في هذه اللحظة نقرأ الآيات الإلهية من النسخة الأصلية، من الإمام المبين والذكر الحكيم، والذي عنده علم الكتاب، ألا وهو أمير المؤمنين(ع)، فيقول الله سبحانه وتعالى:
{وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}[1].
لهذا السبب نطق بكلام ـ الذي كان السبب في نطق الإمام ـ فقال:
«انا النقطة تحت الباء، وأشار إلى صدره وقال: اعلموا ان هنا علماً جماً، لو أصبتُ له حمَلة»([2]).
ويجب ان ننتبه بأن الفسق والعصيان، والكفر والرياء، والشرك، وكدورة وضيق القلب، وأي نوع من الظلم والفساد، والفحشاء والمنكر؛ إنّما هو نتيجة ظلام وغفلة القلب عن الله جل وعلا.
ويجب على الإنسان؛ أن يحفظ قلبه من الوقوع في الغفلة، عن طريق إطاعة أوامر الله سبحانه وتعالى، والأنبياء(ع)، والعمل بالقرآن الكريم، والاقتداء بالرسول العظيم(ص)، والأئمة الأطهار(ع).
هذه الحقائق هي السبب في ضياء القلب وتنويره، وإيقاظ الروح من الغفلة، وحدوث وإيجاد النور في القلب.
لأن القلب يُضاء بذكر الله سبحانه وتعالى، ويغلب ذلك النور على جميع حركات وسكنات الإنسان، وبعد هذا، و إثر ممارسة العمل والتقوى، يصبح النور في ذات الإنسان، فيصبح عارفاً كاملاً وسالكاً خبيراً.
لذا إذا كان تعريف الذكر في مقدمة الجملة من ديباجة الكتاب بمعنى القرآن الكريم، يكون المعنى بأن الله جل وعلا نوّر قلوب العارفين؛ بنور قرآنه المجيد، أما إذا كان بمعنى الانتباه، أو بمعنى الصلاة، أو بمعنى الأوراد المذكورة في كتب الأدعية، فإننا نرجع إلى نفس المعنى القرآني له مرة أخرى، ذلك أن القرآن الكريم يحتوي على جميع الحقائق.
[1]- الزخرف 43: 4.
[2]- أسرار الآيات: 46، الحاشية.