هذا نبيّ اللّه يمرّ و إلى جنبه حواريه لو نزلت فكنت معهما ثالثا، قال: فنزل فجعل يريد أن يدنو من الحواريّ فيزدري نفسه تعظيما للحواريّ.
أنّ لصّا كان يقطع الطريق في بني إسرائيل أربعين سنة فمرّ عليه عيسى عليه السّلام و خلفه عابد من عبّاد بني إسرائيل من الحواريّين فقال اللّصّ في نفسه:
هذا نبيّ اللّه يمرّ و إلى جنبه حواريه لو نزلت فكنت معهما ثالثا، قال: فنزل فجعل يريد أن يدنو من الحواريّ فيزدري نفسه تعظيما للحواريّ ويقول في نفسه:
مثلي لا يمشي إلى جنب هذا العابد قال: و أحسّ به الحواريّ فقال في نفسه: هذا يمشي إلى جانبي فضمّ منه نفسه و تقدّم إلى عيسى عليه السّلام فمشى إلى جانبه فبقي اللّصّ خلفه قال: فأوحى اللّه تعالى إلى عيسى قل لهما ليستأنفا العمل فقد أحبطت ما سلف من أعمالهما أمّا الحواري فقد أحبطت حسناته لعجبه بنفسه و أمّا الآخر فقد أحبطت سيّئاته بما ازدرى على نفسه فأخبرهما بذلك و ضمّ اللّصّ إليه في سياحته و جعله من حواريه[1].
[1]- المحجة البيضاء: 7/266.