عربي
Saturday 27th of April 2024
0
نفر 0

الأمل في القرآن الكريم و الروایات

قالَ عَلِيٌّ(ع) «لِرَجُل أَخْرَجَهُ الْخَوْفُ إِلَى القُنُوطِ لِكِثْرَةِ ذُنُوبِهِ: يا هذا يَأْسُكَ مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذُنوبِكَ».
الأمل في القرآن الكريم و الروایات

الأمل في القرآن الكريم:

{فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ}[1]. 

{وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ}[2]. 

{وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[3]. 

{وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}[4]. 

{فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً}[5]. 

{فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ}[6]. 

{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ}[7]. 

{إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[8]. 

{قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[9]. 

الأمل في الروايات:

عَنْ جُنْدَبِ الغِفاري أَنَّ رَسُولَ اللّهِ(ص) قالَ: «إِنَّ رَجُلاً قالَ يَوْماً وَاللّهِ لا يَغْفِر اللّهُ لِفُلان، قالَ اللّهُ عَزَّوَجَلَّ: مَنْ ذَا الَّذي تَألى على أَنْ لا أَعْفُوَ لِفُلان؟ فَإِنّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلان وَأَحْبَطْتُ عَمَلَ الْمُتَألّي بِقَوْلِهِ لا يَغْفِرَ اللّهُ بِفُلان»[10]. 

ينقل الشيخ المفيد بإسناده عن أبي جعفر الطائي الواعظ عن وهب بن مُنبَّه قال:

«قَرأتُ في زَبُورِ داوُد اَسْطُراً مِنْها ما حَفِظْتُ وَمِنْها ما نَسَيْتُ، فَما حَفِظْتُ قَوْلُهُ يا داوُدُ ! اِسْمَعْ مِنِّي ما اَقُولُ مَنْ اَتاني وَهُوَ يُحِبُّني اَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ يا داوُدُ ! اِسْمَعْ مِنّي ما اَقُولُ وَالْحَقُّ مَنْ أتانيِ وَهُوَ مُسْتَحْي  مِنْ الْمَعاصِي الَّتي عَصاني بِها غَفَرْتُها لَهُ وَاَنْسَيْتُها حافِظِيْهِ يا داوُدُ اِسْمَعْ مِنّي ما اَقُولُ، وَالْحَقُّ اَقُولُ مَنْ أتاني بِحَسَنَة واحِدَة اَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ قال داوُدُ: يا رَبِّ وَما هذهِ الْحَسَنَةُ؟ قالَ مَنْ فَرَّجَ عَنْ عَبْد مُسْلِم فَقالَ داوُدُ: اِلهي بِذالِكَ لا يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَكَ اَنْ يَنْقَطِعَ رَجاءَه مِنْكَ»[11]. 

عَنْ أَبي بَصير قالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرَ(ع) يَقُولُ:

«إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ بِأَعْمالِهِمْ فَأَيْنَ عُتَقاءُ اللّهِ مِنَ النّار». 

«إِنَّ اللّهَ أَوْحى إِلى نَبِيِّهِ(ص) إِنّي أَجْعَلُ حِسابَ أُمَّتِكَ إِلَيْكَ فَقالَ: لا يا رَبِّ أَنْتَ أَرْحَمُ بِهِمْ مِنّي فَقالَ: إِذَنْ لا أُخْزيكَ فِيهم»[12]. 

عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّد عَنْ آبائِهِ(ع) قالَ: قالَ رَسُولُ اللّهِ(ص) قالَ اللّهُ: «إِنّي لاََسْتَحْيي  مِنْ عَبْدي وَأَمَتي يَشيبانِ في الإسْلامِ ثُمَّ أُعَذِّبُهُما»[13]. 

«دَخَلَ(ص) عَلى رَجُل وَهُوَ في النَّزْعِ فَقالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قالَ: أَجِدُني أَخافُ ذُنُوبي وَأَرْجُو رَحْمةَ رَبّي  فَقال(ص): مَا اجْتَمَعا في قَلْبِ عَبْد في هذا الْمَوْطِنِ إِلاّ أَعْطاهُ اللّهُ ما رَجا وَآمَنَهُ مِمّا يَخافُ»[14]. 

قالَ عَلِيٌّ(ع) «لِرَجُل أَخْرَجَهُ الْخَوْفُ إِلَى القُنُوطِ لِكِثْرَةِ ذُنُوبِهِ: يا هذا يَأْسُكَ مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذُنوبِكَ»[15]. 

عَنْ أَبى جَعْفَر(ع) قالَ: إِنَّ آدَمَ(ع) قالَ: 

«يا رَبِّ سَلَّطْتَ عَلَيَّ الشَّيْطانَ وَأَجَرَيْتَهُ مِنّي مَجْرَى الدَّمِ فَاجْعَلْ لي شَيْئاً فَقالَ: يا آدَمُ جَعَلْتُ لَكَ أَنَّ مَنْ هَمَّ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بِسَيِّئَة لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَها كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ، وَمَنْ هَمَّ مِنْهُمْ بِحَسَنَة فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَإِنْ هُوَ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشَراً قالَ: يا رَبِّ زِدْني قالَ: جَعَلْتُ لَكَ أَنَّ مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ سَيِّئَةً ثُمَّ اسْتَغْفَرَ غَفَرْتُ لَهُ قالَ: يا رَبِّ زِدْني قالَ: جَعَلْتُ لَهُمُ التَّوْبَةَ وَبَسَطْتُ إِلَيْهِمْ التَّوْبَةَ حَتّى تَبْلُغَ النَّفَسُ هذِهِ»[16]. 

عَنْ أَبي  عَبدِاللّهِ(ع) قالَ:

 «مَرَّ عيسَى بنُ مَرْيَمَ(ع) عَلى قَوْم يَبْكُونَ فَقالَ: عَلَى ما يَبكي هؤُلاءِ فَقيلَ يَبْكُونَ عَلى ذُنُوبِهِمْ قالَ: فَلْيَدْعُوها يُغْفَرْ لَهُمْ»[17]. 

قالَ(ص):

«إِنَّ رَجُلاً يَدْخُلُ النّارَ فَيَمْكُثُ فيها أَلْفَ سَنَة يُنادي يا حَنّانُ فَيَقُولُ اللّهُ تعالى جِبْرئيلَ: اِذْهَبْ فَأْتِني بِعَبْدي قالَ: فَيَجيءُ بِهِ فَيُوقِفُهُ عَلى رَبِّهِ فَيَقُولُ اللّهُ: كَيْفَ وَجَدْتَ مَكانَكَ، فَقالَ: شَرُّ مَكان قالَ: فَيَقُولُ رُدُّوهُ إِلى مَكانِهِ، قالَ فَيَمْشي وَيَلْتَفِتْ إِلى وَرائِهِ فَيَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلى أَيِّ شَيء تَلْتَفِتْ فَيَقُولُ: لَقَدْ رَجَوْتُ أَنْ لا تُعيدَني إِلَيْها بَعْدَ إِذْ أَخْرَجْتَني مِنْها فَيَقُولُ اللّهُ تَعالى: إِذْهَبُوا بِهِ إِلَى الجَنَّةِ»[18]. 

لمّا قالَ رَسُولُ اللّه(ص): 

«لَوْ تَعْلَمُونَ ما أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَليلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثيراً وَلَخَرْجْتُمْ إِلَى الصُّعْداتِ تَلْدِمُونَ صُدُورَكُمْ وَتَجْأَرُونَ إِلَى رَبِّكُمْ فَهَبَطَ جِبْريلُ فَقالَ: إِنَّ رَبَّكَ عَزَّوَجَلَّ يَقُولُ: لِمَ تَقْنُطُ عِبادي فَخَرَجَ فَرِحاً وَبَشَّرَهُمْ»[19]. 

عَنْ اَبي جَعْفر(ع) قالَ: 

«وَجَدْنا في كِتابِ عَليٍّ(ع) اَنَّ رَسُولَ اللّهِ قالَ وَهُوَ عَلى مِنْبَرِهِ: وَالَّذي لا اِلهَ اِلاّ هُوَ ما اُعْطِيَ مُؤمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيا والآخِرَةِ اِلاّ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللّهِ وَرَجائِهِ لَهُ وَحُسْنِ خُلْقِهِ والْكَفَّ عَنْ اغْتِيابِ الْمُؤمِنينَ، والَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ لا يُعَذِّبُ اللّهَ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ والاسْتِغْفارِ إلاّ بِسُوءِ ظنّهِ بِاللّهِ وَتَقْصيرِهِ مِنْ رَجائِهِ وَسُوءِ خُلْقِهِ واغْتِيابِهِ لِلْمُؤمِنينَ، وَالَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ لا يَحْسُنُ ظَنَّ عَبْد مُؤمِن بِاللّهِ إلاّ كانَ اللّهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤمِنِ; لأَنَّ اللّهَ كَريمٌ بِيَدِهِ الْخَيْراتُ يَسْتَحيِ أنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤمِنُ قَدْ أحْسَنَ بِهِ الظَّنُّ ثُمَّ يُخْلِف ظَنَّهُ وَرَجاءَهُ فَأَحْسَنُوا بِاللّهِ الظَّنَّ وَارْغَبُوا إلَيْهِ»[20]. 

«في الْحَديثِ أَنَّ أَعْرابيّاً قالَ: يا رَسُولَ اللّهِ مَنْ يَلي حِسابَ الْخَلْقِ؟ فَقالَ: اللّهُ تَبارَكَ وَتَعالَى قالَ: هُوَ بِنَفْسِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ فَتَبَسَّمَ الأَعْرابِيُّ فَقال رَسُولُ اللّهُ(ص): مِمَّ ضَحِكْتَ يا أَعْرابِيُّ؟ فَقالَ: إِنَّ الْكَريمَ إِذا قَدَرَ عَفا، وَإِذا حاسَبَ سامَحَ فَقالَ النَبِىُّ(ص) صَدَقَ الأَعْرابِيُّ أَلا لا كَريمَ أَكْرَمُ مِنَ اللّهِ تَعالى هُوَ أَكْرَمُ الأَكْرَمينَ ثُمَّ قالَ: فَقَّهَ الأَعْرابِيُّ»[21]. 

هذه الروايات؛ هي نموذج من الروايات الكثيرة التي تبين معاملة الله سبحانه وتعالى لعباده بحكم أن «الإسلام يَجُبّ ما قبله»[22] فيغفر الله ذنوب الكافر ذي السبعين عاماً بعد إيمانه،كما قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:

{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَْوَّلِينَ}[23]. 

وكذلك فور قول السحرة في زمان فرعون {آمَنَّا} فإن الله سبحانه وتعالى عفا عن جميع ذنوبهم، وكذلك عندما آمن أصحاب الكهف، فإن الله مع ماضيهم المملوء بالكفر والشقاء، فقد غفر لهم واعطاهم الكرامة والعزة. 

فهذا النوع من الآيات والروايات القوية المتينة هي التي يأمل الإنسان من خلالها بالله سبحانه وتعالى، وهذه الآيات التي لا ريب فيها والإنسان قد حصل له اليقين منها، فلذا فإن أمله قائم على اساس اليقين، فلذلك قال الإمام الصادق(ع):

«والرجاء فرع اليقين». 

في الحقيقة هذه الجملة جملة عظيمة. 

ان الإنسان يرى جميع فضائل وألطاف الله له ولجميع الموجودات، ويرى هذه الآيات والروايات التي هي دليل على لطف الله لعباده، فكيف لا يصل إلى اليقين؟ لم لا يحصل له اليقين؟ فإذا ألتجأ هو أيضاً إلى الله سبحانه وتعالى فسوف يلقى الملجأ عنده، ويغرقه في رحمته التي لا نهاية لها. 

 


[1]- البقرة 2: 64. 
[2]- البقرة 2: 207. 
[3]- البقرة 2: 221. 
[4]- آل عمران 3: 155. 
[5]- النساء 4: 99. 
[6]- الأنعام 6: 147. 
[7]- الأنفال 8: 38. 
[8]- التوبة 9: 120. 
[9]- الزمر 39: 53. 
[10]- بحار الأنوار: 6/4، باب 19، حديث 3؛ أمالي الشيخ الطوسي: 58، المجلس الثاني. 
[11]- وسائل الشيعة: 16/62، باب83 وجوب الندم على الذنوب، حديث21798، أمالي الشيخ الطوسي: 106، المجلس الرابع. 
[12]- المحجة البيضاء: 7/259. 
[13]- نوادر الراوندي: 7؛ بحار الأنوار: 6/7، باب 19، حديث 14. 
[14]- المحجة البيضاء: 7/253. 
[15]- المحجة البيضاء: 7/253. 
[16]- الكافي: 2/440، باب فيما اعصى الله عزوجل آدم، حديث1، وسائل الشيعة: 16/86، باب93، باب صحة التوبة، بحار الانوار: 6/18 باب 20، حديث 1. 
[17]- أمالي الشيخ الصدوق: 495، المجلس الخامس والسبعون، بحار الانوار: 6/20، باب20، حديث7. 
[18]- المحجة البيضاء: 7/254. 
[19]- المحجة البيضاء: 7/254. 
[20]- الكافي: 2/71، باب حسن الظن بالله عز وجل، حديث 1. 
[21]- المحجة البيضاء: 7/262. 
[22]- مستدرك الوسائل: 7/448، حديث 8625؛ بحار الأنوار: 81/316، باب 18. 
[23]- الأنقال 8: 38. 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

وصايا الإمام الصادق(ع) للمفضل
العرفان من لسان الإمام علي(ع)
مراحل الربوبية
طهارة القلب
الحجاب النوراني والحجاب الظلماني
أوصاف العارفين في کلام امام العارفين(ع)
إجتناب المعاصي في الروايات
قصة المتخلّفين الثلاثة في القرآن الكريم
النفس ومراحلها السبعة
عاقبة الخائفين

 
user comment