منذ فجر الحياة البشرية، و من أجل منع وقوع الجرائم، وضعت العقوبة والقوانين الجزائية. قانون العقوبات والقوانين الجزائية؛ بشقيها الشخصية والاجتماعية، هي من أهم العوامل في ايجاد الخوف من ارتكاب الجرائم، وتساعد على التقليل من المفاسد والجرائم الاجتماعية.
إن القوانين الإلهية ـ التي تحتوي على جميع الاحكام اللازمة لحياة الإنسان وهدفها هو جلب الفائدة ودفع الضرر عن الإنسان ـ عادة ما تنص على أن هناك نوعين من الجزاء للجرائم والذنوب؛ اولها: العقوبات الدنيوية التي هي نتيجة للأعمال والسلوك الشخصي والاجتماعي للإنسان، والعقوبات الأخروية التي هي مختصة بالذنوب أيضاً.
ان كل الكتب السماوية، والأنبياء والأئمة(ع)، قد وضّحوا جميع حالات الأحكام للجرم والجريمة، ولم ينسوا شيئاً منها.
فالذين آمنوأ بالله واليوم الآخر، والذين هم من تلاميذ مدرسة الأنبياء والأئمة(ع)، لا يلوّثون أنفسهم بالذنوب، خوفاً من عصيان الله، وذلك لأنهم يعرفون بأن الذنب يكون سبباً في طرد الإنسان عن رحمة الله سبحانه وتعالى.
فقلوب العشاق والسالكين لطريق الحق، لا تكون خالية أبدا من هكذا خوف، ولهذا فإنهم يبدؤون حياتهم بالطهارة ويختمونها بالطهارة.
القرآن الكريم والروايات الشريفة والاحاديث تثمّن هذا النوع من الخوف، وتعتبر اصحاب هذا الخوف هم عباد الله الحقيقيين ومن أطهر عباد الله سبحانه وتعالى.
نعم، فسبب رشد وكمال وطهارة الروح والجسد، هو هكذا خوف، الذي بدونه، يستحيل الوصول إلى مقام القرب الإلهي.
في هذا الفصل من اللازم ان نشير إلى بعض الآيات المرتبطة بالخوف وحالات الخائفين حتى تُعرف قيمة هذا الخوف ومكانته في حفظ حياة الإنسان من الذنوب، ويُعلم بكل وضوح ان الخوف من عذاب الله، هو افضل سبب لإيجاد حالة من الأمن والأمان في حياة والآخرة.