«عَنْ حَمْزَةِ بن حُمْرانِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا عَبْدِاللّهِ(ع) يَقُول: إِنَّ مِمّا حُفِظَ مِنْ خُطَبِ النَّبِيِّ(ص) اَنَّهُ قالَ: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّ لَكُمْ مَعالِمَ فَانْتَهُوا إِلى مَعالِمِكُمْ وَإِنَّ لَكُمْ نَهايَةً فَانْتَهُوا إِلى نَهايَتِكُمْ، أَلا إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَعْمَل بَيْنَ مَخافَتَيْنَ: بَيْنَ أَجَل قَدْ مَضى لا يَدْري مَا اللّهُ صانِعٌ فيهِ، وَبَيْنَ أَجَل قَدْ بَقِيَ لا يَدْري مَا اللّهُ قاض فِيه فَلْيَأخُذِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ وَمِنْ دُنْياه لآخِرَتِهِ، وَفي الشَّبِيَبةِ قَبْلَ الْكِبَرِ وَفي الْحَياة قَبْلَ الْمَماتِ فَوَ الَّذي نَفْسُ مَحَمَّد بِيَدِهِ مَا بَعْدَ الدُّنْيا مِنْ مُسْتَعْتَب وَمَا بَعْدَها مِنْ دار إِلاّ الْجَنَّةَ اَوِ النَّارَ»[1].
عَنْ أَبِي عَبْدِاللّهِ(ص) فى قَوْلِ اللّهِ عَزَّوَجَلَّ {وَلِمَنْ خَافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} قالَ: مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللّهَ يَراهُ وَيَسْمَعُ مَايَقُولُ وَيَعْلَمُ مَا يَعْمَلُهُ مِنْ خير أَوْ شَرٍّ فَيَحْجُزُهُ ذلِكَ عَنِ الْقَبِيحِ مِنَ الاَْعْمَالِ فَذلِكَ الَّذي خَافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى[2].
عَنِ الْهِيْثَمِ بْنِ واقِدِ قالَ: سَمِعْتُ أَبا عَبْدِاللّهِ(ص) يَقُولُ: مَنْ خافَ اللّهَ أَخافَ اللّهُ مِنْهُ كُلَّ شَيء، وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللّهَ أَخافَهُ اللّهُ مِنْ كُلِّ شَيْء[3].
عَنْ أَبي حَمْزَةِ قالَ: قالَ أَبُو عَبْدِاللّهِ: مَنْ عَرَفَ اللّهَ خافَ اللّهَ وَمَنْ خافَ اللّهَ سَخَتْ نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيا[4].
قالَ أَبُو عَبْدِاللّهِ: يَا إِسْحاقَ! خَفِ اللّهَ كَأَنَّكَ تَراهُ وَإِنْ كُنْتَ لا تَراهُ فَإِنَّهُ يَراكَ، فَإِنْ كُنْتَ تَرَى أَنَّهُ لا يَراكَ فَقَدْ كَفَرْتَ وَاِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَراكَ ثُمَّ بَرَزْتَ لَهُ بِالْمَعْصِيَةِ فَقَدْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَهْوَنِ النّاظِرينَ عَلَيْكَ[5].
عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّد عَنْ آبائِهِ في وَصِيَّةِ النَّبىِّ(ص) لِعَلِىٍّ(ع):
يا عَلِيُّ ثَلاثٌ مُنْجِيَاتٌ; خَوْفُ اللّهِ في السِّرّ وَالْعَلانِيَةِ، وَالْقَصْدُ في الْغِنى وَالْفَقْرِ، وَكَلِمَةُ الْعَدْلِ في الرّضا وَالْغَضَبِ[6].
عَنْ أَبي عَبْدِاللّه(ع) قالَ: قُلْتُ لَهُ: قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِالْمَعاصي وَيَقُولُونَ نَرْجُوا فَلا يَزالُونَ كَذلِكَ حَتّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ فَقالَ: هؤلاءِ قَوْمٌ يَتَرجَّحُونَ في الأَمانِيّ كَذِبُوا ليْسُوا بِراجينَ، إِنَّ مَنْ رَجا شَيْئاً طَلَبَهُ وَمَنْ خافَ مِنْ شَي ء هَرَبَ مِنْهُ[7].
عن أَبي عَبْدِاللّهِ(ع) قالَ:
«الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخافَتَيْنِ: ذَنْبٌ قَدْ مَضى لا يَدْري ما صَنَعَ اللّهُ فِيهِ وَعُمْرٌ قَدْ بَقيَ لا يَدْري ما يَكْتَسِبُ فِيهِ مِنَ الْمَهالِكِ فَهُوَ لا يَصْبَحُ إِلاّ خائِفاً وَلا يُصْلِحُهُ إِلاَّ الْخَوْفَ»[8].
قالَ الصَّادِقُ(ع):
«مَنْ خَلا بِذَنْب فَراقَبَ اللّهَ تَعالى فيه وَاسْتَحْيى مِنَ الْحَفَظَةِ غَفَر اللّهُ عَزَّ وَجَل لَهُ جَميعَ ذُنُوبِهِ وَإِنْ كانَتْ مَثْلَ ذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ»[9].
عَن أَميرالمُؤْمِنينَ(ع) قالَ:
«إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَصْبَحُ إِلاّ خائِفاً وَإِنْ كانَ مُحْسِناً، وَلا يَمْسِي إِلاّ خائِفاً وَإِنْ كانَ مُحْسِناً لاَِنَّهُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ: بَيْنَ وَقْت قَدْ مَضى لا يَدْري مَاللّهُ صانِعٌ بِهِ، وَبَيْنَ أَجَل قَدْ اِقْتَرَبَ لا يَدْرى ما يُصيبُهُ مِنَ الْهَلَكاتِ أَلا وَقُولُوا خَيْراً تَعْرِفُوا بِهِ وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ، صِلُوا أَرْحامَكُمْ وَإِن قَطَعُوكُمْ وَعُودُوا بِالْفَضْلِ عَلى مَنْ حَرَمَكَ وَأدُّوا الأَمانَةَ إِلى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ مَنْ عاهَدْتُمْ وَإِذا حَكَمْتُمْ فَاعْدِلُوا»[10].
في مَناهِي النَّبيِّ(ص):
«مَنْ عَرَضَتْ لَهُ فَاحِشَةٌ أَوْ شَهْوَةٌ فَاجْتَنَبَها مِنْ مَخافَةِ اللّهِ عَزَّوَجَلَّ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِ النَّارَ وَآمَنَهُ مِنْ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَأَنْجَزَ لَهُ وَعْدَهُ في كِتابِهِ فى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِمَنْ خَافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ»[11].
وجاء في الحديث القدسي:
«يا موسى خَفْني في سَرائِرِكَ أَحْفَظُكَ في عَوْراتِكَ»[12].
يقول الإمام علي(ع) حول الخوف من المعاد ويوم الحساب ـ الذي يعتبر من افضل العوامل المانعة من الذنب ومن أهم أوصاف عشاق الله ـ في نهاية رسالته لعثمان بن حنيف يقول:
«في مَعْشَر أَسْهَرَ عُيُونَهُمْ خَوْفُ مَعادِهِم»[13].
وكذلك في وصف العشاق يقول:
«وَأَراقَ دُمُوعُهُمْ خَوْفَ الْمَحْشَرِ»[14].
وفي عهده لـ(محمد بن أبي بكر) ينصح الناس ويقول ضمن كلامه المضئ:
«وَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفَكُمْ مِنَ اللّهِ»[15].
وفي جانب آخر من عهده لمحمد بن أبي بكر، يقول:
«وَإِنَّ أَحْسَنَ النّاسِ ظَنّاً بِاللّهِ أَشَدُّهُمْ خَوْفاً لِلّهِ»[16].
[1]- الكافي: 2/70، حديث 9؛ وسائل الشيعة: 15/218، حديث 20319؛ بحار الأنوار: 67/362، حديث 7.
[2]- الكافي: 2/70، حديث 10و 2/80، حديث 1؛ وسائل الشيعة: 15/219، حديث 20321؛ بحار الأنوار: 67/364، حديث 8.
[3]- الكافي: 2/68، حديث 3؛ وسائل الشيعة: 15/219، حديث 20322.
[4]- الكافي: 2/68، حديث4، وسائل الشيعة: 15/220، حديث 20235، بحار الأنوار 67/356، حديث3.
[5]- الكافي: 2/67، حديث2، وسائل الشيعة: 15/220 حديث 20324، بحار الانوار67/355، حديث 2.
[6]- وسائل الشيعة: 1/105 باب 123حديث 254.
[7]- الكافي: 2/67، باب الخوف والرجاء حديث5، وسائل الشيعة: 15/216، باب وجوب الجمع بين الخوف والرجاء، حديث20312، بحار الانوار: 67/357، باب الخوف والرجاء وحسن الخلق، حديث4.
[8]- الكافي2/71، باب الخوف والرجاء، حديث12، وسائل الشيعة: 15/219، باب وجوب الخوف من الله، حديث9، بحار الانوار: 67/365، باب الخوف والرجاء وحسن الخلق، حديث10.
[9]- وسائل الشيعة 1//221، باب وجوب الخوف من الله، حديث 20328.
[10]- بحار الانوار: 74/204، باب مواعظ أمير المؤمنين× حديث29، الامالي الشيخ الطوسي:208، المجلس الثامن، حديث 357ـ 7.
[11]- من لا يحضره الفقيه:4/13، باب ذكر جمل من مناهي النبي| حديث 20297.
[12]- ارشاد القلوب: 1/105، الباب الثامن والعشرون في الخوف من الله تعالى.
[13]- نهج البلاغة: رسالة45.
[14]- نهج البلاغة: خطبة 32، الراغبون في الله.
[15]- نهج البلاغة: رسالة 27.
[16]- نهج البلاغة: رسالة 27.