عن عشيرته وإن كان ذا مال، فإنّه يحتاج إلى دفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهم أعظم الناس حيطةً من ورائه، وألمّهم لشعثه، وأعظمهم عليه إن نزلت به نازلة أو حلّت به مصيبة، ومن يقبض يده عن عشيرته فإنّما يقبض عنهم يداً واحدة وتقبض عنه أيد كثيرة "(3).
ولقد جاء في الشريعة المقدّسة أحكام منوطة بمعرفة الأنساب خاصّة أو عامّة، كالمواريث والأخماس وصلة الأرحام وديّة قتل الخطأ... إلى غيرها من فوائد النسب التي جعلته في الغارب والسنام من بين العلوم الفاضلة، وأكسبته الأهمية الكبرى.
وجعلت منصّة النسّابة في المحلّ الأسمى عند الديني والاجتماعي والأخلاقي(4)، وهو أحد العلماء الذين لكلٍّ منهم اختصاص في فن من الفنون يرجع إليه في فنه ويستفتى، كما يراجع غيره من العلماء فيما اختصّ به من الفنون; ولقد كان عقيل بن أبي طالب (عليه السلام) ـ على شرف أصله وقداسة
منبته ومجده الهاشمي الأثيل ـ نسّابة عصره، يعرف أنساب العرب وقبائلها، ويميّز بين منابت المجدّ والخطر، ومناخ السوأة والخزاية، وينوّه بواسع علمه بما تتحلّى به الفصائل والعمائر من المآثر، وما ترتديه البطون والأفخاذ من شية العار.
فكان يُخشى ويُرجى من هاتين الناحيتين، ويراجع للوقوف على لوازم الكفاية عند المصاهرة، تحريّاً للحصول على الدّعة في العشرة بين الزوجين، وكرائم الأخلاق المكتسبة من إرضاع الحرائر الكريمات، وعروق الأخوال الأكارم، والشريعة المطهّرة تقول في نصّها على ذلك: " اختاروا لنطفكم، فإنّ الخال أحد الضجيعين "(5)، كما حذرت عن خلافه: " إياكم وخضراء الدمن "، وفسّره صاحب الشريعة بأنّها " المرأة الحسناء في منبت السوء "(6).
فكان عقيل ـ كما وصفه الصفدي ـ أحد الذين يتحاكّم إليهم، ويوقف عند قولهم في علم النسبِّ ; لكونه العليم به وبأيّام العرب، وكانت تُبسط له طنفسة تُطرح في مسجد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، يصلّي عليها، ويجتمع إليه في معرفة الأنساب وأيّام العرب وأخبارهم مع ما له من السرعة في الجواب والمراجعة في القول(7).
ومن هنا قال له أمير المؤمنين (عليه السلام): " أُنظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب ; لأتزوّجها، فتلد لي غلاماً فارساً ".
فقال له: تزوّج بأُمّ البنيّن الكلابيّة، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها(8).
هكذا جاء الحديث، ولكن لا يفوت القارئ أنّا نعتقد في حملة أعباء الإمامة شمول علمهم كُلّ ما ذرأ اللّه ـ سبحانه ـ وبرأ وما جاءت به الأُمم من فضائل ومخازي وأوصاف وعادات في كُلّ حال، وللبرهنة على هذه الدعوى مجال في غير هذا المختصر.
إذن، فأين يقع علم عقيل وغير عقيل من واسع علم أمير المؤمنين، المتدفّق بأحوال قبائل العرب، وبمعرفة الشجعان منهم حتّى يحتاج إلى نظر عقيل؟!
وهل يخفى علم ذلك على من كان يعلم الذّكر والأُنثى من النمّل كما في حديث أبي ذر الغفاري: دخلت أنا وأمير المؤمنين (عليه السلام) وادياً فيه نمل كثير، فقلت: سبحان اللّه محصيه!
فقال (عليه السلام): " لا تقلّ ذلك، وقل: سبحان اللّه باريه، فواللّه إنّي لأحصيه وأعرف الذّكر منه والأُنثّى "(9).
ويقول (عليه السلام): " إنّ شيعتنا من طينة مخزونة قبل أن يخلق آدم.. لا يشذّ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل، وإنّي لأعرفهم حين ما أنظر
إليهم.. ولأعرف عدوّي من صديقي "(10).
" وإنّهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وأنسابهم "(11).
فمن كان هذا علمه لا يحتاج إلى تعرّف القبائل والبطون من عقيل، مهما بلغ من العلم والمعرفة إلى ذُرَى عالية.
نعم،
وكم سائل عن أمره وهو عالم ..................
فإنّه جرى صلوات اللّه عليه مجرى العادة في أمثاله، وكم لهم من ضرائب في أعمالهم (عليهم السلام) لحكم ومصالح لعلّنا ندرك بعضها، والبعض الآخر منها مطوي لدِيّهم مع أمثالها من غوامض أسرارهم.
فهذا الرسول الأعظم، وهو المسدَّد بالفيض الأقدسّ والإرادة الإلهية ; المستغني عن الاستعانة بأيّ رأيّ، يمشي وراء العادة، فيشاور أصحابه إذا أراد المضيّ في أمر، ولعلّ النكتة فيه ـ مضافاً إلى ذلك ـ تعريف خطأ الاستبداد وإن بلغ الرجل أعلى مراتب العقل، فكانت الصحابة تبصر من أشعة حكمه فوائد الاستشارة كالاستخارة، وتمضي على قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من أُعجب برأيه ضلّ،
ومن استغنى بعقله زلّ "(12)، و" لا يندم من استشار، ولا خاب من استخار "(13).
ولمّا خرج (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة طالباً عير أبي سفيان، بلغه في (ذفران)(14) أنّ قريشاً خرجت على كُلّ صعب وذلول، شاور أصحابه فقال: " ما تقولون، العير أحبّ إليكم أم النفير "؟
فقال بعضهم: العير، وقال (رجلان): يا رسول اللّه إنّها قريش وخيلاؤها، ما ذلّت منذ عزّت، وما آمنت منذ كفرت، فساءه كلامهما، وتغيّر وجهه، فقام المقداد بن الأسود الكندي وقال: امض يا رسول اللّه لما أمرك به اللّه، ونحن معك، فواللّه لا نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى بن عمران: { فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }(15)، ولكن نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون ما دام منّا عين تطرف، نقاتل عن يمينك وعن يسارك ومن خلفك، فوالذي بعثك بالحقّ لو سرت بنا إلى برك الغمام (بلاد الحبشة)، لجالدنا معك من دونه حتّى تبلغه فضحك رسول اللّه وأشرق وجهه وسرّ بكلامه(16).
ولمّا نزل في بدر بأقرب ماء هناك قال له الحبّاب بن المنذر: أرأيت يا رسول اللّه هذا المنزل، منزلاً أنزلك اللّه به أم هو الرأي والمكيدة والحرب؟
فقال: " هو الرأي والحرب ".
فأشار عليه بأن ينهض ويأتي أدنى منزل من القوم فينزل على الماء، ثُمّ يعمل حوضاً يملأه ماءً يشرب منه المسلمّون ولا يشرب منه أعداؤهم، فأخذ برأيه وارتحل حتّى أتى الماء ونزل عليه(17).
ولمّا قصده الأحزاب أراد أن يصالح عيينة بن حصين والحارث بن عوف على ثلث أثمار المدينة، ليرجعا بمن معهما من غطفان، فشاور في ذلك سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وسعد بن فزارة، فأشاروا عليه ألا يعطيهم شيئاً، فعمل بمشورتهم، وكان الفتح له(18)، كُلّ ذلك إيذاناً وتنبيهاً بما هو اللازم من التريّث والأخذ بحقائق الأُمور.
وسار الأئمة من آله على هذا النهج، فكان الإمام الرضا (عليه السلام)يذكر أباه موسى بن جعفر ويقول: " كان عقله لا يوازن به العقول، وربما شاور بعض عبيده فيشير عليه من الضيعة والبستان فيعمل به، فقيل له: أتشاور مثل هذا؟ فقال (عليه السلام): ربما فتح على لسانه "(19).
ولمّا كتب إليه علي بن يقطين بما عزم عليه موسى الهادي من الفتك به وأنّه سمعه يقول: قتلني اللّه إن لم أقتل موسى بن جعفر،
فلمّا ورد الكتاب عليه شاور أهل بيته وشيعته وأطلعهم على الكتاب وقال لهم: " ما تشيرون عليَّ؟ " قالوا: نشير عليك ـ أصلحك اللّه ـ أن تباعد شخصك من هذا الجبّار، فلم يتباعد عن مشورتهم، ولكنّه أوقفهم على غامض أسرار اللّه من هلاك الطاغي، فكان كما قال(20).
وكان الأئمة (عليهم السلام) ـ وهم العالمون بما كان وما يكون ـ يتخذون الوسائل العادية لدفع الأضرار عنهم إذا علموا تأخّر القضاء من مراجعة الطبيب، أو الشخوص نحو المهيمن جلّ شأنّه، أو الشكوى إلى جدّهم النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولما سُقي الإمام الحسن (عليه السلام) العسل المسموم وأعتلّ تداوى بالحليب، فعوفي، وحين عادت إليه العلّة أخذ يسيراً من تربة النّبي ومزجها بالماء فشربه وعوفي(21).
وقال الإمام الهادي (عليه السلام) لأبي هاشم الجعفري حين مرض بسامراء: " ابعثوا رجلاً إلى (الحائر) يدعو اللّه لي بالشفاء من العلّة ".
فقال علي بن بلال: ما يصنع بالحير، أليس هو الحير؟! فلم يدرِ أبو هاشم ما يجيبه حتّى دخل علي الهادي (عليه السلام) وحكى له قوله، فقال (عليه السلام): " ألا قلت له: إنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يطوف بالبيت، ويقبّل الحجر، وحرمة النّبي والمؤمن أعظم من حرمة البيت. وأمره اللّه تعالى أن يقف بعرفات، وإنّما هي مواطن يحبّ
اللّه أن يُذكر فيها، وأنا أحبّ أن يدّعى لي حيث يحبّ اللّه أن يدّعى فيها(22).
والغرض من هذا كلِّه التعريف بأنّه لم يجب في التكوينات إلاّ جري الأُمور على مجاريها العادية وأسبابها الطبيعية، وأنّه لا غناء عنها لأيّ أحد، وأنّ الأئمة من أهل البيت وإن أمكنهم إعمال ما أقدرهم عليه اللّه سبحانه من التصرّفات حسبما يريدون، لكنّهم في جميع أدوارهم مقتدى الأُمّة ومسيروهم إلى ما يراد منهم من أمر الدّين والدنّيا، فعلى نهجهم يسير الناس، وبأفعالهم يتأسى البشر، وبإرشادهم ترفع حُجب الأوهامّ.
وعلى هذا الأساس مشى أمير المؤمنين في اختيار الزوجة الصالحة.
على أنّ التأمّل في كلامه يفيدنا عدم الاستشارة من أخيه، فإنّه قال لعقيل: انظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب، فهو (عليه السلام) في مقام الطلب من أخيه أن يخطب امرأةً تصلح له، لا أنّه في مقام الاستشارة والاستطلاع منه، لكونه عالماً بأنساب العرب، وعارفاً ببيوتات الشرف والمنعة والفروسيّة.
-------------------
(1) (خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَر وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات: 13.
(2) هود: 91.
(3) نهج البلاغة، شرح الشيخ محمّد عبده 3: 57، من وصيّة له لابنه الحسن (عليهما السلام).
(4) ورد عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه دخل المسجد، فإذا جماعة قد طافوا برجل، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما هذا "؟
فقيل: علاّمة. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " وما العلاّمة "؟
فقالوا: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها.
فقال النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " ذاك علم لا يضرّ من جهله ولا ينفع من علمه ".
ثمّ قال النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، وما خلاهنّ فهو فضل ".
انظر: الكافي 1: 32، ح ، وصول الأخيار إلى أُصول الأخبار: 37، الفصول المهمة في أصول الأئمة للعاملي: 679.
(5) الكافي 5: 332، باب اختيار الزوجة، ح2.
(6) الكافي 5: 332، باب اختيار الزوجة، ح4.
(7) نص ّ عبارة الصفدي عن ابن عقيل هكذا: " وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامهم، ولكنّه كان يعدّ مساوئهم، وكانت له طنفسة تُطرح في مسجد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلّي عليها، ويجتمع إليه في علم النسب وأيام العرب، وكان أسرع الناس جواباً، وأحضرهم مراجعة في القول، وأبلغهم في ذلك، وكان الذين يتحاكم إليهم ويوقف عند قولهم في علم النسب أربعة: عقيل بن أبي طالب، ومخرمة بن نوفل الزهري، وأبا جهم بن حذيفة العدوي، وخويطب بن عبد العزي العامري، وعقيل أكثرهم ذكراً لمثالب قريش.
راجع عبارة الصفدي في الوافي بالوفيات 20: 63، وأُسد الغابة 3: 423، والاستيعاب 3: 178.
(8) عمدة الطالب لابن عنبة: 357.
(9) مدينة المعاجز 2: 160.
(10) مدينة المعاجز 2: 195. والنص كالتالي: " إن شيعتنا من طينة مخزونة قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام، لا يشذّ منها شاذّ، ولا يدخل فيها داخل، وإني لأعرفهم حين ما أنظر إليهم ; لأنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما تفل في عيني وكنتُ أرمد قال: اللهمّ أذهب عنه الحرّ والبرد، وأبصر صديقه من عدوه، فلم يُصبني رمد ولا حر ولا برد، وإني لاعرف صديقي من عدوي ".
(11) الاختصاص: 217.
(12) في تفسير القرطبي 4: 251 ورد هكذا: " ما ندم من استشار ولا خاب من استخار "، وأمّا في مصادرنا فوردت هكذا: عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: " ما حار من استخار، ولا ندم من استشار ". وسائل الشيعة 8: 265 ح8، الأمالي للطوسي: 136، كشف الغمة 3: 173.
(13) نهج السعادة 7: 275، الفائدة السادسة.
(14) قال في لسان العرب 1: 157 " ذفران: موضع عند بدر ".
(15) المائدة: 24.
(16) أُسد الغابة 4: 410، تاريخ الطبري 2: 140، تاريخ الإسلام للذهبي 2: 52، والوارد في آخر الرواية: " فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) خيراً ودعا له.. ".
(17) أُسد الغابة 1: 365، تاريخ الطبري 2: 144، تاريخ الإسلام للذهبي 2: 53، الثقات لابن حبّان 1: 162، إمتاع الاسماع للمقريزي 9: 243.
(18) تاريخ الإسلام 3: 348، امتاع الإسماع للمقريزي 1: 239.
(19) المحاسن للبرقي 2: 602 بلفظ: " وربما شاور الأسود من سودانه ".
(20) بحار الأنوار 48: 151.
(21) الكامل للبهائي: 453.
(22) الكافي 4: 567، 568، ح3، كامل الزيارات: 459، ح [697] 1، وسائل الشيعة 14: 538 ح (19775)3، ونص الرواية كالتالي: " عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري قال: بعث إليّ أبو الحسن (عليه السلام) في مرضه، وإلى محمّد بن حمزة، فسبقني إليه محمّد بن حمزة وأخبرني محمّد مازال يقول: " ابعثوا إلى الحير، ابعثوا إلى الحير!
فقلت لمحمّد ألا قلت له: أنا أذهب إلى الحير، ثمّ دخلت عليه وقلت له: جعلت فداك: أنا أذهب إلى الحير؟ فقال: " انظروا في ذاك "، ثمّ قال لي: " إنّ محمّداً ليس له سرّ من زيد بن علي، وأنا أكره أن يسمع ذلك ".
قال: فذكرت ذلك لعلي بن بلال فقال: ما كان يصنع [بـ] الحير وهو الحير.
فقدمت العسكر، فدخلت عليه فقال لي: " إجلس " حين أردت القيام، فلمّا رأيته أنس بي، ذكرت له قول علي بن بلال.
فقال لي: " ألا قلت له: إنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يطوف بالبيت ويقبّل الحجر، وحرمة النّبي والمؤمن أعظم من حرمة البيت. وأمره اللّه عزّ وجلّ أن يقف بعرفة، وإنّما هي مواطن يحبّ اللّه أن يُذكر فيها، فأنا أحبّ أن يُدعى [اللّه] لي حيث يحب اللّه أن يدعى فيها.. ".
source : alhassanain