دعاء الجوشن الكبير:
يا سَيِّدَ السّاداتِ، يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ، يا رافِعَ الدَّرَجاتِ، يا وَلِيَّ الحَسَناتِ، ياغافِرَ الخَطِيئاتِ، يا مُعْطِيَ المَسْأَلاتِ، يا قابِلَ التَّوْباتِ، يا سامِعَ الاَصْواتِ، يا عالِمَ الخَفِيّاتِ، يا دافِعَ البَلِيّاتِ.
يا خَيْرَ الغافِرِينَ، يا خَيْرَ الفاتِحِينَ، يا خَيْرَ النّاصِرِينَ، يا خَيْرَ الحاكِمِينَ، يا خَيْرَ الرّازِقِينَ، يا خَيْرَ الوارِثِينَ، يا خَيْرَ الحامِدِينَ، يا خَيْرَ الذَّاكِرِينَ، يا خَيْرَ المُنْزِلِينَ، يا خَيْرَ المُحْسِنِينَ.
يا غافِرَ الخَطايا، يا كاشِفَ البَلايا، يا مُنْتَهى الرَّجايا، يا مُجْزِلَ العَطايا، يا واهِبَ الهَدايا، يا رازِقَ البَرايا، يا قاضِيَ المَنايا، يا سامِعَ الشَّكايا، يا باعِثَ البَرايا، يا مُطْلِقَ الاُسارى.
يا عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي، يا رَجائِي عِنْدَ مُصِيبَتِي، يا مُوْنِسِي عِنْدَ وَحْشَتِي، يا صاحِبِي عِنْدَ غُرْبَتِي، يا وَلِيِّي عِنْدَ نِعْمَتِي، يا غِياثِي عِنْدَ كُرْبَتِي، يا دَلِيلِي عِنْدَ حَيْرَتِي، يا غِنائِي عِنْدَ افْتِقارِي، يا مَلْجَأي عِنْدَ اضْطِرارِي، يا مُعِينِي عِنْدَ مَفْزَعِي.
يا دَلِيلِ المُتَحَيِّرِينَ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ، يا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ، يا جارَ المُسْتَجِيرِينَ، يا أَمانَ الخائِفِينَ، يا عَوْنَ المُؤْمِنِينَ، يا راحِمَ المَساكِينَ، يا مَلْجأَ العاصِينَ، يا غافِرَ المُذْنِبِينَ، يا مُجِيبَ دَعْوَةَ المُضْطَرِّينَ.
يا مَنْ إِلَيْهِ يَرْغَبُ الزَّاهِدُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَلْجَأُ المُتَحَيِّرُونَ، يا مَنْ بِهِ يَسْتَأْنِسُ المُرِيدُونَ، يا مَنْ بِهِ يَفْتَخِرُ المُحِبُّونَ، يا مَنْ فِي عَفْوِهِ يَطْمَعُ الخاطِئُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَسْكُنُ المُوقِنُونَ، يا مَنْ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ.
يا حَبِيبَ الباكِينَ، يا سَيِّدَ المُتَوَكِّلِينَ، يا هادِيَ المُضِلِّينَ، يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ، يا أَنِيسَ الذَّاكِرِينَ، يا مَفْزَعَ المَلْهُوفِينَ، يا مُنْجِيَ الصَّادِقِينَ، يا أَقْدَرَ القادِرِينَ، يا أَعْلَمَ العالِمِينَ، يا إِلهَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ[1].
دعاء كميل:
اللّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ البَلاءِ أَقَلْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْروُهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَناءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ.
يامَنْ إِسْمُهُ دَواءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ، وَطاعَتُهُ غِنىً.
ياسَابِغَ النِّعَمِ، يادافِعَ النِّقَمِ، يانُورَ المُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ، ياعالِماً لايُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَفْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ.
ياوَلِيَّ المُؤْمِنِينَ، ياغايَةَ آمالِ العارِفِينَ، ياغِياثَ المُسْتَغِيثِينَ، ياحَبِيبَ قُلوُبِ الصّادِقِينَ، وَيا إِلهَ العالَمينَ.
الدعاء بعد زيارة الإمام الرضا(ع):
لاتُحْمَدُ ياسَيِّدِي إِلاّ بِتَوْفِيقٍ مِنْكَ يَقْتَضِي حَمْداً وَلا تُشْكَرُ عَلى أَصْغَرِ مِنَّةٍ إِلاّ اسْتَوْجَبْتَ بِها شُكْراً؛ فَمَتى تُحْصى نَعْماؤُكَ ياإِلهِي وَتُجازى آلاؤُكَ يامَوْلايَ وَتُكافَأُ صَنائِعُكَ ياسَيِّدِي؟ وَمِنْ نِعَمِكَ يَحْمَدُ الحامِدُونَ وَمِنْ شُكْرِكَ يَشْكُرُ الشَّاكِرُونَ وَأَنْتَ المُعْتَمَدُ لِلْذُنُوبِ فِي عَفْوِكَ وَالنَّاشِرُ عَلى الخاطِئِينَ جَناحَ سِتْرِكَ، وَأَنْتَ الكاشِفُ لِلْضُّرِّ بِيَدِكَ، فَكَمْ مِنْ سَيِّئَةٍ أَخْفاها حِلْمُكَ حَتّى دَخِلَتْ وَحَسَنَةٍ ضاعَفَها فَضْلُكَ حَتّى عَظُمَتْ عَلَيْها مُجازاتُكَ.
يامَعْرُوفَ العارِفِينَ يامَعْبُودَ العابِدِينَ يامَشْكُورَ الشَّاكِرِينَ ياجَلِيسَ الذَّاكِرِينَ، يامَحْمُودَ مَنْ حَمِدَهُ يامَوْجُودَ مَنْ طَلَبَهُ يامَوْصُوفَ مَنْ وَحَّدَهُ يامَحْبُوبَ مَنْ أَحَبَّهُ ياغَوْثَ مَنْ أَرادَهُ يامَقْصُودَ مَنْ أَنابَ إِلَيْهِ.
ونكتفي بهذا المقتضفات، لأنه إذا أردنا ان نستقصي الآيات والروايات والأدعية فإننا نحتاج إلى تأليف كتاب لوحده.
فهل أنه بعد أن نتمعن في المعاني السامية لهذه الأدعية وندقق في مضامينها العالية ـ التي تبين لنا جزءً بسيطاً من صفات الله ـ فهل يمكن لهذا القلب أن لا يرغب في التلهف لهذا العشق؟ وأي قلب هذا لا يريد ان يغوص في بحر هذا العشق بعد ان عرف الحقيقة؟ وكما يقول القرآن الكريم أن هكذا قلب هو كالحجارة أو أشدّ قسوةً.
فالقلوب التي عشقت الله سبحانه وتعالى بكل وجودها، تعرّفت علی هذا الكنز بعد هذه المعرفة، فبدون هذه المعرفة والتي اساسها القرآن الكريم وجذورها آثار محمد وآل محمد|، هل يمكن للإنسان تحصيل العشق؟
نعم، أولئك الذين عشقوا الله هكذا استطاعوا عن طريق مفتاح المعرفة أن يفتحوا في وجوههم باب المحبة والعشق.
فعشاق حضرة المحبوب هكذا يقولون:
القلب الذي يكون عاشقاً لك، كيف يتعلق قلبه بآخر؟
القلب الذي أنت روحه وعقله، كيف ينسى ذكرك؟
والذي عرفك هل تستطيع الروح تقييده؟، وماذا يفيده أولاده ونساؤه وأمواله؟
وانت جعلته مجنوناً بك في الدارين، وماذا تفيده الدارين إن كان مجنوناً؟
لا نحبُّ ولا نعشق إلا حضرتك، ومن أحبّك فإنّه لا يبالي بأحد.
ليس لأحد في قلبي مكان سواك، والقلب الذي أنت فيه لا يكون لغيرك.
إلهي اسقني كأساً من محبّتك، وأمتني وأحييني في محبّتك[2].
وأيضاً يترنّمون:
سعادة روحي تكون في رضاك، وقلبي في التوجّه إلى حرمك.
وتكتحل عينا العالم، من تراب قدمك.
وإن كان رأيك هو فنائي، فعملي يكون وفق مرادك.
فقلبي ضاق في هواك، و روحی تحلّق نحوک[3].
ويتأوّهون قائلين:
أصبح عاقبة الوطن في ديار العشق، وشربنا الماء من فرات العشق.
وما حاجة العشاق إلى الصباح؟، فخمار العشق ليس فيه آلالام.
دعوت ثلاثين عاماً حتى السحر، وانفتح قلبي كالوردة من نسيم ربيع العشق.
والعقل الفلسفي يفرغ من الآلام، عندما يشرب جرعة من شراب العشق اللذيذ.
ولن تصل إلى هدفك ولن تجد الورود، دون ان تترك النوم وتحمل اشواك العشق.
وكل من أصبح عاشقاً، فليفدي بروحه وجسده للعشق[4].
المقصود في هذا العالم وفي ذلك العالم وكل شيء، هو رؤية وجه المعشوق هذا فقط.
وإذا لم أجد في العالم قبلة، فقبلتي هي وادي المعشوق فقط[5].
[1]- دعاء الجوشن الكبير، مفاتيح الجنان.
[2]- «بابا طاهر عريان».
[3]- «خواجه عبد الله انصاري».
[4]- «وحدت كرمانشاهى».
[5]- «مناجات، خواجه عبد الله انصارى».