عربي
Saturday 21st of December 2024
0
نفر 0

قصة المتخلّفين الثلاثة في القرآن الكريم

غزوة حدثت للمسلمين بإسم غزوة تبوك وكانت صعبة للمسلمين وكما يقول القرآن في آية (119) من سورة التوبة؛ أنها كانت ساعة العسرة للمسلمين.
قصة المتخلّفين الثلاثة في القرآن الكريم

{وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَْرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[1]. 

نقرأ في شأن نزول هذه الآية قصة رجال ثلاثة تخلفوا عن الجهاد وبعد ذلك شعروا بالندم الشديد من عملهم القبيح والله الرحمن قبل توبتهم وعفى عن عملهم القبيح. 

ان اولئك الرجال كانوا من المدينة ومن الأنصار واسماؤهم هي: كعب بن مالك، فزارة بن الربيع، وهلال بن امية. 

والقصة كما يلي، مع اختلاف بسيط في بعض التفاسير:

غزوة حدثت للمسلمين بإسم غزوة تبوك وكانت صعبة للمسلمين وكما يقول القرآن في آية (119) من سورة التوبة؛ أنها كانت ساعة العسرة للمسلمين. يقول جابر بن عبد الله الأنصاري: لقد واجهنا في هذه الغزوة ثلاث صعوبات:

قلة الزاد، قلة الماء والجوع، لنا ولأنعامنا، و مشی أكثر الناس سيراً على  الأقدام. أمر قائد الإسلام؛ المسلمين بالاشتراك في هذه الغزوة بأمر من الله سبحانه وتعالى، وكان المنافقون يعيشون في المدينة واطرافها، ويروّجون شائعات السوء من اجل ان يضعفوا ارادة المسلمين في الذهاب في تلك الغزوة، إذ كانوا يقولون: ما هذا العمل؟ كل شهر وكل اسبوع يجب ان نذهب إلى الجهاد ونهدر اموالنا وانفسنا؟ ما هذا الدين الذي يمنعنا من العيش في الحياة ويسلب منا الراحة؟ فأثرت کلماتهم على مجموعة من الناس، ولم يشاركوا في الجهاد دون عذر شرعي، وإذا لم يحارب الرسول الأعظم(ص) تلك الشائعات السيئة واولئك الرجال الثلاثة المتخلفين، فانها ستبقى سنة سيئة وكل شخص بأتفه عذر يفرّ من الاشتراك في الحرب. 

وعندما رجع  الرسول الأعظم  من غزوة تبوك، استقبله الناس الذين كانوا معذورين عن مشاركته في الجهاد، وكان ضمن المشاركين اولئك الثلاثة الذين لم يشاركوا في الجهاد، وذلك بسبب جمع الثمار واداء بعض الأعمال المتأخرة، لكنهم في الحقيقة لم يشاركوا في الحرب بسبب الكسل والخمول؛ فعندما رآهم الرسول(ص) امر  جميع المسلمين بعدم معاشرتهم واعتزالهم. 

فأطاع أهل المدينة امر الرسول، فالبائعين لا يبيعون لهم شيئاً، والناس قد اعتزلوهم، حتى اصدقائهم كانوا يتجنبون معاشرتهم، لدرجة أن أولادهم وازواجهم قد أداروا لهم ظهورهم، فجاءت نساؤهم إلى المسجد وقلن لرسول الله|: بما أن  الله سبحانه وتعالى أمر بأن نعتزلهم؛ يا رسول الله طلّقنا. لكن رسول الله(ص) قال: لا و لکن و لا تمکنوهم. 

حقاً، لقد ضاقت الأرض عليهم بما رحبت وضاقت انفسهم من هذا الاهمال. 

نعم، لقد ارتكبوا ذنباً كبيراً، وهو عدم اطاعة اوامر الله وعدم الاشتراك في الجهاد ضد الكفر. 

وحينما رأوا اوضاعهم على هذه الحالة هاجروا من المدينة إلى الصحراء، وبكوا اربعين ليلة وكانت نساؤهم تأتي إليهم بما يحتاجونه؛ بأمر من الرسول(ص)، وبعد كل تلك العبادة و ذلک البكاء والتضرع امام الله فإنه لم يُعف عنهم، فقال كعب لصاحبيه: ان الله لم يقبل توبتنا وذلك بسبب صداقتنا والآن كل واحد يذهب لوحده، فلنبتعد عن بعضنا الآخر وكلٌ يتضرع لربّه. 

وفي النهاية أنزل الله الرحمن الآية (118) من سورة التوبة وأمر رسوله(ص) والناس؛ بأن يعيدوا روابطهم الاجتماعية مع اولئك النفر الثلاثه، فانتظرهم الناس امام المسجد. وأدخولهم إلى المدينة بكل احترام، فلما وقعت عين الرسول(ص) على كعب؛ عانقه وقال: لا يوجد شيء هو أثمن في عمرك بعد الإسلام من ساعة قبول توبتك. 

 


[1]- التوبة 9: 118. 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الحجاب النوراني والحجاب الظلماني
العرفان من لسان الإمام علي(ع)
مراحل الربوبية
معرفة الله في العلوم الحديثة
الإمام علي(ع)؛ هو القرآن الناطق
الأمل بالله سبحانه وتعالى
النبّاش؛ سارق الأكفان
الأمل في القرآن الكريم و الروایات
أوصاف العارفين في کلام امام العارفين(ع)
تحقيق حول مصباح الشريعة

 
user comment